المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 14/08/2008, 07:55 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة الانسان (2)

{‏وَيَطُوفُ‏}‏ على أهل الجنة، في طعامهم وشرابهم وخدمتهم‏.‏


‏{‏وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ‏}‏
أي‏:‏ خلقوا من الجنة للبقاء، لا يتغيرون ولا يكبرون، وهم في غاية الحسن،

‏{‏إِذَا رَأَيْتَهُم‏}
‏ منتشرين في خدمتهم

‏{‏حَسِبْتَهُم‏}‏
من حسنهم

‏{‏لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا‏}‏
وهذا من تمام لذة أهل الجنة، أن يكون خدامهم الولدان المخلدون، الذين تسر رؤيتهم، ويدخلون على مساكنهم، آمنين من تبعتهم، ويأتونهم بما يدعون وتطلبه نفوسهم،

‏{‏وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ‏}
‏ أي‏:‏ هناك في الجنة، ورمقت ما هم فيه من النعيم

‏{‏رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا‏}
‏ فتجد الواحد منهم، عنده من القصور والمساكن والغرف المزينة المزخرفة، ما لا يدركه الوصف، ولديه من البساتين الزاهرة، والثمار الدانية، والفواكه اللذيذة، والأنهار الجارية، والرياض المعجبة، والطيور المطربة ‏[‏المشجية‏]‏ ما يأخذ بالقلوب، ويفرح النفوس‏.‏
وعنده من الزوجات‏.‏ اللاتي هن في غاية الحسن والإحسان، الجامعات لجمال الظاهر والباطن، الخيرات الحسان، ما يملأ القلب سرورا، ولذة وحبورا، وحوله من الولدان المخلدين، والخدم المؤبدين، ما به تحصل الراحة والطمأنينة، وتتم لذة العيش، وتكمل الغبطة‏.‏
ثم علاوة ذلك وأعظمه الفوز برؤية الرب الرحيم، وسماع خطابه، ولذة قربه، والابتهاج برضاه، والخلود الدائم، وتزايد ما هم فيه من النعيم كل وقت وحين، فسبحان الملك المالك، الحق المبين، الذي لا تنفد خزائنه، ولا يقل خيره، فكما لا نهاية لأوصافه فلا نهاية لبره وإحسانه‏.‏

‏{‏عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ‏}‏
أي‏:‏ قد جللتهم ثياب السندس والإستبرق الأخضران، اللذان هما أجل أنواع الحرير، فالسندس‏:‏ ما غلظ من الديباج والإستبرق‏:‏ ما رق منه‏.

‏ ‏{‏وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ‏}‏
أي‏:‏ حلوا في أيديهم أساور الفضة، ذكورهم وإناثهم، وهذا وعد وعدهم الله، وكان وعده مفعولا، لأنه لا أصدق منه قيلا ولا حديثا‏.‏
وقوله‏:

‏ ‏{‏وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا‏}‏
أي‏:‏ لا كدر فيه بوجه من الوجوه، مطهرا لما في بطونهم من كل أذى وقذى‏.‏

‏{‏إِنَّ هَذَا‏}
‏ الجزاء الجزيل والعطاء الجميل

‏{‏كَانَ لَكُمْ جَزَاءً‏}‏
على ما أسلفتموه من الأعمال،

‏{‏وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا‏}
‏ أي‏:‏ القليل منه، يجعل الله لكم به من النعيم المقيم ما لا يمكن حصره‏.‏
وقوله تعالى لما ذكر نعيم الجنة

‏{‏إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلًا‏}‏
فيه الوعد والوعيد وبيان كل ما يحتاجه العباد، وفيه الأمر بالقيام بأوامره وشرائعه أتم القيام، والسعي في تنفيذها، والصبر على ذلك‏.‏ ولهذا قال‏:‏

‏{‏فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا‏}‏
أي‏:‏ اصبر لحكمه القدري، فلا تسخطه، ولحكمه الديني، فامض عليه، ولا يعوقك عنه عائق‏.‏

‏{‏وَلَا تُطِع‏}‏
من المعاندين، الذين يريدون أن يصدوك ‏{‏آثِمًا‏}‏ أي‏:‏ فاعلا إثما ومعصية ولا ‏{‏كَفُورًا‏}‏ فإن طاعة الكفار والفجار والفساق، لا بد أن تكون في المعاصي، فلا يأمرون إلا بما تهواه أنفسهم‏.‏ ولما كان الصبر يساعده القيام بعبادة الله ، والإكثار من ذكره أمره الله بذلك فقال‏:‏

‏{‏وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا‏}‏
أي‏:‏ أول النهار وآخره، فدخل في ذلك، الصلوات المكتوبات وما يتبعها من النوافل، والذكر، والتسبيح، والتهليل، والتكبير في هذه الأوقات‏.‏

‏{‏وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ‏}‏
أي‏:‏ أكثر ‏[‏له‏]‏ من السجود، ولا يكون ذلك إلا بالإكثار من الصلاة ‏.‏ ‏{‏وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا‏}‏ وقد تقدم تقييد هذا المطلق بقوله‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا‏}‏ الآية ‏[‏وقوله‏]‏ ‏{‏إِنَّ هَؤُلَاءِ‏}‏ أي‏:‏ المكذبين لك أيها الرسول بعد ما بينت لهم الآيات، ورغبوا ورهبوا، ومع ذلك، لم يفد فيهم ذلك شيئا، بل لا يزالون يؤثرون، ‏{‏الْعَاجِلَةَ‏}‏ ويطمئنون إليها، ‏{‏وَيَذَرُونَ‏}‏ أي‏:‏ يتركون العمل ويهملون ‏{‏وَرَاءَهُم‏}‏ أي‏:‏ أمامهم ‏{‏يَوْمًا ثَقِيلًا‏}‏ وهو يوم القيامة، الذي مقداره خمسون ألف سنة مما تعدون، وقال تعالى‏:‏ ‏{‏يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ‏}‏ فكأنهم ما خلقوا إلا للدنيا والإقامة فيها‏.‏
‏[‏28‏]‏ ثم استدل عليهم وعلى بعثهم بدليل عقلي، وهو دليل الابتداء، فقال‏:‏

‏{‏نَحْنُ خَلَقْنَاهُم‏}‏
أي‏:‏ أوجدناهم من العدم،

‏{‏وَشَدَدْنَا أَسْرَهُم‏}
‏ أي‏:‏ أحكمنا خلقتهم بالأعصاب، والعروق، والأوتار، والقوى الظاهرة والباطنة، حتى تم الجسم واستكمل، وتمكن من كل ما يريده، فالذي أوجدهم على هذه الحالة، قادر على أن يعيدهم بعد موتهم لجزائهم، والذي نقلهم في هذه الدار إلى هذه الأطوار، لا يليق به أن يتركهم سدى، لا يؤمرون، ولا ينهون، ولا يثابون، ولا يعاقبون، ولهذا قال‏:

‏ ‏{‏بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلًا‏}‏
أي‏:‏ أنشأناكم للبعث نشأة أخرى، وأعدناكم بأعيانكم، وهم بأنفسهم أمثالهم‏.‏

‏{‏إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ‏}
‏ أي‏:‏ يتذكر بها المؤمن، فينتفع بما فيها من التخويف والترغيب‏.

‏ ‏{‏فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا‏}
‏ أي‏:‏ طريقا موصلا إليه، فالله يبين الحق والهدى، ثم يخير الناس بين الاهتداء بها أو النفور عنها، مع قيام الحجة عليهم ،

‏{‏وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ‏}
‏ فإن مشيئة الله نافذة،

‏{‏إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا‏}
‏ فله الحكمة في هداية المهتدي، وإضلال الضال‏.

‏ ‏{‏يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ‏}
‏ فيختصه بعنايته، ويوفقه لأسباب السعادة ويهديه لطرقها‏.

‏ ‏{‏وَالظَّالِمِينَ‏}‏
الذين اختاروا الشقاء على الهدى

‏{‏أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا‏}
‏ ‏[‏بظلمهم وعدوانهم‏]‏‏.

‏ تم تفسير سورة الإنسان ـ ولله الحمد والمنة

تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


لااله الا الله
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14/08/2008, 09:38 PM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 25/11/2004
المكان: جـــدة
مشاركات: 5,779
الله يجزاك خير أخوي الفاضل وأسأل الله أن يكثر من أمثالك ممن يخدم دينه الحنيف


تقبل مروري ...
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 02:18 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube