الخميس 18 ربيع الأول 1423هـ - 30 مايو 2002م تحديث 10:25 م بتوقيت مكة
مفكرة الإسلام : كشفت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في عددها اليوم أن تعليمات وزارة العدل الجديدة التي تم الكشف عنها اليوم أعطت موظفي مكتب التحقيقات الفدرالي الحق في مراقبة المواقع على الإنترنت،والمكتبات العامة والمؤسسات الدينية –وخاصة المساجد -؛ وذلك بدون الحصول على إذن مسبق لذلك ؛ أو حيازة دليل يسمح لهم بذلك .
وتقول الصحيفة : إن هذه التغييرات الجديدة ؛ تأتي كجزء من جهود وزارة العدل لتصعيد الحرب المزعومة على الإرهاب.
وتقول الصحيفة إن هذا يعتبر تغيير هاما في سياسات مكتب التحقيقات الفدرالي ؛ حيث أنه كان في السابق لا يسمح لموظفي المكتب بإجراء مثل هذه المراقبة ؛ إلا إذا كان عندهم معلومات معينة مسبقة .
وتقول وزارة العدل والمسئولون في مكتب التحقيقات الفدرالي : إن هذه التعليمات الجديدة ستزيل موانع كثيرة أمام منع الإرهاب.
ويقول أحد كبار مسئولي تطبيق القانون :إن القلق كان من أننا نجابه ناس مثل زكريا موسوي، أو حتى بعض المختطفين الآخرين ؛الذين نعرف أنهم يقضون فترات كبيرة من الأوقات في المساجد أو الأماكن المماثلة الأخرى،فمن الصعب جدا معرفة فيما يفكرون وماذا يخططون .
وتزعم الصحيفة أن المجموعات الإرهابية التي تعمل في أمريكا ؛استعملت المساجد أحيانا كمكان للتجنيد ؛ والتجمع ؛وتستشهد الصحيفة على ذلك بالشيخ عمر عبد الرحمن،رجل الدين المصري الضرير ؛ والذي تسجنه أمريكا بسبب دوره المزعوم في هجوم 1993 على مركز التجارة العالمي،تقول الصحيفة أن عمر عبد الرحمن بينما كان يقوي صلاته بتنظيم القاعدة كان يقوم بالوعظ في المساجد في بروكلين ومدينة جيرزي .
إلا أنه – كما تقول الصحيفة –سببت هذه التعليمات الجديدة مخاوف كبيرة عند بعض مجموعات الحريات المدنية ؛ والتي تري أن الحكومة بذلك ستراقب مواطنيها.
وتقول لورا ميرفي، مدير مكتب واشنطن في اتحاد المدافعين عن الحريات المدنية :" إن مكتب التحقيقات الفدرالي يخبر الشعب الأمريكي الآن،بأنه ليس من الضرورة أن تفعل أي شيء غير قانوني لكي يتم القبض عليك ؛ وتضيف ميرفي قائلة :قد تكون تقوم بعمل نشاط قانوني مثل التصفح أو التكلم في غرفة دردشة، إلا أنهم على أية حال سيتجسسون عليك .
وتوضح الصحيفة : أن التعليمات الجديدة تسمح لموظفي مكتب التحقيقات الفدرالي بدخول الأماكن والمنتديات العامة،ومن بين ذلك المواقع على الإنترنت للمراقبة والبحث عن الأدلة والتحقق منها .
هذا ولم تذكر التعليمات مؤسسات دينية بشكل محدد ؛ إلا أن أحد كبار مسئولي وزارة العدل قال ليلة أمس بأن تأثير التغييرات سيكون مثير لدرجة السماح لمكتب التحقيقات الفدرالي بفتح نافذة على النشاط المتطرّف في المساجد ؛ وأضاف هذا المسئول : " هذه أماكن مفتوحة ,والآن فقط ليس من الضروري أن يغض موظفو مكتب التحقيقات الفدرالي النظر عن النشاطات المرئية للناس الآخرين .
هذا وكانت التعليمات السابقة ؛والتي كانت تطبق لعدة عقود؛ لا تسمح لمكتب التحقيقات الفدرالي بإرسال المحقّقين إلى الأماكن الدينية ما لم يكن الوكلاء واثقين من أن هذا سيفيد تقدم في القضايا .
وتقول الصحيفة : إن التعليمات الجديدة تسمح للمحققين بعمل بحث موضوعي لا يتعلّق بجريمة معيّنة مباشرة؛ مثل البحث على عامل حيوي.
وتقول ميرفي : على أية حال هذه التعليمات الجديدة يمكن أن تفتح الباب إلى نفس نوع المشاكل التي سببتها مراقبة مكتب التحقيقات الفدرالي العدوانية ومضايقة القسّ مارتن لوثر كنج الابن.
http://www.islammemo.com