الآن لننتقل الى موضوعك القيم .. , فإنه من وجهة نظري القاصرة أن كل شيء يكون له أكثر من تعريف , فضلاً عن أن التعريف قد يتطور عبر الأزمنة والثقافات ليتغير الى معنى آخر , أو أنه سيجمع بين ( معنييّن) أو أكثر ... :: .. :: فلو سألت الآن ماهو (الأدب ) ؟ سيقول قائل : الأدب فن من الفنون الجميلة التي تصور الحياة وأحداثها بما فيها من أفراح وأتراح...الخ لكن سأُعيدك الى التعريف الأصلي والأول للأدب ( وهو ذاته الذي تُعبر عنه بموضوعك عن تعريف الليبرالية الأصلي ) : [ وقد مرت كلمة "أدب" بأطوار متعددة منذ أن عرفت في العصر الجاهلي إلى أن استقر مدلولها في العصر العباسي. أ ـ ففي العصر الجاهلي: استعمل الجاهليون كلمة "أدْب"- بسكون الدال- بمعنى الدعوة إلى الطعام، والدعوة إلى الطعام خصلة حميدة وخلق فاضل، والأدب هو الداعي إلى الطعام الذي أعد المأدبة. كما استعملوا أيضا "آداب" بمعنى أخلاق .  ب ـ وفي العصر الإسلامي: أخذ مدلول هذه الكلمة يتسع ليشمل التهذيب اللساني إلى جانب التهذيب الخلقي الذي هو النشأة الصالحة وحب الفضيلة والابتعاد عن الرذيلة، فقد ورد في الحديث الشريف عن النبيّ صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " أدّبني ربي فأحسن تأديبي، وربيت في بني سعد" . وجاء عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قوله لابنه: "يا بني انسب نفسك تصل رحمك، واحفظ محاسن الشعر يحسن أدبك". ج ـ وحينما نصل إلى العصر الأموي: نجد أن الكلمة ضمت إلى معنى التهذيب الخلقي واللساني معنى آخر هو إطلاقها على المعلمين الذين يؤدبون أولاد الخلفاء وغيرهم بتلقينهم الشعر والخطب وأخبار العرب وأيامهم، فسمي هؤلاء بالمؤدبين، وفي هذا المعنى قال نابغة بني شيبان : إن الغلامَ مطيعٌ من يؤدِّبُه ولا يطيعُك ذو شيبٍ لتأديب د ـ ولما جاء العصر العباسي: واتسعت العلوم والمعارف، اتسع مدلول كلمة "أدب" فأطلقت على الأشعار والأخبار وعلى الأحاديث والوصايا والخطب، لما لها من أثر في تهذيب الأخلاق وتقويم اللسان، فالمطالع لها يتأدب بها، أي يأخذ نفسه بما فيها من آداب، ومن هنا نجد ابن المقفع سمى كتابيه "الأدب الصغير، والأدب الكبير" لتضمنهما مجموعة من الحكم والنصائح الخلقية والسياسة، كما أن الإمام البخاري أطلق هذا اللفظ على قسم من كتابه "الجامع الصحيح" سماه "كتاب الأدب" جمع فيه الأحاديث التي تدل على حسن الخلق من طاعة الوالدين والعطف على الأيتام ومراعاة حق الجار والصبر، إلى غير ذلك من الفضائل.  هـ ـ ولا نكاد نمضي إلى القرن الثالث الهجري حتى نجد أن كلمة "أدب" أصبحت تطلق على مادة التعليم الأدبي خاصة، وهي الشعر والنثر وما يتصل بهما من الأخبار والأيام والطرائف، وعلى هذا استقر مدلول الكلمة، وألفت كتب في الأدب تجمع هذه الأنواع مثل: البيان والتبيين للجاحظ، والكامل في اللغة والأدب للمبرد، والأمالي لأبي علي القالي، والعقد الفريد لابن عبد ربه وغيرها. كما أطلقت كلمة "أدباء" على الشعراء والكتاب والنقاد خاصة وهم الذين اشتهروا فيما بعد بها لتوسعهم في ميادين الأدب. ] مُدعم و مُقتبس من دروس الأدب العربي- موقع الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة . :: .. :: الآن يا أخي الكريم , هل يعني أننا سنحكم على بنو ليبرال ( السعوديون ) بأنهم ليسوا ليبراليين ! وأنهم لا ينتمون لتعريف الليبرالية بصلة ؟! اذا وضعنا نُصب أعيننا المثال السابق وكيف أن ( أدب ) تحولت من معناً الى آخر.. وأن هناك أزمنة وثقافة فرضت ذلك .. واصلاً .. لندعهم و ما يدعون فهم وكل ما يُريدونه باطل !  فلماذا نحاول الجزم بأن الليبارلية لا تتشرف بهم أو أنهم ينسبون أنفسهم لها.. ليس هذا ما نُريد البحث عنه ولا هذا ما تصل اليه طموحاتنا ... شُكراً جزيلاً لك , وسدد الله خُطاك |