19/01/2008, 05:40 AM
|
| زعيــم مميــز | | تاريخ التسجيل: 19/10/2006 المكان: ◦˚°
مشاركات: 2,444
| |
بارك الله فيك هذه الأسئلة تحتاج إلى إثبات أن الله سوف يسألك عنها . وبعضها – إن لم يكن أكثرها – من القول على الله بغير عِلم . ولو اقتَصَر على ما ثبت السؤال عنه لكان أولى بمن كَتَبها . فلو اقتصر – مثلا – على السؤال عن الخمس التي لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسال عنها . وكذلك ما جاء في الحديث : إن الله عز وجل يقول يوم القيامة : يا ابن آدم مرضت فلم تعدني . قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده . يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني . قال : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تُطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي . يا ابن آدم استسقيتك فلم تَسقني . قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال : استسقاك عبدي فلان فلم تَسقه ، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي . رواه مسلم . فمثل هذه الأشياء سوف يُسأل عنها الإنسان يوم القيامة . أما قوله : (كم شخصا نقلت بسيارتك) ؟ (كم شخصا استضفت) ؟ (كم شخصا كسيت) ؟ فالسؤال عن هذه الأشياء يحتاج إلى إثبات ودليل .. ولا دليل – فيما أعلم – . وقوله : (سيسألك عن مكنونات نفسك ونظرتك للآخرين) أقول : هذا غير صحيح ؛ لأن الله لا يسأل ولا يُحاسِب عن مكنون النفس إذا كان من قَبِيل : حديث النفس أو الهاجِس أو الخاطر . لقوله عليه الصلاة والسلام : إن الله تجاوز عن أمتي ما حدّثت به أنفسها ، ما لم تعمل أو تتكلم . رواه البخاري ومسلم . ويَسأل سبحانه وتعالى عن أعمال القلوب ، لا عن مكنونات الأنفس . وقوله : (سيسألك إن كنت قد خجلت من إرسالها لأصدقائك ) فأقول : وهل هذه الرسالة مما يَجب علينا إرساله ، حتى نُسأل عنها يوم القيامة ؟ وهل إذا خجل الإنسان من فِعلِ شيء ما ، سوف يُسأل عنه يوم القيامة ؟ نعم .. لو كان الخجل فيما يتعلّق بإنكار مُنكَر ، لوَرَد السؤال . وحَريّ بِكل من أراد نشر شيء يتعلّق بالدِّين أن يَرجع إلى أهل الاختصاص ، فإننا لو أردنا نشر معلمة طبية أو غيرها ، لرجعنا إلى أهل الاختصاص . ودِين الله أولى بالحفظ والصيانة عن العبث . والله تعالى أعلم . نقلا عن الشيخ عبد الرحمن السحيم |