شهد مونديال كوريا ـ اليابان ـ (2002) مفاجآت من العيار الثقيل وأحداث دراماتيكية مثيرة كان لأشهر ثلاثة مدربين في العالم وقفات مع هذه البطولة حيث أبدوا وجهة نظرهم في عدد من القضايا الخاصة بالمفاجآت وخيبات الأمل والأسباب الكامنة وراء اخفاق الفرق المرشحة في تقديم العروض اللائقة بها. فقد وجه أحد المواقع الرياضية على الانترنت العديد من الأسئلة لكل من القيصر فرانز بكنباور ومدرب فرنسا السابق جال ايميه والمدرب الشهير كارلوس البرتو بيريرا وقد أجاب المدربون الثلاثة على الأسئلة عينها كل من خلال وجهة نظره الخاصة. ‏

. ‏



‏

ـــ ما الفرق التي فاجأتكم أثناء البطولة؟ ‏

ــ فرانز بكنباور: من دون أدنى شك، انه فريق كوريا. إذ استطاع هذا الفريق الذي لم يسبق له اجتياز الدور الأول من قبل أن يصل الى الدور نصف النهائي في هذه البطولة. وهذا ماسيؤثر ايجابيا في مسيرة الكرة الكورية مستقبلا. ‏

في الحقيقة فإن أكثر شيء لفت نظري في البطولة هو رؤية مئات الآلاف من أنصار المنتخب الكوري يتعلقون حول الملاعب ويملؤون الشوارع ولم يسبق لكوريا أن شهدت أمرا كهذا. والفريق الآخر الذي فاجأني ايضا هو فريق اليابان الذي تأهل للمرة الأولى في تاريخه الى الدور الثاني. ‏

إن تأهل اليابان وكوريا الى الدور الثاني ساهم في تقديم الاثارة والمتعة للبطولة. ‏

ــ جاك ايميه: لقد فوجئت بعدة فرق احدها الفريق الياباني حيث اعتبر اليابانيون هذه البطولة فأل خير على مستقبلهم الكروي، ولكن المفاجأة الأكبر تمثلت في الفريق الكوري الذي تميز بالديناميكية وتمتع أفراده بروح قتالية عالية. أما الفريق الثالث الذي فاجأني فكان الفريق التركي ـ هذا الفريق القوي. الذي قدم أداء مذهلاً أمام البرازيل في الدور نصف النهائي. ‏

وقدمت هذه الفرق الثلاثة مجتمعة شيئا جديداً للعبة. ‏

ـ كارلوس البرتو بيريرا: الفريق الذي فاجأني هو الفريق الكوري، ولكنهم لم يظهروا فجأة بل يعد الفريق الكوري من الفرق القوية منذ السبعينيات حيث شارك في نهائيات بطولات كأس العالم خمس مرات متتالية. ‏

ونتيجة للتحضير الجيد والتنظيم الجيد استطاع الكوريون تقديم عروض مثيرة ساعدهم في ذلك المدرب القدير هيدينك. ‏

وأعتقد حقيقة أنه لايمكن مجاراة سرعة وحيوية لاعبي كوريا. ‏

والفريق الآخر الذي تأثرت به كان فريق السنغال وأخيرا الفريق التركي الذي أثبت مقدرة كبيرة في الدور نصف النهائي. ‏

ــ ماذا عن خيبات الأمل؟ ‏

ـ فرانز بكنباور: من الطبيعي أن أُصاب بخيبة أمل حقيقة عندما يخرج المرشحون للظفر باللقب في المراحل الأولى من البطولة حيث أُقصي حامل اللقب فرنسا من الدور الأول من دون أن يسجلوا ولو حتى هدفا واحدا. ‏

أما المنتخب الأرجنتيني الذي يعج بالنجوم أُقصي أيضا باكرا وهذا ماينطبق أيضا على المنتخب الايطالي وأيضا لاننسى المنتخب الانكليزي في الحقيقة انه لأمر محزن أن نفتقد أداء هذه الفرق. ‏

وقد ساهم منتخبا اليابان وكوريا في انقاذ البطولة. ‏

ـ جاك ايميه: الشيء الذي أثار خيبة أملي حقيقة يكمن بخروج فرق مرشحة وقوية من المنافسة كالأرجنتين وفرنسا وانكلترا وحتى اسبانيا وايطاليا. ‏

ــ كارلوس البرتو بيريرا: الفرق التي خيبت أملي هي فرق فرنسا والارجنتين أما الفريق الاسباني فعلى الأقل وصل الى الدور ربع النهائي وهذا عائد برأيي الى أنهم لم يقوموا بالتحضير الجيد. ‏

ـــ لماذا تعتقدون أن المرشحين ودّعوا البطولة مبكرا؟ وهل تعتقدون أن ظروف اقامة البطولة للمرة الأولى في آسيا لعب دورا في ذلك؟ ‏

ــ فرانز بكنباور: كلاّ، الظروف التي اقيمت بها البطولة في آسيا لاتختلف عن تلك الموجودة في اوروبا. ‏

ـ جاك ايميه: ثمة عدة أسباب منها المشاكل الفردية، والنكسات الجسمانية (الاصابات) وربما عدم توفر الألفة. ‏

ولكن أهم شيء يجب أن تفعله لتقدم عروضا ممتازة في كأس العالم هو التحضير الجيد، ومن وجهة نظري فان الفرق المرشحة كانت بحاجة الى وقت أطول للتحضير. ‏

ــ كارلوس البرتو: لايمكن لأحد أن يتذمر من الظروف التي رافقت إقامة الكأس خاصة فيما يتعلق بالإقامة والطعام. ‏

أما التحضير فكان السمة الأساسية للاختلاف فلاعبون من أمثال باتريك فييرا وزين الدين زيدان ومعظم لاعبي المنتخب الفرنسي كانوا يعانون من ارهاق واضح لكثرة مشاركاتهم في البطولات المحلية والأوروبية وحتى خوضهم مباريات ودية مع منتخب بلادهم. ‏

عندما تسلمت مهام تدريب منتخب البرازيل قبل انطلاقة كأس العالم 1994 توقفت تماماً عن خوض المباريات الودية أما الفرق الأخرى فكانوا يجرون مباريات ودية في بلدانهم وخارج بلدانهم ويسافرون من بلد إلى بلد. أما نحن فقد مكثنا في مدينة سانتا كلارا حيث أقمنا معسكراً تدريبياً لمدة خمسة أسابيع، ومن ثم خضنا بعض اللقاءات في آخر أسبوع. ‏

ــ كما هو معلوم فإن البرازيل وألمانيا لم يكونا ضمن الفرق المرشحة للظفر باللقب نتيجة العروض الضعيفة التي قدماها أثناء المباريات التمهيدية. ‏

ــ هل يعتقدون أن كون هذين الفريقين غير مرشحين قد ساهم بابعاد الضغط عنهم وبالتالي استفادا من هذه الميزة؟ ‏

فرانز بكنباور: في الحقيقة هذا الأمر شكل مفاجأة لي كما هو للآخرين. كما هو معلوم فإن البرازيل تملك فريقاً جاهزاً بشكل دائم. فقد استطاع المنتخب البرازيلي انتزاع اللقب في العديد من بطولات العالم، والفريق الألماني يعد من الفرق القوية في البطولات الكبيرة ومع ذلك لم يكن الألمان مرشحين لإحراز اللقب أما البرازيليون فقد كانوا مرشحين لذلك وقد قدم كلا المنتخبين عروضاً قوية في المونديال أهلتهم للوصول الى النهائي بعد أن فاز البرازيليون في جميع المباريات التي خاضوها وكذلك الألمان عدا تعادل واحد. ‏

جاك ايميه: دخل منتخبا البرازيل وألمانيا المنافسات دون أن يرشحهما أحد ومع ذلك فهما دائماً كبيران في المناسبات الكبيرة. ‏

لقد مر الفريقان بلحظات عصيبة قبل النهائيات لنأخذ مثلاً رودي فولر فقد فقدَ أفضل لاعبية جراء الاصابات عشية النهائيات ولكنه استطاع اعداد فريق مميز. ‏

عانت البرازيل من نفس الأوضاع ولكن البرازيل لديها لاعبون من طراز رونالدو ورونالدينهو وريفالدو وروبرتو كارلوس وكافو الذين باستطاعتهم هزيمة أي فريق في أي لحظة. ‏

ــ كارلو البرتو بيريرا: يعاني منتخب البرازيل دائماً من الضغط سواء من الصحافة أو من الجماهير الرياضية قبل اشتراكهم في أي بطولة عالمية. بالنسبة للأجانب وصحافتهم فهم يعتقدون أننا لسنا مرشحين، ولكننا في البرازيل نعرف جيداً القدرات الهائلة التي يتمتع بها أفراد المنتخب الوطني. ‏

في مونديال كوريا اليابان كان المنتخب البرازيلي محظوظاً لأنه لم يلعب أمام فرق قوية حتى وصل الى الدور ربع النهائي وواجه الفريق التركي الذي أدى مباراة قوية. ‏

وهكذا وصلت البرازيل الى النهائي وحازت على اللقب. ‏