بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم وكرمه على جميع ما مخلوقاته
والصلاة والسلام على أفضل رسله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :
المخدرات
المخدر هو:اسم أطلق على جميع ما أذهب العقل وأزاله سواء كان من جميع أنواع ذلك المخدر .
والخمر في اللغة ثلاثة معان :
أ‌- الستر والتغطية ومنه : اختمرت المرأة أي : غطت رأسها ووجهها بالخمار .
ب‌- المخالطة : ومنه قول أحدهم هنيئا مريئا غير داء مخامر أي مخالط .
ج - الإدراك : ومنه قولهم خمرت العجين أي تركته حتى يدرك ويستوي .
ومن هذه المعاني الثلاثة أخذ اسم الخمرة لأنها تغطي العقل وتستره وتخالطه ولأنها تترك حتى تدرك وتستوي .
وتعريفها شرعا : أنها اسم لكل ما خامر العقل وغطاه من أنواع الأشربة .
حكم تداولها : محرم بالكتاب والسنة والإجماع والعقل.
أما في الكتاب قوله تعالى (( يأيها الذين ءامنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون )) .
وسمى الله الاجتناب منها بالفلاح .
أما في السنة قوله صلى الله عليه وسلم (( كل مسكر خمر وكل خمر حرام )) رواه مسلم .
ولقد أجمع علماء هذه الأمة على تحريمه .
أما العقل فأنظر إلى من يتعاطى هذه الآفات تجده في حالة يرثى لها من هم ووسوسة وتجده يفقد صفات المروءة والرجولة في نفسه وعرضه وغير ذلك .
أذا هل تجد عاقل يرشدك إلى تعاطيها فالجواب : لا .
الحكمة في تحريمها : إذ لاشك أن الله هو الذي خلق العباد ويعلم ما ينفعهم ويضرهم ولذا لايأمرهم بفعل شي إلا لحكمة هو يعلمها ولا ينهاهم عن شي إلا لحكمة أيضا والله جل وعلا حينما حرم الخمر حرمها لحكمته قال تعالى (( إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون )) المائدة .
فبين الله عز وجل أنها توقع العداوة بين الناس فتجد المدمن دائما في نزاع وشقاق مع والديه وإخوته وزملائه وتصده عن ذكر الله وتجده لايذكر ربه ولا يصلي .
وهي أم الخبائث وأساس كل شر وخبث لقوله صلى الله عليه وسلم (( اجتنبوا الخمر فأنها أم الخبائث ))
ولقد أجمع الأطباء على أنها سبب جميع الأمراض المستعصية .
أســـــــــــباب تعاطيــــــــــها :
1 – ضعف الوازع الديني :
نجد من يتعاطى هذه الآفات والسموم لا يعلم ما حكمها ولم يجد من ينصحه ويوجهه إلى الابتعاد عنها بسبب ضعف الوازع الديني والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (( الدين النصيحة )) .
2 – الصحبة السيئة :
لاشك أن للأصدقاء تأثير على الفرد في اتجاهاته سواء كانت صالحة أو سيئة .
ومن أكثر الناس الذين يتعاطون المخدر بسبب الصحبة السيئة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ))
3 _ تأثير الأسرة والمجتمع :
لاشك أن للأسرة الأثر العظيم في تربية الابن ويعكس ثقافتهم الاجتماعية إذ هو مرآة البيت فإن كانت المرآة صافية ونظيفة تجد هذا البيت يعيش في صفاء وأما إذا كانت المرآة مخدوشة وغير سليمة تجد هذا البيت يعيش في تفكك ونظرا بعض الآباء يعامل أبنه كأنه عبد أو حيوان -اسمح لي أن اعبر بهذه العبارة – تجده يضربه ويهينه إذ لا يحترم مشاعر ابنه تجاهه وعاطفته إليه وإنسانيته مما يجعل الابن يلجأ إلى الفرار ويكون لقمة سائغة لهؤلاء المتعاطين .
علامات المتعاطي :
1 – الهروب من المدرسة وكثرة الغياب والتأخر .
2 _ فقدان شهية الطعام مع تدهور صحته الجسمية (( مؤشر هام )).
3 _ اضطراب المزاج وتغير السلوك من كذب وسرقة وضحك وبكاء من غير سبب .
4 _ احمرار العينين وحكة الأنف لجفاف الغشاء المخاطي لتأثير المخدر .
5 _ رعشة في أطراف اليدين وزيادة كبيرة في إفراز العرق .
العــــــــــــلاج من هذه الآفـــــــــات :
هناك ثلاث مراحل حددتها منظمة الصحة العالمية للعلاج من المخدر :
1 _ المرحلة الأولى المبكرة :
يتطلب ذلك الرغبة الصادقة من المدمن نظرا لدخوله في مراحل كفاح صعبة وشديدة وصراعات قاسية وأليمة نظرا احتياجه الكبير للمخدر وبين عزمه الأكيد لعدم التعاطي وقبوله بمساعدة الفريق الطبي والذات الأخصائي النفسي له .
2 _ المرحلة الثانية المتوسطة :
بعد تخليص المدمن من السموم الناتجة عن تعاطيه وبعد أن يشعر أنه في حالة طبية جيدة تظهر مشكلة النوم لفترات طويلة وفقدان للوزن وارتفاع في ضغط الدم وزيادة في دقات القلب وتستمر هذه الأعراض عادة من ستة أشهر إلى سنة يتعود الجسم على المستوى الطبيعي .
3 _ المرحلة الثالثة الاستقرار :
وهنا يصبح الشخص المعالج بغير حاجة إلى الخدمات بل يجب مساعدته هنا بتأهيل نفسه وتذليل ما يعترضه من صعوبات وعقبات والوقوف بجواره ويجب هنا أن يلاحظ أن هذه المرحلة علاجية يجب على تأهيل المدمن فيها نفسيا وذلك لتثبيت الثقة في نفسه وفحص قدراته وتوظيف مهارته وتأهيله اجتماعيا وذلك بتشجيع القيم الاجتماعية والتفاهم مع الآخرين واستغلال وقت الفراغ فيما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة .
هذا والله اعلم واجل وأكمل . ولا تنسوا نشر هذا الموضوع للفائده ليعم الأجر ...