ومن شر حاسد .. اذا حسد
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني أعضاء وزوار المجلس العام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
بدون مقدمات /
أبدا بقصة حدثت لعمي قبل مايقارب سنتين ..
القصة أن عمي شراله سيارة جديدة جميلة أنيقه ( يعني وكاله ) وبعد خروجه من المعرض بدات أعين الحساد تنظر اليه فهناكـ من قال : هذهـ السيارة غالية الثمن وأعطالها كثيرة وآخر يقول : ( قطع غيارها غالية ) وكنا بالعادة نرى عمري ( مكشر ) دائماً .. واستغربنا ابتسامته التي تملأ وجهه فأخبرنا أنه شراله سيارة جديدة فباركنا له وعزمنا على عشاء دسم .. بعديومين جانا عمي حزين وعلى وجهه علامات توحي بأنه أصابه مكروه سلم علينا وسألناهـ عن حاله قال: ( زفت ) وعرفنا منه ان السيارة تعطلت وتصليحها يكلف الشيء الكثير .. وآسيناهـ واتجهنا نحو السيارة نشوف وش صار عليها جبنا(السطحة) وشلناها للورشة وعرفنا أن القير ( انتهى ) يعني مافيه أمل يصلح ويبيله تغيير .. اتجهنا للوكالة وقلنالهم صلحوها بموجب الضمان فردونا لسبب أن العطل كما يقولون اهمال وليس عيب في السيارة .. شرينا قطع جديدة وصلحناها ولله الحمد عادة كما كانت .. اقترح علينا عمي انا نمسكـ بها خط ووافقنا بعد مامشينا 200 كم انفقع اللديتر يعني انقطعنا وأقرب محطة تبعد عنا 10 كم .. طبعاً عيال الأجاويد ماخلونا ووقفوا معنا وكررنا نفس الحركة اللي فوق سطحة .. وورشه .. الخ بعد أيام جانا عمي ويقول قررت أبيع السيارة بأي ثمن ان شاء الله بريال وديناها المعرض والحمد لله بعناها وكل شيء انتها .. نسينا الموضوع وكل شيء عاد كما كان .. لكن وانا أتجول في
النت قبل يومين دخلت مدون عمي ووجدته قد كتب هذا ..
أضن أنكم عرفتم السبب وهذا ماسأتحدث عنه :
الحسد : هو تمني زوال النعمة عن المحسود ..
الحاسد انسان مبغوض عند الناس يحاول التقرب من الناس والناس يبتعدون عنه ..
وجوده في مجالسنا عالة علينا تجده صامت ولكنه يلدغ من الخلف .. يتمنى ان يراكـ كما يريد هو
لاكما أنت تريد ..
قال تعالى ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه ) .
الحسد أول الذنوب التي عصي الله به في السماء والأرض ففي السماء حسد ابليس آدم عليه السلام
أما في الأرض فحسد قابيل هابيل .
الحسد في الحديث الشريف :
الحسد يضاد الإيمان بالله تعالى كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( لا يجتمع في جوف عبد غبار في سبيل الله وفيح جهنم ، ولا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد ) .
الحسد داء وقع فيه جميع الأمم من قبلنا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( دبّ إليكم داء الأمم من قبلكم الحسد والبغضاء ) .
قيل في الحسد :
قال علي رضي الله عنه :
لا راحة لحسود ولا أخ لملول ولا محب لسيئ الخلق.
وقال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه :
كل الناس أقدر على أن أرضيهم إلا حاسد نعمة فإنه لا يرضيه إلا زوالها .
وقال ( المتنبي ) :
كل عداوة قد ترجى مودتها ** إلا عداوة من عاداكـ من حسد
أخيراً أقول :
لو قنع الكل بما لديهم لساد الهدوء أرجاء كثيرة من العالم ..
قلفله / اللهم طهر قلوبنا من الحسد والنميمة ولاتجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ..
أتمنا أن يحوز الموضوع
على رضاكم ..
واستحسانكم ..