10/10/2008, 04:39 PM
|
 | زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 22/04/2007 المكان: الرياض
مشاركات: 585
| |
رسالتنــا : الدعوة إلى الله ... لا الإرهاب
بسم الله الرحمن الرحيم .. رسالتنــا : الدعوة إلى الله ... لا الإرهاب
<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com  الدكتور / عبد المحسن بن عبد الكريم البكر<o:p></o:p>
<o:p></o:p> مــا من شك أن المسلمين فقــدوا في الفتــره الأخيــرة من تاريخهم روح الدعــوه إلى الله , وسنة التبشيــر بدينهــم الذي استقــام عليه أمر الدنيــا , وخرج به النــاس من الظلمــات إلى النور , وبسـبب ذلك التقصيــر جهل كثيـر من المسلميــن مبادئ دينهم وتعاليــم شريعتــهم , وانكمش نطـاق التعريــف بالإسلام وتقلــص , فأصبـح الكثيرون من أبنــاء الدنيا في الشرق والغـرب لا يعرفون شيئا ذا بال عن عظمـة الإسلام وحكمتــه ونعمتــه على النــاس ؛ بل هناك ماهو أكثــر من ذلك شـراً ؛ وهو أنهــم يسيئون تصور الإسلام ويجورون في الحكــم عليه , بسبب الأضاليل المفتراه التي يختلقهـا ويبثهـا أعداء الإسلام في كل مكـان لاسيما ما تقوم به الصهيونية العالميـة من كيد وافتراء وتشويه للإسلام وأهلــه , أو بسبب تلك الممارسـات الشوهاء الرعنــاء من قبل بعض المنتسبيــن للإسلام والذين يقومون بأعمال غير مسؤولة تمثلـت في إرهاب الآمنين وإزهاق نفوس المعصوميــن , وإخافة الآخرين وإفساد في الأرض , مما أخر عجلة الدعــوة إلى الله وبطـّـأ بها .<o:p></o:p> ولا ريب أن ديننا الإسلامي دين الفطــره : ( فطــرة الله التي فطــر الناس عليهــا لاتبديــل لخلق الله ذلك الديــن القيم ولكــن أكثـر النــاس لا يعلمــون ) .<o:p></o:p> وهذه الفطــرة التي برأها الخالق جل جلالــه وزكاها , تهدي صاحبهــا بتوفيق الله وعنايته إلى ســواء السبيـل , فتقود إلى طرق الحق والعــدل , والخير والبـر , والإيمان والإحسان , وهذه الفطــرة الصافية الزاكية تعلم صاحبهـا أن التدين المستقيم ينشأ من النظــر في ملكوت السمـاء والأرض , والتدبر في آيات الله وآلائه , وهذا يهدي إلى الشعـور بوجود الخــالق , وجلال البارئ المبــدع , ويتساند القلب مع العقل في التعرف إلى شــواهد الإيمان و دلائل اليقين , فإذا الإنسان عبد من عباد الله المخلصيـن بلا قسر ولا إكراه ولا إرغــام . وإذا جاز لنا أن نتصــور الإكراه موجودا في ناحيـة من نواحي الحياة ؛ فان هذه الناحية ستكون بعيدة عن حقيقة التدين والإيمان, لأن التديــن شعور ووجدان , ولأن الإيمان يقين ينبعــث عن اقتناع وتصديــق , والقرآن الكريم يؤكـد هذا بوضوح حيث يقول تعالى : ( لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) وحيــث يقول : ( من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها ) .<o:p></o:p> وليس في المسلميــن أعلــى شأنـاً ولا أرفع مكانـاً من رسول الله صلى الله عليــه وسلم , فهو رحمـة الله للعالميــن , وخير عباد الله أجمعيــن ومع ذلك يحدثنــا القرآن بأن الله تبــارك وتعالى طالب نبيـه بأن يكون بعيداً عن معاني الإكراه والإرغام والتسلـط , لأنه داعيــة إلى عقيدة ورائـد إلى الطريــق , فعمدته البيان والتذكير والإقنــاع فقال له : ( أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) ؟!<o:p></o:p> ورسـم له طريق دعــوته , ومنهج تبشيره , وأسلوب تبليغــه , فلم يجعل عمـاد ذلك الغلظة أو الفظاظة أو الإرهاب , وكيــف وهو الذي قال : ( فبمــا رحمـة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضــوا من حولك ) , بل جعل طريقتــه متمثلة في قـوله : ( أدع إلى سبيــل ربك بالحكمـة والموعظــة الحسنــة وجادلهم بالتي هي أحســن إن ربـك هو أعلم بمن ضل عن سبيلــه وهو أعلم بالمهتـدين ) ,<o:p></o:p> وقد أمر الله عباده بأن يكونوا أمثلـة للرقة والملاطفـة حين الدعــوة , حتى مع المخالفين لهم في الديـن , فقــال تعالى : ( ولا تجــادلوا أهل الكتـاب إلا بالتي هي أحســن ) , وأمر الله تعالى نبيه محمــداً صلى الله عليه وسلم بأن يقول لمخالفيــه في الاعتقــاد , متلطفــا في الحوار : ( وإنا أو إيــاكم لعلى هدىً أو في ضلال مبين ) .<o:p></o:p> والإسلام في دعــوته الواضحة وطريقته الصريحــة دين لا يعرف النهار , ويضيء طريقه بالعشي والإبكار , وهذا هو القرآن يخاطب الرسول الكريم قائلاُ : ( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني ) , فهو يدعو على بصيــرة , ويدعو على نـور , ويدعو بلا استتار أو ائتمار , ويدعو إلى طريق الاستقامة وحسن المعاملة وكريم المسألة , فالرسول يقول : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويــده ) .<o:p></o:p> والإسلام يعادي المناجاة الباطلة الشريرة فيقول : ( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ، ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماُ )ويحمل القرآن على النجوى الظالمة الآثمة التي يكون فيها شر أو معصية أو عدوان ، فيقول : ( ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالإثم والعدوان ومعصية الرسول ) ، ويقول : ( يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاُ وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) .<o:p></o:p> والميل إلى الإكراه والإرهاب يؤدي إلى العدوان على الغير في حسه أو نفسه أو ماله أو أشيائه ، والإسلام يقف في وجه الاعتداء على الغير بكل صرامة وقوة ، فهو يحرم تهديد الناس في حياتهم أو أمنهم أو ممتلكاتهم أو معتقداتهم التي يدينون بها ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قاتل ذمياُ معاهداُ لم يرح رائحة الجنة ) ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( كل المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه ) بل أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن حرمة الإنسان المؤمن عند الله أكبر وأشد من حرمة الكعبة المشرفة البيت الحرام التي جعلها الله قباماُ للناس !! وقد كرر القرآن الكريم النهي عن الاعتداء على الغير في مثل قوله عزّ من قائل كريماُ : ( ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ) والميل إلى الإكراه والإرهاب يدعو صاحبه إلى التحريف والتضليل حتى يلتمس لنفسه ـ حسب زعمه وهواه ـ مستنداُ يعلل به عدوانه وبغيه فينحرف في التأويل ، ويعتسف في التعليل ، وقد يفسر النصوص الشرعية على غير وجهها ومرماها ، ويضرب بعضها ببعض دون تأمل أو نظر ، والقرآن الكريم يهدد ويتوعد من يحرف أويضلل أو ينقل عن الله تعالى ما لم يأمر به ، أو يقول في الدين ما ليس له به علم ، وهذا هو كتاب الله عزوجل يقول في طائفة لم تسلم وجهها لله ، ولم تؤمن الإيمان الحق ، وادعت أنها على الحق تسير : ( وإن منهم لفريقاُ يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) .<o:p></o:p> إن الإسلام نعمة ورحمة ، وسلام ومحبة ، وإيمان وإحسان ، ومعاملة واستقامة ودعوة بالحكمة ، وإقناع بالحجة ، وإن المسلم الحق هيّن لين ، وإلف مألوف ، والله تعالى يصوّر عباده الأبرار بصورة شفافة جميلة فيقول : ( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناُ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماُ ) وهو القائل سبحانه : ( يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) . وسبحان من لو شاء لهدى الناس جميعاُ وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد ،،، <o:p></o:p> منقوول . |
الوضع العادي
