ايها الزعماء
ليست المرة الأولى وأجزم انها لن تكون الأخيرة التي يمارس فيها مدرب منتخبنا الوطني ناصر الجوهر سياسة (شيلوه ورجعوه) في إدارته لتشكيلة المنتخب، فنحن ومنذ أن عرفناه مدربا للمنتخب وهو يتبع هذه السياسة التي بدت وكأنها طبع فيه.
مدربنا الوطني دأب ومنذ أن وقف أول مرة على قمة الهرم الفني للأخضر في العام 2000على كثرة التغيير في التشكيلة وذلك باستبعاد لاعبين والزج بآخرين بين تارة وأخرى ثم لا يلبث بالتراجع عن قراره باعادة المستبعدين واستبعاد المنضمين، وهكذا دواليك حتى يصل في نهاية المطاف بالمنتخب الى مرحلة اللااستقرار، وليس ادل على ذلك ما حدث إبان قيادته لتحضيرات المنتخب لمونديال كوريا واليابان العام 2002إلى الحد الذي استدعى رودي فولر مدرب منتخب المانيا آنذاك والذي كان يراقب منتخبنا لابداء استغرابه من هذه الحالة الغريبة.
الجوهر عاد مؤخرا لسياسته القديمة - الجديدة وكأنه بذلك يكرس لحقيقة (أبوطبيع) حينما ابعد ستة لاعبين دفعة واحدة وضم بدلاً عنهم ثلاثة آخرين، وهو على بعد ايام قلائل من مواجهة ايران في الطريق الشائكة لمونديال جنوب افريقيا.
وإن لم يكن مستغرباً تقليصه لعدد اللاعبين بعد المعسكر الخارجي لكن الغريب هو استدعاؤه للاعبين جدد على التشكيلة يفترض انه يعرفهم كما يعرف أصابع يديه لا سيما حسين عبدالغني وأحمد البحري، وهنا يأتي السؤال: هل للتو أدرك الجوهر أهميتهما في التشكيلة أم أن القلق أخذ يساوره إذ أدرك حاجته للاعبي الخبرة في مثل هذا المحك الصعب وأن الزج بلاعبين حديثي عهد بالمنتخب ليست سوى مغامرة غير معلومة العواقب.
ولعل ما زاد الأمر استغرابا هو استدعاؤه لمهاجم النصر محمد الشهراني في مثل هذا الوقت الحساس وهو الذي يدخل أبواب المنتخب لأول مرة بدلا عن المهاجم (المظلوم) ناصر الشمراني الذي يكفيه أن ثمة إجماع لدى الوسط الرياضي بأنه قد بات المهاجم الثالث من حيث القيمة الفنية بعد ياسر القحطاني ومالك معاذ، ولن ازيد على ذلك حتى لا ندخل في شرك المقارنات، ولست بحاجة للتذكير ايضا بانه هداف الدوري السعودي في الموسم الماضي، فشباك الملاعب لم تزل تهتز من اهدافه.
خوفي على المنتخب من هذه التغييرات التي بدأت تطال التشكيلة والتي لا أظن انها ستنتهي حتى يونيو 2009موعد نهاية التصفيات، انما يأتي ليقيني أن الاستقرار الفني والانسجام العناصري هو أسهل السبل نحو بناء فريق قوي، لا سيما ونحن مقبلون على مواجهات من العيار الثقيل، ثم ان كثرة الترميمات من شأنها تشويه بنيان المنتخب الذي لم يعرف طريقا للاستقرار منذ مونديال كوريا واليابان وحتى اليوم، في وقت يفترض بالجوهر أن يكون قد وقف على خياراته الفنية لا سيما بعد أن خاض معسكرا طويلا خارجيا وداخليا وهو ما لا يتاح لكل منتخبات العالم التي تلتزم بأجندة الفيفا. قد يقول قائل إن (لكل شيخ طريقة) وإن طريقة الجوهر تعتمد على تنويع خياراته وانه يسعى لتجهيز أكثر عدد من اللاعبين في رحلة التصفيات الطويلة، وأنا لا أخالف مثل هذا الطرح لكن شريطة ألا يكون على حساب الاستقرار الفني والهوية المميزة، وهما اللذان افتقدناهما مع الأخضر منذ زمن، يوم أن اعتمدت سياسة التغيير والاحلال في أعقاب انتكاسة 2002، حيث إننا ومنذ ذلك العام ونحن ندور في حلقة مفرغة نبحث فيها عن الأخضر الحقيقي فلا نجده.
الوضع العادي
