
18/11/2008, 02:17 AM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 22/11/2006 المكان: شاطئ الخليج العربي (L)
مشاركات: 2,669
| |
تركي الدخيل | بلال بلا مزايدات! | أحياناً تجد لدى بعض الناس جرأة في ادعاء الحقائق، إلى درجة تشبه بعض الكتاب العرب الذين يتحدثون في كتبهم عن لقاء شخصي بين الملك فهد والشيخ جابر الأحمد الصباح، رحمهما الله، عقب غزو الكويت، ثم ينقل لك ما دار بينهما بالحرف، متحدثاًَ عن حوار يستغرق الساعات!
تذكرت هذا الأمر، وأنا أقرأ كتابة من زعم أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز عندما أكرمني باتصاله تعليقاً على مقالي يوم الأحد الماضي، الموسوم بـ"بلال المؤذن... بلال الرئيس"، متحدثاً عن التفافي على توبيخ الأمير، استناداً إلى مصادر خاصة لديه!
المكالمة في الأحوال الطبيعية تتم بين طرفين، وليس مكالمة تبث على الهواء أمام الناس جميعاً، فكيف لهذا الدعي أن يعرف؟ ثم كيف ألتف على ما قاله لي رجل بحجم الأمير سلمان، وهو الذي زادني كرماً باتصاله بي بعد مقالي في اليوم التالي الذي عنونت له بـ:"سر الأمير سلمان بن عبدالعزيز"، مثنياً على ما نشرته حفظه الله؟!
وما يدور بيني وبين سموه، ليس خاضعاً للمزايدات، ولا للادعاء، ولست ممن يحاول أن يتكسب بعلاقته مع المسؤولين، ولا من الذين يحاولون أن يحرضوا المسؤولين على الناس، بحثاً عن شعبية فارغة، ولكني أعود اليوم للحديث في الموضوع لأني وجدت أن كثيرين لاكوا مقالي فأبعدوا النجعة، وشرقوا فيه وغربوا، ولم أعلم بذلك إلا من تنبيه المحبين، مستحضراً بيت أبي الطيب، الطيب:
أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصمُ
فأقول من باب دفع سوء الفهم، ومن باب حديث " على رسلكم، إنها صفيّة"، ويجوز أن يكون ذلك مندرجاً تحت باب دفع الصائل، إني لم أقصد أن أسيء إلى سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه، معاذ الله، ولا أردت أن أقلل من قيمته، وكيف لمثلي أن يفعل ذلك، وهو الذي يكفيه فخراً وقيمة صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، فكيف وهو الذي اصطفاه النبي مؤذناً ليكون أول مؤذن في الإسلام، فما بالك بتبشير النبي عليه السلام لبلال بالجنة؟!
وإنما أردت أن أستخدم بلالاً، كرمز للدلالة على اللون الأسود، وعلى معاملة السود في التاريخ الإسلامي، فالجميع يعلم أنه رضي الله عنه كان حبشياً، واستخدام الشخص للترميز لفكرة سائغ في اللغة.
فإن فُهم ذلك على أنه إساءة لبلال، فأنا أستغفر الله منه، وعزائي أني لم أقصده، وفي الصحيح من قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى". | ^ ^ المقال في عدد يوم الاحد بتاريخ 18 ذوالقعدة |