المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

إضافة رد
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 11/08/2008, 09:41 PM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 28/03/2008
مشاركات: 809
Lightbulb تفسير سورة النبأ (2)

17ـ 30‏]‏ ‏{‏إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا‏}‏

ذكر تعالى ما يكون في يوم القيامة الذي يتساءل عنه المكذبون، ويجحده المعاندون، أنه يوم عظيم، وأن الله جعله ‏{‏مِيقَاتًا‏}‏ للخلق‏.‏

‏{‏يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا‏}‏
ويجري فيه من الزعازع والقلاقل ما يشيب له الوليد، وتنزعج له القلوب، فتسير الجبال، حتى تكون كالهباء المبثوث، وتشقق السماء حتى تكون أبوابا، ويفصل الله بين الخلائق بحمكه الذي لا يجور، وتوقد نار جهنم التي أرصدها الله وأعدها للطاغين، وجعلها مثوى لهم ومآبا، وأنهم يلبثون فيها أحقابا كثيرة و ‏{‏الحقب‏}‏ على ما قاله كثير من المفسرين‏:‏ ثمانون سنة‏.‏
وهم إذا وردوها

‏{‏لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا‏}‏
أي‏:‏ لا ما يبرد جلودهم، ولا ما يدفع ظمأهم‏.‏

‏{‏إِلَّا حَمِيمًا‏}‏
أي‏:‏ ماء حارا، يشوي وجوههم، ويقطع أمعاءهم،

‏{‏وَغَسَّاقًا‏}
‏ وهو‏:‏ صديد أهل النار، الذي هو في غاية النتن، وكراهة المذاق، وإنما استحقوا هذه العقوبات الفظيعة جزاء لهم ووفاقا على ما عملوا من الأعمال الموصلة إليها، لم يظلمهم الله، ولكن ظلموا أنفسهم، ولهذا ذكر أعمالهم، التي استحقوا بها هذا الجزاء، فقال‏:‏

‏{‏إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا‏}‏
أي‏:‏ لا يؤمنون بالبعث، ولا أن الله يجازي الخلق بالخير والشر، فلذلك أهملوا العمل للآخرة‏.‏

‏{‏وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا‏}‏
أي‏:‏ كذبوا بها تكذيبا واضحا صريحا وجاءتهم البينات فعاندوها‏.‏

‏{‏وَكُلُّ شَيْءٍ‏}
‏ من قليل وكثير، وخير وشر

‏{‏أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا‏}
‏ أي‏:‏ كتبناه في اللوح المحفوظ، فلا يخشى المجرمون أنا عذبناهم بذنوب لم يعملوها، ولا يحسبوا أنه يضيع من أعمالهم شيء، أو ينسى منها مثقال ذرة، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا‏}‏

‏{‏فَذُوقُوا‏}
‏ أيها المكذبون هذا العذاب الأليم والخزي الدائم


‏ وكل وقت وحين يزداد عذابهم ‏[‏وهذه الآية أشد الآيات في شدة عذاب أهل النار أجارنا الله منها‏]‏‏.‏

‏[‏31 ـ 36‏]‏ ‏{‏إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا‏}‏
لما ذكر حال المجرمين ذكر مآل المتقين فقال‏:‏

‏{‏إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا‏}
‏ أي‏:‏ الذين اتقوا سخط ربهم، بالتمسك بطاعته، والانكفاف عما يكرهه فلهم مفاز ومنجي، وبعد عن النار‏.‏ وفي ذلك المفاز لهم

‏{‏حَدَائِقَ‏}‏
وهي البساتين الجامعة لأصناف الأشجار الزاهية، في الثمار التي تتفجر بين خلالها الأنهار، وخص الأعناب لشرفها وكثرتها في تلك الحدائق‏.‏
ولهم فيها زوجات على مطالب النفوس

‏{‏كَوَاعِبَ‏}
‏ وهي‏:‏ النواهد اللاتي لم تتكسر ثديهن من شبابهن، وقوتهن ونضارتهن ‏.‏

‏{‏والأَتْرَاب‏}‏
اللاتي على سن واحد متقارب، ومن عادة الأتراب أن يكن متآلفات متعاشرات، وذلك السن الذي هن فيه ثلاث وثلاثون سنة، في أعدل سن الشباب ‏.‏

‏{‏وَكَأْسًا دِهَاقًا‏}
‏ أي‏:‏ مملوءة من رحيق، لذة للشاربين،

‏{‏لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا‏}‏
أي‏:‏ كلاما لا فائدة فيه

‏{‏وَلَا كِذَّابًا‏}‏
أي‏:‏ إثما‏.‏
كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا‏}‏
وإنما أعطاهم الله هذا الثواب الجزيل ‏[‏من فضله وإحسانه‏]‏‏.‏

‏{‏جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ‏}‏
لهم

‏{‏عَطَاءً حِسَابًا‏}‏
أي‏:‏ بسبب أعمالهم التي وفقهم الله لها، وجعلها ثمنا لجنته ونعيمها ‏.‏

‏[‏37 ـ 40‏]‏ ‏{‏رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا * يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا * ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا * إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا‏}‏
أي‏:‏ الذي أعطاهم هذه العطايا هو ربهم

‏{‏رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ‏}
‏ الذي خلقها ودبرها

‏{‏الرَّحْمَنِ‏}
‏ الذي رحمته وسعت كل شيء، فرباهم ورحمهم، ولطف بهم، حتى أدركوا ما أدركوا‏.‏
ثم ذكر عظمته وملكه العظيم يوم القيامة، وأن جميع الخلق كلهم ذلك اليوم ساكتون لا يتكلمون و

‏{‏لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا‏
}‏ إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا، فلا يتكلم أحد إلا بهذين الشرطين‏:‏ أن يأذن الله له في الكلام، وأن يكون ما تكلم به صوابا، لأن

‏{‏ذَلِكَ الْيَوْمُ‏}‏
هو

‏{‏الْحَقُّ‏}‏
الذي لا يروج فيه الباطل، ولا ينفع فيه الكذب، وفي ذلك اليوم

‏{‏يَقُومُ الرُّوحُ‏}‏
وهو جبريل عليه السلام، الذي هو أشرف الملائكة ‏{‏وَالْمَلَائِكَةِ‏}‏ ‏[‏أيضا يقوم الجميع‏]‏ ‏{‏صَفًّا‏}‏ خاضعين لله

‏{‏لَا يَتَكَلَّمُونَ‏}
‏ إلا بما أذن لهم الله به ‏.‏
فلما رغب ورهب، وبشر وأنذر، قال‏:‏

‏{‏فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا‏}
‏ أي‏:‏ عملا، وقدم صدق يرجع إليه يوم القيامة‏.‏

‏{‏إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا‏}‏
لأنه قد أزف مقبلا، وكل ما هو آت فهو قريب‏.‏

‏{‏يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ‏}‏
أي‏:‏ هذا الذي يهمه ويفزع إليه، فلينظر في هذه الدنيا إليه ، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ‏}‏ الآيات‏.‏
فإن وجد خيرا فليحمد الله، وإن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، ولهذا كان الكفار يتمنون الموت من شدة الحسرة والندم‏.‏
نسأل الله أن يعافينا من الكفر والشر كله، إنه جواد كريم‏.‏
تم تفسير سورة عم، والحمد لله رب العالمين‏.‏

تفسير السعدي (تيسير الكريم المنان في تفسير كلام الرحمن)


استغفر الله استغفر الله استغفر الله
اضافة رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11/08/2008, 10:03 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 14/03/2008
المكان: في عالم الزعامة
مشاركات: 339
جزاك الله خير
وان شاء الله في ميزان حسناتك
اضافة رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11/08/2008, 10:03 PM
عضو تحرير مجلة الزعيم
تاريخ التسجيل: 31/01/2008
المكان: الرياض
مشاركات: 4,503
جزيت خيراً أخـي الكريم , ووفقك الله لما يحبه ويرضآه

تحياتي

ورده
اضافة رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12/08/2008, 12:24 PM
الصورة الرمزية الخاصة بـ فهد ذوالقبعة الزرقاء
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 28/06/2007
مشاركات: 2,772
جزاك الله خير ..

الله يجعله بميزان حسناتك..
اضافة رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12/08/2008, 09:47 PM
زعيــم متألــق
تاريخ التسجيل: 13/03/2008
مشاركات: 1,274
جزاك الله خير ..

الله يجعله بميزان حسناتك..
اضافة رد مع اقتباس
   


إضافة رد


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 03:47 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube