المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 28/08/2008, 12:29 AM
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 18/08/2008
المكان: جدة
مشاركات: 44
قــــوة الــتــوكل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين




قوة التوكل
فيصل بن عبدالله العمري


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأولين والأخيرين وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين وبعد:
فالتوكل من أعظم الأعمال القلبية وأشقها, ولا شك أن تمكنه من قلب المسلم يكسبه طمأنينة النفس وقوة الجأش والثقة بالله تعالى, وهي من أعظم المعاني التي يسعى لتحقيقها المسلم, وفي المقابل فإن توكل المسلم على غير الله قد يخرجه من الملة إذا كان تعلق بغيره في طلب نفع أو دفع ضر, وأقل أحواله أن يكون شركاً أصغر إذا توكل على السبب مع اعتقاده في الله النفع والضر, لذلك كانت هذه الكلمات في بيان بعض معالم التوكل على الله وعلاقة ذلك بالأسباب على وجه الإيجاز تسهيلاً للمطلع حتى يدرك هذا الأمر المهم.

- حقيقة التوكل في اللغة: الاعتماد على الغير.

وهو في الشرع: حال للقلب ينشئ عن معرفة بالله والإيمان بربوبيته, وأنه ما شاء كان وما لم يشاء لم يكن فيوجب اعتماداً عليه وتفويضاً إليه وطمأنينة وثقة به ويقينا بكفاية من توكل عليه.

وهو كذلك: أن يعلم العبد أن هذا الملكوت بيد الله جل وعلا يصرفه كيف يشاء, فيفوض الأمر إليه, ويلتجئ بقلبه في تحقيق مطلوبه والهرب مما يسوؤه إليه, ويعتصم بالله وحده فينزل حاجته به ويفوض أمره إليه, ثم يعمل السبب الذي أمر الله به.

- ولا شك أن التوكل على الله من أهم الأعمال القلبية وأجمعها بل هو العبادة كما يقول الإمام أحمد رحمه الله, فجعل العبادة كلها بمعنى التوكل على الله سبحانه, إذ أنه هو أصلها الذي تقوم عليه.

بل ذكر ابن القيم رحمه الله أن التوكل نصف الدين والنصف الثاني الإنابة, فإن الدين استعانة وعبادة, فالتوكل هو الاستعانة, والإنابة هي العبادة قال تعالى:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }(5/الفاتحة).

والتوكل على الله هو محض العبودية وخالص التوحيد إذا قام به العبد على حقيقته.

ولله در سهل التستري القائل :" العلم كله باب التعبد, والتعبد كله باب الورع, والورع كله باب الزهد والزهد كله باب التوكل".

والتوكل من أجمع أنواع العبادة وأعظمها لما ينشئ عنه من الأعمال الصالحة فإنه إذا اعتمد على الله في جميع أموره الدينية والدنيوية, دون كل من سواه صح إخلاصه ومعاملته مع الله تعالى, ولا يحصل كمال التوحيد بأنواع الثلاثة إلا بكمال التوكل على الله, وقد جعل الله التوكل شرطاً في الإيمان فقال سبحانه: {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
(23/المائدة) فدل على انتفاء الإيمان عند انتفائه, وجعله كذلك دليل صحة الإسلام فقال سبحانه: { وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} (84/يونس), وكلما قوي إيمان العبد كان توكله أقوى وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل, وإذا كان التوكل ضعيفاً كان دليلاً على ضعف الإيمان ولا بد, وقد جمع الله بين التوكل والإيمان والتوكل والتقوى والتوكل والإسلام والتوكل والهداية.

فظهر أن التوكل أصل مقامات الإيمان والإحسان وجميع أعمال الإسلام, وأن منزلته منها كمنزلة الرأس من الجسد, فكما لا يقوم البدن إلا على الرأس, فكذلك لا يقوم الإيمان ومقاماته إلا على ساق التوكل.

قال ابن القيم:" من صدق توكله على الله في حصول شيء ناله"

- أقسام التوكل:
التوكل على قسمين:
1) توكل في الأمور التي لا يقدر عليها إلا الله, فهذا صرفه لله واجب وتوحيد, وصرفه لغيره شرك أكبر مخرج من الملة, كمن يتوكل على الأموات أو الطواغيت في طلب نصر أو حفظ أو رزق ونحو ذلك.

2) توكل في الأسباب الظاهرة كمن يتوكل على مخلوق فيما أقدره الله عليه من دفع أذي أو قضاء حاجة من مصالح الدنيا, فهذا نوع شرك اصغر وهو شرك خفي, كمن يتوكل على أمير أو سلطان فيما جعله الله بيده من رزق أو دفع أذى ونحو ذلك, فهذا شرك خفي, ولذلك قيل الالتفات إلى الأسباب شرك في التوحيد لقوة تعلق القلب به والاعتماد عليه.

لأن القلب لا يتوكل إلا على من يرجوه, فمن نظر إلى من يرجوه من شيخ أو سلطان أو مال أو نحو ذلك غير ناظر إلى الله كان فيه نوع توكل على ذلك السبب, وما رجاء أحد مخلوق أو توكل عليه إلا خاب ظنه فيه, لأن حقيقة التوكل تفويض الأمر إلى من بيده الأمر, والمخلوق ليس بيده الأمر فالتجاء القلب وطمعه في تحصيل المطلوب إنما يكون فيمن يملكه وهو الله جل وعلا, وأما المخلوق فلا يقدر على شيء استقلالاً, وإنما هو سبب فإذا كان سبباً فلا يجوز التوكل عليه بل يجعله سبباً فيما أقدره الله عليه معه تفويض أمر النفع بهذا السبب إلى الله, فيتوكل على الله ويأتي بالسبب الذي هو الانتفاع بهذا المخلوق بما جعله الله له من الانتفاع أو من القدرة ونحو ذلك.

لذلك جعل العلماء من شرك الألفاظ قول الرجل: توكلت عليك, أو توكلت على فلان, وكذلك قول توكلت على الله ثم عليك, كل ذلك من الشرك في الألفاظ, لأن التوكل كله عبادة فلا يجوز جعل شيء منه للمخلوق.

لكن يقول: وكلت فلان, وأنا موكلك, من باب الوكالة, التي هي الإستنابة وهي جائزة بإجماع العلماء.

فيوكل الشخص أخاه المسلم في قضاء حاجة له من مصالح الدنيا, مع اعتماد القلب على الله تعالى في تيسير ما وكل فيه هذا الشخص لقضائه.

- وعلى ما سبق فتكون علاقة الأسباب بالتوكل أن يعمل العبد الأسباب المشروعة شرعية كانت أو قدرية مع اعتماد القلب على مسبب الأسباب.

فالموحد لا يلتفت إلى الأسباب بمعنى أنه لا يطمئن إليها أو يرجوها ويخافها, وكذلك لا يهملها أو يلغيها, بل يكون قائماً بها ناظراً بقلبه إلى مسببها وهو الله وحده الذي لا يصح التوكل شرعاً ولا عقلاً إلا عليه سبحانه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد


كتبه
فيصل بن عبد الله العمري
20/6/1426



منقول من الرابط/
http://www.saaid.net/Minute/225.htm


أخوانكم في (( ملتقى أهل الحديث ))
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28/08/2008, 02:14 AM
موقوف
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
المكان: الـشـرقـيه
مشاركات: 7,139
الله يجزاك بالخير,,

....................

ورده
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28/08/2008, 08:32 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
مشاركات: 3,007
جزاك الله خير
جعله الله في ميزان حسناتك
وحرم وجهك عن النار
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 01:35 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube