{ بدء } ...
ليضع كل واحد منكم يده على صدره .... على الموضع الذي ينبض في جوفه ...
و ليتحسّس قلبه فلرُبما وجد شيئاً لا يستطيع أن يناله الآن في ساعته ...
و تتقطع نفسه حسرة ًعليه ...
و لربما وجد ( الزمانَ / المكانَ / العيدَ ) الذي فقده !!
\
/
\
/
لا شيء أجمل في الوجود من هدأة السحر و سكونه ... و لا أعذب من خلوة تتكشف فيها معالم النفس الخفية التي أتعبتها الحوادث و الأيام في لحظة صفاء ...
و خيوط فجر هذا العيد تطل بآمالها على أتراح هذا القلب المرهق الذي أضناه البُعد و شتّته صخب الحياة !
كانت السماء هادئة نقيّة لا يُعكّر صفوها غيم مُثخن و لا سحابٌ مركوم تتنفس الصبح المقبل... قد كساها هذا الشفق المنبعث في أطرافها حلةً ذهبيةً بهية ...
و هذه النسائم الباردة التي تحمل معها عبق الأزهار المتفتحة على نسقٍ فريد و تعطّر بأريجها هذا الأفق الممتد بين الأرض و السماء ... و للطيور تغريد يُشنف الأسماع و يُبهج الروح و يُسعد النفس فقامت تترنّم بأنشودة الفرح و لحن الحياة .... و تشكلت لوحة فنية لو اجتمع أمهر الرسامين و الفنانين من كل أقطار الأرض لما استطاعوا عمل مثلها و أنّى لهم أن يأتوا بمثلها و تلك صنيعة الله _ تبارك و تعالى _ ...
هنالك انسكبت روحي في صفحة السماء و ارتفعت حتى رأيت الأشياء التي كنت أحسبها لجهلي كبيرة قد تبدّل حالها و أصبحت حقيرة لمّا رأيتها من علِ !
و ما أكثر الأشياء التي خُدعنا بها بإرادتنا و سبق علمنا عندما ازّينت لنا لأننا لم نرضَ إلا أن نراها بعينٍ واحدة حتى لو كان بها حول !!
\
/
\
/
و أذّن مؤذنٌ في المدينة أن هلال العيد قد حل ....
و أنّ على الناس أن يتجهزوا لاستقبال الفرح و بشائر السرور ... كلٌ بحسب بؤسه و شقاءه !
فشتّان بين عيد من أسرف بفضل ماله و عيد من يستجدي ما يملأ خواء معدته و لو بجيفة حمار !
و شتّان بين عيد من اكتسى أجمل ثيابه و عيد من لبس الأسمال البالية !
و شتّان بين عيد من أصبح آمناً في سربه مُعافى في جسده و عيد من أصبح مُحتلاً في بلده مُعتلاً في صحته !
و شتّان بين عيد من أضاء ليله بالمُفرقعات و عيد من صُـبّت على رأسه المتفجرات !
و شتّان بين عيد من جمعه الله بمن يُحب و عيد من يبكي فِراق من أحب !
:
:
و الناس يهرعون إلى أسواقهم ليبتاعوا من جديد الثياب و لكن ما فائدتها إذا رجعوا إلى دورهم ولم يجددوا نفوسهم و أخلاقهم و يزيلوا أكنَّة قلوبهم ....
و الأثير يمتلئ بآلاف مؤلفة من رسائل التهنئة بالعيد و قدومه مع أن ما يستحق التهنئة هو أن يأتينا و نحن بأفضل حالٍ منذ آخر مرةٍ زارنا فيها , فهو سيأتي في كل عام مرتين سواء شهدناه أم كنا فيه من الغائبين !
يتقابل الناس تعلو محياهم ابتسامات مُشرقة و تبرق من أعينهم قناديل السعادة و الحبور و لو فتّشت عمّا بدواخلهم و ما تكنّه صدورهم لرأيت أن لكل واحد منهم شيء يهزه و يعذبه !
و لكن هذا يومٌ يُعلن فيه الفرح و يُكتم فيه الحزن .
\
/
\
/
قال : حدّثني عن عيدكم ؟
قلت : عيدي لا أرى له أثراً عندي كما كان بالأمس !
لكن ابحث عنه , ستجده في عيون أولائك الأطفال ببراءتهم و طهرهم و هم يطوفون بثيابهم المزركشة فرحين حول أهلهم و أقاربهم كما تحوم الفراشات الملونة حول الزهور...
عيدي ستجده في تلك الأزقة التي أفتقدها ., وفي زوايا ذلك المجلس في البيت القديم ... عيدي تجده في تلك الموائد العامرة التي رحلت مع جدي _رحمه الله _ ... عيدي جلُّـه سكن في الذاكرة و قليلٌ منه أعيشه الآن !
و إن كان للعيد لذة الآن , فإنها حتماً تتمثل بذلك المنظر المهيب عندما تبزغ الشمس و الرجال و النساء و الولدان قد خرجوا يؤدون صلاة العيد و المسجد يضج بالتكبير ...
الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر ... الله أكبر
و لله الحمد
جميل هذه السطور التي تذكرنا بنعم المولى علينا وتذكرنا ( بشدة ) ان هنالك أحبة لنا يجب أن لا ننساهم في غمرة أفراحنا والسعادة التي تعمر جوانبا وهم يحاولون ان يتحسسونها عن بعد
بارك الله فيك اخي العزيز : عبدالله
شكرا لك هذه المشاعر النبيلة وهذا الطرح الراقي الذي اعتدناه منك
يالله يا عبدالله .. لامست وتر حزين تحرك في داخلي حتى كاد أن يتوقف نبضي .. أفتقدنا الفرحة .. و الصخب .. أفتقدنا أناس كانوا بيننا .. أصبحوا تحت الثرى .. نتصنع الفرح وداخل القلب تبقى هنالك غصّة مشرئبة .. أو ربما افتقدنا سعادة الروح وطمأنينه النفس .. و فرح القلوب .. عندما كبرنا و كبرت أحلامنا وطموحاتنا معنا !
لكن يبقى العيد عيد .. خصوصاً عندما تشاهد الفرحة في عين طفل يتيم فقد أبويه.. كما رأيت اليوم .. عندها تيقنت أن للعيد ألوان زاهية مختلفة أحدها أسود قاتم !
كل عام وانت بخير .. ورحم الله جدك وموتانا وموتى المسلمين
حديثك حديث نفسٍ هادئه .. اللهم اجعله هدوء راحة لا ألم .. : )
صدقني أخي الكريم .. أشعر أني استنزفت طاقتي قبل أن أبدأ مراسم العيد بعد ساعات ..
لكن أملي بالله كبير أن يمر اليوم على خير ..!
شاهدت العيد اليوم في عيون الأطفال و في ملابسهم .. في فرحتهم التي لم تنتظر خطيب الجامع ينتهي حتى تبدأ ..!
فليهنئوا و يفرحوا .. قبل أن تمر بهم الأيام .. و تقلبهم الدنيا ..!
رحم الله جدك .. و رحم موتانا و موتى المسملين أجمعين ..
كل عام و أنت أسعد .. و أعاده الله علينا جميعاً و نحن بأفضل حال ..
سطورك مبهرة حدً الوجع .. قرأتها مرًات و مرًات .. كررً هذه الخلوات وقت السحر و طبب قلوبنا بمثل هذا ..
الله
مااروع وصفك الادبي
وما أجل حروفك المنتقاه
ومااروع العيــــــــــــد
بهذه التمتمات التي ارويتنا بها
بالفعل وصفت فأبدعت
واحترت في الاضافه
ولكنني سأتابع كل رد
وربما ادلي بما لدي
لان ايام العيدوخاصه ان جمعتها المحبه والالفه
صعب والله وصفها
ولو بابسط العبارات
لاني اراها تستحق اكثــر مما سأقول
يتقابل الناس تعلو محياهم ابتسامات مُشرقة و تبرق من أعينهم قناديل السعادة و الحبور و لو فتّشت عمّا بدواخلهم و ما تكنّه صدورهم لرأيت أن لكل واحد منهم شيء يهزه و يعذبه !
و لكن هذا يومٌ يُعلن فيه الفرح و يُكتم فيه الحزن .
صدقت والله في كل كلمة قلتها
رحم الله جدك ورحم موتانا وموتى المسلمين وجمعنا واياهم في جنات النعيم
حقيقةً لم أعرف بأي حُلة كان هذا العيد..رغم رعشة فرح غمرتني للحظة واحدة , لكن تتولى الحياة نصيباً أكبر في قتل تلك اللحظة !
( ليتني لم أفقد منذ زمنٍ مضى هوية العيد التي ضاعت )
ثم فكرت ..كيف هو عيد أوطانٍ مُغتصبة ؟
وأراضٍ منكوبة ,
وقلوب وجلة ..
وعيون لم ترى للفرح لوحة ؟
كان هناك ألم غارق في عينيّ وأنا أُتابع الأخبار على التلفزيون , فقد أصبح هذا الأمر شيئاً أتردد قبل الإقدام عليه ..
كثيراً كُنت أدعي لهم الله , طويلاً كنت اتأمل صوراً ما عادت تُفاجئني لِكثرة إطلاعي عليها ! وكأني عِشتُ ههناك وبكيت ههناك , وعرفت كيف للعيد أن يحل وسماءهم مُلبدة بالخوف والألم .