المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 16/03/2009, 10:49 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة ص (5)

بسم الله الرحمن الرحيم

وعند تواردهم على النار يشتم بعضهم بعضا، ويقول بعضهم لبعض‏:‏ ‏{‏هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُم‏}‏ النار ‏{‏لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ‏}‏
‏{‏قَالُوا‏}‏ أي‏:‏ الفوج المقبل المقتحم‏:‏ ‏{‏بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ‏}‏ أي‏:‏ العذاب ‏{‏لَنَا‏}‏ بدعوتكم لنا، وفتنتكم وإضلالكم وتسببكم‏.‏ ‏{‏فَبِئْسَ الْقَرَارُ‏}‏ قرار الجميع، قرار السوء والشر‏.‏
ثم دعوا على المغوين لهم، فـ ‏{‏قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَابًا ضِعْفًا فِي النَّارِ‏}‏ وقال في الآية الأخرى‏:‏ ‏{‏قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ‏}‏
‏{‏وَقَالُوا‏}‏ وهم في النار ‏{‏مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ‏}‏ أي‏:‏ كنا نزعم أنهم من الأشرار، المستحقين لعذاب النار، وهم المؤمنون، تفقدهم أهل النار ـ قبحهم اللّه ـ هل يرونهم في النار‏؟‏
‏{‏أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمْ الْأَبْصَارُ‏}‏ أي‏:‏ عدم رؤيتنا لهم دائر بين أمرين‏:‏ إما أننا غالطون في عدنا إياهم من الأشرار، بل هم من الأخيار، وإنما كلامنا لهم من باب السخرية والاستهزاء بهم، وهذا هو الواقع، كما قال تعالى لأهل النار‏:‏ ‏{‏إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ *فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ‏}‏
والأمر الثاني‏:‏ أنهم لعلهم زاغت أبصارنا عن رؤيتهم معنا في العذاب، وإلا فهم معنا معذبون ولكن تجاوزتهم أبصارنا، فيحتمل أن هذا الذي في قلوبهم، فتكون العقائد التي اعتقدوها في الدنيا، وكثرة ما حكموا لأهل الإيمان بالنار، تمكنت من قلوبهم، وصارت صبغة لها، فدخلوا النار وهم بهذه الحالة، فقالوا ما قالوا‏.‏
ويحتمل أن كلامهم هذا كلام تمويه، كما موهوا في الدنيا، موهوا حتى في النار، ولهذا يقول أهل الأعراف لأهل النار‏:‏ ‏{‏أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لَا يَنَالُهُمُ اللَّهُ بِرَحْمَةٍ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ‏}‏
قال تعالى مؤكدا ما أخبر به، وهو أصدق القائلين‏:‏ ‏{‏إِنَّ ذَلِكَ‏}‏ الذي ذكرت لكم ‏{‏لَحَقٌّ‏}‏ ما فيه شك ولا مرية ‏{‏تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ‏}‏
‏[‏65 - 88‏]‏ ‏{‏قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ * قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ * أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ * مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ * إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ * إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ * فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ * قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ * قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ * قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ * لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكَ وَمِمَّنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ * قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ‏}‏
‏{‏قُل‏}‏ يا أيها الرسول لهؤلاء المكذبين، إن طلبوا منك ما ليس لك ولا بيدك‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ‏}‏ هذا نهاية ما عندي، وأما الأمر فلله تعالى، ولكني آمركم، وأنهاكم، وأحثكم على الخير وأزجركم عن الشر فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَعَلَيْهَا ‏{‏وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ‏}‏ أي‏:‏ ما أحد يؤله ويعبد بحق إلا اللّه ‏{‏الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ‏}‏ هذا تقرير لألوهيته، بهذا البرهان القاطع، وهو وحدته تعالى، وقهره لكل شيء، فإن القهر ملازم للوحدة، فلا يكون قهارين متساويين في قهرهما أبدا‏.‏
فالذي يقهر جميع الأشياء هو الواحد الذي لا نظير له، وهو الذي يستحق أن يعبد وحده، كما كان قاهرا وحده، وقرر ذلك أيضا بتوحيد الربوبية فقال‏:‏ ‏{‏رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا‏}‏ أي‏:‏ خالقهما، ومربيهما، ومدبرها بجميع أنواع التدابير‏.‏ ‏{‏الْعَزِيزُ‏}‏ الذي له القوة، التي بها خلق المخلوقات العظيمة‏.‏ ‏{‏الْغَفَّارُ‏}‏ لجميع الذنوب، صغيرها، وكبيرها، لمن تاب إليه وأقلع منها‏.‏
فهذا الذي يحب ويستحق أن يعبد، دون من لا يخلق ولا يرزق، ولا يضر ولا ينفع، ولا يملك من الأمر شيئًا، وليس له قوة الاقتدار، ولا بيده مغفرة الذنوب والأوزار‏.‏
‏{‏قُل‏}‏ لهم، مخوفا ومحذرا، ومنهضا لهم ومنذرا‏:‏ ‏{‏هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ‏}‏ أي‏:‏ ما أنبأتكم به من البعث والنشور والجزاء على الأعمال، خبر عظيم ينبغي الاهتمام الشديد بشأنه، ولا ينبغي إغفاله‏.‏
ولكن ‏{‏أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ‏}‏ كأنه ليس أمامكم حساب ولا عقاب ولا ثواب، فإن شككتم في قولي، وامتريتم في خبري، فإني أخبركم بأخبار لا علم لي بها ولا درستها في كتاب، فإخباري بها على وجهها، من غير زيادة ولا نقص، أكبر شاهد لصدقي، وأدل دليل على حق ما جئتكم به، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى‏}‏ أي‏:‏ الملائكة ‏{‏إِذْ يَخْتَصِمُونَ‏}‏ لولا تعليم اللّه إياي، وإيحاؤه إلي، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ‏}‏ أي‏:‏ ظاهر النذارة، جليها، فلا نذير أبلغ من نذارته ـ صلى الله عليه وسلم ـ‏.‏
ثم ذكر اختصام الملأ الأعلى فقال‏:‏ ‏{‏إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ‏}‏ على وجه الإخبار ‏{‏إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ‏}‏ أي‏:‏ مادته من طين‏.‏
‏{‏فَإِذَا سَوَّيْتُهُ‏}‏ أي‏:‏ سويت جسمه وتم، ‏{‏وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ‏}‏ فوطَّن الملائكة الكرام أنفسهم على ذلك، حين يتم خلقه ونفخ الروح فيه، امتثالا لربهم، وإكراما لآدم عليه السلام، فلما تم خلقه في بدنه وروحه، وامتحن اللّه آدم والملائكة في العلم، وظهر فضله عليهم، أمرهم اللّه بالسجود‏.‏
فسجدوا كلهم أجمعون إلا إبليس لم يسجد ‏{‏اسْتَكْبَرَ‏}‏ عن أمر ربه، واستكبر على آدم ‏{‏وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ‏}‏ في علم اللّه تعالى‏.‏
فـ ‏{‏قَالَ‏}‏ اللّه موبخا ومعاتبا‏:‏ ‏{‏مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ‏}‏ أي‏:‏ شرفته وكرمته واختصصته بهذه الخصيصة، التي اختص بها عن سائر الخلق، وذلك يقتضي عدم التكبر عليه‏.‏
‏{‏أسْتَكْبَرْتَ‏}‏ في امتناعك ‏{‏أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ‏}‏
‏{‏قَالَ‏}‏ إبليس معارضا لربه ومناقضا‏:‏ ‏{‏أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ‏}‏ وبزعمه أن عنصر النار خير من عنصر الطين، وهذا من القياس الفاسد، فإن عنصر النار مادة الشر والفساد، والعلو والطيش والخفة وعنصر الطين مادة الرزانة والتواضع وإخراج أنواع الأشجار والنباتات وهو يغلب النار ويطفئها، والنار تحتاج إلى مادة تقوم بها، والطين قائم بنفسه، فهذا قياس شيخ القوم، الذي عارض به الأمر الشفاهي من اللّه، قد تبين غاية بطلانه وفساده، فما بالك بأقيسة التلاميذ الذين عارضوا الحق بأقيستهم‏؟‏ فإنها كلها أعظم بطلانا وفسادا من هذا القياس‏.‏
فـ ‏{‏قَالَ‏}‏ اللّه له‏:‏ ‏{‏فَاخْرُجْ مِنْهَا‏}‏ أي‏:‏ من السماء والمحل الكريم‏.‏ ‏{‏فَإِنَّكَ رَجِيمٌ‏}‏ أي‏:‏ مبعد مدحور‏.‏
‏{‏وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي‏}‏ أي‏:‏ طردي وإبعادي ‏{‏إِلَى يَوْمِ الدِّينِ‏}‏ أي‏:‏ دائما أبدا‏.‏
‏{‏قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ‏}‏ لشدة عداوته لآدم وذريته، ليتمكن من إغواء من قدر اللّه أن يغويه‏.‏
فـ ‏(‏قال‏)‏ اللّه مجيبا لدعوته، حيث اقتضت حكمته ذلك‏:‏ ‏{‏فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ‏}‏ حين تستكمل الذرية، يتم الامتحان‏.‏

فلما علم أنه منظر، بادى ربه، من خبثه، بشدة العداوة لربه ولآدم وذريته، فقال‏:‏ ‏{‏فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ‏}‏ يحتمل أن الباء للقسم، وأنه أقسم بعزة اللّه ليغوينهم كلهم أجمعين‏.‏

‏{‏إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ‏}‏ علم أن الله سيحفظهم من كيده‏.‏ ويحتمل أن الباء للاستعانة، وأنه لما علم أنه عاجز من كل وجه، وأنه لا يضل أحدا إلا بمشيئة اللّه تعالى، فاستعان بعزة اللّه على إغواء ذرية آدم هذا، وهو عدو اللّه حقا‏.‏


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)



لاحول ولاقوة الا بالله
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 09:53 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube