كـــــان الأهلي يصفق طوال عقدين من الزمن بيد واحده لذلك كان دويه خافتا وكان حظوره خجولا وكان وميضه متقطعا يسير خطوة ويتعثر خطوات صفق لعشرة أعوام بيد الأمير محمد العبدالله وصفق عشر أخرى بيد الأمير خالد بن عبدالله ولم يكن الحصاد مجزيا رغم ما بذله الرمزان من جهد وعرق ومال
كـــــان البقية يمارسون الفرجة حتى وناديهم يذوق الأمرين ويتسلق على أكتافه الصغار فلا مطبب لجراحه ولا مداوي لعلاته
سقط تاجه وهز عرشه وتداعت أسوار قلعته وسحب البساط من تحت أقدام قادته وأسر محبوه بين مسندة ماضيه المجيد وحاظره المحزن .
أعوام تتلوها أعوام وجميع المحبين يحلمون ببارقة آمل تغيث القلعة وتروي عطش ساكنيها .

تارة يدب الآمل في الأنفس المكلومة إثر إنتفاضة بطولية تثير الحماسة في قلوب العشاق والهلع في نفوس المرجفين
وتارة تكون الحسرة والألم زادا ينشر السقم ويقتل البسمة على شفاه إعتادت الفرح قبل أن يتعاطاه القادمون في غفلة من الزمن بعثرت أوراق الساحة الرياضية وجعلت النادي الملكي يأتي في موازين الكسب والخسارة خلف الأندية الشعبية رغم بقائه في موازين الذهب ودواوين المؤرخين ( ملكا والأخرون رعية ) .

في بداية هذا العام وبعد نهاية موسم مأساوي وبعد تعنت ربما كان له ما يبرره سابقا إستمع كافة الأهلاويين لصوت العقل والمنطق ولندائات كافة محبي القلعة وفتحوا الأبواب لأسماء شابة تتنافس على كرسي الرئاسة الأهلاوي الذي ظل يتداوره طوال سنين عده أسماء تعد على أصابع اليد الواحد أضاف لها الكثير دون أن تضيف إليه .

وها هي التجربة الوليدة رغم كونها في بدايتها الأولى تنبئ بموسم أهلاوي مبهر ومبهج يعيد الهيبة للملكي ويعيد السطوة لمحبيه . عمل دؤب أحال القلعة لخلية نحل لا تعرف الهدوء تعاقدات خارجية في غاية التميز ومحلية لا تقل جودة وما كان مستعصيا بالأمس أصبح واقعا وما كان حكرا على البعض أصبح حكرا على الملكي وحده

فهو الأكثر تجديدا لدمائه والأوفر حظا في سوق الإنتقالات المحلية وقبل ذلك وعلى غير العادة هو الأعلى إنفاقا وهنا يكمن الفارق بين الإدارات السابقة والإدارة الحالية التي تصفق بأكثر من يد وتتحرك على كافة الجبهات ..

سابقا كان الأهلي يسير بدعم الأميرين محمد العبدالله وخالد بن عبدالله . أما في هذا الموسم هو يسر بدعم الأمير خالد بن عبدالله والأمير فهد بن خالد وعبد الخالق سعيد وعبدالعزيز العنقري ومحمود عبدالخالق سعيد إضافة لعقد شركة الإتصالات الذي لولا دعم الأسماء المدونة عاليه لأصبح حبرا لاينفع لكتابة فصول ملحمة قادمة تلوح في الأفق ستعيد الأمور إلى نصابها وستعيد للملكي هيبته ..

الكابتنية أو ( شارة القيادة ) ليست خرقة بالية يتباهى بها من يتأنقها وليست إرثا يتوارثه الأقدمون من ابناء النادي لاسيما في زمن الإحتراف بل هي شرف لايحوزه سوى القلائل من اللاعبين ممن يحضون بكاريزما قيادية خاصة تمكنهم من القيام بمهام مساعد المدرب داخل مجريات اللقاء وتوجيه زملائهم اللاعبين ومناقشة حكام اللقاء وهي صفات لا تتوافر في أي من لاعبي الأهلي الحالين سوى في عادل معيزا الذي قاد فريقه للتربع على عرش الكرة العربية لعامين متتاليين ..

إدارة جديــدة : برئاسة عبدالعزيز العنقري ونائبه محمود عبدالخاق
مدرب جديــد : البلغاري مالدينوف
أجانب جـــدد : عادل معيزا ـ هاريسون ـ قودوين
محليون جدد : ربيع الموسى ـ محمود معاذ ـ حامد فلاته ـ كرم برناوي ـ سلمان متعب ـ بدر الخراشي ـ حسن الراهب .

لم يتبق سوى توفيق المولى عز وجل وسيكون الأهلي أسطورة الزمن القادم ..

منقـــول للكـــاتب مـــوسى الغــــامدي