المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 10/01/2009, 11:35 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الشورى (7)

‏{‏وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ‏}‏
والفرق بين الكبائر والفواحش ـ مع أن جميعهما كبائرـ أن الفواحش هي الذنوب الكبار التي في النفوس داع إليها، كالزنا ونحوه، والكبائر ما ليس كذلك، هذا عند الاقتران، وأما مع إفراد كل منهما عن الآخر فإن الآخر يدخل فيه‏.‏


‏{‏وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ‏}
‏ أي‏:‏ قد تخلقوا بمكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، فصار الحلم لهم سجية، وحسن الخلق لهم طبيعة حتى إذا أغضبهم أحد بمقاله أو فعاله، كظموا ذلك الغضب فلم ينفذوه، بل غفروه، ولم يقابلوا المسيء إلا بالإحسان والعفو والصفح‏.‏
فترتب على هذا العفو والصفح، من المصالح ودفع المفاسد في أنفسهم وغيرهم شيء كثير، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ‏}‏

‏{‏وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِم‏}‏
أي‏:‏ انقادوا لطاعته، ولبَّوْا دعوته، وصار قصدهم رضوانه، وغايتهم الفوز بقربه‏.‏
ومن الاستجابة للّه، إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، فلذلك عطفهما على ذلك، من باب عطف العام على الخاص، الدال على شرفه وفضله فقال‏:‏

‏{‏وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ‏}‏
أي‏:‏ ظاهرها وباطنها، فرضها ونفلها‏.‏ ‏

{‏وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ‏}‏
من النفقات الواجبة، كالزكاة والنفقة على الأقارب ونحوهم، والمستحبة، كالصدقات على عموم الخلق‏.‏

‏{‏وَأَمْرُهُم‏}
‏ الديني والدنيوي ‏

{‏شُورَى بَيْنَهُم‏}‏
أي‏:‏ لا يستبد أحد منهم برأيه في أمر من الأمور المشتركة بينهم، وهذا لا يكون إلا فرعا عن اجتماعهم وتوالفهم وتواددهم وتحاببهم وكمال عقولهم، أنهم إذا أرادوا أمرا من الأمور التي تحتاج إلى إعمال الفكر والرأي فيها، اجتمعوا لها وتشاوروا وبحثوا فيها، حتى إذا تبينت لهم المصلحة، انتهزوها وبادروها، وذلك كالرأي في الغزو والجهاد، وتولية الموظفين لإمارة أو قضاء، أو غيره، وكالبحث في المسائل الدينية عموما، فإنها من الأمور المشتركة، والبحث فيها لبيان الصواب مما يحبه الله، وهو داخل في هذه الآية‏.‏

‏{‏وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ‏}‏
أي‏:‏ وصل إليهم من أعدائهم

‏{‏هُمْ يَنْتَصِرُونَ‏}
‏ لقوتهم وعزتهم، ولم يكونوا أذلاء عاجزين عن الانتصار‏.‏
فوصفهم بالإيمان، وعلى الله، واجتناب الكبائر والفواحش الذي تكفر به الصغائر، والانقياد التام، والاستجابة لربهم، وإقامة الصلاة، والإنفاق في وجوه الإحسان، والمشاورة في أمورهم، والقوة والانتصار على أعدائهم، فهذه خصال الكمال قد جمعوها، ويلزم من قيامها فيهم، فعل ما هو دونها، وانتفاء ضدها‏.‏

‏[‏40ـ 43‏]‏ ‏{‏وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ‏}‏
ذكر الله في هذه الآية، مراتب العقوبات، وأنها على ثلاث مراتب‏:‏ عدل وفضل وظلم‏.‏
فمرتبة العدل، جزاء السيئة بسيئة مثلها، لا زيادة ولا نقص، فالنفس بالنفس، وكل جارحة بالجارحة المماثلة لها، والمال يضمن بمثله‏.‏
ومرتبة الفضل‏:‏ العفو والإصلاح عن المسيء، ولهذا قال‏:‏

‏{‏فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ‏}
‏ يجزيه أجرا عظيما، وثوابا كثيرا، وشرط الله في العفو الإصلاح فيه، ليدل ذلك على أنه إذا كان الجاني لا يليق العفو عنه، وكانت المصلحة الشرعية تقتضي عقوبته، فإنه في هذه الحال لا يكون مأمورا به‏.‏
وفي جعل أجر العافي على الله ما يهيج على العفو، وأن يعامل العبد الخلق بما يحب أن يعامله الله به، فكما يحب أن يعفو الله عنه، فَلْيَعْفُ عنهم، وكما يحب أن يسامحه الله، فليسامحهم، فإن الجزاء من جنس العمل‏.‏
وأما مرتبة الظلم فقد ذكرها بقوله‏:‏

‏{‏إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ‏}
‏ الذين يجنون على غيرهم ابتداء، أو يقابلون الجاني بأكثر من جنايته، فالزيادة ظلم‏.‏

‏{‏وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ‏}‏
أي‏:‏ انتصر ممن ظلمه بعد وقوع الظلم عليه

‏{‏فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ‏}‏
أي‏:‏ لا حرج عليهم في ذلك‏.‏
ودل قوله‏:‏ ‏{‏وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ‏}‏ وقوله‏:‏ ‏{‏وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ‏}‏ أنه لا بد من إصابة البغي والظلم ووقوعه‏.‏
وأما إرادة البغي على الغير، وإرادة ظلمه من غير أن يقع منه شيء، فهذا لا يجازى بمثله، وإنما يؤدب تأديبا يردعه عن قول أو فعل صدر منه‏.‏


‏{‏إِنَّمَا السَّبِيلُ‏}‏
أي‏:‏ إنما تتوجه الحجة بالعقوبة الشرعية

‏{‏عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ‏}‏
وهذا شامل للظلم والبغي على الناس، في دمائهم وأموالهم وأعراضهم‏.‏

‏{‏أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ‏}‏
أي‏:‏ موجع للقلوب والأبدان، بحسب ظلمهم وبغيهم‏.‏

‏{‏وَلَمَنْ صَبَرَ‏}
‏ على ما يناله من أذى الخلق

‏{‏وَغَفَرَ‏}‏
لهم، بأن سمح لهم عما يصدر منهم،

‏{‏إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ‏}‏
أي‏:‏ لمن الأمور التي حث الله عليها وأكدها، وأخبر أنه لا يلقاها إلا أهل الصبر والحظوظ العظيمة، ومن الأمور التي لا يوفق لها إلا أولو العزائم والهمم، وذوو الألباب والبصائر‏.‏
فإن ترك الانتصار للنفس بالقول أو الفعل، من أشق شيء عليها، والصبر على الأذى، والصفح عنه، ومغفرته، ومقابلته بالإحسان، أشق وأشق، ولكنه يسير على من يسره الله عليه، وجاهد نفسه على الاتصاف به، واستعان الله على ذلك، ثم إذا ذاق العبد حلاوته، ووجد آثاره، تلقاه برحب الصدر، وسعة الخلق، والتلذذ فيه‏.‏

تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)

استغفر الله استغفر الله استغفر الله
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:49 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube