مع اقتراب اجتماع مجلس اللويا جرغا في نهاية هذا الشهر والذي يضم 1500 عضو من بينهم 63 امرأة في ملعب كابل ، و الذي سيتخذ القرار الأمريكي المعد مسبقاً والقاضي بتعيين كرزاي رئيساً للحكومة لسنتين قادمتين وتسمية ظاهر شاه رئيسياً رمزيا للدولة ، مع اقتراب الإعلان عن ذلك بعد اجتماع المجلس ، يشتد الخلاف بين جناح ظاهر شاه الذي يظم كرزاي نفسه ، وجناح فهيم الذي بدأ الرعب يدب في قلوبهم بعدما أبدت أمريكا صراحة نيتها للتمديد لكرزاي وإعادة ظاهر شاه وإقصاء الآخرين ، ولأجل ذلك عبر فهيم وجناحه عن رفضهم لذلك ، فامتنع فهيم عن زيارة ظاهر شاه حين قدومه من منفاه ، ولم يلتق به إلا عندما قدم ظاهر شاه بنشير لزيارة قبر مسعود .
- وجناح فهيم يعرفون أن النهاية هي إقصائهم كما تم إقصاء سياف ورباني و غيرهما من قبلهم ، لذا حرص فهيم على استباق الأحداث بعد إقصاء رباني مباشرة والذي تم بخيانة أتباعه وزير الخارجية والداخلية والدفاع ، وبدأ فيهم بإرسال الآليات والأسلحة الثقيلة والذخائر إلى بروان وخاصة بعد تحجيم دوره إلى العشر في كابل ، وعلمه بإعداد أمريكا لطاقم جديد لوزارة الدفاع برئاسة رحيم وردك ومعاونه عبد الحق مسئول قل أردو قندهاري في وقت الشيوعيين ، واستعدادات فهيم ومن معه للمرحلة القادمة انعكست على موقف التحالف الصليبي في أفغانستان ، وانعكست أيضاً على مجريات الصراع بين الطاجيك والأوزبك في الشمال والشمال الشرقي للبلاد ، وهدف الطاجيك من معارك الشمال هو السيطرة على المناطق الحدودية لجمهوريات آسيا الوسطى ليكون بمثابة خط خلفي لهم في حال الدخول في مرحلة الصراع من أجل البقاء .
رباني بعدما باع دينه على الأمريكان لم يدفع له الأمريكان إلا الإذلال ثمناً لما باع ، فبعد طرده من منصبه بأسلوب لبق ، بدأ يدور على مجالس الأعيان ويستجدي القبائل وينادي بأنه غير راض عن تهميشه وعدم إعطائه أي منصب يرضيه ، ويعلن في كل محفل أنه هو الرئيس الشرعي للبلاد وأن الذين تم تعيينهم من ألمانيا لا شرعية لهم ، وبدأ يستعين على حشد التأييد له بالأموال التي منحتها إياها إيران ليكون حليفاً لأذنابها الرافضة من حزب الوحدة ، وبدأ يصرف الأموال ويجمع القادة ضد الحكومة ، وقد صرف على كل قائد يريد أن يكسب ولاءه ثلاثمائة ألف روبية أفغانية ، وبالمقابل فإن كرزاي يعطي سدس هذا المبلغ فيعطي خمسين ألف روبية أفغانية على كل من يطمع في تأييده ، والكل يتسائل هل ينجح رباني في صنع أي شيء سوى توزيع الأموال ، وهو الذي فشل في كسب ولاء تنظيمه فتعاونوا مع أمريكا عليه بعد أن تعاون هو مع أمريكا على أفغانستان ، وكان رباني يعوّل على عدد من القادة ليؤازروه فيما يريد بعد أن تخلى حزبه عنه ، فكان يعول على سياف إلا أن سياف بدا منشغلاً هذه الأيام في كيفية الترشح لمجلس لويا جرغا ، واسماعيل خان أبدى تأييده لكرزاي حتى يضمن بقائه في منصبه الذي سيهدد لو عارض كرزاي ، لأن جميع هذه الأحزاب ولائها للمصالح والدولار ، فلو أراد كرزاي أن يقلب ولاء أتباع اسماعيل خان لصالحه لفعل عن طريق الأموال فقرر اسماعيل خان أن يكون مؤيداً لكرزاي منذ البداية قبل أن يصبح مصيره كمصير رباني ، نسأل الله أن يذل من خذل الدين وأهله وينصر من نصر الدين وأهل .
المجاهدون يحرقون قاعدة أمريكية في ضواحي مدينة خوست ، حيث نفذ المجاهدون هجوماً جريئاً بصواريخ الـ ( بي إم ) ، على تلك القاعدة يوم السبت الماضي ، واندلعت النيران في أرجاء القاعدة وانسحب المجاهدون من فوق الجبال المطلة ، والتي دكت لمدة يوم كامل بالطائرات التي قصفتها بكل جنون ، ولم تقع أي إصابات في صفوف المجاهدين لانسحابهم من المنطقة قبل تحليق الطائرات ، وهذا هو الهجوم السابع للمجاهدين خلال أسبوعين على قواعد متفرقة في ولاية بكتيا أهمها الهجوم على مطار خوست والهجوم على القاعدة الأمريكية في جرديز الأسبوع الماضي والذان أوقعا خسائر في صفوف القوات الصليبية ، وما هذه الهجمات التي يعترف بها العدو كل يوم إلا لتثبت للعالم فشل عمليات ما يسمى بملاحقة المجاهدين التي لم يطلق الصليبيون خلالها طلقة واحدة ، وهي أيضاً رسالة للصليبيين أن المجاهدين هم الذي يختارون زمان ومكان وكيفية العملية وليس عدوهم ، الذي يحاول جاهداً أن يستفزهم باقتحام القرى عن طريق عملائه الأفغان واضطهاد السكان والاعتداء على النساء والشباب ، أملاً منه أن يحرك ذلك غضب المجاهدين ليظهروا كأهداف سهلة للطائرات ، ولكن لن يكون هذا أبداً فالحرب صبر ثم نصر بإذن الله تعالى .
فشلت محاولة الاغتيال الثانية التي نفذها المجاهدون ضد العميل جل آغا يوم السبت الماضي عندما فجر المجاهدون عبوة ناسفة عن طريق التوقيت أمام مكتبه في وسط قندهار ، إلا أن جل آغا كان بعيداً عن تأثير الانفجار فلم يصب به ، ولكن قتل أحد معاونية وهو نسيم شرزاي وهو ينتمي إلى نفس قبيلة آغا ، ولا يزال المجاهدون بالمرصاد لهؤلاء الخونة وسيأتي اليوم الذي يمكن الله تعالى من رقابهم ليشفي الله بذلك صدور قوم مؤمنين .
القوات الصليبية تخون بجه خان ، بعد أن رضخ قبل ثلاثة أسابيع لمطالب الصليبيين وقام بتسليم مستودعات أسلحته على مشارف جرديز والتي فجرها البريطانيون وزعموا أنها للقاعدة ، وبعد ذلك كله يتنكر الصليبيون له ولا يفون بأي وعد قطعوه له ، ويهدده والي جرديز وردك بأنه إذا لم يستسلم فإنه سيرسل له قوات للقبض عليه أو قتله ، حينها علم بجه خان حجم الخيانة التي كافأه بها أسياده الأمريكيون ، وفر من المنطقة إلى مناطق مجهولة في الولاية نفسها ، بعد أن سيطر على مقر قيادة مدينة خوست دون قتال على إثر إقالة كرزاي للوالي الأول محمد إبراهيم وتعيين تنيوال بدلاً منه ، وليس لاخان الآن إلا أمران إما أن يجمع الأسلحة والذخائر من جديد ويبدأ المعارك ، أو يوافق ليكون تابعاً لوالي جرديز ويتجرد من جميع طموحاته ، وهذا جزاء من باع دينه فهو لا ظهراً أبقى ولا أرضاً قطع فما أهلك إلا نفسه .
المعارك تتصاعد حدتها بين وزير الدفاع فهيم ونائبه دستم للسيطرة على منفذ حدودي لطجكستان شمال غرب ولاية قندز ، وقد دحرت قوات دستم قوات فهيم من المنطقة واستولت عليها بعد إيقاع خسائر فادحة في صفوفهم يوم الخميس قبل الماضي ، وقد أمر فهيم بعد هذه الخسارة كتيبة تابعة لوزارة الدفاع بالتوجه إلى المنطقة للاستيلاء عليها من قوات دستم ، ولا زالت المعارك تأخذ بالازدياد في هذه المنطقة بعدما تم تهدئة الأوضاع في ولاية بلخ وتخار وسمنغان بين الفصيلين المتنازعين ، وكان سبب هذه المعارك هو شعور كل فصيل أن الأيام القادمة ستشهد تهميشاً لدوره وقواته وحصاراً مالياً سيضرب عليه من قبل الصليبيين عن طريق تمكين الأمريكيين الأفغان من إدارة دفة البلاد وكسب دعم أفراد الفصائل بعد إغرائهم بالأموال ، حيث تم إصدار مرسوم رئاسي من كرزاي يعلن عن بدء تشكيل الجيش الأفغاني الذي سيتم منح الجندي فيه راتباً يصل إلى 50 دولاراً وهذا كفيل بتحول ولاء جميع رجال المليشيات لصالح كرزاي ، وهو الذي وعد بعد انتعاش خزينة الدولة أن يتراوح الراتب بين 70 إلى 100 دولار وهذا مما سيزيد الولاء له من عباد الدولار .
رغم محاولة الأمريكان إنعاش الاقتصاد الأفغاني بعد انهياره على إثر استيلاء الصلبيين على كابل ، إلا أن محاولاتهم فشلت في أي إجراء اتخذوه ، حيث وصلت الروبية الأفغانية في الأسبوع الماضي إلى أدنى مستوى لها في انهيار حاد تدنى معه سعر صرف الدولار الواحد مقابل الروبية الأفغانية من 1200 روبية حتى وصل إلى 73.000 روبية حالياً ، والسبب الرئيسي بالطبع لهذا الأمر هو أن قادة مليشيات الشمال عندما دخلوا كابل قاموا بإفراغ المخازن المالية للدولة ، وقاموا أيضاً بطباعة ترليونات الروبيات لحسابهم الخاص مما أدى بالعملة إلى قيمة صفرية تقريباً ، وفي محاولة لإنعاش الاقتصاد وضخ الروح فيه قام كرزاي بعقد مؤتمر ثلاثي مع قادة كل من باكستان وكازخستان في الأسبوع الماضي ، لبحث مشروع مد أنابيب الطاقة من كازخستان إلى باكستان عبر الأراضي الأفغانية ، وهذا الاجتماع من الناحية العملية لا يمكن أبداً أن يتم في ظل الأوضاع الأمنية الحالية التي لا يستطيع معها كرزاي أن يأمن على سيارته التي سرقت في وسط كابل فكيف يقوم بحماية مثل هذا المشروع وهو الذي عجز عن حماية كابل بآلاف من القوات الصليبية ، ولكن الهدف من مثل هذه المشاريع النظرية بعث الثقة بانتعاش الاقتصاد الأفغاني ليتمكن كرزاي من الحصول على فترة حكم جديدة هدفها تمكين الصليبيين من أرض المسلمين .
ضربت أمطار غزيرة بلدة واراس في ولاية باميان يوم الثلاثاء قبل الماضي ، وقد أسفر هطول هذه الأمطار عن حدوث فياضانات عزلت البلدة تماماً عما حولها ، وقد حاصرت المياه أكثر من 20 ألف مدني من الرافضة ، وقد انتشرت الأمراض بين سكان البلدة وتعذر إيصال الأدوية لهم بسبب انقطاع جميع الطرق ، وقد دمرت الفياضانات أكثر من 50% من الأراضي الزراعية في البلدة التي تضم 18 قرية ، ولا يعلم على وجه التحديد عدد القتلى والجرحى من هذه الفيضانات ، إلا أن هذه الحادثة تعد الأولى من نوعها على هذا الولاية المصابة بالجفاف منذ ثلاثة أعوام .
مع ارتفاع درجة الحرار ودخول فصل الصيف فقد اجتاحت المدن الأفغانية الرئيسية عدد من الأمراض التي تفشت بين السكان لا سيما سكان كابل ، فقد تزايد انتشار الأمراض مثل الدزنتاريا والكوليرا والتيفئود والملاريا وغيرها من الأمراض ، ورغم زعم الهيئات الدولية تقديم المساعدات الطبية للأفغان إلا أن انتشار مثل هذه الأمراض وبنسبة كبيرة بين السكان وخاصة في المدن يكذب كل تلك المزاعم ، ويدل على أن ادعاءات الرعاية الطبية للأفغان من قبل هذه المنظمات ما هو إلا تغطية للغزو الصليبي لبلاد المسلمين ، فإذا كانت المدن الكبرى تعاني من انتشار كبير لمثل هذه الأمراض فكيف هو الحال في القرى وفي مخيمات اللاجئين الذين شردتهم الحرب الصليبية ؟ ومهما تزعم الهيئات الإغاثية الصليبية فإن مزاعمها تنكشف حقيقتها مع أول اختبار ولو كان بسيطاً .
وختاماً نوصي جميع المسلمين بألا يغفلوا عن استخدام أقوى سلاح لدى المؤمن ألا وهو سلاح الدعاء ، فنذكرهم بالدعاء على أمريكا بأن يمزق الله ملكها ويدمر أرضها ويذلها ويجعلها عبرة لمن لا يعتبر ، وأن ينصر الله المجاهدين ويحفظهم ويثبت أقدامهم ويسدد رميهم وينصرهم نصراً مؤزراً عاجلاً غير آجل إنه جواد كريم .
http://66.34.191.223/def.asp?subject=4&rec=697
الوضع العادي
