المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 06/05/2009, 09:32 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة سبأ (5)

‏[‏34 ـ 39‏]‏ ‏{‏وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ * وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ * وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ * قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ‏}‏
يخبر تعالى عن حالة الأمم الماضية المكذبة للرسل‏,‏ أنها كحال هؤلاء الحاضرين المكذبين لرسولهم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن اللّه إذا أرسل رسولا في قرية من القرى‏,‏ كفر به مترفوها‏,‏ وأبطرتهم نعمتهم وفخروا بها‏.‏
‏{‏وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا‏}‏ أي‏:‏ ممن اتبع الحق ‏{‏وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ‏}‏ أي‏:‏ أولا‏,‏ لسنا بمبعوثين‏,‏ فإن بعثنا‏,‏ فالذي أعطانا الأموال والأولاد في الدنيا‏,‏ سيعطينا أكثر من ذلك في الآخرة ولا يعذبنا‏.‏
فأجابهم اللّه تعالى‏,‏ بأن بسط الرزق وتضييقه‏,‏ ليس دليلا على ما زعمتم، فإن الرزق تحت مشيئة اللّه‏,‏ إن شاء بسطه لعبده‏,‏ وإن شاء ضيقه‏.‏
وليست الأموال والأولاد بالتي تقرب إلى الله زلفى وتدني إليه، وإنما الذي يقرب منه زلفى‏,‏ الإيمان بما جاء به المرسلون‏,‏ والعمل الصالح الذي هو من لوازم الإيمان‏,‏ فأولئك لهم الجزاء عند اللّه تعالى مضاعفا الحسنة بعشر أمثالها‏,‏ إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة‏,‏ لا يعلمها إلا اللّه، ‏{‏وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ‏}‏ أي‏:‏ في المنازل العاليات المرتفعات جدا‏,‏ ساكنين فيها مطمئنين‏,‏ آمنون من المكدرات والمنغصات‏,‏ لما هم فيه من اللذات‏,‏ وأنواع المشتهيات‏,‏ وآمنون من الخروج منها والحزن فيها‏.‏
وأما الذين سعوا في آياتنا على وجه التعجيز لنا ولرسلنا والتكذيب فـ ‏{‏أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ‏}‏
ثم أعاد تعالى أنه ‏{‏يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ‏}‏ ليرتب عليه قوله‏:‏ ‏{‏وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ‏}‏ نفقة واجبة‏,‏ أو مستحبة‏,‏ على قريب‏,‏ أو جار‏,‏ أو مسكين‏,‏ أو يتيم‏,‏ أو غير ذلك، ‏{‏فَهُوَ‏}‏ تعالى ‏{‏يُخْلِفُهُ‏}‏ فلا تتوهموا أن الإنفاق مما ينقص الرزق‏,‏ بل وعد بالخلف للمنفق‏,‏ الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ‏{‏وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ‏}‏ فاطلبوا الرزق منه‏,‏ واسعوا في الأسباب التي أمركم بها‏.‏
‏[‏40 ـ 42‏]‏ ‏{‏وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ * قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ * فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ‏}‏
‏{‏وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا‏}‏ أي‏:‏ العابدين لغير اللّه والمعبودين من دونه‏,‏ من الملائكة‏.‏ ‏{‏ثُمَّ يَقُولُ‏}‏ الله ‏{‏لِلْمَلَائِكَةِ‏}‏ على وجه التوبيخ لمن عبدهم ‏{‏أَهَؤُلَاءِ إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ‏}‏ فتبرأوا من عبادتهم‏.‏
و‏{‏قَالُوا سُبْحَانَكَ‏}‏ أي‏:‏ تنزيها لك وتقديسا‏,‏ أن يكون لك شريك‏,‏ أو ند ‏{‏أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ‏}‏ فنحن مفتقرون إلى ولايتك‏,‏ مضطرون إليها‏,‏ فكيف ندعو غيرنا إلى عبادتنا‏؟‏ أم كيف نصلح لأن نتخذ من دونك أولياء وشركاء‏؟‏‏"‏
ولكن هؤلاء المشركون ‏{‏كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ‏}‏ أي‏:‏ الشياطين‏,‏ يأمرون بعبادتنا أو عبادة غيرنا‏,‏ فيطيعونهم بذلك‏.‏ وطاعتهم هي عبادتهم‏,‏ لأن العبادة الطاعة‏,‏ كما قال تعالى مخاطبا لكل من اتخذ معه آلهة ‏{‏أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ‏}‏
‏{‏أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ‏}‏ أي‏:‏ مصدقون للجن‏,‏ منقادون لهم‏,‏ لأن الإيمان هو‏:‏ التصديق الموجب للانقياد‏.‏
فلما تبرأوا منهم‏,‏ قال تعالى ‏[‏مخاطبا‏}‏ لهم‏:‏ ‏{‏فَالْيَوْمَ لَا يَمْلِكُ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا‏}‏ تقطعت بينكم الأسباب‏,‏ وانقطع بعضكم من بعض‏.‏ ‏{‏وَنَقُولُ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا‏}‏ بالكفر والمعاصي ـ بعد ما ندخلهم النار ـ ‏{‏ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّتِي كُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ‏}‏ فاليوم عاينتموها‏,‏ ودخلتموها‏,‏ جزاء لتكذيبكم‏,‏ وعقوبة لما أحدثه ذلك التكذيب‏,‏ من عدم الهرب من أسبابها‏.‏
‏[‏43 ـ 45‏]‏ ‏{‏وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ * وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ * وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ فَكَذَّبُوا رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ‏}‏
يخبر تعالى عن حالة المشركين‏,‏ عندما تتلى عليهم آيات اللّه البينات‏,‏ وحججه الظاهرات‏,‏ وبراهينه القاطعات‏,‏ الدالة على كل خير‏,‏ الناهية عن كل شر‏,‏ التي هي أعظم نعمة جاءتهم‏,‏ ومِنَّةٍ وصلت إليهم‏,‏ الموجبة لمقابلتها بالإيمان والتصديق‏,‏ والانقياد‏,‏ والتسليم‏,‏ أنهم يقابلونها بضد ما ينبغي‏,‏ ويكذبون من جاءهم بها ويقولون‏:‏ ‏{‏مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ‏}‏ أي‏:‏ هذا قصده‏,‏ حين يأمركم بالإخلاص للّه‏,‏ لتتركوا عوائد آبائكم‏,‏ الذين تعظمون وتمشون خلفهم، فردوا الحق‏,‏ بقول الضالين‏,‏ ولم يوردوا برهانا‏,‏ ولا شبهة‏.‏
فأي شبهة إذا أمرت الرسل بعض الضالين‏,‏ باتباع الحق‏,‏ فادَّعوا أن إخوانهم‏,‏ الذين على طريقتهم‏,‏ لم يزالوا عليه‏؟‏ وهذه السفاهة‏,‏ ورد الحق‏,‏ بأقوال الضالين‏,‏ إذا تأملت كل حق رد‏,‏ فإذا هذا مآله لا يرد إلا بأقوال الضالين من المشركين‏,‏ والدهريين‏,‏ والفلاسفة‏,‏ والصابئين‏,‏ والملحدين في دين اللّه‏,‏ المارقين‏,‏ فهم أسوة كل من رد الحق إلى يوم القيامة‏.‏
ولما احتجوا بفعل آبائهم‏,‏ وجعلوها دافعة لما جاءت به الرسل‏,‏ طعنوا بعد هذا بالحق، ‏{‏وَقَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى‏}‏ أي‏:‏ كذب افتراه هذا الرجل‏,‏ الذي جاء به‏.‏ ‏{‏وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ‏}‏ أي‏:‏ سحر ظاهر بيِّن لكل أحد‏,‏ تكذيبا بالحق‏,‏ وترويجا على السفهاء‏.‏
ولما بيَّن ما ردوا به الحق‏,‏ وأنها أقوال دون مرتبة الشبهة‏,‏ فضلا أن تكون حجة‏,‏ ذكر أنهم وإن أراد أحد أن يحتج لهم‏,‏ فإنهم لا مستند لهم‏,‏ ولا لهم شيء يعتمدون عليه أصلا‏,‏ فقال‏:‏ ‏{‏وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا‏}‏ حتى تكون عمدة لهم ‏{‏وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ‏}‏ حتى يكون عندهم من أقواله وأحواله‏,‏ ما يدفعون به‏,‏ ما جئتهم به، فليس عندهم علم‏,‏ ولا أثارة من علم‏.‏

ثم خوفهم ما فعل بالأمم المكذبين ‏[‏قبلهم‏}‏ فقال‏:‏ ‏{‏وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَمَا بَلَغُوا‏}‏ أي‏:‏ ما بلغ هؤلاء المخاطبون ‏{‏مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ‏}‏ ‏{‏فَكَذَّبُوا‏}‏ أي‏:‏ الأمم الذين من قبلهم ‏{‏رُسُلِي فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ‏}‏ أي‏:‏ إنكاري عليهم‏,‏ وعقوبتي إياهم‏.‏ قد أعلمنا ما فعل بهم من النكال‏,‏ وأن منهم من أغرقه‏,‏ ومنهم من أهلكه بالريح العقيم‏,‏ وبالصيحة‏,‏ وبالرجفة‏,‏ وبالخسف بالأرض‏,‏ وبإرسال الحاصب من السماء، فاحذروا يا هؤلاء المكذبون‏,‏ أن تدوموا على التكذيب‏,‏ فيأخذكم كما أخذ من قبلكم‏,‏ ويصيبكم ما أصابهم‏.‏



تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


لا اله الا الله محمد رسول الله
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10/05/2009, 11:49 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 10/02/2007
المكان: في قلـ((الكيان الازرق))ــب
مشاركات: 2,352
جزاك الله خير والله يعطيك العافية
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 08:11 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube