قرأت كلاما استباقيا نتج عن معرفة إدارة الاتحاد بطبيعة بعض جماهيرها المشاغبة، فآثرت أن تعلق الأسباب على شماعة المؤامرة الوهمية، وقرأتُ في تلك الاتهامات السطحية ما تنوح بسببه المنطقية، وتلطم أفكار أهل النهى.

ومع وجود الشواذ في كل مجتمع إنساني (وهذا أمر منطقي جدا)؛ فإن الحكم على جماهير الهلال من خلال أفعال شواذ يوجد مثلهم في جماهير الاتحاد والنصر وريال مدريد والمريخ.. إلخ؛ أمر غير مقبول بتاتا.. ويثير السخرية والضحك على تفكير بعض العقول.

من غير المعقول أن يضخم هذا الأمر إلى اتهام مسؤولي الهلال وجماهيرها بشكل عام أنهم وراء التخطيط لشغب بين جماهير الاتحاد لأغراض لسنا بحاجة إليها لأننا فريق عظيم يفوز ويهزم.. ويرتفع وينزل.. ويأخذ البطولات.. ويأخذها أيضا (هذه مافيها خيارين!)، فلسنا بحاجة إلى إقامة المباراة في أرضنا وكأننا لم نحطم العديد من الفرق الكبيرة في أرضها وبين جمهورها.

نستطيع أن نبرأ من الشواذ المشاغبين في الجماهير الهلالية ونقول بأنهم جماهير للفريق الفلاني مندسة بين جمهورها المثالي(!) لأهداف شريرة.. إلخ، حتى مؤلفوا الجرائم البوليسية لم تطرأ عليهم هذه الفكرة.. لأنها ساذجة جدا وسطحية.

نعترف بوجود قلة من المخربين الذين يأتون للمشاغبة؛ لأننا منطقيين ونعرف أن هناك (مراهقين) و (مشاغبين) من شبابنا يتصرفون تصرفات لا نقبلها ولا تقبلها الجماهير العريضة العاقلة الحضارية لنادي الهلال.. ولا حتى جماهير الأندية الأخرى، ولم نفكر أن نتهم جهات أخرى بأنها وراء هذه المشاغبات الصبيانية التي هي واقعٌ نراه حتى في احتفالات يومنا الوطني، وفي المهرجانات السياحية، والملتقيات الشبابية من قبل بعض (القلة) من الشباب، وكنا نتوقع أن بعض إدارات أنديتنا منطقية في تصريحاتها، ولكن مع الأسف عليهم ألا يكثروا من متابعة أفلام الأكشن والتحليلات السياسية حتى لا يعيشوا جوّها ويتلفظوا بتصريحات يسخر منها الواقع.

يا جماهير الهلال !
وفي تَعَبٍ من يحسد الشمس نورها ..... ويجهد أن يأتي لها بِضريبِ