من اكثر المشاكل الموجودة بالوسط الرياضي الاعلام!! فبدلا من ان يكون ناقلا للخبر
وعاملا هاما في تثقيف الجماهير تحول الى معول هدم واحد اهم اسباب التعصب بين
الجماهير فهو لايزيد من وعي المتابعين بل انه على العكس يزيد من التخلف والجهل
والتعصب الاعمى ويسبب التفرقة بين ابناء الوطن الواحد!!
فهناك الكثير من المشاكل والقضايا التي يتجاهلها الاعلام الرياضي ويسلط الضوء على
قضايا استفزازية يهدف من خلالها الى التقليل من شأن الاخرين او التحريض عليهم
او التركيز على سلبيات بعض الاندية بشكل لا مهني والتغاضي عما يحدث في اندية
اخرى بشكل يجعل المرء يصنف الاعلام بحسب الاندية فيقال اعلام هلالي واعلام
نصراوي واتحادي وهكذا!!
فلا يوجد اعلام رياضي يهتم بأندية الوطن بشكل متوازن ويتيح المجال لكافة الاراء
والتوجهات بالتواجد لانه يمارس سياسة الاقصاء مما اوجد احتقانا لدى الكثيرين
مما جعل الاهتمام ينصب الى المنتديات التي استغل فيها هامش الحرية من اجل
الاساءة الى الاخرين بعيدا عن طرح المشاكل وتسليط الضوء عليها !!
واقرب وصف للصحافة الرياضية هو تشبيههم بملوك الطوائف فقد مرت مرحلة في
تاريخ الاندلس(اسبانيا الان) بمرحلة غريبة تحولت دولة الاندلس الى دويلات كثيرة
واصبح ملوك الطوائف مثل الضرائر المترفات كل واحد منهم يحسد الاخر ويسعى الى
افساد الاخرين وايجاد المشاكل بهم وايقاع المكائد والمصائب بهم وهكذا اصبحت
صحافتنا الرياضية!!
فكل صحيفة تنتظر ان يخسر الفريق الذي تدافع عنه الصحيفة الاخرى حتى تجعله
اضحوكة بين الناس ولا يهم ان كان هذا الفريق يلعب في مباراة في الدوري المحلي
او يمثل الوطن في مهمة خارجية لا بأس فالمهم هو الاستهزاء و ايجاد المشاكل تماما
كما كان يفعل ملوك الطوائف!!
وتسبب ذلك الامر في تخلف كرتنا السعودية على المستوى الاسيوي فلم يعد المنتخب
قويا مهابا كما كان بل ان هناك مدربا لكل بطولة وتشكيلة لكل بطولة وعندما يخسر
لا يجد النقد الهادف لان ملوك الطوائف عفوا صحافتنا الرياضية تبحث في سلبيات
لاعبي المنتخب الذين ينتمون الى اندية الصحيفة الاخرى فالصحيفة الاتحادية تتحدث
عن سلبيات لاعبي المنتخب المنتمين الى نادي الهلال وتصفهم بالتخاذل!!
والصحيفة الهلالية تسيء الى لاعبي المنتخب المنتمين الى نادي الاتحاد وتجردهم من
الوطنية وحب الوطن!!
ونجد كتابا لا يتحمسون للمنتخب لانه لا يوجد فيه لاعبين من ناديهم المفضل بل ان
بعضهم يتضايق من مشاركات المنتخب لانها تعيد لاعبي ناديه المفضل مصابين!!
واختفى الحديث عن المنشأت الرياضية ولا يوجد من يتحدث عن الاخفاقات الاؤلمبية
المتكررة فلم تحقق رياضتنا السعودية ميدالية منذ عام2000م ولا احد يهتم فالكل
منشغل بناديه المفضل يتغزل فيه وبلاعبيه ويحول اشباه اللاعبين الى عمالقة واساطير
ويكذب اي خبر يرى انه يسيء الى مصلحة ناديه حتى لو كان هذا الخبر حقيقيا!!
بل ان بعض الكتاب اوقف زاويته على احدى الاندية وأصبح يسب هذا النادي ويشتمه
في كل يوم حتى اصبحت الاساءة الى هذا النادي من اسباب حصوله على مكافأته من
الصحيفة التي يكتب فيها!!
ورغم وجود عشرات المشاكل التي تحتاج الى تسليط الضوء عليها مثل المنشأت و
لوائح الاحتراف وجهل مسؤولي الاندية في كيفية التعاقد مع المدربين واللاعبين مما
كلف انديتنا عشرات الملايين بسبب سوء التصرف الا ان الاعلام يتجاهل التركيز على
مثل هذه الكوارث ويركز على هزيمة الفريق المنافس او يحرض المسؤولين على
الشخصيات المتميزة من اداريين ومدربيين ولاعبين رغبة في ابعادهم وايقاف مسيرة
هذا النادي او ذاك!!
ومن اكبر المشاكل التي يعاني منها من يقرأ الصحف الرياضية السعودية هي الزوايا
المتواجدة بشكل يومي وتنشر دون ان يوجد اسفلها كاتبها والغريب انها موجودة في
معظم الصحف الرياضية بأسماء مختلفة (ع المكشوف,كواليس,فواصل,عواكيس)
وتساهم هذه الزوايا بمزيد من الحقد والحسد وزرع الكراهية في قلوب المشجعين
بالاضافة الى ان هذا الامر يخالف المهنية الاعلامية التي توجب ان يذيل كل مقال وكل
زاوية باسم كاتبها حتى يكون مسؤولا امام المسؤولين والجماهير عما كتب!!
وتمتلىء هذه الزوايا بالتلميح والتصريح والاساءة والتحريض والتشفي وكل ماهو
سيء ومرفوض في مجتمعنا الرياضي وكلي امل في وزير الاعلام الجديد ان يسارع
الى منع هذه الزوايا المليئة بالتعصب ونشر ثقافة الكراهية بين ابناء المجتمع .
الوضع الشجري
