اليكم هذا المقال الرائع من محمد البكر

رغم أنف الفضائيات ..

رياضتنا بخير وانجازاتنا غير مسبوقة

كبوة المونديال لن تمسح انجازات الوطن وبطولاته

محمد البكر



لو اعيدت مباراة منتخبنا والمنتخب الالماني خمسين مرة فلن تكون النتيجة كما كانت في هذا المونديال.
ولهذا نقول ان تلك المباراة كابوسا لابد ان نتجاوزه والا نبني دراساتنا واستراتيجياتنا المستقبلية عليها على الا نتجاهلها تماما بل علينا الاستفادة منها في تطبيق وتحديث انظمة ولوائح لم نستطع قط تطبيقها لاسباب مختلفة، بالاضافة الى تأمين الموارد المالية الكفيلة بتطوير الرياضة السعودية. لقد فوجئت كما فوجئ الكثيرون بمواضع تم نشرها لم يكن هدفها الاصلاح بقدر ما كانت للتشفي وتصفية حسابات انكشفت معها الاقنعة وبانت الصور الحقيقية دون رتوش لدرجة ان زميلا قال لي لماذا تنتقد قناة المستقلة عندما تسيء للرياضة السعودية وتنسى هؤلاء المرضى في المملكة وهم يمارسون نفس العمل وان كان اشد ايلاما لانهم يتحدثون من داخل الوطن.
قلت قبل كأس العالم.. انه يبدو ان التأهل للمونديال لم يعد يحظى باهتمام احد بعد ان تأهلنا للمرة الثالثة مع ان التأهل بحد ذاته يعتبر حضارة ونجاحا تسعى اليه كثير من الامم حتى تلك التي لم تغب يوما عنه بل حققت الكأس الكبير. ففي الوقت الذي غابت فيه دول كثيرة لها وزنها الاقتصادي والسكاني والرياضي تأهل منتخبنا وبدلا من تسليط الضوء على تلك الدول التي لم تتأهل كالمغرب ومصر ودول الخليج وغيرالخليج اصبح تسليط الضوء على الاخفاق في مباراة ونسي الجميع ان التأهل حلم يراود ملايين البشر في مختلف بقاع العالم.. وانا هنا لا ابرر الهزيمة بتلك النتيجة لانها قاسية، لكنني اوضح حقيقة تريد بها الاقلام المريضة داخل الوطن والخبيثة خارجه تشويه الكرة السعودية ورياضتها التي جمعت في زمن قياسي الانجازات والبطولات ورفعت اسم العرب جميعا في مختلف المحافل الدولية.
شيء معيب ان نشطب تلك الانجازات ونتجاوز كل الانتصارات ونتجاهل كل الالقاب لنركز على تلك المباراة وكأننا لم نشاهد منتخبنا امام السنغال قبل كأس العالم وكذلك امام الاورغواي ففي هاتين المباراتين كان الابداع السعودي بلا حدود وقدم البدلاء مباراتين قمة وروعة وابداعا مما يؤكد ان ما حصل هو خلل في مباراة وليس خللا في تاريخ الكرة السعودية ومسيرتها بالأمس واليوم والغد.
نحن شعب عاطفي.. لكن يجب الا نسمح لعاطفتنا بالاساءة لنجومنا ورجالنا وتاريخنا، وعلينا الا نمهد الطريق للحاقدين والمتربصين بالرياضة السعودية بل بهذا الوطن وبرجالاته ومسئوليه، وقد ازددت اعجابا وتقديرا بسمو الامير سلطان بن فهد الذي كان واثقا ان ماحدث غمامة ستزول وانها كبوة ستكون الخطوة الاولى للتصميم والتعديل وتجديد المسيرة والحفاظ على المكتسبات.. وسموه لم يكن مندفعا ولم يقبل ان تخونه خبرته وحنكته فيصدر قرارات متسرعة تقيل هذا وتبعد ذاك ولولا هذه الخبرة والحنكة لما حققت الرياضة السعودية كل هذه الانجازات.
لقد نجحت االرئاسة في ترجمة طموحات ولاة الامر وحققت آمالهم وتطلعاتهم وخدمت الوطن بالوقت والجهد والمال ويدرك الجميع الانجازات التي تحققت للوطن سواء من خلال منتخبات المملكة او انديتها واجزم ايضا ان الاندية السعودية تثمن كل الوقفات معهما ولولا هذه الوقفات لما حققت اندية المملكة كل هذه الانجازات الكبيرة ولما احتكرت البطولات الآسيوية ولما تركت بصمتها على البطولات الخليجية العربية.
ولا اظن انني بحاجة للتذكير على الانجازات التي تحققت منذ وسط الثمانينيات حيث بدأنا في حصد بطولات آسيا ثلاث مرات وكنا طرفا في النهائي منذ 84م وحتى الآن اي منذ 18 سنة حيث تأهل منتخبنا الوطني 3 مرات متتالية لكأس العالم وللاولمبياد وحققنا بطولة الخليج والعرب وكنا اصحاب الارقام والمواقف المشرفة وتجاوزنا كل الفرق العربية والآسيوية، كما شهدت العشرون سنة الماضية بطولات للاندية السعودية حتى اننا لو جمعنا بطولات الاندية العربية ومنتخباتها مجتمعة لما وصلت لما حققته الاندية السعودية ومنتخباتها من بطولات وانجازات عبر عشرين سنة كلها من الذهب الخالص.
واذا كانت هذه نتائج كرة القدم فهل من المعقول ان نمسح كل ذلك بسبب مباراة حتى لو كانت نتيجتها فضيحة غير مقبولة.. ولمصلحة من نساهم في الاساءة لتاريخنا وانجازاتنا وكيف نساهم في دعم بعض القنوات الاعلامية المشبوهة التي ارادت القضاء على كل الصفحات المشرقة للرياضة السعودية مستفيدة من ردة الفعل الغاضبة للجمهور السعودي وهي ردة فعل عفوية لا يلام عليها احد بقدر ما وجب التنبيه بان هناك من ينتظر سقطة او كبوة للكرة السعودية لينال من تاريخها مستفيدا من اخطاء بعض الزملاء الذين اندفعوا دون حساب باحثين عن اسباب فوضعوا كل الاحتمالات رغم ان معظمها غير منطقية او معقولة. ان الحديث عن الرياضة السعودية والدور الذي لعبه الامير سلطان بن فهد يحتاج الى صفحات وصفحات ولكننا نضع خطوطا عريضة ونتذكر انجازات كثيرة سواء في كرة القدم او غيرها وكلنا نتذكر ما حققه بطلنا السعودي محمد الجيزاني عندما فاز ببطولة العالم للمبارزة وهو انجاز غير مسبوق وكذلك عندما حققنا اول ميداليتين اولمبيتين عن طريق هادي صوعان وكذلك ميدالية الفروسية في اولمبياد سيدني وهو انجاز ايضا غير مسبوق على مستوى الوطن ناهيك عن تأهل منتخب اليد لكأس العالم للمرة الرابعة على التوالي وتحقيقنا لبطولة الخيلج للناشئين والعموم في العاب القوى لاول مرة في تاريخنا الرياضي. كما نتذكر ايضا ما حققته اندية الهلال والاتحاد والنصر والاهلي منذ عام 99 وحتى الآن من بطولات خليجية وعربية وقارية.
وانني اسأل الآن اليس ما تحقق للرياضة السعودية من انجازات وكؤوس يستحق الثناء والاشادة والتقدير، واليس من المنطق ان نعتبر ما حدث كبوة لا يمكن ان نعطيها اكثر من حقها؟؟اليس من العدل ان نذكر بما قدمتة حكومتنا الرشيدة للشباب السعودي في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو نائبه وسمو النائب الثاني الذين لم يبخلوا على شباب هذا الوطن فدعموه ووضعوا له البنية التحتية وخصصوا الميزانيات الضخمة حتى يحقق هذا المواطن كل ما يستطيع لرفعة شأن هذا الوطن والحفاظ على المكتسبات التي تحققت والانجازات التي صنعها رجال هذا الوطن المعطاء. ولولا اهتمام سيدي نائب خادم الحرمين الشريفين بقطاع الشباب لما جاءت تلك القرارات القوية التي كان من اهم اهدافها مساعدة الامير سلطان للقفز بالرياضة السعودية لآفاق اكثر اتساعا في ظل التطور الذي تشهده المملكة وهذه هو الكلام الذي اكده سمو سيدي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز. انني ادعو زملائي بالا يساهموا من حيث لا يعلمون في التقليل من قيمة ما حققته المملكة في تطور وبطولات وانجازات وان يتذكروا ان ما حدث ما هو الا نقطة سوداء صغيرة في ثوب ابيض ناصع البياض. وادعوهم بالا يقسوا على احد، فالذي لا يخطئ هو الذي لا يعمل اما من يعمل ويجتهد فهو المعرض للخطأ.
مرة اخرى نحيي االقيادة والمسؤولين في هذا البلد المعطاء على هذا الهدوء وهذه الحكمة والشجاعة والقدرة وعلى ما تحقق للوطن من انجازات وبطولات ورفعة للرياضة السعودية و استفاد شباب الوطن من كل ما قدمته الدولة وما اولاه اولو الامر في المملكة من دعم وتشجيع ومتابعة حتى تحققت كل الانجازات وارتسمت بسمة السعادة والرضا على محيا كل مواطن في هذا البلد.
ولكم تحياتي.

كبير يا ابو اريج

يعطيك العافية اخوي