أراد ذلك الشاب أن يخفف عن أهله المعوزين والذين تكاد تنهكهم مطالب الحياة المختلفة !!

ماذا يفعل ؟!!

كيف يتصرف وهو الشاب الذي لايملك من الأمر شيئا ؟!!

هل يترك الحمل على والده ذلك الموظف البسيط الذي لايكاد مرتبه يكفي لسداد الفواتير التي تهطل من كل حدب وصوب ؟!!!

هل يغمض عينيه عن أحوال أهله وهو الشاب الذي قد خط شاربه وأصبح من عداد الرجال ؟!!

تردد السؤال ......

ماذا أفعل ؟!!!

هداه الله بعد تفكير عميق إلى أن يقترض مبلغا بسيطا وأن يقترض سيارة صديقه " الوانيت " وأن يملأها بالبطيخ الذي اشتراه بالمبلغ الذي اقترضه حتى يكسب على الأقل مايكفيه ليخفف قليلا عن والده المتعب .

كان يومه الأول صعبا .. شاقا ... حيث حرارة الشمس والفصال في البيع , والوقوف طوال النهار , إلا أن مكسبه البسيط أعاد له نشاطه وجعله يواصل العمل فرحا متناسيا كل التعب الذي عاناه من الوقوف في هذه الشمس المحرقة .

في نهاية هذا اليوم الطويل لملم الشاب جسده النحيل وركب سيارته سعيدا بالمبلغ البسيط الذي كسبه وفتحت أمام عينيه بوابة الرضا والسعادة حيث أنه إن استمر على هذا الحال فقد أرضى ضميره واستطاع أن يحمل عن أبيه بعض الحمل ولو بمبلغ لايتعدى الخانتين يوميا .

في فجر اليوم التالي استيقظ الشاب ليؤدي صلاة الفجر ثم اتجه والنشاط والأمل يملآن قلبه إلى حيث يشتري البطيخ بالجملة وهكذا فعل ثم اختار لنفسه مكانا ليجلس فيه وبدأ بالبيع ... ولكن !!

وكأن الفرحة كتب عليها ألا تستمر !!

وكأن الرحمة قد قتلت ذلك الصباح !!

فقد داهمه رجال البلدية وصادروا حمولته وسيارة صديقه وغرموه بمبلغ وقدره 3000 ريال سعودي !!!!!!

ياااااالله 3000 ريال سعودي وهو الذي جاء حالما بأن يكسب خمسين أو مائة ريال على الأكثر !!!!

أين الرحمة ياهؤلاء ؟!!

ماذا جنيت ؟!!

هل بعت ممنوعا ؟!!

هل بعت مسروقا ؟!!

أم أنكم تريدونني أن أفعل ذلك بتصرفكم هذا ؟!!

عاد الشاب إلى بيته مصدوما بماحدث لايواسيه سوى أفكار شيطانية تدعوه إلى طريق آخر !!

أسرع وأكثر ربحا وقد لاتعاقب عليه البلدية !!

اتقوا الله أيها الأقوياء !!

اتقوا الله وتذكروا أن فوقكم من سيحاسبكم على كل أفعالكم !!

دعوا هؤلاء الشباب يكسبون لقمة عيشهم ولاتذروهم غنيمة للشيطان !!

دعوهم يسترزقون ويبحثون عن الرزق الحلال بدلا من أن يتركوكم ويتجهوا لطريق آخر !!