 
			
				23/03/2002, 08:31 AM
			
			
			     |  
      |    زعيــم مميــز   |   |    تاريخ التسجيل: 29/12/2001  المكان: جدة  
						مشاركات: 2,219
					        |        |  
  |     
				
				وصف ليوم القيامه .. من شعر العشماوي       وقفت جميــــع مشاعري تتأمــل *** وفمي عن النطق المبين معطل    
ما كنت في حلم ولا في يقظــــة *** بل كــنت بــين يـــديهما أتــململ    
أرنــو إلى الأفق البعيد فمــا أرى *** إلا دخـــــــــــانا تـــــائهـا يـــتجول    
وحشود أســــئلة تجــــر ذيــولها *** نــحوي وباب الذهن عنــها مقفل    
أحسســت أن إرادتـي مسلــوبة*** وشــعرت أن مـــخاوفـي تتـرهـل    
وشعرت أني في القيامة واقــف*** والناس في ساحاتها قد هـرولـوا    
يســعون كالموج العنيف عيونهم *** مشـــــدوهـة وعقولهـم لا تعقـل      
والكون من حولي ضجيج مرعب *** والأرض مـن حـولي امتداد مذهل      
قد أخـــرجت أثقــــالها وتأهبـت *** للحـــــشر وانكسر الرتاج المقفـل      
والناس أمثال الفراش تقاطــروا *** مـــن كــل صــوب هاهنا وتـــكتلـوا    
كل الــجبال تــحولت من حولهم *** عنهـا وكـــل الـــشامـــخـات تزلـزل    
وجميع من حولي بما في نفسهم *** لاه فـــلا معـــــط ولا مــــتفضــل    
كل الخلائق في صعـــيد واحــــــد *** جمـــعت فـسبحـان الذي لايغفـل    
وأقيم ميزان العدالـة بيــــنهــــــم *** هـــــذا بــــه يعــــلـو وذلــك يـنزل    
وتجمعت كل البهائم بعضــــــــهـا *** يــقتــص مــن بـــعض وربـك أعـدل      
حتى إذا فرغ الحساب وأنصـــفت *** من بعضها نزل القضـاء الأمـــــثــل    
كوني ترابا يا بـــهائم .. عــــندهــا *** صــاح الــطغاة وبــالأماني جلجلوا    
يا ليتــــــنا كنـــــا تــــرابـا مــثلهــا *** يــــا لـــيتنا عــــن أصـــلنـا نتحـول    
هيهات لا تجدي النــــــدامة بعدما *** نــصب الــصراط لكم وقام الفيصل    
ومضيت أقرأ في الوجوه حــــكاية *** إجمالـــهـا عـــنـد الـذكي مفــصـل    
ورأيت مالا كنــــت أحـــلم أن أرى *** حــولي وقد كشف الستار المسدل    
هذا هــــو النــــمرود يـندب حظـه *** والــدمع مـن هــول المـصيبة يهطل    
وهناك فـــــــرعون المألـه نفسـه *** يســـعى بغــــير بصـــيرة ويــولول      
وهـــناك كـــسرى تـــاه عند إيوانه *** مـــترنـح فـــــي ســـيره متملمـل      
وهـــــناك قــيصر نفسـه مكسورة *** وبــقـلبـه مــــمـا يـــعانـي مرجـل    
وهــــنا ابــــو جــهل يراجع نفسـه *** عيـــنـاه تــوحـــي أنـــه يـتـوسـل    
يـــــــارب أرجــــعنا لنعمـل صالحـا *** غــير الــذي كـــنـا نــقـول ونعمـل    
هــيهات قــد طوي الكتاب ألم يكن *** فيكـــم نـبي بالهـــدايـة مــرسـل    
ســــبحان ربــك هــؤلاء جــميعهـم *** كانـــت لهـــم دار هــنـاك تـــبجـل    
لكنــــهم كفــــروا بـــمن أعطاهــم *** مــلكـا وعــاثوا في البـلاد وقتلـوا    
ورمــوا بشــرع الله خلف ظهورهم *** عــزلوه عـن حكم الزمان وعطلـوا    
جمع الطغــاة هنا وقد هـانوا علـى *** ربـــي وعــــد المـــؤمـن المتبتـل    
وقـــفوا وآلاف الــــضحايا حـــولهـم *** فـــالــيوم ينظر في الأمور ويبطل    
واليــوم يسعـد مؤمـــن بــــــيقينـه *** والــيوم يشقى الفاسق المتحلل    
واليوم يمـــتد الـــصراط فـــمسـرع *** نـــحو الـــــنعيم وزاحــــف متمهل    
ومـــحمل بـــالذنــب زلـــت رجــلـه *** فــهوى ونــــار جــــهنم تســـتقبل    
فأجـــلت طرفي ساعة فرأيت من *** أمـــر الـــقيامة مـــايــــروع ويذهل    
هذا أب يــــسعى إلـيه وحـــــيــده *** وبــــمقلته تـــرقـــــب وتـــــ،ـوسل    
أبتـــاه أرهقني المسـير وحاجـتي *** شــــيء يــــسير لايـــمض ويـثقل    
شـيء من الحسنات ينقذني وقـد *** خــفت مــوازيــني وفـــيك أؤمـــل    
أنـــت الذي عــودتني فيما مضـى *** بــذلا ومــثلك فــي المصائب يبذل    
وإزور وجــــه أبــــيه عــنه مـــرددا *** نـــفسي أحـــق بــما تقول وأمثـل    
ومضى كسيف البال يسأل نفسه *** مــــاذا جـــرى لأبي .. أهذا يعقل ؟    
وبــــدت له بيـــن الــــجموع حليلة *** كـــانت تــــفضـــله وكـــان يفضـل      
وغدا يــناديها رويــدك زوجتـــــــي *** فــأنا الحبـــيب ولـيس مثلك يجهل    
ريـــــحانـــتي أنـــسيت أيام الصبا *** أيــــــــام كـــــنا من هوانـا ننهـل ؟    
أنا من وهبــــتك في فؤادي منزل *** مـــــاكان فــــيه لـــغير حبك منزل    
شيء من الحسنات ينقذنــي وقد *** خـــفت مـــوازيني وفــيك أؤمـل    
قالت له والـــهـم يـــشعـل قـلبهـا *** لــهبا وفـي أحــشائـــهـا يتغلغـل    
عذرا فــــأنت رفـــيق عمــري إنمـا *** نـــفسي أحــق بما تقول وأمثـل      
ومضى كسيف البال حتى لاح في *** وســط الزحام خيال من لايبخل      
أم رؤوم راح يـــركـــض نــحوهــــا *** جـــذلا وهل بعد الأمومة موئل ؟      
حملـــته فــي أحشائـهـا وتحملـت *** مــن أجــل راحـته الذي لايحمـل    
أمــــاه ياأمــــاه مــــدي لـــي يــدا *** فـــلكم بـــذلت إذا أتــيتك أسـأل    
شيء من الحســنات ينقذني وقد *** خــفت مـــوازيني وفــيـك أؤمـل    
قــــالت لــه والـدمع يغلب صـبرها *** نــفسي أحق بما تقـول وأمـثـل    
ونــــقلت طرفي لحظة فرأيت مـا *** لاتــستريح لــه الـنفـوس وتقبـل      
بشر كأنهــم الـــحوامل قد مشـوا *** مـــشيا ثــقيـلا والـمصيـبة أثقـل      
من هؤلاء ؟ فقال من يدري بــهم : *** أهـــل الربا بئس المقام المخجـل    
أكلوا الربـــا جــــهرا ولــم يتورعـوا *** عــن أكـــله ومشوا إليه وأرملـوا    
مـــــاصـــدهم عــن أكــلـه بطلانـه *** وكـــذاك بــاطل كـل قـوم يبطـل    
وأخــذت نـــاحية أفـــــكـر بالـــذي *** يـــجري وأرســـل ناظـري وأنقـل    
مـــاذا أرى رجـــل يــحيـط برأسـه *** طــوق وفــي رجليه قيـد محجـل      
من ذلك الرجل التعيس؟ فقال لي *** مـــــن عـــنده خـبر يقـين ينقـل      
هذا الذي خان العهود وعــاش في *** دنــــياه يغتصب الحقوق ويأكـل    
يسطوا على مـال الضعيف وأرضه *** والــيوم يــجـني ماثـراه ويحمـل      
الشــبر فـــي الـــدنيـا يــقابلـه هنا *** سبع من الأرضين بئس المحمـل    
ورأيـــــــــت قومـا يدعسون كأنـهم *** نـــمل وقد ذاقـوا الهوان وجللـوا    
مــــن هــــؤلاء الـــبائسـون أراهــم *** هـانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا    
فأجابــــني : هــــم كـل مختـال لـه *** فـــيما مــضى كـبر عليـه يعـول    
وذهلت عنهم حـــين أبـــصر ناظري *** رجل يساق الى الجحيم ويعتــل      
ووراءه امـــــرأة يــــحيـط بـجيدهـا *** حــــبل يلــف مـن الجحيـم ويفتـل    
مـــن ذلـــك الرجل الشقي وهذه *** تجـــري علـــى أعــــقابـه وتولـول    
هـــذا أبـــو لــهب وزوجـتـه الـتي *** كـانت تــجول على النـبي وتجهـل      
وأخـــذت نـــــاحية فـلاح لناظـري *** روض وأزهــــــــــار ونـور مقــــبـل    
غـــرف بــــطائنهـا الـحريـر وتربها *** مســـك بـــــــماء المكرمـات مبلـل    
ونـــساؤهـا حــور فوجه مشـرق *** كالشمس ســـاطعة وطرف أكحل    
أنـــهارهـا عــــــسـل وخمـر لـذة *** لـــلشاربـين وشـــــربهـا لايـــثمـل    
وبنـــــاؤها من فـضـة من فوقهـا *** ذهــب وعنـــد الله مــــاهو افضـل      
أقـــــل مــــن فـيهـا نصيبا حظـه *** أضــعاف دنــيانا وربـــــــــك يجـزل    
رأيت فيها الســــاكــنين ربوعهـا *** نــحو الــجنان وفي المنازل أنزلـوا      
على الأراـــئك يجلسون حديثهم *** مـــستبشرين بــما رأوه وحـصلـوا    
يتذكـــرون حــــوادث الدنيا الـتي *** صــمدوا لـــها وعــلى الإله توكلـوا    
طوبــى لكـــم هذي منازلكم فمـا *** خابـــــت مساعي من يجد ويعمل    
أجلت طرفي في الوجوه فـلاح لي *** وجــــــه بدا وكأنما هـو مشعـل      
وجه الرسول يشــــــع نورا صادقـا *** قد جــاء في حلل السعادة يغفل    
ورأيت أصحاب الرسول وقد مضوا *** نـــحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا    
ورأيت مــــــؤمن آل فرعون الـذي *** نـــبذوا .. وصـــــفحة وجهه تتهلل    
والكــــــوثر الرقراق لاتسـأل فمـا *** مثلي يــــجيب وليس مثلي يُسأل      
نهــــر كـــــــأن الـدر يجـري بينـه *** أو أنــــه النــــــور الذي يتسلسـل      
سبحـــان ربك هاهنا حصل الذي *** مـــاكـــان لولا فـــضل ربك يحصل      
ورفعت طرفي لحظة فرأيت مـن *** لاشيء يشبــــــــهـه وليس يمثـل    
نــــــور تــــجلـى للخـلائـق كلهـا *** فــــــــتواضعـوا لجـــــلالـه وتذللوا    
وقعوا سجودا يلـــــهجون بذكـره *** والـــكون بالـــصمت المهيب مكلل    
سجدوا وأما المبطلون فحاولـوا *** أن يســـــــجدوا لكنهم لم يفعلـوا      
وصحوت من حلمي ونفسي بالذي *** شاهدت مؤمنة وعيني تهمـل      
وشعرت أن مظاهر الدنيا الـتي *** لهوى .. مظــــاهر نشوة لا تكمـل      
وعلمت ان الله يمهـــــل عبــده *** عــــطفـا عــــــليـه وأنـه لا يهمـل    
وهنا وقفت وفي فؤادي دوحـة *** تحنـــــــــو علي غصونهـا وتظلـل    
هي روضة الإيمان يجري نهرها *** عذبـــــا ويشدوا في رباها البلبل      
عبدالرحمن العشماوي       |