بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..



لا يخفى على اي رياضي محب لوطنه ما يحصل الان من مد وجزر بين من سيتولى تدريب المنتخب الاخضر السعودي ومن ستوكل اليه المهمه .. ولعل الاصداء والاصوات منها

من ينادي من بعيد في تلميحات واضحه بل واصبحت صريحه في ايعاز تلك المهمه الى الروماني مدرب نادي الهلال كوزمين اولاريو بعد نجاحاته الملحوظه مع نادي الهلال بل

وتفوقه بامتياز على الجميع في نطاق قارة اسيا ان جاز التعبير .. ولكن دعنا عزيزي الرياضي المحب لوطنك ان نجزء الامور بحيثياتها وتفاصيلها ونعطي كل ذي حق حقه ..



المنتخب السعودي يمثل رأس الهرم الرياضي في المملكه العربيه السعوديه ويحوز على الاهتمام من الجميع وهذا مطلب وطني لا خلاف عليه اطلاقا ما دام وطنا يستحق التضحيه ,

ولكل رأس هرم أسس وثوابت ودعامه يرتكز عليها تساند في تغذيته التغذيه السليمه وتشكل خلفيه احتياطيه لكل ما قد يطرأ على الساحه الرياضيه بشكل عام . وبالمقابل فإن هذه

الأسس والدعائم المموله تنال حق الرعايه والاهتمام والدعم والتمويل من قيادة رأس الهرم والتي تتمثل في الاتحاد السعودي لكرة القدم بقيادة صاحب السمو الملكي الامير سلطان

بن فهد ونائبه الامير نواف بن فيصل . ولنقوم بتصنيف كل منظومه تشكل أساس وداعم لرأس الهرم المذكور اعلاه الى ثلاثة اصناف , بحيث يكون التصنيف ملائم لمعطيات و

مخرجات كل منظومه رياضيه . فلدينا في المملكه العربيه السعوديه 153 نادي رياضي ليس من منطق العقل ابدا ان نجعلها جميعها تحتل نفس التصنيف.



الصنف الأول : وهي الأنديه التي تمثل أندية دوري المحترفين و تشكل واجهة رياضيه للوطن على المستوى الاقليمي او القاري او العالمي من خلال المشاركات الخارجيه , ومن

البديهي بأنها هي الانديه التي تتربع على عرش المسابقات المحليه ولديها قواعد جماهيره على المستوى الشعبي وابزرها بلا منازع نادي الهلال , ونادي الاهلي , ونادي النصر ,

ونادي الاتحاد , ونادي الشباب , ونادي الاتفاق , ونادي الوحده . وتتميز هذه الانديه بدعمها المباشر للمنتخب السعودي عناصريا او فنيا من خلال المدربين والمساعدين وعلى

سبيل المثال وليس الحصر عندما تم ايعاز مهمة تدريب المنتخب في كأس العالم في المانيا 2006 الى البرازيلي باكيتا حينما كان مدربا لنادي الهلال .



الصنف الثاني : وهي الأندي التي تمثل أندية دوري الدرجة الاولى ودوري الدرجه الثانيه , وهي أنديه لا يمكن ان يستهان بها او التقليل من اهميتها في دعم الرياضه السعوديه

بشكل عام . وتمتاز غالبا بصناعة النجوم ومعظم نجوم أندية التصنيف الأول غالبا ما تكون بداياتهم الكرويه من أندية التصنيف الثاني ومن ثم يتم انتقالهم الى الأنديه الكبيره .

ومن امثلة هذه الأنديه نادي التعاون , ونادي الرياض , ونادي الفتح , ونادي الانصار , ونادي الطائي , ونادي الجبلين وغيرها .



الصنف الثالث : وهي الأنديه التي تعتبر الأهم في وجهة نظري الخاصه والتي تشكل لب ونواة التطوير والدعم الرياضي في شتى دول العالم , وهي الانديه التي تمثل دوري

الدرجه الثالثه وما دونه , وتمتاز هذه الأنديه بأستقطابها للمواهب الشابه والصغيره حيث يشكل طلبة المدارس وصغار السن الأغلبيه في عناصرها على جميع المستويات والالعاب

ويشهد هذا التصنيف غياب ملحوظ ويدعو للتساؤل الا وهو غياب دور الجامعات ومعاهد التعليم العالي في تنشيط الحركه الرياضيه ويعزو النقاد ذلك الى غياب الانشطه الرياضيه

الجديه في هذه المؤسسات التعليميه وتهميشها للنشاط الرياضيه ومدى فاعليته.



اذا عزيزي الرياضي , هاهي أسس الهرم الثلاثه والتي يتربع على عرشها المنتخب السعودي , و ما احببت ان انوه اليه عزيزي القارئ من خلال هذا التصنيف أنه على الرغم من

وجود هذا الكنز و الكم الهائل من هذه المصادر والموارد وتنوع الخيارات وتعددها , وعلى الرغم من توفر كافة الامكانات الماديه الملائمه ان جاز التعبير لا توجد هناك سياسه

ومنهجيه محكمه في تطويع وتطوير هذه المصادر حتى تكون مخرجاتها ملائمه لاحتياجات المنتخب ومن خلفه الانديه . فلازال المنتخب يفتقد الى صانع الالعاب مع نهاية الجيل

الذهبي بقيادة يوسف الثنيان وفهد الهريفي , ولا زال نادي الهلال يعاني من مركز الظهير الايمن منذ انتقال اللاعب احمد الدوخي الى نادي الاتحاد , ولا زال نادي النصر يغني

على ليلاه في مركز الهجوم منذ اعتزال نجمه ماجد عبد الله .



عزيزي القارئ , الا يدعونا ذلك الى التساؤل والعتب عن دور الاتحاد السعودي في تقديم المقابل لهذه الانديه التي تقدم الغالي والنفيس للمنختب كون انه رأس الهرم الرياضي ,

وبالمقابل لا يقدم هذا الاتحاد السعودي اي منهجيه تطويريه للرياضه ككل في المملكه . بل على العكس تماما تحولت الانديه الى الخصخصه الغير معلنه , فأصبح نجاح أي نادي

من أندية التصنيف الأول مقرون بـ ( جيب ) رئيس النادي , حتى أن الانديه باتت تشتري عقود اللاعبين الاجانب وتمهد الطريق وفق ما يراه مدربوها فنيا , ولنا في منصور

البلوي في الاتحاد عبره , وكذلك الامير عبد الرحمن بن مساعد في الهلال , والامير فيصل بن تركي في النصر .



ولست انتقد هذه المنهجيه المتبعه من الانديه ابدا ابدا , حيث انها انديه لها الشكر كونها احسنت التصرف والتعامل والمحافظه على مكانتها الاقليميه والقاريه على الرغم

من غياب فلسفة الدعم من قبل الاتحاد السعودي وفقا للأسلوب الذي تستطيع معه البقاء في مصاف الاقوياء , بل انه الاحتراف بعينه عزيزي القارئ وهذا ما ندعوا اليه .





وعلى الرغم من ذلك كله , لا يخفى على الجميع كيف اننا نعاني من تغييب كامل لرأي الشارع الرياضي عن صناعة القرار في رياضتنا السعوديه . وكأنه يتوجب

علينا فقط المشاهده والمتابعه ليس إلا , بيد أن هذا الاسلوب يتنافى ويتعارض مع اسمى اهداف الرياضه بشكل عام حيث انها ترتكزعلى روح التنافس الشريف

والمشاركه في التطوير الرياضي بشكل عام بما يتماشى مع القيم الدينيه والاجتماعيه لأي شعب كان .



إذا ومع كل هذه التراكمات الناتجه عن سوء التصرف والإداره يحق لي كمشجع رياضي تم توجيهي للمشاركه في التطوير المحلي فقط بعيدا عن حتى إبداء

الرأي في نتائج المنتخب السعودي أن اكتفي بدعمي وتشجيعي للنادي المحلي الذي احبه , وليت شعري وانا احترق شوقا ان أرى رأس الهرم الرياضي

وهو المنتخب السعودي يحقق انجازاً تلو الاخر يبعث في قلبي وقلب الشعب السعودي الفرح والسرور .



ختاما ونتيجة لكل تلك التراكمات , تقديرا لميولي و حبي الازلي لفريقي نادي الهلال السعودي , ادعوا الاتحاد السعودي أن يصرف النظر عن كوزمين اولاريو في

ايعاز مهمة تدريب المنتخب في المرحله المقبله , كون ان هذا التصرف سيؤدي بالحاق الضرر على احد اهم واقوى ركائز وأسس الدعم للرياضه السعوديه في المملكه ,

وبذلك تخسر الرياضه السعوديه جهدا مبذولا لتحقيق بطولة اسيويه تعيد البهجه لجماهير النادي العريق , وتضر في استقرار الفريق . كيف ذلك وقد قامت الاداره الحاليه

بتسخير واتمام جميع متطلبات المدرب الناجح الذي بإذن الله سيحقق الانجازات التي تسجل للكره السعوديه بشكل عام ولنادي الهلال على وجه الخصوص.



فقد قال المثل : ( جنت على نفسها براقش ) , فهذا ما أختاره رأس الهرم , فليتحمل عواقب إختياره .



دمتم في رعاية الله