بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله قاهرالجبابرة وكاسرالاكاسرة وقاصم ظهور القياصرة والصلاة والسلام على من علم
البشرية معنى الرجولة وبعد
حاولت أن أتكلم عن الرجال في عصر الذل والهوان فتحيرت وبحثت عن الرجال فإذا هم قليل
ومن هذا القليل كان العالم المجاهد صاحب المواقف التي لا مثيل لها أمير المؤمنين الملا
محمد عمر حفظه الله ..
هذاالرجل الذي فهم الاسلام وتعلم ان كل ما يعبد من دون الله يجب أن يهدم او يقتل فقرر
نسف أصنام بوذا وتدخل العالم أجمع متوسلين خائفين على الأصنام والأمةالأسلامية ..
تذوق الويلات وتذبح من الوريد إلى الوريد ولكنه كان أشد من الجبال في موقفه وكان ما كان
ولقد قرأت وصفا رائعا لأمير المؤمنين غاية في الروعة ولم اعرف من هو كاتب الموضوع
فأحببت أن تعرفوا الرجال في غربة الرجال وإليكم الموضوع
لاتعلم كيف جاء هذا الرجل في هذا الوقت .!؟
هل خرج في زمن لايُعرف فيه قدر العظماء .!؟؟
تراه بقامته المدودة .... الواحدة التي فقدها في الحرب </B>
مهيب .. يأخذ القلوب .. ويأسر الألباب ... يطمئنك إذا حدثك بتواضعه الجم ..
لا يعرف الكبر .. وخيلاء الملوك ... وغرورالمترفين .. وغطرسة الظلمة ...
إذا رأيته لا تعرفه من بين وزرائه وموظفيه .. !!
دائماً مطرق إلى الأرض حياءً ... لا يتكلم إلا إذا سئل .. !
يحب العمل .... والجدية ... إذا ضحك تبسم تبسُم المتعجب ..
تجاهلته وسائل الإعلام العربية ..لأنه لا يسرق أموال الشعب ويعطيها ..
فتسابقت على معرفةأخباره وسائل الإعلام العالمية ..
لم تكتب عن حفلاته الماجنة .. ولياليه الحمراء .. ورحلاته الصيفية ..
لم تتناقل أخبار قصوره في فرنسا .. ولم تصورجزره الخاصة في الكاريبي ..
لأنه لا يملك إلا منزل من طابق واحد ... وأفقر رجل في الخليج أغنى منه ..
لم يتزاحم المداحون على بابه ..لأنه لا يحب الشعراء ..
لا يعرف التكلف ..تزوره الوفود ..فيستقبلها عند باب الطائرة .. يلقى ردائه من على كتفيه ..
فيفرشه للوفد .. فيبداء الأجتماع تحت جناح الطائرة.. يتحدث معهم ساعة .. ينهض ثم ينفض الغبار عن ردائه ويمضي ..
بساطة لا تعرف التنطع ... أدب لا يشوبه تكلف .. حياء لا يخالطه خور..
عاطفة لا تعرف الضعف..ثبات لم تثلمه مداهنة .. حزم لا يستفزه تهور..
أحبه شعبه وهو لم يرى صورته يوماً ما .. لا يحب الأضواء ...و يكره الإطراء..
فاق اليهودي السموئل في الوفاء ..
السموئل ضحى بإبنه ... ومحمد عمر ضحى بملكه ..
يهدده العالم كله .. وهو ثابت كالطود الأشم ..
يحاصرونه إقتصاديا..فيرفع طرفه يستدر خزائن السماء ..
حق على كتب التاريخ ... ودواوين الشعر..وتراجم الرجال ...
أن تسجل أعظم قصة وفاء بالتاريخ..
السموئل بن عاديا اليهودي .. هُدد بقتل ولده إذا لم يسلم دروع ورماح أمرؤ القيس الكندي ..
فرفض .. ووقف وقفة وفاء لعهده .. سجلها التاريخ بإجلال .. وسارت بها أشعارالعرب ..
أما الملا محمد عمر .. فقد سطر أسطورة تتعلم منها الأجيال..
ويحمر منها الوفاء خجلاً..
هددوه إذا لم تسلم رجل واحد .... وإلاسيموت خمسة وعشرون مليون إنسان..
لم ينثني .. لم يلتفت إلى أن الرجل المطلوب غريب ليس من بني قومه ..
طريد ليس له وطن .... ! شريد ليس له أهل..
وحيد تنكرت له الأرض ...! وتبراء منه قومه..
لم يتغير رأيه .. لم يخن مبادئه .. أعرض عن توسلات ملوك العرب..
رفض كل الوساطات .. طرد كل السفراء والرسل .. الذين جاءوا ليثنوه عن عزمه..
بصق على الدنيا ..! ركل الملك أحرق جميع الإغراءات..
تلفع بردائه وقرر أن يواجه العالم .. ! ورضي أن يجوع شعبه..
وأن تقصف دياره..
أبت عليه عزته ..! أن يخون عهده .. وينقض أمانه.. ويروع من إلتجأ إليه..
تحصن بدينه ..وأستعان بربه ..وقف أمام العالم..وصرخ في وجهه .. وقال قولته المشهورة..
(( بوش وعدني بالهزيمة ,, والله وعدني بالنصر وسننظر من يفي بوعده))
أقسم أنه سوف يحمي الرجل ..! لأن دينه علمه ذلك..
تحدى العالم .. وضحى بملكه من أجل رجل ... واحد ..
لكنه صفع اليهودي على وجهه ..! ونزع منه لقب الوفاء .. وصنع منه تاجاً وضعه على رأسه..
ولنيوضع على رأس غيره ... أبداً..
فهو أوفى رجل في التاريخ..
ولم يسطرالتاريخ ولن يسطر قصة أعظم وفاء ... ! مثل هذه أبداً..
دولة مقابل رجل واحد..
لم يغضب بعد أن سقط ملكه .. لم يلم نفسه .. ويوبخ وزرائه .. ! ولم ينهر الرجل..
بل أخذ سلاحه .. وجمع أتباعه ..! ومضى يقود الأبطال..
ذهب إلى صديقه الطريد .. أبتسم في وجهه.. كلنا مطارد ..! ربت على كتفه..
عانقه ..! ضمه إلى صدره .. فقدت ملكي لكني حافظت على ديني
نظر إلى وجهه وقال :لايسألني الله أني سلمت مسلم لكافر ..
منقووول لرووعته