حذر سماحة المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء من تتبع أخطاء وزلات العلماء والدعاة وطلبة العلم مشيراً أنه لا ينبغي ان يفرح طلبة العلم بأخطاء كبار العلماء وزلاتهم ونشر عيوبهم واتخاذ ذلك وسيلة تجريح والحط من قدرهم.. (انتهى كلام المفتي العام الذي نشر في جريدة المدينة العدد 14348).
أقول:
إنه في الآونة الأخيرة بدأ يلوح في الأفق عدد من القضايا المهمة التي تحتاج إلى علاج ناجع وهذا العلاج لا يتم في يوم أو ليلة إنما يتم بعد دراسة ووقفة جادة وعمل دؤوب متواصل، وقبل الدخول في هذا العمل لعلاج هذه القضايا التي تتزايد يوما بعد يوم تبرز القضية الأهم الا وهي ان البعض هداهم الله وضع نفسه موضع الحكم أو الناقد المبصر لتصنيف العلماء والمشايخ وتقييمهم حتى بات يقدر لهم درجات كأنما كان ذلك الشخص في فصل دراسي وبه عدد من طلابه.. أما يعلم ان ذلك مدعاة للتشكيك فيهم ومن ثم في آرائهم وأحكامهم وفتواهم ومن ثم فإن هذا التشكيك يؤثر سلباً على الأمة ككل ويزعزع ثقتهم ويبث فيهم الرعب ويثير الفتن.
إن السمع والطاعة لولاة أمر المسلمين بما فيهم العلماء والمشايخ أصل من أصول العقيدة قل ان يخلو كتاب فيها من تقريره وشرحه وبيانه وما ذا إلاّ لأهميته وعظيم شأنه إذ أنه بالسمع والطاعة لهم تنتظم مصالح الدين والدنيا معاً وبالاختلاف والافتئات عليهم قولاً أو فعلاً فساد الدين والدنيا.
ولا ريب ان هذا الزمان الذي نعيش فيه الآن اجتمع فيه الجهل بالدين وتزايد الأفكار المنحرفة والمغرضة في نفس الوقت ولكن وللأسف ينساق بعض المسلمين لدعاة التشكيك في الدين وهم لا يعلمون ان ذلك مغرض للزعزعة ولهدم الدين الإسلامي الحنيف المتماسك.
أقول: إن الأمر خطير يدعونا للتأمل في كل كلمة نقولها ويدعونا للصراحة مع أنفسنا فالكل أخذ على عاتقه تقييم المشايخ والعلماء شيخ علمه ضعيف.. وشيخ غير جريء.. وشيخ مداهن.. وشيخ..!!
ما هذا الأمر هل وصل بنا الأمر إلى هذه الدرجة من التشكيك والتقييم؟ ما هذا الأمر هل كل منا يريد ان يزرع الفتن والقلاقل في بلده؟ أين نحن من السابقين الصادقين مع أنفسهم والصادقين مع من حولهم وبالذات مع مشايخهم يقدرونهم يحترمونهم يثقون في علمهم وفي كل أقوالهم.
المؤسف للأمر ان هناك فئة لم تتعلم وقد وصلت إلى درجة معينة من العلم كالكفاءة المتوسطة أو الثانوية أو الجامعة في غير التخصص الشرعي دأبت تقارن بين الشيخ الفلاني والعلاني.
آمل ان نكون صادقين مع أنفسنا ومع مشايخنا. كما آمل من مشايخنا الأجلاء ألاّ يتركوا لهؤلاء الفرصة فتوجيههم وايضاح الحقائق لهم أمر حتمي.

مشكور اخوي
ويا ليت لو يتنبه البعض الى ما يقولون وما يصرحون به من التقليل من شأن العلماء والمشايخ

جزاك الله خير