يا الله ..
ليتَني لمْ أسْمَع صوتَها المشُوبِ بحزنٍ عميق ...
كأن كُل حرف يخرُج من فيها سِكيناً تَنغرِس في قلبِي المجروح...
لمْ أعُد أعرِف كَم مرةً عليّ أن أُمارِس المَوت البَطِيء فِي اليَوم ؟!
أذكر إني كنت مااشي.. في خطى سكة قدييمة .. جيت أبجمع بآقي القصة الأليمة وأرتحل ..! للدرب اللي مايرجعني لصوتك والهدام اللي على أعتاابه مديينة كنت أظن أنه مديينة ..!! هوصحيح بلد ودروبن طوييلة .. بس تربة غريبه .. لا طهر ولا حنييين .. بس هدااام .. وباقي القصة القدييمة .. يعني ماتركتي الا أنتي .. شئ مايعرف يعييش .. بس عرفتي تدفنين حتى مواطي اقداامنا ..! ضآعت الدروب العتيقة .. واستحى درب المديينه .. لا يوصلني لدرببك .. لا تظنينه شهامه .. لا وربي .. لكن اذكر يوم رحتي رحت انادي كل درب تنكرينه ماوطتك أقدام غالي ؟؟ ردت تراب المديينة .. ياهدام ...ياهدام .. اطفي فوانيس الشوارع .. لا الدروب دروب خلك .. ولا عادت هالتربة مدينة ..!
فمي .. مدينة فوضوية ..! جُل مايسكنهآ .. ستة أحرف .. أ..ف..ت..ق..دُ..كـ ج ــــداً ..
.. قلبي .. ساحة تسوول .. طُرق الباب خلسة ..! أتسمحين ؟ عذراً .. لم أعد أرمي فتات الخبز .. منذ أن أيقنت أن من رحل لا يعود ..
.. عينآي .. باب عتييق .. أوصد في وجه أمنيات قديمة .. الآن .. لم تعد أماني ولكن ذكرياات .. ..
شفتاي .. كلمة لم أنطقها .. ولن .. ولا .. وجميع حروف الجزم .. الا عندما تسكن جوفي معانيها .. لن أصرخ بها .. فأنا عذراء ..يكسوني الخجل .. ولكن عندما يحبس يمنااي بمحبس سأهمس بها .. ولن أكترث ..
..
دكتور خالد .. كنت .. ومازلت .. تأسرنا بروعتك كما في البيوت القديمة ..
زعيمهم كللهم .. لا أبجدية خُلقت لتوصف مدى فرحتي بعودتك ..
كُنتْ في الثآمنة مِنْ العُمرْ كُنتْ أخاف المَطرْ .. كُنتْ أخاف أن أُبلل ثيابي فتنهال أُمي علي غضباً كُنتْ أحمل للمَطر كُرهاً شديداً , كنتْ أحقد على الاطفال الذين يركضون في المَطرْ كُنت مَحرومه كثيراً لانني كُنت أخاف كثيراً كنت أصدق أن خلفي رجُلاً يكتب لأمي كل شيء أفعله في غيابها ( : فكنت أخاف أن يُخبرها ذلِك الرجل بأني لعبتُ تحتَ المطر كُنت أكتفي فقط بمُشاهدة المطرِ من خلف الشبابيْك كُنت أكتفي بالرسمْ على الزجاج عِندما يبتلُ بالمطرْ كنت أكتفي بشم رائِحةً الأرض بعد المطْر والآن وقد بَلغتُ من العُمر .. أصبحتُ أحب المطر وأركضُ في المَطر وألعبُ تحتَ المطر وأقضي ساعاتِ الهُطول كُلِها وأنا رافعةٌ عينيَّ إلى السماء لأسألَ الله أن لا يتوقفِ المطرْ ولكنْ سماءُ مدينتي جافةٌ جداً , وأرض مدينتي يقتُلها الظمأ جِداً حَتى القلوب أصبحت فقيرةً جداً , أصبحت الضمائر مُتسخةً جِداً والنوايا سوداءَ كـ الليلِ لا يعرفُ نهار أريد المَطر أرجوكم قُولو للمطرِأنْ يهطِل , فأنا بحاجةٍ للِمطر والآرض بحاجةٍ للمطر , والزرعُ بحاجةٍ للمطر والخوفُ الذي بظلامِ النفوس بحاجةٍ للمطر والدعاءْ الملجوُم بالغضبِ بحاجةٍ للمطْر, والنفسُ بحاجةٍ لأن يُطهِرها المَطر ..