هل بالأمكان ان اذهب معكما الى الكنيسة ؟ هكذا كان حديثي موجها الى ( مايك ) و ( ليزلي ) اللذان يستضيفانني بمنزلهما في كندا ..
كانت الايجابة بالإيجاب وهكذا انتظرت يوم الأحد الماضي استعدادا لزيارة هذا المكان والمشاهدة عن قرب لهذا المعتقد الذي ينافس الاسلام بانتشاره في اصقاع مختلفة من كرتنا الارضية .. وحقيقة ان رغبتي بزيارة الكنيسة كانت لغايتين لا ثالث لهما : الأولى هي تطوير مهارة الاستماع لدي مع لغة فرضت حضورها العالمي ولا املك منها سوى ما يعينني على قضاء حوائجي الشخصية حين السفر .. والثانية هو ذلك الفضول الذي يدفعني دوما لكي اقترب دوما من كل ما هو مجهول بالنسبة لدي او يثير الرعب في نفسي .. ولقد كانت طقوس الكنيسة مجهولة لدي خاصة وقد حاولت ذات مرة في دولة عربيه ان اكون حاضرا لأحدى صلواتهم ولكن النظرات وانا اسير متجها الى باب الكنيسة كانت كفيلة ان تقول لي لا تلومن الا نفسك وقد اكد ذلك احدهم بقوله : ماذا لديك هنا ؟ يبدو ان بني يعرب متشددين بطبعهم مهما تباينت دياناتهم
:: كنيسة بدون صليب !! ::
هكذا وجدت نفسي يوم الأحد الماضي اترجل من السيارة التي اقلتني مع عائلتي الجديدة متجهين سوية الى الكنيسة والتي ما ان وصلت بابها حتى اعدت توثيق الرابط بيني وبين خالقي وانا انطق كلمة التوحيد وأردد رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد عليه الصلاة والسلام نبيا ورسولا .. ثم دفعت الباب وتوكلت على الله
سرت في ممرات الكنيسة الى ان وصلنا الى قاعة واسعه دخلنا اليها واخترنا مكان في وسط القاعة وكان هنالك شخص يلقي محاضرة تركته وشأنه وأخذت اجوب بناظري ارجاء المكان وتفاجات من أمر غريب : لا يوجد صليب في هذه الكنيسة !!! وتذكرت ان هنالك فرقة مسيحية حوربت من الطوائف المسيحية الأخرى لفترة طويلة من الزمن وهي لا تضع الصليب وان كانت تؤمن بالثالوث حسب زعمهم .. هذه الفرقة والتي تعد من الاقليات في المجتمع المسيحي تسمى ( المورمن ) او هكذا اذا لم أخطئ التهجئة وقد تأكدت من صحة ما ذهبت اليه فيما بعد
انتهى الرجل من خطابه والذي لم افهم منه شيئا ليس لأنني لا اجيد الانجليزية بل لأنه يتحدث العامية وانا اجيد الفصحي ( عيني في عينك ) ثم كانت هنالك معزوفة غنائية تقودها فتاه شابه أخذت تلوح بيديها ميمنه وميسرة مع قرقة تنشد شيئا ما .. ومن عيني تلك الفتاه شعرت ان ليس لها علاقة من قريب او بعيد بقيادة هذه الفرقة وان دورها لا يقتصر سوى بالقيام بدور ( خيال المهاته ) !! وخيال المهاته هو ذلك القش الذي يصنع على شكل بني آدم ويضع في وسط الحقول والباسه طاقية وقميصا من اجل أخافة الطيور على اعتبار انه انسان ( ما تشوفون افلام كرتون ) ثم كان اولئك الفتيان والفتيات اذين أتوا لنا بكؤوس صغيرة من الماء والتي يبدو انها مقدسة لديهم وكانوا ما ان يعطوني اياها حتى انقلها تباعا الى ( مايك ) و ( ليزلي ) وهكذا فعلت ايضا مع بعض لقيمات من الخبز .. وشعرت انني نجوت بجلدي
:: مادلين وعم صالح ::
بضع خطابات وبضع اغنيات هكذا هو الحال خلال هذه الجولة وان تنبهت ان هنالك امرأة تشبه الى حد ما ( مادلين اولبرايت ) وزيرة خارجية الولايات المتحدة في حقبة كلينتون .. كانت تجلس مع اربعة اخرين في المنصة الرئيسية وتنظر الى بشئ من العدوانية لا ادري ما مسبباتها ؟ ولكن تبين لي انها تنظر للجميع بذات الشاكلة فاشفقت عليها حيث ظننت انها قد تكون راهبة عزفت طويلا عن الزواج فاصيبت بعقد نفسية شتى وفكرت ( بعم صالح ) وعم صالح هو رجل ثمانيني من ابناء منطقتنا يبحث عن عروس يبدو ان الحياة لم تتمكن من هذا الشايب ويبدو انه قد حان لي ان اجمع رأسين بالحلال وأحل عقدة ( مادلين اولبرايت ) التي لم تتمكن من حل ما يسمى ( الشرق الاوسط ) في عهد ادارتها للخارجية الامريكية .. وتخيلت مقدار سعادتي وانا كاسر عين ( مادلين ) والبركة في ( عم صالح )
:: اصبحت مشهورا في فريق كندي ::
انتهت الجولة اعلاه وكنت اظن ان طقوس عبادتهم قد انتهت وحان لنا المغادرة ولكن تبين لي ان هذه الحصة الأولى وان هنالك حصة أخرى حيث سوف تذهب ( ماما ليزلي ) الى قاعة تضم مجموعة من النساء والاطفال للقيام ببعض النشاطات التي تعني بالطفل والأسرة ( عجبتني هذه الفكرة ) بينما سوف يذهب ( بابا مايك ) الى قاعة أخرى لأخذ دروس في الدين او وفق مصطلحاتنا ( يتفقه دينيا ) !! وبينما يحدثني ( مايك ) حول ذلك الا وأجد يد تمتد نحوي بالسلام وترحب بقدومي الى الكنيسة وتحدثني عن مشاركتي البارحة مع فريق الحي في كرة القدم !!
كان شابا ثلاثينيا حسن الهيئة ضخم الجثة ابيض كالحليب مع بعض الطماطم حول وجنتيه وكان ان حدث ان اتاني الى مقر سكني شابين كنديين يعرضان علي فكرة المشاركة مع فريق المنطقة التي نسكنها وقد اعتذرت منهما في بادئ الأمر لعدم ممارستي كرة القدم فترة طويلة من الزمن ولكني وجدتهما متحمسان فلم ارد لهما طلبا وبالفعل في صباح يوم السبت الماضي حضرت الى الملعب وشاركت في المباراه الودية حيث لعبت حارسا وولج مرماي هدفا ثم لعبت في الوسط المتقدم وصنعت ثلاثة اهداف فرضت حضوري بين المشاركين سعدت انه لا زالت هنالك بقايا من مهارة وحقيقة ما ساعدني على اظهار مهاراتي هو ان مجمل اللاعبين لا يجيدون اللعبة جيدا باستثناء شخصين من المانيا وآخر من المكسيك ورابع من الصين ولم يكن حظ فريقي من هؤلاء سوى شخص الماني واحد كان متعاليا في البداية ولكن بعد ذلك كونت معه ثنائيا ناجحا ومرغت انف ( هتلر ) الذي يعلو ملامح لاعبنا الالماني التراب
سألت ذلك الشاب الثلاثيني والذي عرفني بنفسه ( فرانك ) .. هل شاركت معنا البارحة ؟ فأجابني بالنفي ولكنه سمع عني .. يريد القول انني اثرت اعجابه من بين ( 22 ) لاعبا !! وانا من الاشخاص الذين لا يثقون بأولئك الذين يبالغون في المديح من النظرة الأولى
:: امام فوهة !! ::
طلب مني ( فرانك ) : هل لدي مانع من مشاركتهم الدرس ؟ فاجبت انني سأكون مسرورا بذلك .. هكذا تركت ( بابا مايك ) الذي ابلغني انه سوف يلحق بي وتركني ضحية مرتقبة لهؤلاء الجلادين القادمين من عصر محاكم التفتيش ( هل تذكرون أثنينية الغرناطي ) .. دخلت الى القاعة وهي لا تسمى قاعة بمعناها الحقيقي بل نستطيع وصفها بالفصل .. كان هنالك رجل مكتنزا مثل ( خرتيت صغير ) وبجواره امرأة مكتنزه عرفت انها زوجته فيما بعد وهي ايضا ما شاء الله عليها ( خرتيته صغيرة ) ثم فتاه حسناء تحمل طفلا يبدو انه لم يتجاوز العام في حضنها ثم الشابين اللذان قدما لي الدعوة للمشاركة في مباراة كرة القدم .. لا ادري لماذا شعرت حين مشاهدتهما ومديح من يدعوا ( فرانك ) انني اصبحت هدفا لفوهة مدفع
:: اخيرا .. انا عربي !! ::
عرفتهم بنفسي انا طارق من ( الأرض العربيه ) وحقيقة ان مصطلح الارض العربيه هو المكان الذي انتسب اليه دائما خاصة وان كثيرين لا يعرفون الدول العربيه الا انها ( arabia ) واذا كان هنالك شخص متحمس لديه بعض العلم قلت له : من ( اليمن ) واذا لم يعرفها قلت له : من ( السعودية ) واذا لم يعرفها قلت له : من ( دبي ) واذا لم يعرفها قلت له : لماذا تسأل يا متخلف طالما انك لا تعلم ؟! وحقثيقة ينتابني شعور جميل لا احرم نفسي منه عندما اقول انني من ( الأرض العربيه ) واتنقل بين دولها كما اشاء دون الحاجة الى جواز سفر او تأشيرة .. شكرا ( كندا ) ان منحتيني هذه المساحة فانتمائي الى العروبة اصبح محط شبهة في وطننا العربي الكبير ناهيك انها مثار سخرية واستغراب الكثيرين
:: جعلوني مسيحيا !! ::
بعد ان تبادلنا التعارف وبعد ان داعبني ( فرانك ) انه سعيد ان الجميع يهتم بتعلم اللغة الانجليزية حتى لا يضطر الى تعلم لغات أخرى .. بادلته انني سعيد ان اتعلم لغات أخرى حتى ازداد اتصالا ومعرفة بالاخرين من المجتمعات الأخرى .. يبدو ان اجابتي قد احرجته
حدث موقف طريف بعد ان انتهينا من التعارف ان استيقظ الطفل الذي في حضن تلك الفتاه وأخذ يجوب النظر بين الحاضرين وتوقفت عينيه علي ثم ابتسم ابتسامة ملائكية وتحرك ضاحكا !! وقد تفائلت خيرا خاصة ان ردة فعل الطفل اثارت انتباه الجميع وهو الذين كانوا ينظرون اليه حينما استيقظ ولم يبتسم في وجوههم بالنسبة لي ان هذا الأمر عاديا ولكن من تقاسيم وجوه البعض يبدو ان ذلك لم يرق لهم فكأن لسان حالهم : لماذا يبتسم للمسلم ولم يبتسم الينا نحن من بني دينه !!
وموقف طريف آخر تبين لي فيما بعد انهم اعتقدوا انني مسيحي من العرب .. وعندما سألني فرنك في بداية الجلسة لأي مذهب مسيحي انتمي ؟ ابتسمت في وجهه وقلت له : أنا مسلم شعور جميل ان تعلن عن هويتك الدينية في عقر دار الكنيسة وبحضورهم وبكل ثقة وإيمان .. لك الحمد ان خلقتني مسلما وأسألك اللهم ان تعز الأسلام والمسلمين
:: فكوني من ( فرانك ) .. يرحم والدينكم ::
تبين ان ( فرانك ) له مكانه دينيه في هذه الكنيسة حيث كان هو المعلم الذي يعلم الآخرين دينهم وكان الحديث عن ( روح القدس ) عليه السلام او هكذا فهمت من قوله ( holy ghost ) .. يقرأ بعض السطور او يطلب من الآخرين القراءة ثم يضع ( كتابهم المقدس ) على الأرض ويبدأ في تفسير ما تم قرائته .. كنت جالسا متصفا بالأدب وحسن الاستماع حتى اعلمهم ان ديني يعلم اتباعه الأدب وأحترام الآخرين واذا ما كانت هنالك دعايات مسيئة تجاه الاسلام والمسلمين فأنا امامهم نموذجا عن الاسلام والمسلمين واتمنى ان اكون ايجابيا ثم طلب مني ( فرانك ) ان أقرأ من انجيلهم .. ويبدو انه ارادني ان اعتذر حتى يظهر مني ما يثير حفيظة الآخرين ولكني فاجئته بالقبول وان لا مانع لدي وان يعذروني اذا اخطئت القراءة قرأت بضع سطور وسط ملامح الدهشة من الآخرين وان لم يرق ( لفرانك ) تصرفي فكلما اراد غاية اتيت عكسها
شكر الحاضرين قرائتي وأظهروا سعادتهم بتواجدي .. شعرت انني كسبت ارض جديدة ولكن ما يحز في نفسي انني لم اكن أملك اللغة اللازمة التي تمكنني من الاستفادة منها بشكل جيد ولكن أملي بالله كبير في قادم الأيام .. عاد ( فرانك ) للحديث مرة أخرى عن روح القدس والأب والأبن وكأني فهمت من كلامه ان روح القدس وفق معتقدهم تمثل روح الخير وان لم افهم طبيعة العلاقة بينه وبين الأب والأبن في ثالوث معتقدهم نسأل الله لهم الهداية ثم سألني ( فرانك ) .. هل تعرف روح القدس ؟ قلت له انني قد لا اتمكن ان اشرح بشكل ممتاز لضعف اللغة خاصة واني اسعى لأتقانها ولكن اذا ما رغبتم فان روح القدس في ديني هو الملاك جبريل عليه السلام ووظيفته ان يقوم بنقل تعاليم الله ( LORD ) الى الانبياء ( موسى = MUSES ) و ( عيسى = JESUS ) وآخرين وآخرهم ( محمد = MOHAMED ) عليهم الصلاة والسلام .. قال لي : ان فهمكم خاطئ لروح القدس ! ابتسمت وقلت له : هذه وجهة نظرك لم ارغب ان يستغل اي حماس ديني في داخلي في خوض معركة جدلية سأخرج منها مهزوما بحكم ضعف اللغة فأكتفيت ان أظهرت ان كلامه ليس له معنى لدي وانها مجرد وجهة نظر هو يعتقدها ولكن رب رمية من غير رامي اتتني بعد الحصة تلك المرأة التي وصفتها ( بالخرتيتة الصغيرة ) تشكرني على تأدبي واحترامي لدينهم وانها احترمت عدم خوضي لجدال مع ( فرانك ) حول صحة معتقدهم
انتهت هذه الحصة وشكرني الجميع وطلبوا مني تكرار الزيارة ولم انسى قبل ان اغادر الحصة ان اقترحت عليهم اعتقادي انه من الافضل عدم وضع ( الكتاب المقدس ) على الارض وانه يجب احترامه .. صدقا لقد تغير وجه ( فرانك ) امام الحاضرين وهو الذي كان يلقي بالكتاب على الارض ولم يسعه سوى شكري على نصيحتي وانه سوف يحرص على ذلك ،،،
:: حديثهم في الذات الألهية ::
ظننت ان الموضوع قد انتهي خاصة وان لنا ساعتين من الزمن كانت احدهما في الصلاة التي اقيمت وكانت الأخرى في حصة الدين ولكن ابلغني ( بابا مايك ) ان هنالك جلسة أخرى في القاعة الرئيسية التي كنا فيها سابقا لا يحضرها سوى وجهاء الكنيسة من نخبتهم .. كان يحدثني بحضور شخص مهاجر من دولة ( التشيك ) ويبدو من ملامح وجهه واسلوبه انه مثير للمشاكل حينما ذهب وشخص آخر ظهر لي فيما سبق وهو من ضمن ( الخمسة ) الذين كانوا بالمنصة بجوار زوجة عم صالح ( مادلين اولبرايت ) انه شئ مهم بالكنيسة .. هكذا اعتذرت منهم بحكم انه اجتماع خاص ولكنهم طلبوا مني اذا ما رغبت بالحضور انه يمكنني ذلك .. فوافقت على الفور صراحة انا مؤمن جدا بديني واؤمن جدا ان ديننا يتمتع بالشجاعة وانه على الحق وكيف لا يكون كذلك وهو يدعوننا ان نجادل الآخرين بالتي هي أحسن ولم يقل لنا تقوقعوا حول انفسكم وأحذروا من الحديث مع الآخرين .. لذلك لم اكن ابالي اينما توجهوا بي فانا ( مسلم ) فماذا عساهم فاعلين ؟
غادر جميع الصبية والمراهقين والشباب عموما وبقوا الكهول وانا معهم بالرغم ان اصغرهم سنا اقول له : يا جدي وعلمت لماذا هذا الحضور يقتصر على الكبار بالسن وذلك لأنهم يتحدثون عن أمور لا يرغبون لحديثي السن ان يفتنوا بها .. وكيف لا يكون ذلك كذلك وقد كان محور لقائهم : هل الله رجل أم أنثى ؟!! ( تعالى الله عما يصفون ) .. صراحة لقد تعجبت لماذا وافقوا ان أكون حاضرا مثل هذا الحوار ولكن يبقى أمر الله .. تجادلوا .. تحاوروا .. تناقشوا .. واشهد لهم بأمر واحد انهم كانوا راقيين في تبادل النقاش فيما بينهم فلم يلفت نظري ان احدهم سفه الآخر او كان صوته عاليا أكثر من اللازم او يلوح احدهم بكلتا يديه في وجه الآخر مثل احاديثنا العربيه العاطفية كان اسلوب حديثهم اسلوب من يبحث عن العلم والحقيقة ومن يبحث عن ذلك ليس في حاجة غالبا ان يغضب .. دام الحديث طويلا ولم افهم الكثير ولكن ما فهمته في نهاية الموضوع الذي استمر لمدة ساعة انهم قرروا تأجيل الحوار الى الاسبوع القادم بحيث يجلب كل فريق الدلائل التي توثق وجهة نظره .. وقبل ان يغادر الحاضرين القاعة توجه ذلك ( التشيكي ) بسؤال نحوي قائلا : ماذا يقول ( محمد ) عن ( الله ) .. هل هو رجل ام امرأة ؟ وقد نطق ( الله ) كما ننطق لفظ الجلالة بالعربية .. فقلت له : في ديني ( الله ) هو ( الله ) .. لا يوجد له مثيل ،،،
:: متفرقات مغترب ::
تريدون الصدق ان كنت قد وفقت في حضوري فذلك فضلا من الله وحده وان خانني التعبير فنسأل الله الرحمة والمغفرة .. ولكن يبدو من حديث ( بابا مايك ) عندما عدنا الى المنزل ان ما اردت ايصاله كان واضحا ومفهوما لهم بالرغم من ركاكة لغتي وضعفها .. ولكن الحمدالله ان اكرمني الله من عنده .. وقد تحدث مايك طويلا مع عائلته حول طلبي بعدم وضع ( كتابهم المقدس ) على الارض وقال لي : هل تضعون القران على الارض .. فقلت له : بالطبع لا .. فالقران كتاب مقدس يجب احترامه وعدم وضعه على الارض .. فاجابني بحضور عائلته : لذلك طلبت من ( فرانك ) عدم وضع ( كتابنا المقدس ) على الارض .. صراحة لقد كانت فكرتك عظيمة ،،،
في يوم آخر تحدث معي ( بابا مايك ) حول اهتمامه عندما قلت : الله هو الله .. فاراد مني ان اوضح له أكثر .. في بعض الاحيان يستفزني ( مايك ) وعائلته عندما يتحدثون معي كأنني من مواليد ( كندا ) فقلت له : مايك .. انا لست متقنا للغة ولا استطيع الايضاح ولكن يمكن لك اذا الامر يهمك ان تقرأ عن الاسلام أسأل الله له وعائلته الهداية .. وحقيقة انهم اناس طيبين وانا احببتهم خلال عشرين يوما قضيتها بينهم حتى التو واللحظة
:: انطباعات شخصية ::
في الختام قبل ان استودعكم الله .. اردت ان اوضح بعض النقاط :
1 - كل من يقرأ هذا الموضوع هو شخص يمثل الاسلام مهما كان عمره وهيئته وعلمه .. فحاول ان تكون مسلما فعالا ولو بحسن الخلق .
2 - يحدث ان البعض في حماسه قد يؤلف في دينه او يقول معلومه غير مستوثق منها من اجل لا يشعر انه هزم في محاورة او نقاش .. تذكر انك تدعوا الى خير لذى لا تسلك سوى سبل الخير وانت غير ملزم ان تكون كاذبا .
3 - كثير الحوار ينفر النفوس ويزيد البغضاء ويحقق الخسائر أكثر من المكاسب خاصة عندما يتعلق الأمر بالدين .. لذى انصح لمن يرغب في الحديث مع غير المسلمين ان يحدثهم عن الاسلام بدون الحاجة الا تسفيه شخص المحاور او تسفيه معتقده .. دع الحديث عن الاسلام ورؤيته للحياة والانسان وآدابه وأخلاقياته فذلك اقرب للمتلقي مما لو اصبح الأمر مجرد تحقير لقيمه الدينيه .
4 - ينصح قبل ان تتحدث عن الاسلام ان تمنح الطرف الآخر فرصة ان يتعرف على شخصيتك ويرى جوانب السلوك الحسن والخير فيها وايضا محاولة ان تشاركه افكاره ومشكلاته .. فذلك اقرب الى المتلقي .
5 - لاحظت ان كثير من الطلاب العرب يشعرون بنوع من الرهبة في التواصل مع الكنديين ولديهم مشاعر بعدم الثقة نحوهم .. وهذا خطأ عظيم ان توجد كيان ثقافي او ديني بمعزل عن الآخرين خاصة وانت تعيش بينهم وفي وطنهم .. لذى يجب ان نكون أكثر جرأة وثقة بانفسنا وبديننا .
6 - كم اتمنى من الجمعيات الاسلامية في الاقطار العربيه ان تبحث عن الدعاة المسلمين من ابناء الدول الغربيه وليس ابتعاث الدعاة من اقطارنا .. لماذا ؟ الداعية المسلم من ارض كندا او امريكا او غيرها يملك اللغة ويملك المعلومات التاريخية والفكرية والعقائدية والاجتماعية التي تمكنه بسهولة واقتدار من دعوة ابناء وطنه خيرا وافضل ممن يأتون من اقطارنا .. ليتهم ينتبهون الى ذلك ،،،
7 - قرأت في حال عدم معرفة الآخرين بلفظ الجلالة ( الله ) ان يتم الاستعاضة عنها بالقول ( LORD ) .. حيث تعد اقرب لمعنى ( الله ) من قول البعض ( GOD ) .. والله أعلم .
ختاما ان وفقت فمن الله وأن أخطئت فمن نفسي والشيطان .. دعواتكم يحفظكم الله .. وفي امان الله وحفظه
بعد تكبير الموضوع وقرائته .. كل اللف والدوران هذا علشان تعلمنا انك رحت كندا والا انك تتكلم انقليزي .. !! بيني وبينك ما فروا مخك وبديت توسوس .. !! الا صح وش جدولك بكره .. !! انتبه لعمرك ولا تروح معهم واجد .. خوفي لا اشوفك راز الصليب بتوقيعك ..
نجي للجد .. اهنيك على جرأتك وقبولك الذهاب معهم للكنيسة .. صراحة نقلت صورة جميلة ومشرفة جدا للاسلام في عقر دار النصرانية (( الكنيسة )) .. << لك مو للكنيسة .. طبعا هم حاولوا يستدرجونك للنصرانية .. بس مشكلتك عنيد وراسك يابس .. وانت وضحت لهم الاسلام ليس بعلمك او بجدالك بل بسمو اخلاقك .. لكن لي عتب عليك في موضوع قرائتك لكتابهم المقدس .. اذكر حديث اللي في معناه ان الرسول عليه الصلاة والسلام وجد عمر بن الخطاب يقرأ كتاب النصارى فنهاه عن قرائته .. هذا وهو عمر بن الخطاب اللي لا مشى من درب مشى الشيطان من درب ثاني .. فما بالك بنا اللي الشيطان صار ينحاش منا من كثر بلاوينا ..
طارق .. روح ياشيخ والقلب داعي لك .. الله يوفقك وكل مغترب عن بلاده وينفع فيكم .. وتردون ان شاء الله سالمين من كل مكروه ..
مرحبـا مليون بإبن اليمن الغالي وأخيرا شفنا يوزرك يا رَجُل !
لحظات سوف أقرأ موضوعك
//
عدنا رائع ما قرأت عن زياراتك وحسن أخلاقك فيها , ما شاء الله عليك .. أتوقع إنك قدرت تأثر فيهم ولو بالشيء البسيط , وتركت عن الإسلام إنطباع ولا أروع , أخوي :: طارق :: أتمنى وصولك لأرضك بالسلامة
*** أهلا طارق , استمتعت بالحديث عن الكنسية ويالها من مغامرة جميلة أنت خضتها , و ياليتني أخوضها , على الأقل أفهم ماقالوا ليس مثلك
.. ][ نقاط ][ ..
* سمعت أن المسيحين يحاولون جلب النساء الجميلات لترغيب الناس في الحضور << كم انت محظوظ يا ابن اليمن .. * ابتسامة الطفل إليك وحدك , وضعت في قلوبهم الحقد , وخفت أن يحصل مكروهـ إليك , لكن من زينك علشان يشوفك
و هذهـ بعض الأسماء التي أعرفها للأنبياء لربما يستفاد منها
Jesus = عيسى Moses = موسى Mohammed = محمد Solomon = سليمان Abraham = إبراهيم Noah = نوح , تنطق نوأأح
والله ما اصدق انك للحين مسلم لين تتشهد ,, انطق بالشهادة يالله ,,
بيض الله وجهك يا طارق ,, فعلا رفعت راية الاسلام بينهم ,, بالرغم من انك لم تتقن اللغة جيدا ,, الا انك وضحّت شخصية المسلم الحسن ,,
وختاما ,, اتمنى منك اشياء , ورب البيت ودي اني محلك واسويها ,,: 1- احذر من الدخول للكنيسة , فمن الممكن ان يغدروا بك بأي لحظة ,, 2- ناقش مايك عن معتقداتهم الخاطئة ,, مثلا: أ) ان عيسى رفعه الله ولم يمت ,, ب) ان كتابهم تم تحريفه من قبل قسسهم ( جمع قس ) , وان الكتاب الحقيقي سيجده المسلمون في آخر الزمان ,, ج) ناقشه في ايجابيات دين الاسلام ,, 3- احرص على اقتناء كتب باللغة الانجليزية عن الاسلام وتركها في البيت ( تناساها ) ,,
عسى الله ان ينفعك بما تفعله في ذاك ,,
واعذرني على الافكار اللي ما لأمها داعي بس طلعت تسذا لأنها في بالي من زمااااااان ,,
نقلت صورة جيدة عنّا.. أجملها عندما قلت لهم أن يرفعوا كتابهم المقدس.. عن الأرض..
رغم أننا لا نعتقد بقدسيته لكنّها طريقة لوضع العسل في السمّ..!<< ربّما أخطئت التعبير لا أدري.!
ليتك تقرأ أكثر عن كيفية دعوة النصارى للإسلام.. و كيفية الردّ على شبههم..
و كيف تثير لديهم التساؤلات بطريقة مؤدبة و غير مباشرة..
فربّما هدى الله بك كنيسة بأكملها..
وهكذا انتظرت يوم الأحد الماضي استعدادا لزيارة هذا المكان والمشاهدة عن قرب لهذا المعتقد الذي ينافس الاسلام بانتشاره في اصقاع مختلفة من كرتنا الارضية .. وحقيقة ان رغبتي بزيارة الكنيسة كانت لغايتين لا ثالث لهما : الأولى هي تطوير مهارة الاستماع لدي مع لغة فرضت حضورها العالمي ولا املك منها سوى ما يعينني على قضاء حوائجي الشخصية حين السفر .. والثانية هو ذلك الفضول الذي يدفعني دوما لكي اقترب دوما من كل ما هو مجهول بالنسبة لدي او يثير الرعب في نفسي .. ولقد كانت طقوس الكنيسة مجهولة لدي خاصة وقد حاولت ذات مرة في دولة عربيه ان اكون حاضرا لأحدى صلواتهم ولكن النظرات وانا اسير متجها الى باب الكنيسة كانت كفيلة ان تقول لي لا تلومن الا نفسك 
وقد اكد ذلك احدهم بقوله : ماذا لديك هنا ؟ 
يبدو ان بني يعرب متشددين بطبعهم مهما تباينت دياناتهم 
وقد تأكدت من صحة ما ذهبت اليه فيما بعد 
ليس لأنني لا اجيد الانجليزية بل لأنه يتحدث العامية وانا اجيد الفصحي ( عيني في عينك ) 
ثم كانت هنالك معزوفة غنائية تقودها فتاه شابه أخذت تلوح بيديها ميمنه وميسرة مع قرقة تنشد شيئا ما .. ومن عيني تلك الفتاه شعرت ان ليس لها علاقة من قريب او بعيد بقيادة هذه الفرقة وان دورها لا يقتصر سوى بالقيام بدور ( خيال المهاته ) !! وخيال المهاته هو ذلك القش الذي يصنع على شكل بني آدم ويضع في وسط الحقول والباسه طاقية وقميصا من اجل أخافة الطيور على اعتبار انه انسان ( ما تشوفون افلام كرتون ) 
ثم كان اولئك الفتيان والفتيات اذين أتوا لنا بكؤوس صغيرة من الماء والتي يبدو انها مقدسة لديهم وكانوا ما ان يعطوني اياها حتى انقلها تباعا الى ( مايك ) و ( ليزلي ) وهكذا فعلت ايضا مع بعض لقيمات من الخبز .. وشعرت انني نجوت بجلدي 
حيث ظننت انها قد تكون راهبة عزفت طويلا عن الزواج فاصيبت بعقد نفسية شتى وفكرت ( بعم صالح ) 
وعم صالح هو رجل ثمانيني من ابناء منطقتنا يبحث عن عروس 
يبدو ان الحياة لم تتمكن من هذا الشايب ويبدو انه قد حان لي ان اجمع رأسين بالحلال وأحل عقدة ( مادلين اولبرايت ) التي لم تتمكن من حل ما يسمى ( الشرق الاوسط ) في عهد ادارتها للخارجية الامريكية .. وتخيلت مقدار سعادتي وانا كاسر عين ( مادلين ) والبركة في ( عم صالح ) 
سعدت انه لا زالت هنالك بقايا من مهارة وحقيقة ما ساعدني على اظهار مهاراتي هو ان مجمل اللاعبين لا يجيدون اللعبة جيدا 
باستثناء شخصين من المانيا وآخر من المكسيك ورابع من الصين ولم يكن حظ فريقي من هؤلاء سوى شخص الماني واحد كان متعاليا في البداية ولكن بعد ذلك كونت معه ثنائيا ناجحا ومرغت انف ( هتلر ) الذي يعلو ملامح لاعبنا الالماني التراب 
أسأل الله له وعائلته الهداية .. وحقيقة انهم اناس طيبين وانا احببتهم خلال عشرين يوما قضيتها بينهم حتى التو واللحظة 
الوضع العادي
