سماء وزارة العمل تمطر فرصاً وظيفية في أسواقنا النسائية للعمال الوسيمين الأجانب

لأن وزير العمل الدكتور غازي القصيبي شاعر بليغ ومتحدث بارع فإنه قادر في الغالب على إشعال الوسط الإعلامي بعباراته الرنانة... ولذلك فليس غريباً أن نرى الصحف المحلية يوم الاثنين الماضي تضع عبارته اللافتة عن ((عدم إمطار السماء فرصاً وظيفية)) في صدر صفحاتها الأولى، وهي العبارة التي وردت في تصريحه أثناء زيارته لمطعم في الرياض يعمل فيه شباب سعوديون أشاد بعصاميتهم وطموحهم وتطلع لأن يكونوا قدوة لأمثالهم ممن مازالوا يبحثون عن الوظيفة قائلاً لهؤلاء الجالسين في بيوتهم ينتظرون الفرص السهلة ((إن الذين يجلسون في بيوتهم منتظرين أن تمطر السماء وظائف حكومية سيطول انتظارهم وربما إلى الأبد)).
حسناً يا دكتور غازي... ربما أن بعض شبابنا أو ربما كثير منهم عازفون عن العمل في القطاع الخاص أو ربما عن العمل في الأعمال الصعبة ذات المداخيل القليلة ويتطلعون للوظيفة الحكومية... ولكن هناك الكثيرين أيضاً يتطلعون لتلك الأعمال المريحة في القطاع الخاص ذات المداخيل الجيدة، كمنافذ البيع في الأسواق الراقية، ويتمنون الحصول عليها، ولكنها فيما يبدو أبعد عليهم من نجوم السماء.
ال
دكتور غازي يستخدم عبارة بليغة لا بد أن نوافقه عليها، فالسماء لا تمطر فرصاً وظيفية بالفعل... ولذلك أقول لمعاليه دع عنك السماء التي لن تمطر فرصاً وظيفية حكومية أو غير حكومية وتعال نتحدث عن سماء وزارة العمل التي من مهامها أن تمطر فرصاً وظيفية للمواطن ولكنها تفعل العكس.
ستقول لي أثبت... وأقول حسناً... أنا ليس لي إلا الظاهر... والظاهر الذي رأيته في أحد الأسواق الكبيرة التي قامت أخيراً في مدينة الرياض يؤكد هذا... فقد انتهت الأعمال الإنشائية لذلك السوق منذ عدة أشهر، وتم تجهيز المحلات على عجل... وهو سوق ضخم يتكون من ثلاثة أدوار... الدوران الأول والثاني في الغالب وبنسبة 95% تقريباً محلات للملابس النسائية وأدوات لزينة المرأة (مكياج) والدور الثالث مطاعم وملحق بالسوق سوبرماركت ضخمة... والسوق به مئات المحلات وكل محل يحتاج إلى أربعة أو خمسة عمال... أي آلاف العمال... تصوروا...!! هذا السوق الضخم تم إشغال جميع فرصه الوظيفية في فترة وجيزة جداً... بعمال أجانب... فكيف حصل هذا...؟؟
النظام كما نعرف منذ أمد بعيد يمنع الاستقدام بغرض العمل في منافذ البيع... والمفروض أنه يمنع تبعاً لذلك الاستمرار في تجديد العقود من أجل هذا الغرض... فكيف تم إشغال تلك الآلاف من فرص العمل في سوق واحد خلال أيام معدودة بعمال أجانب مع أن النظام لا يجيز الاستقدام لهذا الغرض...؟؟
ليس أمامي سوى إجابة واحدة... وهي أن سماء وزارة العمل أمطرت عمالاً أجانب في ذلك السوق قد يكون الاستقدام تم منذ شهر أو منذ سنة أو سنوات أو بتأشيرات لمهن أخرى... فالمهم أن هؤلاء العمال كلهم قد تم استقدامهم بتأشيرات من وزارة العمل... أي أن سماء الوزارة هي التي أمطرتهم.
ولكن (مما يحمد للوزارة ولسمائها الحنونة على النساء) أنها حين أمطرت السوق بعمالة أجنبية راعت كون تلك المحلات نسائية بنسبة 95% وأن روادها من النساء بنسبة 95% ولذلك ملأتها بمجموعة من الشباب العرب الشماليين الوسيمين جداً... بعضهم يلبس أسود في أسود فوق بشرته البيضاء ووجهه المشرق ويفتح أزرار صدره على الآخر... وبعضهم يربي شعره ويعقده بطريقة ذيل الحصان... وبعضهم يحلق رأسه على الزيرو ويفتل عضلاته وينفخ صدره على طريقة الرياضيين حاملي الأثقال... وبعضهم له قَصَّة في مقدمة شعر رأسه يهزها بين الحين والآخر كما تفعل هيفاء وهبي... وحدث ولا حرج.
يا دكتور غازي... لتمطر سماؤكم فرصاً وظيفية للعمال الأجانب... معليش... الشكوى لله... ولكن ليس بهذا الجمال والدلال في أسواق للملابس النسائية وأدوات المكياج سبق أن صدر قرار مجلس الوزراء بتأنيث العاملين فيها وتحملتم – أعانكم الله - عن المجلس بدون صلاحية منه مسؤولية إلغاء القرار أو تجميده... على الأقل لا تجعلوا النساء في أسواقنا يفرِّغن حقائبهن من الفلوس بطريقة (نساء يوسف) إن لم يتجاوز الأمر أكثر من هذا وأنت سيد العارفين.
ثقافة العزل وموت الخنفساء
أمس الجمعة نشرت "الوطن" مقالاً متميزاً للزميل عبدالرحمن الوابلي بالعنوان أعلاه يكتسب أهميته من كون يحاول الإجابة على سؤال بدأ صغيراً ثم ظل يكبر حتى أصبح أضخم من جبال السروات عن بناتنا اللاتي يتعرضن لعدوانية وتحرش ليس لهما مثيل في أي بلد في العالم من شبابنا الذين تلقوا ويتلقون تربية دينية (مكثفة) ليس لها مثيل في العالم أيضاً... من لم يقرأ المقال فأنصحه بقراءته، فهو يحمل رؤية جديرة بالتأمل.. تحياتي للأخ عبدالرحمن.