04/04/2002, 01:53 PM
|
زعيــم جديــد | | تاريخ التسجيل: 21/03/2002 المكان: جده-المملكه العربيه السعوديه
مشاركات: 27
| |
تواضعه صلى الله عليه و سلم وأما تواضعه صلى الله عليه و سلم ، على علو منصبه و رفعة رتبه ـ فكان أشد الناس تواضعاً ، و أقلهم كبرا . و حسبك أنه خير بين أن كان نبياً ملكاً أو نبياً عبداً ، فاختيار أن يكون نبياً عبداً ، فقال له إسرافيل عند ذلك : فإن الله قد أعطاك بما تواضعت له أنك سيد و لد آدم يوم القيامة ، و أول من تنشق الأرض عنه ، و أول شافع .
عن أبي أمامة ، قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم متكئاً على عصا ، فقمنا له . قال لا تقومو ا كما تقوم الأعاجم ، يعظم بعضهم بعضاً . و قال إنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد ، و أجلس كما يجلس العبد .
و كان يركب الحمار ، و يردف خلفه ، و يعود المساكين ، و يجالس الفقراء ، و يجيب دعوة العبد ، و يجلس بين أصحابه مختلطا ً بهم حيثما انتهى به المجلس جلس . و في حديث عمر عنه : لا تُطْروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبد فقولوا : عبد الله و رسوله .
وعن أنس أن امرأة كان في عقلها شيء جائته ، فقال : إن لي إليك حاجة قال : اجلسي يا أم فلان في أي طرق المدينة شئت أجلس إليك حتى أقضي حاجتك . قال : فجلست ، فجلس النبي صلى الله عليه و سلم إليها حتى فرغت من حاجتها .
قال أنس : كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يركب الحمار ، و يجيب دعوة العبد ، و كان يوم بني قريظة على حمار مخطوم بحبل من ليف عليه إكاف . قال : و كان يدعى إلى خبز الشعير و الإهالة السنخة فيجيب . قال : وحج صلى الله عليه و سلم على رحل رث ، و عليه قطيفة ماتساو ي أربعة دراهم ، فقال : اللهم اجعله حجاً لا رياء فيه و لا سمعة .
هذا ، و قد فتحت عليه الأرض ، و أهدى في حجه ذلك ما أتى بدنة و لما فتحت عليه مكة و دخلها بجيوش المسلمين طأطأ على رحله رأسه حتى كاد يمس قادمته تواضعاً الله تعالى .
ومن تواضعه صلى الله عليه و سلم قوله : لا تفضلوني على يونس بن متى ، و لا تفضلوا بين الأنبياء ، و لا تخيروني على موسى ، و نحن أحق بالشك من إبراهيم و لو لبس ما لبس يوسف في السجن لأجبت الداعي . و قال للذي قال له : يا خير البرية : ذاك إبراهيم
وعن عائشة ، و الحسن ، و أبي سعيد و غيرهم في صفته ، و بعضهم يزيد على بعض : و كان في بيته في مهنة أهله يفلي ثوبه ، و يحلب شاته و يرقع ثوبه ، و يخصف نعله ، و يخدم نفسه ، و يقم البيت ، و يعقل البعير ، و يعلف ناضحه ، و يأكل مع الخادم ، و يعجن معها ، ويحمل بضاعته من السوق .
وعن أنس : إن كانت الأمة من إماء أهل المدينة لتأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه و سلم فتنطلق به حيث شاءت حتى تقضي حاجتها . و دخل عليه رجل فأصابته من هيبته رعدة فقال له : هون عليك فإني لست بملك ، إنما أنا ابن امرأة من قريش تأكل القديد .
وعن أبي هريرة : دخلت السوق مع النبي صلى الله عليه و سلم ، فاشترى سراويل و قال للوزان : زن و أرجح ـ و ذكر القصة قال : فوثب إلى يد النبي صلى الله عليه و سلم يقبلها ، فجذب يده ، و قال : هذا تفعله الأعاجم بملوكها ، و لست بملك ، إنما أنا رجل منكم . ثم أخذ السراويل ، فذهبت لأحمله ، فقال : صاحب الشيء أحق بشيئه أن يحمله . |