وش عاد لو قلت تفداك .. تفداك ..!!





لم أعتد يومًــا أن أكتب مثل تلك الحروف .. ولكن تلك اللحظــات أجبرتي على ذلك .. فلقد مضت ليلتان .. وتلك الصورة التي إلتقطتها قنوات النقل لسموك بعد أن فر حلم اللقب الأسيوي لم تفارق مخيلتي بعـــد .. فبين طياتهـــا ما يكفي ليصور حجم الحزن الذي تغلغل في قلب ربان سفينة أزرقنـــا .. فهي الوحيدة التي أقنعتني أن هناك من يعشق الزعيم أكثر مني .. بل أظنها الوحيدة التي أجبرتني أن أنسى كل أحزان وتفاصيل تلك المباراة .. مكتفيـًا بمراقبـــة أنفاس صاحب تلك الصورة ..!!

فكم تمنيت أني بقربـــك في تلك اللحظـــة لأطبطب على كتفك مكتفيًـــا بــ( بلا تحزن ) فأنت بطولتنــا الأغلى .. بل كم تمنيت أني كنت ساعتهـــا قريب منك لأردد على أسماعك ما يعيدك من تلك اللحظات التي أثقلت كاهلـــك وإن كنت أظنها ستظل خالدة في مخيلتك .. كم تمنيت ان أردد بصوت خافت بقرب أذنك ( حزنك .. مزيدٌ حزن لنـــا ) فلا تكن قاسيـــًا على شعب مملكتك .. فحزنك مزيد ألم وغور جرح .. ومثلك لا يفعل ..!!

لحظات .. ولكنها في عرفي .. قاموس وفاء .. ونهر عطاء .. وعشق لا ساحل لــــه .. وصبر لا حدود له .. وحمل ثقيل لا يوازيـــه هم .. فليتني كنت بجوارك أبا فيصل ( ومثلي الكثير ) لأهمس في أذنك ( عساهـــا فدوة أحزانك ) .. لأن تلك اللحظــات أجبرت كل مملكتك أن يتوقف نبضها لتحدق في معالم صورتك .. وحالهـــا ( يكفي حزنـًا أبا فيصل ) وقم لهلالنـــا وأجعلهــا خلف ظهرك درسـًا ماضيـــا .. وصفحـــة طويت بكل معالمهـــا .. !!

ليتني كنت ساعتهـــا بجوارك أبا فيصل .. لأهمس في أذنك أنّ ما مضى كان الى زوال وليس يعــود .. فحلق هناك في الأفق فغدا سوف نكون بين أنفاسه فإما حزن يعود أو فرح يغسل هموم معالم تلك الصورة .. فاتكئ على عصاك واستعن بالله وارتق معالم حزنك .. ومثلك يفعل .. ومثلك جبل أشم لا ينحني ظهره ..!!

أبا فيصل ليتني كنت بجوارك .. لأهمس في أذنك أن الشدائد لم تكن إلا لصلب العود فلا حزن يثني عزمها .. ولا خطب يكسر مجاديفهـــا .. ولم تكن أبا فيصل إلا هامـــة عز في مملكـــة شموخ .. لم ترخص يومًــا صغير أبنائهــا ولم ترض الحزن لكبيرهـــا حتى ولو كان طيفـًــا عابر .. فلا تثقل علينـــا بحزنك .. واجعلهــا أرشيف درس ليس إلا .. وعد مرة أخرى الى أوراق مملكتك .. وكلنــا شوق لرحى عجلتك تدوي ضجيجًــا معلنـــة أن من رحم الحزن يولد الفرح .. ومثلك يفعل ..!!

أبا فيصــل .. تفداك كل بطولة .. ويفداك كل لقب ..فتلك اللحظــات أجبرت كل شعب مملكتك أن يهمس في أذنك تفداك .. تفداك ..!!


شعب مملكتك