" سعـودة " .. " يمننـة " .. " عربنـة " .. تتعـدد الوجـوه والضحيـة واحـدة ،،،
من حق اي مواطن ان يطالب بتوفير وظيفة له يستطيع من خلالها توفير الحد الأدنى من حياة كريمة له ولعائلته في مستقبل الأيام .. كما انه من حق اي دولة اتخاذ الإجراءات التي تناسبها من اجل توفير الفرص اللازمة لأبناء الوطن .. وبغض النظر عن توافق هذه الرؤى مع المفاهيم الاقتصادية الحديثة ومدى جدواها و تطورات منظومة التجارة العالمية وقرارات مجموعة البنك الدولي الا انه في الختام هنالك مواطنين يجب ان تتوفر لهم فرص يتمكنون فيها من توفير لقمة العيش ،،،
توطين الوظائف ليس صوتا حديثا في المنطقة وتحديدا في اقطار الخليج العربي بل ان هنالك دعوات تفاجأت بها حول هذا الشأن منذ نهاية سبعينات القرن الماضي في بعض اقطار الخليج العربي كما ان هذا التوطين لا يعد حصرا على الدول الغنية بل ان هنالك اقتصاديات أقل ملائة بكثير من دول الخليج العربي مثل اليمن والأردن ومع ذلك أمتد اليهم دعوى " توطين " الوظائف !! حتى انني في مرحلة كنت اظن ان هنالك دعابة في هذا الشأن ولكن تبين بالفعل انه حتى تلك الدول لديها مشكلة في توظيف ابنائهم مقارنة مع الوظائف التي يشغلها الوافدين من اقطار عربية شقيقة او أخرى ليست عربية !!
في عالمنا العربي اجمالا تقوقع الشباب حول رؤية محدده دون ان يمنحوا انفسهم مساحة للتعرف على قدراتهم من جانب ومعرفة المتطلبات التي تحيط بهم من جانب آخر !! وساهم التعليم والأعلام من جهة أخرى في تكريس الأحباط والتخاذل في نفوس شريحة واسعة من هؤلاء الشباب وكان حريا بهم ان يوجهوا الشباب في الكيفية التي يتعاملون بها مع متغيرات تسابق أحداهما الأخرى أضافة الى ايجاد مساحة لحلول أكثر واقعية من أفكار عفى عنها الزمن وتلفظه ايضا مرة تلو أخرى ،،،
نسمع ونقرأ عن " السعودة " وعن " القطرنة " وعن " الكوتنة " وعن " الأردنة " وعن " اليمننة " والجميع يتحدث عن ضرورة الأحلال وعن حتمية الصراع بين المواطنين والآخرين .. ولم نسمع أحدهم يتحدث يوما ان لدينا شريحة واسعة من الشباب يفتقدون الى التوجيه والى ادراك ان انتظارهم نتيجة الصراع " الوهمي " بين المواطنين والوافدين سينعكس سلبا على هؤلاء الشباب وعلى مستقبلهم فكانت النقاط التالية :
01 ) الكثير من " الشباب " يخرجون الى سوق العمل يبحثون بالمقام الأول عن العمل بالقطاع الحكومي !!
يتميز العمل بالقطاع الحكومي بأنه يوفر أمانا وظيفيا لا يتوفر عادة بالقطاع الخاص !! كما ان العمل بهذا القطاع يتيح لمنتسبيه روزنامة من التأمينات والتسهيلات والفرص والتي لا تتوفر بسهولة في القطاع الخاص على المدى القريب !! كما ان العمل بهذا القطاع لا يتطلب ذلك الجهد والحرص والمثابرة والكفاءة والفاعلية التي يجب ان يتحلى بها الموظف غالبا بالقطاع الخاص !! لذلك كان العمل بالقطاع الحكومي مطلب ملح لكثير ممن يطرقون ابواب العمل بعد التخرج لأنه يحقق أهداف مقبولة بأقل الجهود المبذولة ،،،
من جانب آخر تفيد التقارير تباعا ان القطاعات الحكومية تعاني من أكتفاء بالطاقات البشرية لسنوات قادمة بل ان أكثرها يعاني مما يمكن ان يطلق عليه بما هو " فوق الأكتفاء " والذي يصل كما يصفه الأقتصاديين الى " البطالة المقنعه " والتي تمثل الموظفين المدرجين في سلم الرواتب بالقطاعات الحكومية وهم حقيقة ليس لديهم أعمال !!!
نصيحـة :
دع آخر تطلعاتك هي الحصول على وظيفة حكومية .. قدم الى " وزارة العمل " مثل الآخرين كأداء واجب وتوجه مباشرة للبحث عن عمل بالقطاع الخاص أو عمل مشروعك الخاص اذا توفر لديك رأس المال غير جاعل للوظيفة الحكومية انها الأمل الذي تنشده !!
اذا تمكنت " وزارة العمل " بعد ذلك من توفير وظيفة لك فذلك خير ويكون الخيار بين يديك .. واذا لم تتمكن فأنت لم تجعل نفسك أسير أحلام غير واقعية بل سعيت لكي تصنع لنفسك حياة كريمة .. حقا اذا تركت شبابك يمضي في انتظار حلم العمل الحكومي فأنت من ستبكي نفسك وليس " وزارة العمل " ،،،
02 ) هنالك شريحة واسعة من " الشباب " الذين لا يمتلكون من المستوى التعليمي سوى الشهادة الثانوية ولا يستطيعون المضي قدما نحو شهادات عليا !!
وحقيقة ان الكثير من هؤلاء يجهلون او يتجاهلون ان الشهادة الثانوية ليست ذات قيمة في سوق العمل لمن يبحث عن وظيفة مكتبية وبمنصب اداري وبراتب مجزي !! قليل من المنطقية والعقلانية .. اذا نظرت حولك فالجميع ستشاهدهم يتحدثون عن شهادات جامعية وما فوق الجامعية فماذا تمتلك لكي تنافس مثل هؤلاء على وظائف ادارية براتب مجزي !!
نصيحـة :
التحق بدورات مهنية في اعمال النجارة او الميكانيكا او الطبخ .. الخ هذه المهن والحرف اليدوية او اجتهد لعمل مشروعك الخاص اذا ما لديك رأس مال أو ابحث عن وظيفة على شاكلة مأمور سنترال او حارس أمن .. الخ ، نعم قد تكون هذه المهن والوظائف ليس بحجم تطلعاتك ولكن عذرا يا صديقي هذه هي أمكانياتك ،،
كما اود الأفادة ان المهن والحرف لا تعيب الشخص بل الشخص يعيب نفسه عندما تمتد يده للآخرين في الوقت الذي يتوقع الآخرين منه ان يمد لهم يد العون ،،،
03 ) هنالك من " الشباب " الذين يتوفر لهم قبول بالجامعه ولكنه سرعان ما تجده قد توجه نحو " الكليات النظرية " التي غالبا يتم أختيارها اما لعدم توفر معدل مناسب او البحث عن شهادة لا تتطلب إي نوع من الجهد اللازم .. ومثل هذه الكليات اجمالا ليست مطلوبة في سوق العمل !!
ان " الكليات النظرية " كاللغة العربية والجغرافيا وعلم النفس وغيرها تمنحك شهادة ولكنها لا تمنحك وظيفة الا في حالات محدودة في اطار التعليم غالبا مع الأخذ بالاعتبار الرحيل الى اي منطقة يوجد بها شاغر فالمدن الرئيسية عادة لديها ما فوق الأكتفاء الذاتي !!!
نصيحـة :
الدراسة الجامعية في " الكليات النظرية " ليست سهلة كما يظن الكثيرين !! وبالتالي طالما هنالك جهد وتعب سوف يبذل فحبذا لو تم أختيار تخصص يتوافق مع متطلبات سوق العمل ،،،
من جانب آخر قد يحدث ان الكلية المناسبة التي تتوافق مع سوق العمل لا يمكن الأنتساب اليها لأي سبب من الأسباب ؟ أنصحك بأكمال تعليمك في إي تخصص متوفر مع ضرورة الألتحاق بدورات مهنية وحرفية سوف توفر لك لقمة العيش مستقبلا ،،،
04 ) يحدث ان بعض " الشباب " يستعجل الرزق !!
شاب حديث تخرج ولديه شهادة جامعية واتيحت له فرصة وظيفية .. ولكنه يرفض استلام الوظيفة بسبب ان دخلها لا يتوافق مع تطلعاته !!
نصيحـة : دائما تشبث بالفرصة التي تتاح لك خاصة اذا كانت مرتبطة بالتخصص الذي حصلت عليه بالجامعه .. أستلم الوظيفة وأجتهد فيها وحاول قدر الاستطاعة الألمام الكامل بجوانب العمل المرتبط بتخصصك وأمنح نفسك فرصة لأكتساب الخبرة الحقيقية بما لا يقل مطلقا عن الثلاث سنوات بعد ذلك طالب بتعديل وضعك تدريجيا واذا لم تجد ان هنالك تطور قد يخدم تطلعاتك فحقك ان تبحث عن فرصة أخرى ولكنك سوف تكون قد حصلت على خبرة مناسبة تكون شفيعة لك في الحصول على وظيفة اخرى في مكان اخر بمستوى يقترب من الدخل الذي تطمح اليه ،،،
05 ) بعض " الشباب " ينظرون الى الوظيفة على اعتبار انها أمر ثانوي في حياتهم وحق من حقوقهم المكتسبة كما كان التعليم حقا لهم بغض النظر عن المستوى الذي يقدمونه في مراحلهم الدراسية !!
نصيحـة :
يجب عليك ان تغير حياتك بما يتوافق مع وظيفتك وبما يخدم وظيفتك بالمقام الأول !!
على سبيل المثال : السهر الى اوقات متأخرة بالليل تنعكس سلبا على التزامك بالدوام وحضورك الذهني والعصبي في ساعات الدوام الممتدة مالا يقل عن ثمان ساعات يوميا .. وصاحب العمل او المدراء القائمين على العمل معنيين ان يكونوا موظفينهم ملتزمين بالحضور الرسمي وانهاء الأعمال في وقت قياسي وبكفاءة عالية .. فأنت يا اخي الحبيب تعمل في مال ومصالح الآخرين وليس العكس لذلك اذا لم تكن على قدر ما يطمح اليه صاحب العمل فأنت لست فرضا عليه وهنالك آخرين ينتظرون ان ترحل عن وظيفتك !! ولا يعني صاحب العمل كثيرا ان تكون مواطنا او من بلاد " المغول " المهم بالنسبة له توفر الكوادر البشرية القادرة على تحقيق أهدافه ،،،
06 ) الوظيفة لا تأتي اليك بل أنت من يجب ان تسعى عليها وان تقدم أجمل ما لديك من أجل ان تنالها ،،،
أعطاء الملفات للأصدقاء والأقارب ليس حلا جذريا !! النوم في ساعات الصباح الى الظهر لا توفر وظيفة !! الذهاب لتقديم العمل بزي غير نظيف ومرتب لا يوحي بشخص يبحث حقيقة عن وظيفة !! الحديث باسلوب مبتذل وغير مبال وبعيد عن محور الوظيفة المتقدم اليها كل ذلك توحي بشخص يتمتع بقدرة على " الهذرة " ولا توحي بشخص مسؤول !!
نصيحـة :
مارس عكس كل الملاحظات في النقطة رقم ( 06 ) .
07 ) تذكر دائما انك المعني بنفسك في المقام الأول والأخير .. وانك يجب ان تفكر كيف تتمكن من توفير لقمة عيشك فنحن في زمن لن يأتي أحد يضع لقمة في فمك !!
نصيحـة :
لا تشغل نفسك كثيرا بما يتمتع به المواطن الاماراتي او القطري .. الخ لا تفكر كثيرا بما لدى الآخرين فهذا لن يضيف لك شيئ سوى الحسرة والأحباط وفكر كيف تتمكن من استغلال الفرص المتاحة لديك وفق الأمكانيات المتوفرة بين يديك ،،،
لا تشغل نفسك كثيرا عن الزمن الذي سيتم فيه القضاء على العمالة الوافدة تأكد انه لن يتم !! واذا ما تم فسوف يتم المطالبة بعودتها مرة اخرى !! ليس لأن وجودهم عنوة ولكن لأن وجودهم حقيقة اقتصادية !! لذلك تعلم كيف تنافس الآخرين وتفرض حضورك بامكانياتك وقدراتك ،،
ودمتــم فــي خيــر
الوضع الشجري
