
29/08/2008, 07:36 PM
|
زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 05/07/2001 المكان: الرياض
مشاركات: 5,074
| |
@@ الجزء الثاني و الثلاثون @@
أعتقد إني أستحق جزء واحد ، عشان معاناتي بس ، خلوني أحكي لكم عن عبدالرحمن و عني و عن الحرمان .
كنت أسعد إنسانة في الوجود من اللحظة اللي ارتبطت فيها بعبدالرحمن ، كنت عايشة في خوف ما بين اللحظة اللي تقدم لي فيها و ما بين لحظة الارتباط كنت خايفة أفقده ، و كنت خايفة ارتبط فيه في ظل عدم القناعة .
كنت أعرف حنين من زمان ، لما سمعت منها إنهم يدورون لعبدالرحمن شلته من بالي تماماً ، مع إني كنت معجبة في حنين و عائلتها ، و معجبة بعبدالرحمن نفسه كشخص .
سبحان الله العظيم ، أحياناً الشخص يرجع لنقظة البداية ، المكتوب بيصير و ما في أحلى من أن الشخص يرضى و يقنع .
كثيرة اللحظات السعيدة في حياتي مع عبدالرحمن ...
لما كنت أكلمه و أخليه يعصب في المكتب ، أقفل و أنا مبسوطة لأني مهما سويت له و مهما عصب مستحيل يضايقني أو يزعلني ..
لما كبيت عليه كأس الماء مرة عند مدخل بيتنا ، كنت لحظتها مبسوطة مثل أي بنت تعيش لحظات تحكمها في حبيبها ..
لما رجعت معاه في السيارة من المطعم للشاليه ، كان يسوي نفسه معصب على أبوي الله يرحمه عشان ركب معانا الشغالة ، كنت مبسوطة من مشاعر غضبه و إن كانت مزيفة و في داخلي رغبة خجولة يا ليتنا لوحدنا .
أحلاها و أسعدها يوم كان نايم في الصالة في الشاليه لما جانا في الشرقية ، انبسطت بشوفته و هو نايم ! تغير شكل الشاليه كله و صارت الرحلة كلها حلوة ، لما عزمنا في المطعم على الغداء أول مرة في حياتي أحس بشعور مختلف !
كنت مرات أعزم أهلي لكن الحقيقة أعزمهم من حلالهم !
مع إن عبدالرحمن هو اللي عازم حسيت إني أنا صاحبة المناسبة و إنها ملكي أنا !!
و حتى أصدق نفسي ما قلت لعبدالرحمن أكرمك الله مثل أمي و أبوي ، حتى عبدالرحمن ما يحبني أشكره .
هذا عبدالرحمن اللي يا ما تمنيته !
اليوم تمنيت إني ما ارتبطت فيه ، تمنيت إن الشخص اللي أحبه ما ينكتب له يعيش مع وحدة مثلي ما تجيب أولاد !!
شعور قاسي لما تهدي " الحرمان " بيديك لأعز ناسك ، شعور ما أعتقد بالدنيا أقسى منه لما تحرم شخص غالي عليك من شيء يبيه ، لو ما أخذت عبدالرحمن باتعب في التفكير حول زوجته !
باسأل نفسي هي أحسن مني ؟!
و بافكر أكثر و أكثر قبل ما أقبل أحد بعد ما صار عبدالرحمن هو المقياس بالنسبة لي !!
قبل ارتباطنا كنت أقارن بينه و بين كل شخص يتقدم لي ، و كانت كفة عبدالرحمن ترجح .
مرة أبوي الله يرحمه قال أنت وش تبين بالضبط ؟! قلت أبي عبدالرحمن !! و لولا الله ثم الخجل كان قلتها بصوت مسموع .
كانت حنين مقدرة أخوها و معطيته حقه و منزلته منزلته كشاب أمثاله قليل ، لكن كنت متأكدة إن سعادته معي .
باختصار لأني أحبه و أبيه دايم مبسوط .
ما كنت أدري إني في لحظة بافقد أمي و أبوي ، و باكون سبب في حرمان حبيبي !!
يا رب عوضني بالجنة .
يقولون لكل أمر مهما بلغ من السوء إيجابية ، إيجابية جلوسي بالمستشفى تواجد عبدالرحمن حولي كل الوقت ، تضايقت كثير لما صار يطلع الصباح و أحياناً بالليل ، مرات أكلمه بعد طلعته بساعة .
مع إن دموعي كانت تنزل لما رفع عبدالرحمن صوته علي لأول مرة في حياته سرت في داخلي نشوة من ردة فعله ، ما يبي أحد يتكلم عن علاقتنا !! حتى أنا !!
من جد أحب هالإنسان .
كتبت لعبدالرحمن جمل و كلمات بعدد أيام السنة ، عبدالرحمن يستاهل أكثر .
ما أذكر إني سويت أي عمل في دراستي ، كان كل شيء يجهز لي . الله يرحمك يبه .
أول مرة أبذل جهد بالطريقة هذي ، بس كنت مبسوطة .
كنت أقدر أخلي أحد يسويه لكن كنت أبيه بيدي .
عبدالرحمن ترك شغله و لو كان يحاول يبين إن ما لي دور كان واضح إني كنت السبب ، عبدالرحمن كان يشيل الهم لحاله ، ما علمني و لا علم أحد بإني ما أقدر أمشي و صعوبة الحمل و الولادة ، لما مشيت و بعد ما عرفت من خوالي إني ماني قادرة على الحمل و الولادة قال لي عبدالرحمن " مثل ما خيب الله ظنهم و صرت تمشين بتحملين و تولدين " وقتها بس عرفت إنهم كانوا قايلين إنها ما راح تمشي .
لما قرر عبدالرحمن إنا نسافر للعلاج كنت خايفة خالتي ترفض ، خالتي ما رفضت و شرطت مرافقتنا و وافق عبدالرحمن ، على أعصابي من وصلنا و اليوم بنستلم النتيجة ، كنت قلقانة إلى البارح و اليوم خلاص تساوت عندي .
لما أفكر بمنطق حتى لو عبدالرحمن بقى معي مصيره يفكر في مسألة العيال .
طلبت من عبدالرحمن يروح بنفسه يجيب الخبر و قلت له إني جاهزة لأي خبر و الحمدلله رب العالمين على كل حال ، حتى عبدالرحمن لاحظ إني في يوم النتيجة ارتحت كثير و هذا من فضل الله .
طلبت منه أكون أول وحدة تدري ، و باكون عند البحر انتظره .
راح عبدالرحمن و كنت على الشاطئ أراقب البحر ، عبدالرحمن أخذ مكان قريب من البحر لأنه يعرف إني أحب البحر ، فعلاً أنا أحب البحر و ما أدري ليه ؟!
يمكن لأنه غامض مثل بكره !!
أنا صرت ما أخاف من بكره ! يعني وش بيصير أكثر من اللي صار ؟!
جت حنين عندي و تكلمت تبي تخفف عني !
يا حنين تخففين عني بإيش ؟! حنين أنا فقدت أمي و أبوي قدام عيوني !
في سفرة كنت معترضة عليها و خايفة منها !
حنين شايلة معروفك فوق رأسي بس ماني محتاجة لكلامك .
هذا كله دار في رأسي ..
أعتقد إن حنين ملت من صمتي ، أشوفها راحت و تركتني ..
كذا أفضل ، أبي أكون لوحدي .
وصل عبدالرحمن ، سحب كرسي و جلس جنبي !
واضحة النتيجة صح ؟!
ما حبيت أضايقه و أتعبه ..
مياسم : " الحمدلله على كل حال عبدالرحمن "
عبدالرحمن ساكت !!
مياسم : " عبدالرحمن أنا قررت أرجع بيتنا ، و أنت لازم تشوف حياتك بأي طريقة كانت ، و تأكد إني معك في قرارك مهما كان "
إلى الآن ما شفت وجه عبدالرحمن ، عيني على أمواج البحر ! أحس بها تتلاطم في صدري تؤلمني .
أنا على الكرسي و المفرش على رجولي ، فجأة عبدالرحمن صار على ركبتيه و رأسه على رجلي و يبكي ، قلت له طلع اللي بخاطرك يمكن ترتاح .
أعتقد إن حنين شافتنا من بعيد و جت و كان واضح كل شيء ، حنين مسحت على رأس أخوها و تركتنا !
تركتني أنا و عبدالرحمن و أكثر حزن و أكثر هم و أكثر غم ...
بالليل كنت أسمع خالتي و خالتي أم عبدالرحمن في المجلس يبكون و أسمع حنين تهديهم و تذكرهم بالله ، و أنا بغرفتي لحالي ، أو مع حزني و همي .
جاني عبدالرحمن و سألني إذا محتاجة شيء مثل كل ليلة ، قلت له " سلامتك " !
أدري ما راح ينوم ، مثلي بيساهر الليل معي !!
رجعنا للرياض و في الطيارة علمني عبدالرحمن إنه أخذ لنا بيت نجلس فيه بشكل مؤقت ، أنا ما تفرق معي مؤقت ولا غيره ما دمت مع عبدالرحمن ، و اقترح نسوي حفلة مبسطة لزواجنا و نجيب ولد و بنت من دار الرعاية ، الزواج رفضت تماماً لأني ما أتخيل نفسي من دون أمي و أبوي و قضية الأولاد وافقت لكن طلبت من عبدالرحمن يؤجل الموضوع شوي يمكن أتحسن و أصير أمشي بشكل طبيعي ، وقتها مر في بالي إنها ممكن تكون محاولة منه ألهى فيهم و يقدر يتزوج !!
شخصياً كنت متجهزة لأي شيء لأي خبر خصوصاً و أنا أعرف الضغوط اللي يتعرض لها عبدالرحمن حتى بعضهم يقترح على عبدالرحمن بعد ما أصر على رأيه لأنه ما يبيني أتأثر أو أتضايق إنه يتزوج أي وحدة مطلقة محرومة من الأولاد حتى لو كبيرة في السن لغرض الأولاد ؟!
ما أدري هم يعتقدون إننا آلات من دون أحاسيس و مشاعر ؟!
بعد ما تحسنت حالتي و صرت أمشي بشكل شبه طبيعي أرتاح عبدالرحمن كثير ، و أصر على اجتماع صغير للأقارب بس ن وافقت لما قال لو عمي فيه ما رضى بغير هذا ، تذكرت كيف كان أبوي معجب بعبدالرحمن كثير ، كان يقول عوضني الله بولد عن عشرة ، و ما قلت لعبدالرحمن أخاف يكبر رأسه علي !!
بعدين ما تعودت يكون أحد غالي عند أبوي غيري .
صرنا نطلع و نتمشى و نمارس حياتنا يشكل طبيعي ، كانت حياتنا حلوة و ما ينكدها إلا لما أتكلم عن قضية الأولاد أو أطلب منه يشوف حاله .
طلبت من عبدالرحمن نروح لدار الرعاية و فعلاً رحنا و تكلمت مع المشرفات و قررنا نختار من المواليد الجدد .
اخترنا ولد و بنت و أصر عبدالرحمن نسمي الولد محمد على أبوي و البنت حنين على أخته !!
شخصياً ما تفرق عندي ، بعد أيام استلمناهم و قرر عبدالرحمن يسوي حفلة بسيطة لتسميتهم ، قرر إنها تكون يوم الخميس القادم .
صباح الخميس صحيت من النوم وحصلت عبدالرحمن نايم !
غريبة مو بالعادة ، بالعادة يصحى قبلي !!
رحت لدورة المياه و لما طلعت ما زال عبدالرحمن نايم ، ناديته ما رد علي !!
رفعت صوتي ما كلمني ! تركت اللي بيدي و حركته !
عبدالرحمن ما تحرك !!
صرخت صرخة يمكن سمعها اللي بالطرف الآخر من الكرة الأرضية !!
إلا عبدالرحمن .
ناديت السواق و بشير و أخذنا عبدالرحمن للمستشفى و في الطريق كلمت حنين و علمتها باللي صار وق لت لها إنا بالطريق للمستشفى ..
عبدالرحمن لا تموت و اللي تبيه بيصير !
تبي تتزوج ما تبي بكيفك بس لا تموت !!
عبدالرحمن شوي بس باقول لك كيف كان أبوي معجب فيك و يحبك .
وصلت حنين مع زوجها و بعد دقايق أشوف حنين تبكي على صدر زوجها ، أخذت نفسي و رجعت للبيت و دخلت على الأولاد في غرفتهم اللي جهزها عبدالرحمن ، جلست جنبهم و قررت أسمي الولد عبدالرحمن .
إي نعم مات عبدالرحمن ، في اليوم اللي كان بيسمي فيه أولاد يعوضني بهم عن اللي انحرمت منه مات !
أي حرمان هذا اللي مكتوب علي ، اللهم لا اعتراض يا ربي و لكن أنت تعرف وين راحتي .
جتني نجلاء و أخذتني لخالتي أم عبدالرحمن لأنها طلبتني ، ما شفت إلا وجه ميت شبح ضمتني خالتي و كنت محتاجة لإنسانة تضمني من بعد أمي ، بكيت و بكيت و بكيت على صدر خالتي ، بكيت و أنا أسمعها تقول كان يحبك يا مياسم يحبك بكل ما فيه ، كنت أشوف حبه لك في عيونه و أنا أمك .
كانت تحكي و كانت عيوني تجاوبها بدموع ، كنت دافنة رأسي بحضنها و ما أبي أرفعه ، رفعته غصب عني لما حسيت بحركة غريبة و لما انتبهت صارت حنين منهارة ! شالوها للمستشفى ..
بعد ما رجعت حنين طلعوها غرفتها ، كنا حول فراشها و أراقب خالتي أم عبدالرحمن و نجلاء و حنين ! وجوه ميته !
تركتهم في غرفة حنين و رحت لغرفة عبدالرحمن ، فتحت الباب و دخلت و جلست على مكتبه ، فتشت أوراقه و حصلت أوراق مكتوب عليها مياسم ، حتى و هو ميت يزيد عذابي !!
انسدحت على فراش عبدالرحمن ، تذكرت لما قلت " أنا صرت ما أخاف من بكره ! يعني وش بيصير أكثر من اللي صار ؟! "
هذا أنا شفت بعيوني اللي أكثر من اللي صار ! فقدت عبدالرحمن ، فقدت اللي كان لي أم و أب و أخ و أخت .
أناظر السقف و دموعي تنزل للأسفل نحو الأرض ، للمكان اللي أشوفه أريح مكان لي .
يا رب أنت عارف برغبتي و راحتي ، يا رب ريحني . |