المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 27/03/2009, 10:52 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة يس (2)

‏{‏وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ مِنْ شَيْءٍ‏}‏ أي‏:‏ أنكروا عموم الرسالة، ثم أنكروا أيضا المخاطبين لهم، فقالوا‏:‏ ‏{‏إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ‏}‏
فقالت هؤلاء الرسل الثلاثة‏:‏ ‏{‏رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ‏}‏ فلو كنا كاذبين، لأظهر اللّه خزينا، ولبادرنا بالعقوبة‏.‏
‏{‏وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ‏}‏ أي‏:‏ البلاغ المبين الذي يحصل به توضيح الأمور المطلوب بيانها، وما عدا هذا من آيات الاقتراح، ومن سرعة العذاب، فليس إلينا، وإنما وظيفتنا ـ التي هي البلاغ المبينـ قمنا بها، وبيناها لكم، فإن اهتديتم، فهو حظكم وتوفيقكم، وإن ضللتم، فليس لنا من الأمر شيء‏.‏
فقال أصحاب القرية لرسلهم‏:‏ ‏{‏إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُم‏}‏ أي‏:‏ لم نر على قدومكم علينا واتصالكم بنا إلا الشر، وهذا من أعجب العجائب، أن يجعل من قدم عليهم بأجل نعمة ينعم اللّه بها على العباد، وأجل كرامة يكرمهم بها، وضرورتهم إليها فوق كل ضرورة، قد قدم بحالة شر، زادت على الشر الذي هم عليه، واستشأموا بها، ولكن الخذلان وعدم التوفيق، يصنع بصاحبه أعظم مما يصنع به عدوه‏.‏
ثم توعدوهم فقالوا‏:‏ ‏{‏لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُم‏}‏ أي‏:‏ نقتلنكم رجما بالحجارة أشنع القتلات ‏{‏وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏
فقالت لهم رسلهم‏:‏ ‏{‏طَائِرُكُمْ مَعَكُم‏}‏ وهو ما معهم من الشرك والشر، المقتضي لوقوع المكروه والنقمة، وارتفاع المحبوب والنعمة‏.‏ ‏{‏أَئِنْ ذُكِّرْتُم‏}‏ أي‏:‏ بسبب أنا ذكرناكم ما فيه صلاحكم وحظكم، قلتم لنا ما قلتم‏.‏
‏{‏بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ‏}‏ متجاوزون للحد، متجرهمون في قولكم، فلم يزدهم ‏[‏دعاؤهم‏]‏ إلا نفورا واستكبارا‏.‏
‏{‏وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى‏}‏ حرصا على نصح قومه حين سمع ما دعت إليه الرسل وآمن به، وعلم ما رد به قومه عليهم فقال ‏[‏لهم‏]‏‏:‏ ‏{‏يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ‏}‏ فأمرهم باتباعهم ونصحهم على ذلك، وشهد لهم بالرسالة، ثم ذكر تأييدا لما شهد به ودعا إليه، فقال‏:‏ ‏{‏اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا‏}‏ أي‏:‏ اتبعوا من نصحكم نصحا يعود إليكم بالخير، وليس ‏[‏يريد منكم أموالكم ولا أجرا على نصحه لكم وإرشاده إياكم، فهذا موجب لاتباع من هذا وصفه‏.‏
بقي‏]‏ أن يقال‏:‏ فلعله يدعو ولا يأخذ أجرة، ولكنه ليس على الحق، فدفع هذا الاحتراز بقوله‏:‏ ‏{‏وَهُمْ مُهْتَدُونَ‏}‏ لأنهم لا يدعون إلا لما يشهد العقل الصحيح بحسنه، ولا ينهون إلا بما يشهد العقل الصحيح بقبحه‏.‏
فكأن قومه لم يقبلوا نصحه، بل عادوا لائمين له على اتباع الرسل، وإخلاص الدين للّه وحده، فقال‏:‏ ‏{‏وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ‏}‏ أي‏:‏ وما المانع لي من عبادة من هو المستحق للعبادة، لأنه الذي فطرني، وخلقني، ورزقني، وإليه مآل جميع الخلق، فيجازيهم بأعمالهم، فالذي بيده الخلق والرزق، والحكم بين العباد، في الدنيا والآخرة، هو الذي يستحق أن يعبد، ويثنى عليه ويمجد، دون من لا يملك نفعا ولا ضرا، ولا عطاء ولا منعا، ولا حياة ولا موتا ولا نشورا، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُم‏}‏ لأنه لا أحد يشفع عند الله إلا بإذنه، فلا تغني شفاعتهم عني شيئا، وَلَا هُمْ يُنْقذون من الضر الذي أراده اللّه بي‏.‏
‏{‏إِنِّي إِذًا‏}‏ أي‏:‏ إن عبدت آلهة هذا وصفها ‏{‏لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ‏}‏ فجمع في هذا الكلام، بين نصحهم، والشهادة للرسل بالرسالة، والاهتداء والإخبار بِتعيُّن عبادة اللّه وحده، وذكر الأدلة عليها، وأن عبادة غيره باطلة، وذكر البراهين عليها، والإخبار بضلال من عبدها، والإعلان بإيمانه جهرا، مع خوفه الشديد من قتلهم، فقال‏:‏ ‏{‏إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ‏}‏ فقتله قومه، لما سمعوا منه وراجعهم بما راجعهم به‏.‏
فـ ‏{‏قِيلَ‏}‏ له في الحال‏:‏ ‏{‏ادْخُلِ الْجَنَّةَ‏}‏ فقال مخبرا بما وصل إليه من الكرامة على توحيده وإخلاصه، وناصحا لقومه بعد وفاته، كما نصح لهم في حياته‏:‏ ‏{‏يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي‏}‏ أي‏:‏ بأي‏:‏ شيء غفر لي، فأزال عني أنواع العقوبات، ‏{‏وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ‏}‏ بأنواع المثوبات والمسرات، أي‏:‏ لو وصل علم ذلك إلى قلوبهم، لم يقيموا على شركهم‏.‏
قال اللّه في عقوبة قومه‏:‏ ‏[‏ ‏{‏وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ‏]‏ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ‏}‏ أي‏:‏ ما احتجنا أن نتكلف في عقوبتهم، فننزل جندا من السماء لإتلافهم، ‏{‏وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ‏}‏ لعدم الحاجة إلى ذلك، وعظمة اقتدار اللّه تعالى، وشدة ضعف بني آدم، وأنهم أدنى شيء يصيبهم من عذاب اللّه يكفيهم ‏{‏إِنْ كَانَت‏}‏ أي‏:‏ كانت عقوبتهم ‏{‏إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً‏}‏ أي‏:‏ صوتا واحدا، تكلم به بعض ملائكة اللّه، ‏{‏فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ‏}‏ قد تقطعت قلوبهم في أجوافهم، وانزعجوا لتلك الصيحة، فأصبحوا خامدين، لا صوت ولا حركة، ولا حياة بعد ذلك العتو والاستكبار، ومقابلة أشرف الخلق بذلك الكلام القبيح، وتجبرهم عليهم‏.‏
قال اللّه متوجعا للعباد‏:‏ ‏{‏يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ‏}‏ أي‏:‏ ما أعظم شقاءهم، وأطول عناءهم، وأشد جهلهم، حيث كانوا بهذه الصفة القبيحة، التي هي سبب لكل شقاء وعذاب ونكال‏"‏
‏[‏31 - 32‏]‏ ‏{‏أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ * وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ‏}‏
يقول تعالى‏:‏ ألم ير هؤلاء ويعتبروا بمن قبلهم من القرون المكذبة، التي أهلكها الله تعالى وأوقع بها عقابها، وأن جميعهم قد باد وهلك، فلم يرجع إلى الدنيا، ولن يرجع إليها، وسيعيد اللّه الجميع خلقا جديدا، ويبعثهم بعد موتهم، ويحضرون بين يديه تعالى، ليحكم بينهم بحكمه العدل الذي لا يظلم مثقال ذرة ‏{‏وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا‏}‏
‏[‏33 - 36‏]‏ ‏{‏وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ * سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ‏}‏
أي‏:‏ ‏{‏وَآيَةٌ لَهُمُ‏}‏ على البعث والنشور، والقيام بين يدي اللّه تعالى للجزاء على الأعمال، هذه ‏{‏الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ‏}‏ أنزل اللّه عليها المطر، فأحياها بعد موتها، ‏{‏وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ‏}‏ من جميع أصناف الزروع، ومن جميع أصناف النبات، التي تأكله أنعامهم، ‏{‏وَجَعَلْنَا فِيهَا‏}‏ أي‏:‏ في تلك الأرض الميتة ‏{‏جَنَّاتٍ‏}‏ أي‏:‏ بساتين، فيها أشجار كثيرة، وخصوصا النخيل والأعناب، اللذان هما أشرف الأشجار، ‏{‏وَفَجَّرْنَا فِيهَا‏}‏ أي‏:‏ في الأرض ‏{‏مِنَ الْعُيُونِ‏}‏
جعلنا في الأرض تلك الأشجار، والنخيل والأعناب، ‏{‏لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ‏}‏ قوتا وفاكهة، وأدْمًا ولذة، ‏{‏و‏}‏ الحال أن تلك الثمار ‏{‏مَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِم‏}‏ ‏[‏وليس لهم فيه صنع، ولا عمل، إن هو إلا صنعة أحكم الحاكمين، وخير الرازقين، وأيضا فلم تعمله أيديهم‏]‏ بطبخ ولا غيره، بل أوجد اللّه هذه الثمار، غير محتاجة لطبخ ولا شيّ، تؤخذ من أشجارها، فتؤكل في الحال‏.‏ ‏{‏أَفَلَا يَشْكُرُونَ‏}‏ من ساق لهم هذه النعم، وأسبغ عليهم من جوده وإحسانه، ما به تصلح أمور دينهم ودنياهم، أليس الذي أحيا الأرض بعد موتها، فأنبت فيها الزروع والأشجار، وأودع فيها لذيذ الثمار، وأظهر ذلك الجنى من تلك الغصون، وفجر الأرض اليابسة الميتة بالعيون، بقادر على أن يحيي الموتى‏؟‏ بل، إنه على كل شيء قدير‏.‏

‏{‏سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا‏}‏ أي‏:‏ الأصناف كلها، ‏{‏مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ‏}‏ فنوع فيها من الأصناف ما يعسر تعداده‏.‏ ‏{‏وَمِنْ أَنْفُسِهِم‏}‏ فنوعهم إلى ذكر وأنثى، وفاوت بين خلقهم وخُلُقِهمْ، وأوصافهم الظاهرة والباطنة‏.‏ ‏{‏وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ‏}‏ من المخلوقات التي قد خلقت وغابت عن علمنا، والتي لم تخلق بعد، فسبحانه وتعالى أن يكون له شريك، أو ظهير، أو عوين، أو وزير، أو صاحبة، أو ولد، أو سَمِيٌّ، أو شبيه، أو مثيل في صفات كماله ونعوت جلاله، أو يعجزه شيء يريده‏.‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


لاحول ولاقوة الا بالله
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30/03/2009, 06:18 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ بن منيف النهدي
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 03/01/2009
المكان: جـدة
مشاركات: 1,954
مشكور اخوي وجزاك الله خيرا
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 30/03/2009, 10:16 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ Ң alzaeem Ң
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 01/08/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 3,609
الله يجزاك خير
وجعلها الله في ميزان حسناتك
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 04:38 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube