الافـنـدي.. ( خشم في السماء / وقاع يخر الماء ) .. والبسوا نظارة بيضاء
حيــــــــــــــــاكم
باديء ذي بدء.. بسم الله الرحمن الرحيم
واسأل الله العظيم لي ولكم الصالح من القول والعمل
وأثنّي بالصلاة والسلام على خير البريّة
ثم احبتي..
هل يوجد فينا من يمتلك تلك الخيوط الدقيقة التي تفصل بين العبقرية والهذيان ؟؟
أو بمعنى آخر..
هل مرّت على احدكم مقولة (ديكنيز) الشهيرة والقاضية بأن المبدعين من الناس (ثلاثة ارباعهم جنون والربع الباقي هذيان) ؟؟
وحتى لا ابتديء (هذرتي) باندفاع عاطفي
دعونا نرى في البداية ماذا يقول الجانب الطبي في رأيه عن سماحة الاستاذ (جنون العظمة) :
جنون العظمة والهذيان الزوري
(( الزور أو البارانويا ))
Megalomanie ...Paranoia
يبالغ بعض الأفراد في تقدير قدراتهم و صفاتهم أو يعتقدون بامتلاكهم لقدرات جسدية أو نفسية خارقة والبعض منهم يظنون أن بإمكانهم أن يحكموا العالم وحتى الكون ويشبهون أنفسهم بالملوك أو الأنبياء أو أكثر من ذلك فقد يعتقدون بأنهم سليلو الملوك أو أنهم الأنبياء أنفسهم وأن لديهم رسالة في الأرض لتحقيقها وهذا ما يمكن أن يقودهم للقيام بأعمال غير عاقلة ....
هذه الحالات نسميها بجنون العظمة أو الميغالومانيا وهي تتراوح بشدتها وخطورتها من مجرد سمات بسيطة لاضطراب شخصية معتدل لا يؤثر كثيرا على حياة الفرد وتكيفه مع محيطه الاجتماعي ....
أو أن تكون الحالة أشد فنصل إلى اضطراب الشخصية الزورية ( البارانويا ) وفي الحالات الأشد ما يسمى بالهذيانات الزورية .
عبارة ( هذيان ) تعني شكل من التفكير المرضي الذي يخل بشكل كبير في علاقة الفرد مع الواقع والمنطق ويعبر عنه غالبا بأفكار غير منطقية يؤمن بها المريض بقوة وبقناعة مطلقة لا تقبل أي جدل رغم أن لا أحد يشاركه بها .
كلمة بارانويا Paranoia مؤلفة من شطرين :
Para : وتعني جانب .
Noia : وتعني العقل أي مجانبة العقل والمنطق وهذا هو الهذيان .
عبارة البارانويا تطلق على مجموعة متدرجة بالشدة من المتلازمات المرضية الهامة التي تشترك فيما بينها ببعض الخصائص التي تحدد الطبع الزوراني .
فرط في تقدير الذات (( تضخم الأنـا )) , وفقدان المرونة في المحاكمة أو ما يسمى الصلابة النفسية وهذا ما يجعل هؤلاء الأفراد متعجرفين مغرورين محتقرين للناس وغير قادرين على النقد الذاتي فهم مفرطي الإعجاب بذاتهم .
شكوكين وحذرين جدا ... ويكرهون المزاح والألفة الزائدة ويبقون في حالة تيقظ وحذر دائم خشية المؤامرة ضدهم .
رغم مستوى الذكاء الجيد فإن لديهم اضطراب في المحاكمة وهذا يؤثر على حياتهم العاطفية مما يؤدي لاضطراب في حياتهم الاجتماعية .
ضمن الجماعة الزوري لا يمكن إلا أن يكون انعزاليا وحيدا ....قائدا قاسيا ....أو ثائرا منتقماً .
عندما تكون هذه الصفات معتدلة نوعاً ما فإنها يمكن أن تكون متوافقة مع الحياة الاجتماعية رغم أنهم ينعتون بأن حياتهم صعبة .
إذا كانت هذه السمات أكثر شدة أو وضوحاً فإنهم يصابون بحالة هذيانية زورية .
كفانا الله وإيّاكم ذلك الـ(هذيان الزوري)
هنا يتضح لنا بعد هذا الطرح النفسي الدقيق حجم المشكلة وكميّة التعقيد التي تكتنف ارجاءها
ولعلّنا نرى بأم العين بين الفينة والاخرى من يطبّق اعراض هذا المرض المستعصي على فئة معيّنة دون اخرى
وهذه هي المصيبة بعينها وعلمها
فـ(جنون العظمة) كما جاء في شرحه ليس محدودا ضد البعض بل يعاني منه الكل بواسطة المريض
لذلك..
يجب أن نعترف جميعا أننا امام حالة خاصة
دعونا نأخذها من جانب علمي آخر :
الفصام
يصيب هذا الاضطراب الذهني الخطير واحدآ من كل 100 شخص، كما أنه يصيب الرجال والنساء على حد سواء.
يتميز المصاب بالفصام بنظرة مغايرة للواقع وبعدم القدرة على التواصل الإجتماعي.
ولا تزال أسباب الفصام غير واضحة، لكن الباحثين يعتقدون بأن العوامل الوراثية تلعب دورآ هامآ في نشوء الحالة، كما يمكن للظروف الحياتية غير المؤاتية مثل وفاة شخص عزيز أن تسبب الفصام عند من لديه إستعداد وراثي له، وبإمكان العقاقير التي تعطى لتعديل المزاج كعقاقير النشوة ecstasy إثارة الفصام عند من لديهم استعداد للإصابة به
يبدأ ظهور الاعراض تدريجيآ وعلى إمتداد عدة أشهر ولكن من الممكن أن تظهر فجأة عند الشخص وبدون أي إنذار
وتشمل اعراض الفصام الشائعة على :
شعور بالعُظمه
الإيمان بمعتقدات غير منطقية
الإنعزال
الهياج
التحدث بأفكار وآراء غير مترابطة
فقد البصيرة
ردود فعل عاطفية غير ملائمة
والسمات التي تميز هذه الحالة هي فقدان الاتصال بالواقع، الذي يؤدي إلى معتقدات غير منطقية، والقيام بتصرفات غريبة بالاضافة إلى اضطراب عاطفي، وفي كثير من الحالات يعتقد المصاب أن أفكاره خاضعه لسيطرة شخص أو شيء آخر غيره، كما أنه قد يعطي لبعض الأحداث أو الأمور التافهة أهمية غير مبررّة، وقد تظهر الأعراض الموصوفة في الأعلى في نوبات منفصلة أو تظل بادية بإستمرار.
أرأيتم ؟؟
المجال النفسي في تشريح القدرات العقلية لشخص ما اكبر من مجرد كلمات نطلقها في الهواء بدون فهم دقيق لمعادلة معقدة..
وهذا يعطينا بعض الدوافع لنحاول أن نندمج مع خفايا العلم النفسي بصورة اكبر وفي اوقات نحتاج فيها أن نفهم..
وحتى لا (احذف الطارة) بعيدا عن ما انا بصدده دعوني اقول :
في مرحلة (اللامعقول) من تصرفات شخص ما .. أيّـا كان
لابد لنا أن نستوعب أن لتلك التصرفات مسبباتها النفسية
ناهيك عن القدرات المتواضعة اساسا (أكاديميا) وانحسار التطوير والتدريب للاداء (مهنيا)
كثرة الاخطاء (مقصودة كانت او عفوية)
وسوء التعامل (ان وجد التواصل)
واسلوب (اللف والدوران)
وضعف الحجّة (مع بلادة التعبير)
والتستر والاختباء الدائم تحت مظلّة (سمو الرئيس وسمو نائبه)
وآخر الهرطقات العبقرية (البسوا نظارة بيضاء علشان تفهمون)
كل ماسبق هو من علامات التفوق في سلم الترتيب المهني... بلاشك
وبالفعل..
نحن شعب (عاطفي) ودائما ما (نتفلّت) على كل ناجح بدون سبب
سبحانك اللهم وبحمدك .. اشهد ان لا اله الا انت .. استغفرك واتوب اليك