عندما أتأمل واجهة الموقع أشعر أحياناً أنني في المكان الخطأ . الميول الرياضيّة تلاشت منذ اعتزال الثنيان .
لا أكترث كثيراً بالانتصارات و لا ألاحق مانشيتات الصحف في صفحاتها الرياضية
بل عندما يثير أحدهم حنقي من أجل مباراة طرفها الهلال فأول ما يقترف لساني : يا رب تنهزمون : )
لكنّني لا أستطيع أن أنسى أبداً أجمل المقالات التي قرأتها في تاريخ شخوص الرياضة .
منها كان للكاتب " خالد العتيبي / استهلال الهلال " صاحب المقولة الشهيرة " والله لو إنك أبو يعقوب يا شيخ ! " + مقالات الإبداع للثنيان
و آخر لمحمد الرطيان لا أعلم إن كان يرثي بهِ الأمير الراحل عبد الرحمن بن سعود أو يمدحه .
إنما في الحالتين فالمقال كانَ من أروع ما يُمكن أن يُقرأ في الأمير الراحل و لا أنصح المُتعصّبين بقراءته ! : )
(1)
هو لا يحب الأشياء الناقصة .
حتى القمر .. لا يحب أن يراه (هلالا ) ! ..
بل يعشقه بدراً .
(2)
هو لا يؤمن بالبدعة .. فكل بدعة ضلالة .
وكل ضلالة تؤدي إلى النار .. لذلك ..
لم يضع (الهلال) في أعلى منارة المسجد الذي تم بناؤه في ( نادي النصر) !
لأن (الهلال) ببساطة : بدعة عثمانية !
(3)
هو يحب ( النصر) .. ولا يكره النصر سوى الرجال المهزومين !
(4)
هو ( ملح ) الرياضة ...
لهذا ، كان (يرفع ضغط) الآخرين !
(5)
أي كلمة يقولها ، هي : " مانشيت " .
وأي مقالة يكتبها ، هي : قضية سيطول نقاشها !
وأي حوار معه يعني أن الصحافة الرياضية ستضرب الأرقام القياسية في التوزيع !
(6)
تريد أن تعرفه :
هو رجل بسيط .. لا يحب المنصات .. لذلك تجده بين لاعبيه في دكة الاحتياط .
يضع رجله اليسرى على الرجل اليمنى ..(عندما يكون الخصم في الجهة اليمنى ) ! ..
في الشوط الثاني : يتغيّر إتجاه الحـذاء !!
تجد حوله الكثير من العشاق ..
والكثير من المصورين الذين يتابعونه أكثر من المباراة !..
والكثير من علب المياه الفارغة !
(7)
منذ أن غاب ، والدوري بلا طعم .. بلا لون .. بلا رائحة !
(8)
منذ أن غاب " الملح " والدوري السعودي يعاني من " هبوط في الضغط " !
(9)
هو : عبدالرحمن بن سعود .
..
اللمحات الساخرة في حديث المرحوم كانت فاكهة الدوري .
الآن أصبحت تلك التصريحات أشبه بثيمة لمسؤوليّ النصر لكن ما لا يعلمونه أن لا أحدَ منهم لمّاحاً و ساخراً و خفيف ظل مثل عبد الرحمن بن سعود
**
- كمن لا يجرؤ على تحمّل وزرَ الأنباءِ السيئة .. قالتها لي صديقة قبل مدّة على مضض : محمد الثبيتي أصيبَ بجلطة .
هذهِ السنة المليئة بالأنباءِ السيئة و تواردِ الأدباءِ على المقابر لم يكن ينقصُها خبر مرضك يا سيّد البيد .
تلكَ الأنباء كافية جداً لإنقاص أوكسجين الحياة في الشعرِ العربيّ ..
خشيتُ أن تلحقَ خُطاكَ درويش و ابتهلتُ كثيراً أن يكونَ عارضاً صحيّاً لا يُفقدنا استقامةَ الحرفِ بنبضك .
بالرغمِ من بُشرى التحسّن الطفيف و أنّ أصابعكَ استطاعت أن تلتف على عنقِ القلم إلاّ أنّ الابتهالَ قائماً بموفورِ الصحةِ و العافية ,
و أن تكونَ النوبة كما عبّر عنها أحد الكُتّاب بالضبط " محمد الثبيتي وهو يأخذ قيلولته " .
محمد الثبيتي لمن لا يعرفه أحد أهم رموز الشعر الحداثي في السعودية و أحد الأصوات الشعرية الجميلة التي بدأت أصداؤها في الثمانينات .
لهُ عدّة إصدارات شعريّة و تمتاز معظم قصائده بالكثافة الشعريّة العالية المتمثّلة في تركيبِ الصور الجميلة المُختزلة للدلالات ذاتَ المعنى العميق
لتتعرّف أكثر على الثبيتي عليكَ بالوقوفِ على تغريبةِ القوافل و المطر و تضاريس و الأسئلة .
..
الصعلوك.
يفيقُ من الخوف ظُهراً
ويمضي إلى السوقِ يحمل أوراقه وخطاهْ
- من يقاسمني الجوع والشعر والصعلكة ؟
- من يقاسمني نشوة التهلكة ؟
أنت أسطورة أثخنتها المجاعاتُ قل لي : متى تثخن الخيل والليل والمعركة .
..
الصدى
يوشك الماء أن يتخثّر في رئة النهرِ :
- هذا التراب يمزق وجهي وهذا النخيل يمدُّ إليَّ يدَهْ .
يوشكُ النهرُ أن يتقيأَّ أجوبة الماءِ :
- من قال أن النهر له ضفتانِ وأن الرمال لها أوردَة.
كانَ الله معك .