20/12/2008, 10:00 AM
|
| زعيــم متواصــل | | تاريخ التسجيل: 01/06/2008
مشاركات: 135
| |
|
التطور الروحي .. خطوة نحو الرقي
منقول ... ويستحق القراءة
التطور الروحي .. خطوة نحو الرقي
تهافتت علي أفكار كثيرة بعضها غث وبعضها سمين وكانت تدور حول مجتمع راقي يسابق الركب في التقدم الحضاري.
لم يشغل ذهني تراجعنا في التطور الصناعي بقدر ما أشغله التراجع الخلقي لأنني اعتقد أن التطور الصناعي مرحلة ثانوية تأتي بعد مرحلة مهمة ألا وهي التطور الروحي !
ولكن كيف التطور الوحي ؟
عاش المسلمون ردحا من الزمان تطوراً روحياً ارتقوا بسببه أعلى المناصب في الكرة الأرضية وعلى مدى عشرة قرون على درجات متفاوتة في التطور الروحي.
عندما كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب يجوب شوارع المدينه ويبحث عن أرملة تبكي فراق زوجها أو مسكينة تبحث عن طعام لصغارها أو زوجة فقدت زوجها ولا تدري ما تفعل كانت أرواحهم سامية لم يكن عمر يرجوا من ذلك خروجه في وسائل الإعلام وهو يعجن لامرأة وجموع المصورين يلتقطون له صوراً تذكاريه وما إن يذهب الجمع حتى ينفض يده ويغسلها بأفضل المطهرات على وجه الأرض بل كان يرجوا رحمة ربه وعفوه
لن أحدثكم عن المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى لا يتفيهق علي شخص ويقول لي هذا نبي بل سأحدثكم عن أناس مثلنا بل قد يكونون أحياناً تربوا في بيئة أقل منا معرفيا و خلقيا ! ولكنهم عرفوا معنى التطور الروحي وهو ما يسمى في ديننا الإسلامي أعلى درجات المراقبة لله عزوجل.
عندما يأتي رجل من أقصى الشرق ليبحث عن أمير المؤمنين في زمن عمر بن عبدالعزيز الخليفة الأموي فيبحث عنه في المسجد فلا يجده ويصف المسلمون لهذا الغريب مكان بيته فيذهب وفي مخيلته أنه سيدخل على ملك معظم حوله خدمه وحشمه فلا يجد سوى رجل يقف على سور البيت يرمم حائطاً له فيسأله أين أمير المؤمنين
فيجيبه أنا أمير المؤمنين فيعيد ذلك المسافر البصر كرتين وحاله (جيوشك في كل بقعة تفتح الأمصار وتجلب الأموال لك وأنت واقف هنا ترمم بيتك) ، لم يصل هذا الأمير إلى هذه المرحلة من الصدق والتفاني في خدمة الإسلام والمسلمين إلا عندما بلغ به الأمر في مراقبة الله مبلغاً قلما يبلغه حاكم أو ملك أو على الأقل مدير دائرة حكومية في أي قطرمن أقطار المسلمين اليوم.
ويقطع سلمان الفارسي رضي الله عنه خطبة لأمير المؤمنين عمر ليعترض عليه لبس رداءين ويبرر أمير المؤمنين الموقف دون تعنت أو بغض لرعيته في قصة معروفه.
إن مراقبة الله التي يحاول كل قائد أو أمير أو ملك أن يمتلكها تؤثر بلا شك على سير الأمور في البلاد وقطعاً تؤثر في الشعوب .
قد يقول قائل إننا دائماً ما نقرأ عن أخبار الفساق في كتب السابقين فأقول له كما يقول أصحاب البرمجة اللغوية العصبية( أن ما تركز عليه سوف تحصل عليه) ولو قرأت أخبار الزهاد لقلت أن أسلافنا كلهم زهاد ولو قرأت عن المجاهدين لقلت أنهم كلهم أصحاب جهاد في سبيل الله .
لا أنكر ولا يستطيع احد إنكار وجود الفساق في كل زمان لكن لو قرأت التاريخ الإسلامي من كل نواحيه الثقافية والاجتماعية والسياسية لوجدت أن أهل الفسق كانوا قلة قليلة لا يؤثرون في المجتمع ولا يستطيعون نشر فسادهم في الأرض على العكس من حالنا اليوم فالمنكرون للمنكر قلة قليلة لا يستطيعون إنكار كل ما في المجتمع من منكرات ولا سلطة لهم فهل عرفت هذا ، وأصحاب الفسق لهم قوة هائلة وقوى خفية لا يرها إلا القلة .
وهنا لا بد من سؤال نوجهه نحو ذواتنا( كيف لنا أن نتطور خلقياً (بضم الميم) أو بشكل أعم كيف لنا أن نتطور روحياً؟
يذكر كثير من علماء النفس أن أعلى مستوى للتطور الكامل هو (التقاء العقل مع الروح مع الجسد)و أزيد فأقول أن هذه المرحلة هي ما تسمى بالخشوع أي أعلى درجات الاتصال بالله عز وجل .
المطلوب منك الآن إن كنت تريد تطوير الروح والجسد لديك ما عليك سوى تدبر وفهم ما تقرأه في القرآن ومن ثم تطبقه تطبيقاً صحيحا وكذلك تردف خلفه ما أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
لا تقلق أخي القارئ أختي القارئة فهذا الكلام ليس فلسفيا لدرجة عاليه وإن كان كذلك فهذه فلسفة إسلامية بإذن الله على طريقة الإمام الشافعي والماوردي والغزالي رحمهم الله.
إن علمي القاصر لا يساعدني على رسم منهج لك الآن لتصل إلى مرحلة متقدمه من الاتصال بالله عزوجل ولست اهلاً لذلك.
لذلك أنصحك الآن بالانتقال إلى المرحلة الثانية والتوجه نحو علمائنا أو من تثق بعلمه وسؤاله عن الطريقة الصحيحة....... نعم اعلم أنك ستقول لي القرآن والسنة فأجيبك صدقت لكن كيف السبيل في ظل المتاهات التي وضعت لنا من قبل من لا يفقه من المسلمين أو في قلبه مرض خلال الأربعة عشر قرن الماضية.
في تصوري لو أن كل واحد منا عرف كيف يصل إلى أعلى درجات الاتصال بالله فبإذن الله سنكون مجتمعاً راقياً
يسير نحو التطور والتقدم بخطوات ثابتة .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن .
وأضرب لكل خطأ يحصل في وطننا مثالاً كالمثل الذي ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم. |
الوضع العادي
