
29/06/2009, 05:01 AM
|
 | زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 02/06/2008 المكان: Syracuse, New York
مشاركات: 984
| |
|
نهائي كأس القارات 2009، شوط للبوب، وشوط للسالسا، والمهارة الفردية تحسمها ! . نهائي كأس القارات 2009، شوط للبوب، وشوط للسالسا، والمهارة الفردية تحسمها عزف أبناء السامبا لحن السالسا الشهير في ختام مباريات كأس القارات 2009 التي استضفتها الأراضي الجنوب أفريقية ..  وحولت البرازيل تأخرها بهدفين لفوز بالتلاته أمام الولايات المتحدة الأمريكية، لتحطم الأرقام القياسية كأكثر فريق حقق ألقاب الإتحاد الدولي - الفيفا- بخمسة ألقاب كأس عالم وثلاثة ألقاب كأس القارات التي انطلقت لأول مرة في بداية تسعينات القرن الماضي ..
وُقسم شوطي المباراة النهائية التي اقيمت على ملعب الإيليس بارك لكل فريق، الشوط الأول للأمريكان، والشوط الثاني للبرازيل، لكن عامل المهارة الفردية واليقظة التدريبية للمدرب دونجا، هو ما رجح كفة رقصة السالسا لشاكيرا على رقصة البوب الشهير لمايكل جاكسون. 
بداية المباراة كانت صادمة، غريبة لكل من تابع المباراة، تخازل وتباطئ في أداء أبطال أمريكا اللاتينية أمام المنتخب الذي حققوا عليه الفوز بثلاثية في الدور الأول من البطولة، وإصرار غير طبيعي من البرازيل باللعب على العرضيات.
وتكرر نفس السيناريو العجيب الذي حدث في مبارتي مصر وإسبانيا أمام (الولايات المتحدة الأمريكية) التي يصعب إختراق دفاعاتها بالعرضيات نظراً لطول قامة نجوم الدفاع.
وقعت البرازيل في نفس الخطأ، صورة طبق الأصل من مباريات أمريكا التي حققت فيها الفوز، ولعبت على العرضيات (بإسراف) دون توخي الحذر في الهجمات المضادة ضد مرماهم.
جاءت الصدمة الأولى لحارس البرازيل "جوليو سيزار" في الدقيقة العاشرة من الشوط الأول عندما مُررت كرة طويلة من بعد منتصف الملعب بقليل ناحية اليمين، بواسطة الظهير الأيمن "سبيكتور"، ودون تعرضه لأي ضغط من ميلو أو راميريز وروبينهو، مرر الكرة داخل صندوق العمليات البرازيلي لتذهب الكرة للمتوغل في العمق لاعب وسط فولهام "ديمبسي"، ودون ان يُرهق نفسه في تسلم الكرة فقام بإيداها بقدمه اليمنى على يمين سيزار بشكل مفاجئ للجميع، ليُعلن عن الهدف الأول الجميل، فقد كان من لمسةً واحدة، تدرس.
لم يتغير الحال كثيراً .. وواصل البرازيليون إصراراهم غير الطبيعي على العرضيات، فعوقبوا أقسى عقاب، بالهجمة المرتدة، وكان واضحاً ان الأمريكان يلعبون على المرتدة بفضل سرعة الثنائي ديمبسي ودونوفان في تنفيذها إضافة لوجود ألتيلدور وديفيز اللذين لا يقلا سرعة عنهما.، وأكثر من مرة تنقذ الظروف البرازيل حتى جاءت الدقيقة 27 لتشهد تنفيذ مُتقن للهجمة المرتدة للمنتخب الأمريكي.
كان يستعد مايكون لتمرير عرضية من الجهة اليمنى بعد تسلمه تمريرة من ركلة ركنية، فقام بالتمويه ثم التمرير الأرضي لروبينهو على حافة منطقة الجزاء الأمريكية، وبسوء فهم هربت الكرة من أمام روبينهو لتذهب لألتيلدور المتراجع لأداء الدور الدفاعي ويمرر لاعب فياريال الإسباني لدونوفان ويركض بالكرة ويذهب في موقف 2 على 2 مع زميله (ديمبسي) ويمرر بسرعة قياسية لديمبسي على يسار الملعب ثم يتوغل في العمق مستغلاً بطء المدافع "ليزاو" ثم يتلقى تمريرة حريرية من ديمبسي، ويتسلم بمراوغة وتمويه ولا أروع لليزاو ويسدد عكس إتجاه الحارس "سيزار" مُحرزاً الهدف الثاني.
بالبلدي الهدف الثاني للأمريكان في البرازيل (مسخرة)، عندما يسأل لاعب ناشيء أي مدرب كيف أنفذ الهجمة المرتدة، مؤكد سيهدي له (أسطورانة محمل عليها هذا الهدف الرائع وبالطبع هدف ديل بيرو في مرمى ألمانيا في كأس العالم 2006 وهدف تارديلي في ألمانيا في كأس العالم 1982). 
على أي حال .. استمر الوضع كما هو عليه ولم يفطن راقصو السالسا ان الفوز على راقصي البوب والراب من درب الخيال، لينتهي الشوط الأول بهذه النتيجة المفاجأة.
بداية الشوط الثاني تغير الوضع كثيراً وتحسن أداء البرازيل، وفي الدقيقة الأولى منه جاء للأمريكان رد هداف البطولة "لويس فبيانو" نجم هجوم نادي إشبيلية الإسباني، بتلقيه عرضية من مايكون داخل منطقة الجزاء، وبسرعة قياسية تسلم الكرة ومن الوضع دائراً سدد بقوة ليُعلن عن تقليص الفارق سريعاً.
بعد الهدف تغير شكل عصافير الكناري، وبدأوا يلعبون في العمق ويمررون أكثر على الأرض كعادتهم في المباريات السابقة، وعادت البرازيل كما يعرفها جمهورها العريض إلى المتعة والإصرار على معادلة النتيجة قبل حلول وقت اليأس.!!
وعانى نجوم البرازيل قليلاً من تألق حارس الأمريكان "تيم هوارد" نجم إيفرتون قاهر مانشيستر يونايتد في كأس الإتحاد الإنجليزي الموسم الماضي.
فقد تصدى هوارد لتسديدة رأسية من المدافع (لوسيو) في الدقيقة 59 وأرتدت الكرة بطريقة غير مُلائمة لجيلبرتو سيلفا ليسددها فوق العارضة.
ووضح جداً ان البرازيل بإستحواذها وضغطها على ثنائي وسط دفاع أمريكا "كلارك وديمبسي" لديها نية إحراز هدف التعادل، مع تحركات روبينهو يميناً ويساراً وتوغلات كاكا في العمق تارة وناحية اليسار تارة أخرى.
وبمهارة يُحسد عليها مر روبينهو بذكاء من جهة اليسار ليُمرر عرضية لكاكا المتوغل داخل منطقة الستة ياردات، ويسدد كاكا رأسية أرتطمت بالعارضة وعبرت خط المرمى لكن الحارس المتألق "هوارد" يُبعد الكرة بيديه مشوشاً على حكم الراية وحكم الساحة - هانسون- وتمر الكرة مرور الكرام رغم ان الإعادة التليفزيونية أكدت صحة الهدف.
أنتفض الأمريكان بعد فترة إنكماش طويلة في الدقيقة 65 بتسديدة من دونوفان من على بعد 25 ياردة لكن جوليو سيزار كان لها بالمرصاد، وبعدها بدقيقة وُجه ديمبسي صاروخ أمريكي من 30 ياردة تصدىّ لها سيزار بأعجوبة لتذهب لركلة ركنية. 
ومع مبادلتهم للهجمات .. أستمر تالق تيم هوارد بمنعه للويس فبيانو من المرور بعدما إنفرد به نجم إشبيلية إنفراد (تــام).، وجاء هذا الإنفراد بعدما غير مدرب البرازيل (دونجا) من هيئة المنتخب تماماً بإخراجه لراميريز وزجه بنجم برشلونة "ألفيش" إضافة لنزول إيلانو لاعب مانشيستر سيتي بدلاً من إندريا سانتوس.
وفي الدقيقة 74 أي بعد ثلاث دقائق فقط من إنفراد فبيانو، مر كاكا بسرعته ليرسل عرضية في إرتفاع قاتل يصعب على اللاعبين أصحاب القامة الطويلة إبعادها لتذهب الكرة سهلة أمام روبينهو لكن العارضة قالت له (لا) لترتد من العارضة للويس فبيانو المُتابع ليُسدد برأسه كرة قوية جداً حاول عليها هوارد الذي لم يظهر أي نوع من أنواع اليأس أو الإستسلام أمام القوة الهجومية الضاربة للبرازيل.
نصب أبناء السامبا سيركهم الشهير.. بتسيد تام للمباراة، من الدقيقة 74 حتى الدقيقة 85 التي استطاعوا فيها إحراز هدف الفوز 3/2، ليقلبوا الطاولة على رؤوس الأمريكان، والفضل لعرضية إيلانو من ركلة ركنية ذهبت (بالمقاس) على رأس المدافع لوسيو ليودعها في القائم الأيمن لهوارد ليُعلن فوز منتخب بلاده.
وتتوج البرازيل بلقب كأس القارات للمرة الثالثة في تاريخها، وتحافظ على اللقب الذي حققته عام 2005 مع تجاوزها لفرنسا صاحبة اللقبين.، ولا يبقى سوىّ تحية المنتخب الأمريكي على ما قدمه في هذه البطولة، فقد أكد حقاً ان الحصان الأسود لأي بطولة، يولد أثناءها وهذا ما حدث معه بأتم ما تحمله الكلمة من معنى.  ألف مبروك للبرازيل ولـ كاكا  . |