المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 19/08/2008, 11:54 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة المزمل (1)

تفسير سورة المزمل

‏[‏وهي‏]‏ مكية
‏[‏1 ـ 11‏]‏ ‏بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا * إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا * رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا * وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا * وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا‏}‏
المزمل‏:‏ المتغطي بثيابه كالمدثر، وهذا الوصف حصل من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين أكرمه الله برسالته، وابتدأه بإنزال ‏[‏وحيه بإرسال‏]‏ جبريل إليه، فرأى أمرا لم ير مثله، ولا يقدر على الثبات له إلا المرسلون، فاعتراه في ابتداء ذلك انزعاج حين رأى جبريل عليه السلام، فأتى إلى أهله، فقال‏:‏ ‏"‏ زملوني زملوني ‏"‏ وهو ترعد فرائصه، ثم جاءه جبريل فقال‏:‏ ‏"‏ اقرأ ‏"‏ فقال‏:‏ ‏"‏ ما أنا بقارئ ‏"‏ فغطه حتى بلغ منه الجهد، وهو يعالجه على القراءة، فقرأ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم ألقى الله عليه الثبات، وتابع عليه الوحي، حتى بلغ مبلغا ما بلغه أحد من المرسلين‏.‏
فسبحان الله، ما أعظم التفاوت بين ابتداء نبوته ونهايتها، ولهذا خاطبه الله بهذا الوصف الذي وجد منه في أول أمره‏.‏
فأمره هنا بالعبادات المتعلقة به، ثم أمره بالصبر على أذية أعدائه ، ثم أمره بالصدع بأمره، وإعلان دعوتهم إلى الله، فأمره هنا بأشرف العبادات، وهي الصلاة، وبآكد الأوقات وأفضلها، وهو قيام الليل‏.‏
ومن رحمته تعالى، أنه لم يأمره بقيام الليل كله، بل قال‏:‏ ‏{‏قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا‏}‏ ‏.‏
ثم قدر ذلك فقال‏:‏ ‏{‏نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ‏}‏ أي‏:‏ من النصف ‏{‏قَلِيلًا‏}‏ بأن يكون الثلث ونحوه‏.‏

‏{‏أَوْ زِدْ عَلَيْهِ‏}‏
أي‏:‏ على النصف، فيكون الثلثين ونحوها‏.‏

‏{‏وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا‏}
‏ فإن ترتيل القرآن به يحصل التدبر والتفكر، وتحريك القلوب به، والتعبد بآياته، والتهيؤ والاستعداد التام له، فإنه قال‏:‏

‏{‏إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا‏}
‏ أي‏:‏ نوحي إليك هذا القرآن الثقيل، أي‏:‏ العظيمة معانيه، الجليلة أوصافه، وما كان بهذا الوصف، حقيق أن يتهيأ له، ويرتل، ويتفكر فيما يشتمل عليه‏.‏
ثم ذكر الحكمة في أمره بقيام الليل، فقال‏:‏

‏{‏إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ‏}
‏ أي‏:‏ الصلاة فيه بعد النوم

‏{‏هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا‏}
‏ أي‏:‏ أقرب إلى تحصيل مقصود القرآن، يتواطأ على القرآن القلب واللسان، وتقل الشواغل، ويفهم ما يقول، ويستقيم له أمره، وهذا بخلاف النهار، فإنه لا يحصل به هذا المقصود ، ولهذا قال‏:

‏ ‏{‏إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا‏}‏
أي‏:‏ ترددا على حوائجك ومعاشك، يوجب اشتغال القلب وعدم تفرغه التفرغ التام‏.‏

‏{‏وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ‏}
‏ شامل لأنواع الذكر كلها

‏{‏وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا‏}‏
أي‏:‏ انقطع إلى الله تعالى، فإن الانقطاع إلى الله والإنابة إليه، هو الانفصال بالقلب عن الخلائق، والاتصاف بمحبة الله، وكل ما يقرب إليه، ويدني من رضاه‏.‏

‏{‏رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ‏}
‏ وهذا اسم جنس يشمل المشارق والمغارب ‏[‏كلها‏]‏، فهو تعالى رب المشارق والمغارب، وما يكون فيها من الأنوار، وما هي مصلحة له من العالم العلوي والسفلي، فهو رب كل شيء وخالقه ومدبره‏.‏

‏{‏لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ‏}‏
أي‏:‏ لا معبود إلا وجهه الأعلى، الذي يستحق أن يخص بالمحبة والتعظيم، والإجلال والتكريم، ولهذا قال‏:

‏ ‏{‏فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا‏}
‏ أي‏:‏ حافظا ومدبرا لأمورك كلها‏.‏
فلما أمره الله بالصلاة خصوصا، وبالذكر عموما، وذلك يحصل للعبد ملكة قوية في تحمل الأثقال، وفعل الثقيل من الأعمال، أمره بالصبر على ما يقول فيه المعاندون له ويسبونه ويسبون ما جاء به، وأن يمضي على أمر الله، لا يصده عنه صاد، ولا يرده راد، وأن يهجرهم هجرا جميلا، وهو الهجر حيث اقتضت المصلحة الهجر الذي لا أذية فيه، فيقابلهم بالهجر والإعراض عنهم وعن أقوالهم التي تؤذيه، وأمره بجدالهم بالتي هي أحسن‏.‏

‏{‏وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ‏}‏
أي‏:‏ اتركني وإياهم، فسأنتقم منهم، وإن أمهلتهم فلا أهملهم، وقوله‏:

‏ ‏{‏أُولِي النَّعْمَةِ‏}‏
أي‏:‏ أصحاب النعمة والغنى، الذين طغوا حين وسع الله عليهم من رزقه، وأمدهم من فضله كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى‏}‏ ‏.‏
ثم توعدهم بما عنده من العقاب، فقال‏:‏

‏[‏12 ـ 14‏]‏ ‏{‏إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا * وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا * يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا‏}‏
أي‏:‏ إن عندنا

‏{‏أَنْكَالًا‏}‏
أي‏:‏ عذابا شديدا، جعلناه تنكيلا للذي لا يزال مستمرا على الذنوب‏.‏

‏{‏وَجَحِيمًا‏}
‏ أي‏:‏ نارا حامية

‏{‏وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ‏}
‏ وذلك لمرارته وبشاعته، وكراهة طعمه وريحه الخبيث المنتن، ‏{‏وَعَذَابًا أَلِيمًا‏}‏ أي‏:‏ موجعا مفظعا، وذلك

‏{‏يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ‏}‏
من الهول العظيم، ‏{‏وَكَانَتِ الْجِبَالُ‏}‏ الراسيات الصم الصلاب

‏{‏كَثِيبًا مَهِيلًا‏}
‏ أي‏:‏ بمنزلة الرمل المنهال المنتثر، ثم إنها تبس بعد ذلك، فتكون كالهباء المنثور‏.‏

‏[‏15 ـ 16‏]‏‏{‏إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا‏}‏
يقول تعالى‏:‏ احمدوا ربكم على إرسال هذا النبي الأمي العربي البشير النذير، الشاهد على الأمة بأعمالهم، واشكروه وقوموا بهذه النعمة الجليلة، وإياكم أن تكفروها، فتعصوا رسولكم، فتكونوا كفرعون حين أرسل الله إليه موسى بن عمران، فدعاه إلى الله، وأمره بالتوحيد، فلم يصدقه، بل عصاه، فأخذه الله أخذا وبيلا أي‏:‏ شديدا بليغا‏.‏

‏[‏17 ـ 18‏]‏ ‏{‏فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا * السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا‏}‏
أي‏:‏ فكيف يحصل لكم الفكاك والنجاة من يوم القيامة، اليوم المهيل أمره، العظيم قدره ، الذي يشيب الولدان، وتذوب له الجمادات العظام، فتتفطر به السماء وتنتثر به نجومها

‏{‏كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا‏}‏
أي‏:‏ لا بد من وقوعه، ولا حائل دونه‏.‏

‏[‏19‏]‏ ‏{‏إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا‏}‏
‏[‏أي‏:‏‏]‏ إن هذه الموعظة التي نبأ الله بها من أحوال يوم القيامة وأهواله ، تذكرة يتذكر بها المتقون، وينزجر بها المؤمنون،

‏{‏فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا‏}
‏ أي‏:‏ طريقا موصلا إليه، وذلك باتباع شرعه، فإنه قد أبانه كل البيان، وأوضحه غاية الإيضاح، وفي هذا دليل على أن الله تعالى أقدر العباد على أفعالهم، ومكنهم منها، لا كما يقوله الجبرية‏:‏ إن أفعالهم تقع بغير مشيئتهم، فإن هذا خلاف النقل والعقل‏.‏

تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


استغفر الله
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19/08/2008, 12:12 PM
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 4,503
جزاك الله خيراً .. جهد تستحق الشــكر عليه

جعله الله في ميزان حسناتك .. ووفقك الله لما يحبه ويرضاه

تحياتي
ورده
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19/08/2008, 08:18 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
مشاركات: 3,007
جزاك الله خير
جعله الله في ميزان حسناتك
وحرم وجهك عن النار
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20/08/2008, 12:43 AM
موقوف
تاريخ التسجيل: 06/06/2008
المكان: الـشـرقـيه
مشاركات: 7,139
جزاك الله خيرا,,

وجعله في موازيين حسناتك,,

ونفع بك الاسلام والمسلمين,,

ورده
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20/08/2008, 03:25 AM
زعيــم جديــد
تاريخ التسجيل: 17/03/2008
مشاركات: 17
موضوع رائع

زادك الله من علمه ويقينه

وأجزل لك الأجر والمثوبة
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 11:02 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube