27/08/2008, 10:02 PM
|
زعيــم نشيــط | | تاريخ التسجيل: 23/06/2007
مشاركات: 726
| |
مقال جميل ... آه منك يا ازرق الأربعاء, 27 أغسطس 2008
خالد مساعد الزهراني
اعترضت بعض الأندية على سيادة اللون الأزرق في شعار دوري المحترفين، هذا الاعتراض الذي يرى أصحابه أنه ممارسة لحق من حقوقهم في التعبير والتأويل، ومن ثم القناعة أن هذا اللون يشير إلى انحياز واضح لنادٍ معيّن، يقف مع تلك الأندية على بساط واحد من المنافسة الشريفة، ولذلك كان صوت الاعتراض عاليًا نحو عدم المضي في مشروع ذلك الشعار إلاَّ بعد تبديل اللون الأزرق بلون آخر يرضي طموح الجميع، ويكون أبعد عن التفسير والتأويل. أمام كل ذلك الإصرار العجيب، والمداولات الطويلة يُصاب المتابع بالدهشة من وصول الحال إلى هذه المرحلة، وفي أمر لا يعدو كونه (شعارًا) لا أكثر.
وفي مساحة صغيرة أرادها البعض أن تكون بكبر البحر، في وقت تتعالى الأصوات بنبذ التعصب، وأن الطموح الذي يسعى إليه الجميع هو ذلك التنافس الشريف الذي يبدأ بمصافحة وينتهي بمباركة، نجد أن الواقع ينطق بألم كبير، وبمرحلة خطيرة اتّسعت فيها مساحة التعصب لدرجة أن أصبحت إدارات الأندية تنظر بذات العين التي ينظر بها ذلك المشجّع المتعصب، والذي ينطلق من رؤية أحادية في الرأي، ونبذ للآخر.
وهذا الاتجاه مؤلم بحق لا سيما وأن المؤمل من أن يكون أعلى الهرم في النادي هو الذي يعزز السلوك الإيجابي، ويقف بكل قوة أمام كل الدواعي التي من شأنها زيادة الحطب على نار التعصب، لا أن يتبنى مهمة سكب الزيت على النار من خلال بعض الصغائر التي تجاوزها أولى من الدندنة على وترها النشاز، فما المانع من أن يكون لون الشعار أزرق، وماذا سوف يؤثر به ذلك على طموح الفريق، وهل سيكون ذلك اللون مانعًا من أن يسجل المهاجم هدفًا، أو يكون هو السبب في ولوج الأهداف، وضياع البطولة من الفريق، أم أن تغيير اللون الأزرق بلون آخر سوف يغيّر من حال الفريق، وسيدفع به نحو المقدمة دون أن يعمل طاقم الفريق لذلك.
الحقيقة أن المسألة مجرد لون لا أكثر، فالفريق الذي يبحث عن البطولة سوف يسعى إليها من خلال الإعداد الذي يؤهله إلى تحقيق ذلك، حتى وإن استظل بزرقة السماء وصادف في طريقه نحو تحقيق ذلك الهدف موجًا أزرق من المنافسين الذين يشاركونه ذات الطموح، أمّا الفريق الذي يفتقد إلى التخطيط السليم والإعداد الملائم، فإنه سيبقى بعيدًا عن منصة التتويج، حتى وإن ذاب اللون الأزرق في بقية الألوان، وتم تلوين الوجود بما يروق لذوقه من الألوان مع استبعاد اللون الأزرق لأجل عدم جرح مشاعره، فإن ذلك لن يغيّر من وجه الحقيقة شيئًا، وسيظل الفريق يراوح في مكانه، تاركًا الذهب لمن بحث عنه وآآآآآه منَّك يا أزرق...!
قووووول:
(يُصاب الحاسد بالهزال من سُمنة الآخرين ).
جريدة المدينة |