لا تعدو المثالية أن تكون سوى سمة هلالية دائما ما أحببناها في الهلال الكيان, وحلية فضل تميز بها وتميزت به, فلا غرو إن وصفت المثالية بالهلالية أو الهلال بالمثالية, صنوان لا فرق.
المثالية فكر ناضج, أساسه المبادئ, و قوامه الضمير الحي, وفعل متسامي يتجاوز ردة الفعل إلى الفعل, إمامه العقل, ونتاجه المحامد, فهو لا يخرج عن مدار الأخلاق وفلك المحاسن.
لمثالية الهلال, يتدافع اللاعبون على اختلاف ميولهم ومشاربهم ويعلنون رغبتهم في الانضمام إلى الكيان ولو بثمن أقل, لأنهم يعلمون أن لكل نمو وانبعاث بيئة, وأن للنجومية بيئة متكاملة, تحكمها نواميس الاحترافية, والاجتهاد, والمساواة, فتسطع بإذن الله ويزداد بريقها, فتمتع وتستمتع على البساط الأخضر, وتعطى قدرها من الحفاوة على قدر صعودها, تلكم البيئة لا يحتضنها سوى الهلال, لأنها سجية ودربة وصناعة زرقاء فهي محفوفة بالزرقة ومترعة بها, هي بيئة لا تعترف بالفصلية ولا بالشخوصية والحزبية, بل أمد وثبات على حال فلكأنما المتنبي عن الهلال قد قال:
وحالات الزمان عليك شتى ... وحالك واحد في كل حال
ولمثالية الهلال, تدور رئاسته دون ضجيج, فيتولاها الأجدر والأحق, في تنافس شريف, تكتنفه الأخوة والتقريب, لا الشحناء والتغريب, والبذل والإيثار دون جعجعة ولا تخريب, وليس من غاية مبطنة وظاهرة سوى مصلحة الكيان والكيان فحسب, فلا عجب أن رأينا بندر بن محمد يتبسم قائلاً دخلت على أساس أني منافس على الرئاسة فخرجت مرشحاً لمنافسي, وهاهنا تتجلى مصلحة الكيان والكيان فحسب.
ولمثالية الهلال, تتسع منصة النجومية و "Show" للجميع, فالنجومية والظهور ليست حكراً لأحد عن أحد, ولم تحتكر النجومية في النادي بهوس مغشوش على نجم يتيم, قلب ناظريك بتمعن وتأمل في درب التبانة الهلالي ستجد له من النجوم والأقمار ما لا حصر له في أوله وأوسطه وأخره, مكاناً وزماناً.
ولمثالية الهلال, فهو المشرف الأقدر للخفاق الأخضر, وهو الرافد الأعظم لمنتخب البلاد, فكم من المنجزات والبطولات التي صنعها نجومه وجيرت باسم الجميع اسم الوطن,ابن نصيب, النعيمة, المصيبيح, الثنيان, و سامي الجابر المؤهل ومرجح الموازين وغيرهم الكثير ... وعن ذلك فليسأل التاريخ بالأرقام عن التشريف والإنجاز, فإن خير مبلغ وشاهد التاريخ.
ولمثالية الهلال, فهو ذو الشعبية الجارفة, و سواد الجماهير الأعظم أصبح ذو صبغة زرقاء, حسب ما تحدثت به مراكز الإحصاء العلمي, وشهدت به الجهات المنافسة, فلا مجال للأحلام, والحالمين, واحتمال الحلم, فقد ظهر الحق وزهق الباطل, إن الباطل كان زهوقا, فالهلال واحد عن عشرة وعشرة بل أكثر في واحد, أليس كذلك ياموبايلي!؟
ولمثالية الهلال, دائماً ما تكون للهلال الدائرة والتوفيق, فالتنافس الرياضي كالحرب لا يكسب فيها إلا أهل المبادئ والمثل, وكسب غزوة لا تعني كسب حرب, فليعي أهل المبادئ المتلونة والطرق الملتوية من المنخنقة والمتردية والنطيحة ذلك, إذ أن نواميس العدل والطبيعة تحتم أن دائرة السوء عليهم.
تلكم المثالية التي أقضت مضاجع العصبة الخمسة لم يحتملها هؤلاء عندما تحلت وتزينت واختالت بتاجها في حضرة عبدالرحمن بن مساعد في منتصف العام المنصرم, فجن جنونهم, وازداد قلقهم وحنقهم, فباتوا يكيدون ويدبرون, والأحداث على ذلك تشهد, غير أنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.
لا أعلم سر هذا الوجل, والارتعاب من دلوف هذا الرجل ولا هذا العداء, والاستعداء لشخصه, نعم لشخصه, وهذا ما أحسه وتحسونه, بيد أني لا أكترث لمعرفة هذا العداء وسبر سره, فلطالما قيل الطالح عدو الصالح والعكس صحيح, والضد يظهر حسنه الضد.
فالهلالية أو قل المثالية إنما هي نور, ومثالية عبدالرحمن بن مساعد نور على نور, وهي استراتيجية أخلاقية رياضية احترافية تعتمد الأمد البعيد, وتطلب الغايات العليا, وتستشرف المستقبل, وتعد العدة له, فقليلاً من الصبر يا سادة, فالكسب حاصل, والغيث هاطل, ما دام الجهد على أشده مبذولاً, وسيف البذل على المطالب مسلولاً, والتوفيق بيد الله عز وجل:
على المرء أن يسعى جل اجتهاده .... وليس على المرء أن تنال المطالب
والمثالية أيضاً ليست إلا من أعظم أبواب القوة والحصافة, لا الضعف والسذاجة, فليعي أبناء الزعيم ذلك وليعي المعادون للهلالية المثالية أن الهلال لن ينجرف في مسالك الكيد والسوء, ولن ينخدع بمعسول الكلام المغطي لخبيث أفعالهم, وحسب الهلال بيتين من مثالية الشافعي رحمه الله في حق أهل الكيد والمكر:
لا يكــــن ظنـــك إلا سيئاً ... إن سوء الظن من أقوى الفطن
ما رمى الإنسان في مخمصة ...غير حسن الظن والقول الحسن
فسبحان الله أفعلى هذه المثالية والرقي والترقي يحارب الزعيم؟, وعلى هذه الصورة المشرفة والمشرقة لرياضة البلد يضاد؟ وعلى صفوة الرجال يحسد ويطعن؟ أجل هذه هي الحقيقة المرة فقاتل الله الجهل وأهله يوم أن قال حالهم: قتل الهلال ما أمثله!!.
مثاليات
- كوزمين لم يكن داهية بقدر ما كان دهاء وخبث توقيت طرده
- كم تمنوا أن يرحل عبدالرحمن بن مساعد بعد طرد كوزمين. وربما كان هو المستهدف.
- الخطط التي يتبناها عبدالرحمن بن مساعد متوسطة وطويلة الأمد والأعمال التي يقوم بها في النادي جبارة سيستفيد منها النادي في العقود القادمة – فلا تستعجلون.
- الأجواء الاحترافية في نادي الهلال جميلة جداً أرجو ألا يكدر صفوها عدم التطوير والتجديد حتى يستمر الفارق الذي بين الهلال والأندية المنافسة
- الخصخصة قادمة لا محالة فليت الرئيس الهلالي يستبق الأحداث ويعد للأمر عدته ونحن نسمع تحركات نرجو أن نرى بوادرها على أرض الواقع.
- لم يتميز الهلال إلا بوجود الأنظمة ولن تتميز وتتقدم الرياضة السعودية إلا باحترام الأنظمة والقرارات ... صح يا...
- ..... في فمي ماء...
الوضع المتطور
