المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 02/09/2008, 07:13 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الحاقه (2)

‏[‏25 ـ 37‏]‏ ‏{‏وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ * يَا ‎لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ * مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَا هُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ‏}‏
هؤلاء أهل الشقاء يعطون كتب أعمالهم السيئة بشمالهم تمييزا لهم وخزيا وعارا وفضيحة، فيقول أحدهم من الهم والغم والخزي

‏{‏يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَه‏}‏
لأنه يبشر بدخول النار والخسارة الأبدية‏.‏

‏{‏وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَه‏}‏
أي‏:‏ ليتني كنت نسيا منسيا ولم أبعث وأحاسب ولهذا قال‏:‏

‏{‏يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ‏}
‏ أي‏:‏‏:‏ يا ليت موتتي هي الموتة التي لا بعث بعدها‏.‏
ثم التفت إلى ماله وسلطانه، فإذا هو وبال عليه لم يقدم منه لآخرته، ولم ينفعه في الافتداء من عذاب الله فيقول‏:

‏ ‏{‏مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَه‏}
‏ أي‏:‏ ما نفعني لا في الدنيا، لم أقدم منه شيئا، ولا في الآخرة، قد ذهب وقت نفعه‏.

‏{‏هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَه‏}
‏ أي‏:‏ ذهب واضمحل فلم تنفع الجنود الكثيرة، ولا العدد الخطيرة، ولا الجاه العريض، بل ذهب ذلك كله أدراج الرياح، وفاتت بسببه المتاجر والأرباح، وحضر بدله الهموم والغموم والأتراح، فحينئذ يؤمر بعذابه فيقال للزبانية الغلاظ الشداد‏:‏ ‏{‏خُذُوهُ فَغُلُّوهُ‏}‏ أي‏:‏ اجعلوا في عنقه غلا يخنقه‏.‏

‏{‏ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ‏}‏
أي‏:‏ قلبوه على جمرها ولهبها‏.‏

‏{‏ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا‏}‏
من سلاسل الجحيم في غاية الحرارة ‏{‏فَاسْلُكُوهُ‏}‏ أي‏:‏ انظموه فيها بأن تدخل في دبره وتخرج من فمه، ويعلق فيها، فلا يزال يعذب هذا العذاب الفظيع، فبئس العذاب والعقاب، وواحسرة من له التوبيخ والعتاب‏.‏
فإن السبب الذي أوصله إلى هذا المحل‏:‏

‏{‏إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ‏}‏
بأن كان كافرا بربه معاندا لرسله رادا ما جاءوا به من الحق‏.‏

‏{‏وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ‏}
‏ أي‏:‏ ليس في قلبه رحمة يرحم بها الفقراء والمساكين فلا يطعمهم ‏[‏من ماله‏]‏ ولا يحض غيره على إطعامهم، لعدم الوازع في قلبه، وذلك لأن مدار السعادة ومادتها أمران‏:‏ الإخلاص لله، الذي أصله الإيمان بالله، والإحسان إلى الخلق بوجوه الإحسان، الذي من أعظمها، دفع ضرورة المحتاجين بإطعامهم ما يتقوتون به، وهؤلاء لا إخلاص ولا إحسان، فلذلك استحقوا ما استحقوا‏.‏

‏{‏فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا‏}‏
أي‏:‏ يوم القيامة ‏{‏حَمِيمٍ‏}‏ أي‏:‏ قريب أو صديق يشفع له لينجو من عذاب الله أو يفوز بثواب الله‏:‏
‏{‏وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ‏}‏ ‏{‏مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ‏}‏ ‏.‏
وليس له طعام إلا من غسلين وهو صديد أهل النار، الذي هو في غاية الحرارة، ونتن الريح، وقبح الطعم ومرارته لا يأكل هذا الطعام الذميم ‏{‏إِلَّا الْخَاطِئُونَ‏}‏ الذين أخطأوا الصراط المستقيم وسلكوا سبل الجحيم فلذلك استحقوا العذاب الأليم‏.‏

‏[‏38 ـ 52‏]‏ ‏{‏فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ * وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ * وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ * وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ‏}‏
أقسم تعالى بما يبصر الخلق من جميع الأشياء وما لا يبصرونه، فدخل في ذلك كل الخلق بل يدخل في ذلك نفسه المقدسة، على صدق الرسول بما جاء به من هذا القرآن الكريم، وأن الرسول الكريم بلغه عن الله تعالى‏.‏
ونزه الله رسوله عما رماه به أعداؤه، من أنه شاعر أو ساحر، وأن الذي حملهم على ذلك عدم إيمانهم وتذكرهم، فلو آمنوا وتذكروا، لعلموا ما ينفعهم ويضرهم، ومن ذلك، أن ينظروا في حال محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويرمقوا أوصافه وأخلاقه، لرأوا أمرا مثل الشمس يدلهم على أنه رسول الله حقا، وأن ما جاء به تنزيل رب العالمين، لا يليق أن يكون قول البشر بل هو كلام دال على عظمة من تكلم به، وجلالة أوصافه، وكمال تربيته لعباده، وعلوه فوق عباده، وأيضا، فإن هذا ظن منهم بما لا يليق بالله وحكمته فإنه لو تقول عليه وافترى ‏{‏بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ‏}‏ الكاذبة‏.‏

‏{‏لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ‏}
‏ وهو عرق متصل بالقلب إذا انقطع مات منه الإنسان، فلو قدر أن الرسول ـ حاشا وكلاـ تقول على الله لعاجله بالعقوبة، وأخذه أخذ عزيز مقتدر، لأنه حكيم، على كل شيء قدير، فحكمته تقتضي أن لا يمهل الكاذب عليه، الذي يزعم أن الله أباح له دماء من خالفه وأموالهم، وأنه هو وأتباعه لهم النجاة، ومن خالفه فله الهلاك‏.‏
فإذا كان الله قد أيد رسوله بالمعجزات، وبرهن على صدق ما جاء به بالآيات البينات، ونصره على أعدائه، ومكنه من نواصيهم، فهو أكبر شهادة منه على رسالته‏.‏
وقوله‏:‏

‏{‏فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ‏}‏
أي‏:‏ لو أهلكه، ما امتنع هو بنفسه، ولا قدر أحد أن يمنعه من عذاب الله‏.‏
‏{‏وَإِنَّهُ‏}‏ أي‏:‏ القرآن الكريم

‏{‏لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ‏}
‏ يتذكرون به مصالح دينهم ودنياهم، فيعرفونها، ويعملون عليها، يذكرهم العقائد الدينية، والأخلاق المرضية، والأحكام الشرعية، فيكونون من العلماء الربانيين، والعباد العارفين، والأئمة المهديين‏.‏

‏{‏وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ‏}
‏ به، وهذا فيه تهديد ووعيد للمكذبين، فإنه سيعاقبهم على تكذيبهم بالعقوبة البليغة‏.‏

‏{‏وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ‏}‏
فإنهم لما كفروا به، ورأوا ما وعدهم به، تحسروا إذ لم يهتدوا به، ولم ينقادوا لأمره، ففاتهم الثواب، وحصلوا على أشد العذاب، وتقطعت بهم الأسباب‏.‏

‏{‏وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ‏}
‏ أي‏:‏ أعلى مراتب العلم، فإن أعلى مراتب العلم اليقين وهو العلم الثابت، الذي لا يتزلزل ولا يزول‏.‏
واليقين مراتبه ثلاثة، كل واحدة أعلى مما قبلها‏:‏
أولها‏:‏ علم اليقين، وهو العلم المستفاد من الخبر‏.‏
ثم عين اليقين، وهو العلم المدرك بحاسة البصر‏.‏
ثم حق اليقين، وهو العلم المدرك بحاسة الذوق والمباشرة‏.‏
وهذا القرآن الكريم، بهذا الوصف، فإن ما فيه من العلوم المؤيدة بالبراهين القطعية، وما فيه من الحقائق والمعارف الإيمانية، يحصل به لمن ذاقه حق اليقين‏.‏

‏{‏فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ‏}‏
أي‏:‏ نزهه عما لا يليق بجلاله، وقدسه بذكر أوصاف جلاله وجماله وكماله‏.‏

تم تفسير سورة الحاقة، والحمد لله أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا، على كماله وأفضاله وعدله‏.‏



تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)



سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02/09/2008, 07:47 AM
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 4,503
جزاك الله خير .. جعله الله في ميزان حسناتك ؛,

تحياتي ؛,
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02/09/2008, 03:44 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 16/03/2008
المكان: نادي الهلال
مشاركات: 202
شكراً لك أخي الكريم على هذه السلسلة في تفسير سور القرآن الكريم

جعل الله هذا العمل في ميزان حسناتك
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02/09/2008, 04:28 PM
موقوف
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
المكان: الـشـرقـيه
مشاركات: 7,139
جزااااك الله خيرا,,

وبارك الله فيك,,

ورده
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 06:00 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube