حسن المنتخب السعودي الأول لكرة القدم من صورته المفترضة في دورة الخليج الـ19 المقامة في مسقط، وذلك عقب فوزه الكبير على اليمن 6/صفر، وفرضه هيمنة ميدانية شبه مطلقة على منتخب ظهر بلا حول ولا قوة.
وحملت مباراة الأخضر مع اليمن عدة حقائق، هي:
*الحقيقة الأولى:
نجح المدرب الوطني ناصر الجوهر في إيجاد توليفة متكاملة الأداء والمهارة والفاعلية, ظهرت في هذا اللقاء أحسن حالاً منها في الجولة الأولى أمام قطر، فلعب الأخضر وأدى بتناغم كبير بين خطوطه وعناصر هذه الخطوط.
وبدأ التصحيح في التشكيل بإعادة اللاعب المحوري أحمد عطيف (نال جائزة أفضل لاعب بالمباراة) فضبط إيقاع الوسط السعودي باقتدار، وساهم في تنظيم وتصاعد اللعب السعودي في شوطي المباراة, وكان الأكثر حركة واستلاماً للكرة, فضلاً عن كفاءة أدائه ودقة تمريره, وأكمل إبداعه الفردي والجماعي في هذا اللقاء بهدف من أجمل أهداف المباراة.
كذلك جاء اختيار اللاعب أحمد الموسى أساسياً ليظهر بجهد رائع وتحركات تنم عن فكر أدائي راق, و قدرة على المتابعة والالتحام المشروع, ليكون تواجده إلى جوار أحمد عطيف قوة حقيقية ساهمت في نيل الأخضر نتيجة ومستوى و نقاط المباراة.
وجاءت ثمرة هذه الرؤية في صورة تماسك وأداء متكامل - وإن كان لا يزال يعاني في بعض جوانبه العناصرية - قياساً بما حدث للأخضر أمام قطر.
* الحقيقة الثانية:
من النقاط التي أخذها بعض الإعلاميين والمحللين على الجوهر, أنه بات يغرس رؤية شخصية بشأن مسألة التغيير للعناصر, حيث عرفت تغييراته سلفا بعناصر باسمها حتى ولو قدمت أفضل من سواها, فيما عرف لاعبون أنفسهم بأنهم فوق (التغيير), وقد تنبه الجوهر للأمر، وبالتالي كان اللاعب الأكثر جهداً هو من واصل التواجد داخل الملعب فيما خرج الأقل جهداً.
كذلك فإن هذه المسألة أضافت للأخضر روح التجدد والاستمرارية في الأداء المتألق والمواجهة والتحسب لأي عودة محتملة للخصم.
* الحقيقة الثالثة:
بعيداً عن العاطفة و التهويل, فإن الحقيقة الكروية تقول إن النتائج مؤشر تحسن لكنها ليست دليلاً قاطعاً بعافية مستدامة.
وتسجيل لاعبي الأخضر لكم من الأهداف، لا يعني أنه لا يمكن لهذه الأهداف أن تنصرف عنهم، لذا فإن النتيجة لا يمكن الاعتداد بها لتأكيد عودة مستوى مستمر للأخضر.
* الحقيقة الرابعة:
من سمات الأخضر بروز ملحوظ لعناصر خط الظهر، فشاهدنا خطاً متكاملاً ومتناغماً في لعبه وتغطياته وتحركاته وتمريراته خلال الجولتين الماضيتين، كما أن هناك صعوداً لنجم متوسط الدفاع السعودي ماجد المرشدي الذي قفز بأدائه في فترة زمنية قصيرة جداً، وهذا يعود بعد توفيق الله إلى توجيهات وتدريبات ونصائح مدرب ناديه الهلال الروماني أولاريو كوزمين الذي حسن وطور كثيراً من أداء عناصره.
وإلى جانب المرشدي هناك زملاؤه الثلاثة أسامة هوساوي وعبدالله الشهيل وعبدالله الزوري الذين يقدمون معدلات أداء تفوق زملائهم في بقية الخطوط الأمامية تحديداً, وباستمرار هذا التوهج لرباعي خط الظهر السعودي هؤلاء نستطيع التفاؤل بعطاء ومستوى يبشر بالخير لكون قوة الفرق ومنتخبات اليوم تبدأ من خط الظهر المنظم القوي, وهو ما يتوفر لدى المنتخب السعودي الآن.
* نجوم المباراة: ماجد المرشدي, عبدالله الشهيل, أحمد عطيف, أحمد الموسى, مالك معاذ.
* خلاصة: الأخضر يتقدم من جولة إلى جولة أخرى, لكن يجب تجنب النظر لمحصلة مباراته الثانية أمام اليمن وما صاحبها من تحسن طفيف على أدائه الفردي والجماعي هو بالرجوع للواقع يعود في مجمله إلى تدني مستويات الطرف المقابل, لكنه لا يلغي جهود اللاعبين السعوديين الذين اجتهدوا أكثر وأظهروا جدية واضحة، كما أن مدربهم الجوهر مطالب بالسير على نهجه بالاختيارات المتكاملة المناسبة وأن يعمد دون تردد إلى تغيير أي عنصر أيا كان ذلك العنصر متى لم يقدم الجهد الذي يشفع له بالبقاء والاستمرارية.

بالتوفيق للصقور الخضر .............

يقولون فيه قسم لخليجي 19
...............................

الله يوفق منتخبنا في مشواره وانشاالله يجي المملكه والذهب معه