المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 06/11/2008, 08:28 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة ق (3)

{‏وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ‏}‏
أي‏:‏ قربت بحيث تشاهد وينظر ما فيها، من النعيم المقيم، والحبرة والسرور، وإنما أزلفت وقربت، لأجل المتقين لربهم، التاركين للشرك، صغيره وكبيره ، الممتثلين لأوامر ربهم، المنقادين له، ويقال لهم على وجه التهنئة‏:‏

‏{‏هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ‏}
‏ أي‏:‏ هذه الجنة وما فيها، مما تشتهيه الأنفس، وتلذ الأعين، هي التي وعد الله كل أواب أي‏:‏ رجاع إلى الله، في جميع الأوقات، بذكره وحبه، والاستعانة به، ودعائه، وخوفه، ورجائه‏.‏


‏{‏حَفِيظٍ‏}‏
أي‏:‏ يحافظ على ما أمر الله به، بامتثاله على وجه الإخلاص والإكمال له، على أكمل الوجوه، حفيظ لحدوده‏.‏

‏{‏مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ‏}‏
أي‏:‏ خافه على وجه المعرفة بربه، والرجاء لرحمته ولازم على خشية الله في حال غيبه أي‏:‏ مغيبه عن أعين الناس، وهذه هي الخشية الحقيقية، وأما خشيته في حال نظر الناس وحضورهم، فقد تكون رياء وسمعة، فلا تدل على الخشية، وإنما الخشية النافعة، خشية الله في الغيب والشهادة ويحتمل أن المراد بخشية الله بالغيب كالمراد بالإيمان بالغيب وأن هذا مقابل للشهادة حيث يكون الإيمان والخشية ضروريًا لا اختياريًا حيث يعاين العذاب وتأتي آيات الله وهذا هو الظاهر


‏{‏وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ‏}
‏ أي‏:‏ وصفه الإنابة إلى مولاه، وانجذاب دواعيه إلى مراضيه، ويقال لهؤلاء الأتقياء الأبرار‏:

‏ ‏{‏ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ‏}
‏ أي‏:‏ دخولًا مقرونًا بالسلامة من الآفات والشرور، مأمونًا فيه جميع مكاره الأمور، فلا انقطاع لنعيمهم، ولا كدر ولا تنغيص،

‏{‏ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ‏}
‏ الذي لا زوال له ولا موت، ولا شيء من المكدرات‏.‏


‏{‏لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا‏}‏
أي‏:‏ كل ما تعلقت به مشيئتهم، فهو حاصل فيها ولهم فوق ذلك

‏{‏مَزِيدٌ‏}
‏ أي‏:‏ ثواب يمدهم به الرحمن الرحيم، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وأعظم ذلك، وأجله، وأفضله، النظر إلى وجه الله الكريم، والتمتع بسماع كلامه، والتنعم بقربه، نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم‏.‏

‏[‏36ـ 37‏]‏ ‏{‏وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ‏}‏
يقول تعالى ـ مخوفًا للمشركين المكذبين للرسول‏:‏ـ

‏{‏وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ‏}
‏ أي‏:‏ أمما كثيرة هم أشد من هؤلاء بطشًا أي‏:‏ قوة وآثارًا في الأرض‏.‏
ولهذا قال‏:‏

‏{‏فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ‏}
‏ أي‏:‏ بنوا الحصون المنيعة والمنازل الرفيعة، وغرسوا الأشجار، وأجروا الأنهار، وزرعوا، وعمروا، ودمروا، فلما كذبوا رسل الله، وجحدوا آيات الله، أخذهم الله بالعقاب الأليم، والعذاب الشديد، فـ

‏{‏هَلْ مِنْ مَحِيصٍ‏}‏
أي‏:‏ لا مفر لهم من عذاب الله، حين نزل بهم، ولا منقذ، فلم تغن عنهم قوتهم، ولا أموالهم، ولا أولادهم‏.‏


‏{‏إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ‏}
‏ أي‏:‏ قلب عظيم حي، ذكي، زكي، فهذا إذا ورد عليه شيء من آيات الله، تذكر بها، وانتفع، فارتفع وكذلك من ألقى سمعه إلى آيات الله، واستمعها، استماعًا يسترشد به، وقلبه

‏{‏شَهِيدٌ‏}
‏ أي‏:‏ حاضر، فهذا له أيضا ذكرى وموعظة، وشفاء وهدى‏.‏
وأما المعرض، الذي لم يلق سمعه إلى الآيات، فهذا لا تفيده شيئًا، لأنه لا قبول عنده، ولا تقتضي حكمة الله هداية من هذا وصفه ونعته‏.‏

‏[‏38ـ 40‏]‏ ‏{‏وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ‏}‏

وهذا إخبار منه تعالى عن قدرته العظيمة، ومشيئته النافذة، التي أوجد بها أعظم المخلوقات

‏{‏السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ‏}‏
أولها يوم الأحد، وآخرها يوم الجمعة، من غير تعب، ولا نصب، ولا لغوب، ولا إعياء، فالذي أوجدها ـ على كبرها وعظمتهاـ قادر على إحياء الموتى، من باب أولى وأحرى‏.‏


‏{‏فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ‏}
‏ من الذم لك والتكذيب بما جئت به، واشتغل عنهم واله بطاعة ربك وتسبيحه، أول النهار وآخره، وفي أوقات الليل، وأدبار الصلوات‏.‏ فإن ذكر الله تعالى، مسل للنفس، مؤنس لها، مهون للصبر‏.

‏[‏41ـ 45‏]‏ ‏{‏وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ * إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ * يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ * نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ‏}‏

أي‏:‏

‏{‏وَاسْتَمِع‏}‏
بقلبك نداء المنادي وهو إسرافيل عليه السلام، حين ينفخ في الصور

‏{‏مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ‏}
‏ من الخلق ‏


{‏يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ‏}
‏ أي‏:‏ كل الخلائق يسمعون تلك الصيحة المزعجة المهولة


‏{‏بالحق‏}
‏ الذي لا شك فيه ولا امتراء‏.‏


‏{‏ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ‏}
‏ من القبور، الذي انفرد به القادر على كل شيء، ولهذا قال‏:‏

‏{‏إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُم‏}
‏ أي‏:‏ عن الأموات

‏{‏سِرَاعًا‏}
‏ أي‏:‏ يسرعون لإجابة الداعي لهم، إلى موقف القيامة، ‏

{‏ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ‏}‏
أي‏:‏ هين على الله يسير لا تعب فيه ولا كلفة‏.‏


‏{‏نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ‏}
‏ لك، مما يحزنك، من الأذى، وإذا كنا أعلم بذلك، فقد علمت كيف اعتناؤنا بك، وتيسيرنا لأمورك، ونصرنا لك على أعدائك، فليفرح قلبك، ولتطمئن نفسك، ولتعلم أننا أرحم بك وأرأف، من نفسك، فلم يبق لك إلا انتظار وعد الله، والتأسي بأولي العزم، من رسل الله،

‏{‏وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ‏}
‏ أي‏:‏ مسلط عليهم ‏{‏إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ‏}‏ ولهذا قال‏:‏


‏{‏فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ‏}
‏ والتذكير، ‏[‏هو‏]‏ تذكير ما تقرر في العقول والفطر، من محبة الخير وإيثاره، وفعله، ومن بغض الشر ومجانبته، وإنما يتذكر بالتذكير، من يخاف وعيد الله، وأما من لم يخف الوعيد، ولم يؤمن به، فهذا فائدة تذكيره، إقامة الحجة عليه، لئلا يقول‏:‏ ‏{‏ما جاءنا من بشير ولا نذير‏}‏‏.‏


آخر تفسير سورة ‏(‏ق‏)‏ والحمد لله أولاً وآخرًا وظاهرًا وباطنًا


تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 08:40 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube