المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 29/08/2008, 05:12 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة المعارج (1)

تفسير سورة سأل سائل

وهي مكية
‏[‏1 ـ 7‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

‏{سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ * تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ * فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا‏}‏

يقول تعالى مبينا لجهل المعاندين، واستعجالهم لعذاب الله، استهزاء وتعنتا وتعجيزا‏:‏

‏{‏سَأَلَ سَائِلٌ‏}
‏ أي‏:‏ دعا داع، واستفتح مستفتح

‏{‏بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرينَ‏}‏
لاستحقاقهم له بكفرهم وعنادهم

‏{‏لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللَّهِ‏}‏
أي‏:‏ ليس لهذا العذاب الذي استعجل به من استعجل، من متمردي المشركين، أحد يدفعه قبل نزوله، أو يرفعه بعد نزوله، وهذا حين دعا النضر بن الحارث القرشي أو غيره من المشركين فقال‏:‏ ‏{‏اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم‏}‏ إلى آخر الآيات‏.‏
فالعذاب لا بد أن يقع عليهم من الله، فإما أن يعجل لهم في الدنيا، وإما أن يؤخر عنهم إلى الآخرة ، فلو عرفوا الله تعالى، وعرفوا عظمته، وسعة سلطانه وكمال أسمائه وصفاته، لما استعجلوا ولاستسلموا وتأدبوا، ولهذا أخبر تعالى من عظمته ما يضاد أقوالهم القبيحة فقال‏:‏

‏{‏ذِي الْمَعَارِجِ تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ‏}
‏ أي‏:‏ ذو العلو والجلال والعظمة، والتدبير لسائر الخلق، الذي تعرج إليه الملائكة بما دبرها على تدبيره، وتعرج إليه الروح، وهذا اسم جنس يشمل الأرواح كلها، برها وفاجرها، وهذا عند الوفاة، فأما الأبرار فتعرج أرواحهم إلى الله، فيؤذن لها من سماء إلى سماء، حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الله عز وجل، فتحيي ربها وتسلم عليه، وتحظى بقربه، وتبتهج بالدنو منه، ويحصل لها منه الثناء والإكرام والبر والإعظام‏.‏
وأما أرواح الفجار فتعرج، فإذا وصلت إلى السماء استأذنت فلم يؤذن لها، وأعيدت إلى الأرض‏.‏
ثم ذكر المسافة التي تعرج إلى الله فيها الملائكة والأرواح وأنها تعرج في يوم بما يسر لها من الأسباب، وأعانها عليه من اللطافة والخفة وسرعة السير، مع أن تلك المسافة على السير المعتاد مقدار خمسين ألف سنة، من ابتداء العروج إلى وصولها ما حد لها، وما تنتهي إليه من الملأ الأعلى، فهذا الملك العظيم، والعالم الكبير، علويه وسفليه، جميعه قد تولى خلقه وتدبيره العلي الأعلى، فعلم أحوالهم الظاهرة والباطنة، وعلم مستقرهم ومستودعهم، وأوصلهم من رحمته وبره ورزقه ، ما عمهم وشملهم وأجرى عليهم حكمه القدري، وحكمه الشرعي وحكمه الجزائي‏.‏
فبؤسا لأقوام جهلوا عظمته، ولم يقدروه حق قدره، فاستعجلوا بالعذاب على وجه التعجيز والامتحان، وسبحان الحليم الذي أمهلهم وما أهملهم، وآذوه فصبر عليهم وعافاهم ورزقهم‏.‏
هذا أحد الاحتمالات في تفسير هذه الآية ‏[‏الكريمة‏]‏ فيكون هذا العروج والصعود في الدنيا، لأن السياق الأول يدل على هذا‏.‏
ويحتمل أن هذا في يوم القيامة، وأن الله تبارك وتعالى يظهر لعباده في يوم القيامة من عظمته وجلاله وكبريائه، ما هو أكبر دليل على معرفته، مما يشاهدونه من عروج الأملاك والأرواح صاعدة ونازلة، بالتدابير الإلهية، والشئون في الخليقة
في ذلك اليوم الذي مقداره خمسون ألف سنة من طوله وشدته، لكن الله تعالى يخففه على المؤمن‏.‏
وقوله‏:‏

‏{‏فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا‏}‏
أي‏:‏ اصبر على دعوتك لقومك صبرا جميلا، لا تضجر فيه ولا ملل، بل استمر على أمر الله، وادع عباده إلى توحيده، ولا يمنعك عنهم ما ترى من عدم انقيادهم، وعدم رغبتهم، فإن في الصبر على ذلك خيرا كثيرا‏.‏

‏{‏إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا‏}
‏ الضمير يعود إلى البعث الذي يقع فيه عذاب السائلين بالعذاب أي‏:‏ إن حالهم حال المنكر له، أو الذي غلبت عليه الشقوة والسكرة، حتى تباعد جميع ما أمامه من البعث والنشور، والله يراه قريبا، لأنه رفيق حليم لا يعجل، ويعلم أنه لا بد أن يكون، وكل ما هو آت فهو قريب‏.‏
ثم ذكر أهوال ذلك اليوم وما يكون فيه، فقال‏:‏

‏[‏8 ـ 18‏]‏ ‏{‏يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا * يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى‏}‏
أي‏:‏ ‏{‏يَوْمِ‏}‏ القيامة، تقع فيه هذه الأمور العظيمة فـ

‏{‏تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ‏}
‏ وهو الرصاص المذاب من تشققها وبلوغ الهول منها كل مبلغ‏.‏

‏{‏وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ‏}
‏ وهو الصوف المنفوش، ثم تكون بعد ذاك هباء منثورا فتضمحل، فإذا كان هذا القلق والانزعاج لهذه الأجرام الكبيرة الشديدة، فما ظنك بالعبد الضعيف الذي قد أثقل ظهره بالذنوب والأوزار‏؟‏
أليس حقيقا أن ينخلع قلبه وينزعج لبه، ويذهل عن كل أحد‏؟‏ ولهذا قال‏:

‏ ‏{‏وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا يُبَصَّرُونَهُم‏}‏
أي‏:‏ يشاهد الحميم، وهو القريب حميمه، فلا يبقى في قلبه متسع لسؤال حميمه عن حاله، ولا فيما يتعلق بعشرتهم ومودتهم، ولا يهمه إلا نفسه، ‏{‏يَوَدُّ الْمُجْرِمُ‏}‏ الذي حق عليه العذاب

‏{‏لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ وَصَاحِبَتِهِ‏}
‏ أي‏:‏ زوجته ‏{‏وَأَخِيهِ وَفَصِيلَتِهِ‏}‏ أي‏:‏ قرابته ‏{‏الَّتِي تُؤْوِيهِ‏}‏ أي‏:‏ التي جرت عادتها في الدنيا أن تتناصر ويعين بعضها بعضا، ففي يوم القيامة، لا ينفع أحد أحدا، ولا يشفع أحد إلا بإذن الله‏.‏
بل لو يفتدي ‏[‏المجرم المستحق للعذاب‏]‏ بجميع ما في الأرضِ ثم ينجيه لم ينفعه ذلك‏.‏
‏{‏كلًّا‏}‏ أي‏:‏ لا حيلة ولا مناص لهم، قد حقت عليهم كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون ، وذهب نفع الأقارب والأصدقاء‏.‏

‏{‏إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى‏}‏
أي‏:‏ للأعضاء الظاهرة والباطنة من شدة عذابها‏.‏
‏{‏تَدْعُوا‏}‏ إليها

‏{‏مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وجمع فأوعى‏}‏
أي‏:‏ أدبر عن اتباع الحق وأعرض عنه، فليس له فيه غرض، وجمع الأموال بعضها فوق بعض وأوعاها، فلم ينفق منها، فإن النار تدعوهم إلى نفسها، وتستعد للالتهاب بهم‏.‏

‏[‏19 ـ 35‏]‏ ‏{‏إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ‏}‏
وهذا الوصف للإنسان من حيث هو وصف طبيعته الأصلية، أنه هلوع‏.‏
وفسر الهلوع بأنه‏:‏

‏{‏إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا‏}
‏ فيجزع إن أصابه فقر أو مرض، أو ذهاب محبوب له، من مال أو أهل أو ولد، ولا يستعمل في ذلك الصبر والرضا بما قضى الله‏.‏

‏{‏وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا‏}
‏ فلا ينفق مما آتاه الله، ولا يشكر الله على نعمه وبره، فيجزع في الضراء، ويمنع في السراء‏.‏
‏{‏إِلَّا الْمُصَلِّينَ‏}‏ الموصوفين بتلك الأوصاف فإنهم إذا مسهم الخير شكروا الله، وأنفقوا مما خولهم الله، وإذا مسهم الشر صبروا واحتسبوا‏.‏
وقوله ‏[‏في وصفهم‏]‏

‏{‏الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ‏}
‏ أي‏:‏ مداومون عليها في أوقاتها بشروطها ومكملاتها‏.‏
وليسوا كمن لا يفعلها، أو يفعلها وقتا دون وقت، أو يفعلها على وجه ناقص‏.‏

‏{‏وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ‏}
‏ من زكاة وصدقة
‏{‏لِلسَّائِلِ‏}‏
الذي يتعرض للسؤال

‏{‏وَالْمَحْرُومِ‏}
‏ وهو المسكين الذي لا يسأل الناس فيعطوه، ولا يفطن له فيتصدق عليه‏.‏

‏{‏وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ‏}
‏ أي‏:‏ يؤمنون بما أخبر الله به، وأخبرت به رسله، من الجزاء والبعث، ويتيقنون ذلك فيستعدون للآخرة، ويسعون لها سعيها‏.‏ والتصديق بيوم الدين يلزم منه التصديق بالرسل، وبما جاءوا به من الكتب‏.‏

‏{‏وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ‏}
‏ أي‏:‏ خائفون وجلون، فيتركون لذلك كل ما يقربهم من عذاب الله‏.‏

تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)



اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29/08/2008, 05:20 PM
موقوف
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
المكان: الـشـرقـيه
مشاركات: 7,139
جــــزاكـ الله خيرا,,

وجعلها في موازيين حسناتك,,

ونفع بك الاسلام والمسلمين,,

ورده
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29/08/2008, 05:59 PM
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 4,503
جزاك الله خير .. جعله الله في ميزان حسناتك

تحياتي لكـ ورده
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29/08/2008, 07:06 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
مشاركات: 3,007
جزاك الله خير
جعله الله في ميزان حسناتك
وحرم وجهك عن النار
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:38 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube