دعونا نتحدث عن أفضل اللاعبين .. ناخذها حبة حبة ..
مالذي دعاني للكتابة .. أمر كثيرا على المقاطع الكروية السعودية في اليوتيوب .. لفتت نظري وربما الكثير منكم تلك المقاطع اللتي تتحدث عن أفضل اللاعبين السعوديين .. تلك اللتي تقارن بين سامي وماجد .. ماجد وسامي .. ياسر وسعد .. سعد ومالك .. مقارنات تصل إلى الشتائم الشوارعية والعنصرية ..
الكثير يقول أن الحارس نصف الفريق .. ولكنه في نفس الوقت تجده يمجد المهاجم الفلاني ويعتقد أن قيمة الفريق لاتساوي شيئا بغيابه .. لن نذهب بعيدا .. هنا في منتدى كورة سعودية لازالوا يختلفون من هو الأسطورة .. ماجد أم سامي.. الآن .. انتقل التمجيد لياسر .. وسعد ومالك .. بقينا في نفس الدائرة .. المهاجمين !
يالله ! مهلا مهلا ..
وعلى قول الشاعر ..
give me a break ..
وهل انحصر الإبداع بين أقدام المهاجمين ؟
ما يؤكد هذا.. قمت بعمل بحث (يوتيوبي) سريع بأسماء اللاعبين وكانت النتائج كالتالي ..
ياسر القحطاني .. 710 مقطع
ماجد عبدالله ..... 499 مقطع
سامي الجابر .... 309 مقطع
مالك معاذ ....... 149 مقطع
سعد الحارثي ... 253 مقطع
الدعيع (فقط من دون محمد, يعني خيارات أكثر) .. 95 مقطع !!!!
أحد أسباب تراجع المنتخب السعودي في السنوات الأخيرة هو مركز الحراسة الذي أصبح غير مستقر منذ خروج الدعيع ولم نجد حتى الآن من يعوض غيابه .. رغم وجود المدافعين والوسط والمهاجمين المتميزين إلا مركز الحراسة بقي ثغرة كبيرة في المنتخب السعودي .. مشكلتنا كسعوديين أننا تعودنا على الدعيع وتوقعنا أن كل الحراس هم من ماركة الدعيع !
محمد الدعيع بدأ حياته الكروية بإنجاز عالمي .. بينما كان سامي الجابر وفؤاد انور احتياطيين في منتخب الناشئين في كأس العالم 89 في اسكتلندا .. كان محمد الدعيع يتصدى لضربات الجزاء الترجيحية أمام نيجيريا في دور الثمانية (انتهت 2-0 ولم يلج مرمى محمد أي جزائية من 4) .. وكان محمد يمنع البحرينيين من الوصول لمرماه في نصف النهائي .. وأعاد الأمل للفوز بالبطولة عندما تصدى لجزائية اسكتلندية في بداية الشوط الثاني من المباراه النهائية و كان الاسكتلنديين وقتها متقدمين ب 2-0 ومن ثم عاد وكررها في ضربات الجزاء وفزنا بكأس العالم ..
طبعا لمن لا يعرف .. مجموع مشاركات الدعيع الدولية ربما تتجاوز ياسر ومالك وسعد مجتمعة وهو أكثر لاعب مثل المنتخب من دون انقطاع (عشر سنوات تقريبا) ..
عندما كان نجوم الكرة السعودية عاجزين عن الوصول للمرمى والتسجيل طيلة الساعتين .. سامي .. المهلل .. العويران .. أنور .. الثنيان .. مسعد .. كان الدعيع حاضرا طيلة تلك المباريات ويتجاوزها ليتصدى لضربات الجزاء الترجيحية .. وفي الأخير يجري اللاعبين فرحين خلف أحمد جميل أو خالد مسعد !
نعم .. يا للسخرية .. يضيع المهاجم 5 فرص محققه وبتصدى الحارس ببراعته ومهارته لضعفها وفي الأخير عندما يسجل المهاجم هدفا واحد يكون هو البطل وسبب الفوز وينهال عليه الجمهور والإعلام بالثناء والمديح وأنه الأفضل !
ماجد وسامي لما يقودو فرق من مؤخرة الدوري لنهائي الكأس .. الدعيع فعل ذلك مع الطائي وقاد فريقه لنهائي كأس ولي العهد في سنة 97 أمام الإتحاد (سنة الثلاثية الإتحادية) وذلك بعد أن أزاح الشباب والأهلي على التوالي في ربع ونصف النهائي على التوالي ! هذا الإنجاز والبطولة بحد ذاتها ..
كان الدعيع على موعد مع المنتخب الأول بعد تخبط في مركز الحراسة خلال 92 و 93 .. حرس للمنتخب في تلك الفترة 3 حراس .. خالد الدايل وشاكر العليان وسعود السمار .. خرجنا بالمركز الثالث في خليجي 92 وبالمركز الثاني من كأس آسيا 92 و كأس العرب 92 وكأس القارات 93
جاء الدعيع وحقق مع المنتخب جميع بطولات التسعينيات بينما شارك ماجد وسامي في بعضها أو غابو عن البعض .. ورغم مشاركة الدعيع في 3 نهائيات كأس عالم ومشاركة سامي في 4 .. إلا إن مجموع الدقائق والمباريات الكاملة لمحمد الدعيع أكثر من سامي أو أي لاعب سعودي آخر .. وقد نشرت إحصائية بذلك قبل فترة ..
التأهل لنهائيات كأس العالم 94 ..
كأس العالم 94 ..
كأس الخليج 94 ..
كأس آسيا 96 ..
كأس العرب 98 ..
التأهل لكأس العالم 98 ..
كأس العالم 98 ..
عندما غاب ماجد وسامي عن معظم المباريات في آخر مواسمهم الكروية .. كان الدعيع وفي مواسمه الأخيرة سبب رئيسي لتحقيق الهلال لبطولة الدوري بقدراته الخارقة للتصدي لكرات الحسن كيتا ومحمد نور .. بل حتى الآن لم يلج مرماه سوى 6 أهداف في 18مباراة دورية ..
أكره أن يحصر جهد 11 لاعب في لاعب واحد فقط . ولكن طالما أن الجيل الرياضي السعودي أصبح متشبعا بأن الأساطير هم المهاجمين وجب علي أن أشارك في التشويش على هذا المفهوم الخاطيء وزرع بعض المفاهيم الحقيقية ..أحترم ماجد .. سامي .. ياسر .. مالك .. سعد .. أحبهم .. خدموا الكرة السعودية .. تركوا بصمات واضحة .. ولكن إن كان هناك ثمثال كروي سعودي .. أو كان لدينا متحف للشمع .. فأول من يستحق ذلك .. هو الدعيع ! و مع إحترامي للجوهر .. ووليد عبدالله .. والأخلاق السعودية .. فليس هناك من يستحق حماية عرين الأخضر حاليا سوى الدعيع ..
--------------------------------------------------
عفـــــوا مــاجد .. عفــــوا ســامي .. والبقية .. إنه الـــدعــــــيــع ! 
الوضع الشجري
