المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > المنتديات العامة > منتدى الثقافة الإسلامية
   

منتدى الثقافة الإسلامية لتناول المواضيع والقضايا الإسلامية الهامة والجوانب الدينية

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
  #1  
قديم 17/02/2002, 09:22 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 11/10/2001
المكان: الامارات - دبي - ديره
مشاركات: 277
من وصايا أبي الدرداء -رضي الله عنه-

من وصايا أبي الدرداء -رضي الله عنه-، من خطبة للشيخ صالح آل الشيخ.. اظفر بهذه الوصايا..


أبو الدرداء كان من أقواله أن قال:

«اطلبوا العلم فإن عجزتم فأحبو أهله، فإن لم تحبوهم فلا تبغضوهم».

وهذه وصية للأمة جميعاً.

لأن أشرف ما في هذه الأمة العلم وأي علم، العلم بالله جل جلاله، العلم بكتابه وسنة رسوله .

لأن هذا هو العلم الذي أمر المصطفى بالازدياد منه، قال جل وعلا لنبيه: {وقل رب زدني علماً}.

قال العلماء: لم يأمر الله نبيه أن يدعوه بالازدياد من شيئاً إلا من العلم، وأهل العلم مرفوعون درجات {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، لهذا أبو الدرداء قال: «اطلبوا العلم فإن عجزتم» لأن الناس ليسوا على حد سواء في أن يكونوا طلبة علم ومقبلين على العلم قال: «فأحبوا أهله» لأن محبة أهل العلم تجعل المحب مع من يحب تجعله يسأله ويقتدي بأقوالهم وأفعالهم ويكون ذا صلة بهم.

إن لم تحصل المحبة، قال: «إن لم تحبوهم فلا تبغضوهم» لأن بغض أهل العلم بغضٌ لصفوة المؤمنين، لأن الله جل وعلا أمرنا بمحبة المؤمنين جميعاً قال جل وعلا: {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض}، يعني بعضهم يحب بعضاً وينصر بعضه، وأولى أهل الإيمان بالمحبة أكثرهم خشية وأكثرهم علماً، لهذا قال: «فإن لم تحبوهم فلا تبغضوهم».

وأي جناية أيها المؤمن تجنيها على نفسك إذا أبغضت أهل العلم، وكيف يكون بغضهم، يكون بأشياء: إما بمسبتهم وإما بنقدهم وإما بأن تكون وقاعاً فيهم، تارةً بحق وتارة بباطل.

أهل العلم ليسوا كاملين معصومين لكن إن رأيت فيهم نقصاً فإشاعة النقص في الناس يعني أن لا يأخذ الناس من أهل العلم، فإن ترك الناس أهل العلم لا يأخذون منهم، فمعنى ذلك الجناية على أهل الشريعة، فممن يأخذ الناس الشريعة إن لم يأخذوها من أهل العلم، لهذا جاءت وصية أبي الدرداء عويمر بن عامر ويقول لك: «اطلبوا العلم فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلا تبغضوهم»، ليبقى في القلب إجلال أهل العلم الذين ملء صدورهم كتاب الله، والعلم بسنة المصطفى .

وأيضاً من أقوال أبي الدرداء أنه قال لأصحابه يوماً:

«إني لآمركم بالخير وما كل ما أمرتكم به فعلته ولكني أرجو الأجر بأمركم».

وهذا من الفقه العظيم في دين الله وليس من أنه يأمر ولا يفعل، الذي ذم، ولكن العبد المؤمن يجمع في امتثاله للشرع بين امتثال الأوامر واجتناب النواهي، وهو عليه أن يأمر بالخير وعليه أن يمتثل بالخير، فإن فاته أحدهما فلا يجوز له إن يفوت الآخر. لهذا قال الإمام مالك -رحمه الله- مالك بن أنس -إمام دار الهجرة-، قال رحمه الله: «ما كل ما نأمركم به نفعله، ولو تركنا الأمر لأجل عدم الفعل ما أمرناكم إلا بالقليل». هل معنى ذلك أنهم يتركون الأمر إلى محرم؟ لا، ولكن أهل العلم وأهل الجهاد عندهم من معرفة الأحكام ما يرتبون فيه المصالح يجعلون الحسنات درجات. وليس كذلك كل من أمر بمعروف أو نهي عن منكر. لهذا قال أبو الدرداء: «أني لآمركم بالخير، وليس كل ما أمرتكم به فعلته ولكني أرجو الخير بما أمرتكم به». يعني أنه يأمر بمستحبات، يأمر بأشياء من الخير يفعلونها وليس كل ما أمرهم به فعله لأنه منشغل عنه بما هو أهم منه في حقه وأما في حقهم ليس الأمر كذلك، بل لابد أن يكونوا مأمورين بهذا. وإذا أتته الفرصة ولكن في فراغ من أمره فإنه يرغب في المستحب وفي غير المستحب يعني في الواجب ودرجاته كما قال جل وعلا: {فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب} يعني بأنواع الواجبات والمستحبات.

بعض الناس لا ينتبهون لهذه المقالة ولهذا الأصل الشرعي، فإذا كان على شيء من الخطأ قال : أنا لا آمر بالخير لأني لا امتثله ولا أنهى عن المنكر لأني ربما فعلته، وهذا غلط على الشريعة لأنه يجب عليك أن تأمر وتمتثل، فإن فاتك الامتثال فلا يفتك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلابد أن تمتثل هذا وتجتنب هذا، فهذا واجب، وهذا واجب، وإذا فاتك أحدُ الواجبين فلا يجوز أن تفوت الآخر.

ومن أقوال أبي الدرداء أنه قال لأصحابه مرة:

«استعيذوا بالله من خشوع النفاق»، قالوا: يا أبا الدرداء وما خشوع النفاق؟ قال : «أن يرى الجسدٌ خاشعاً والقلب ليس بخاشع».

وقد ثبت عن النبي أنه قال : «أول ما يسلب من هذه الأمة الخشوع فترى الناس يصلون في المساجد لا تكاد تجد فيهم رجلاً خاشعاً».

استعيذوا بالله من خشوع النفاق. أن يرى الجسد خاشعاً مطرقاً في الصلاة، ولكن القلب ليس بخاشع، هذه حال أهل النفاق لأنهم في الصلاة يصلون مع المسلمين، ولكن قلوبهم ليست خاشعة لله، بل يراءون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلاً.

لماذا قال أبو الدرداء استعيذوا بالله من خشوع النفاق؟. ليقرّ في قلوبنا أن لا نجعل ذلك أمراً مسلماً مرضياً به.

كثيرون من يكون في قلوبهم عدم الخشوع، ويكون خشوعهم خشوع بدن، وهو يعلم أن قلبه ينازعه إلى أنواع من الكبائر والمنكرات وينازعه إلى أنواع من ترك الواجبات ثم يقول له أبو الدرداء: استعيذوا بالله من خشوع النفاق، يعني: إذا كنت على هذه الحال فلا ترض من نفسك بهذه الحال بل استعذ بالله، والتجيء إليه واعتصم به ولُذ به وأقبل عليه، لكي يزيل ما في قلبك من خشوع النفاق وهو أن يكون القلب غير خاشع، ترى الناس يصلون، ولكن الخاشع منهم قليل، كان صحابة رسول الله يتعبدون العبادات وربما كان من بعدهم أكثر منهم تعبداً ولكن كانوا يتعبدون بقلوب خاشعة.

لهذا لما قيل للحسن البصري هؤلاء التابعون أكثر عبادة من صحابة رسول الله فكيف كان الصحابة أرفع منهم منزلة.

قال الحسن: «كان الصحابة يتعبدون والآخرة في قلوبهم، وأما هؤلاء فيتعبدون والدنيا في قلوبهم، وشتان ما بين هذا وهذا».

لهذا أبو الدرداء أيضاً قال: «يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم، كيف يغبنون سهر الحمقى وصومهم، ولمثقال ذرة من بر مع تقوى ويقين أعظم وأرفع عند الله من أمثال الجبال عبادة من المغترين».

المقصود خشوع القلب، وخشوع القلب معناه استكانته وإقباله وخضوعه وسكونه لله جل وعلا، فلنستعذ بالله من خشوع أهل النفاق.

اللهم أنا نعوذ بك من خشوع أهل النفاق، اللهم اجعل خشوعنا خشوع أهل الإيمان ظاهراً وباطناً يا كريم.

ومن أقوال أبي الدرداء أنه قال رحمه الله ورضي عنه وقد مر على رجل عمل ذنباً، وحوله أناسٌ يسبونه، رجلٌ عمل ذنباً وعلم بذنبه أناس؛ فمر عليهم أبي الدرداء وهم يسبونه؛ فقال لهم أبو الدرداء -وهو البصير بعلاج البعد عن الدين وعلاج أهل العصيان وعلاج أهل القلوب المريضة-، فقال لهم:

«أرأيتم لو وجدتموه في قاع قليب ألم تكونوا مخرجيه منها؟»، قالوا بلى. قال: «فاحمدوا الله الذي عافاكم ولا تسبوا أخاكم، احمدوا الله الذي عافاكم ولا تسبوا أخاكم».

لكن انظر إلى تمثيله بأن أهل الإيمان إذا وجدوا رجلاً قد وقع في ذنب فإنهم لا يتركونه، بل مثله بمن كان في قليب لا يجد من ينجيه منها، في قاع قليب. فماذا يفعل أهل الإيمان مع أخ لهم قد وقع في مهلكته، أيسبونه ويقولون لم تدخل هذا القليب ولم تجعل نفسك هكذا وهكذا إلى آخره؟ لا. بل يسعون في نجاته ويحرصون على ذلك.

إذاً فالسلبي هو الذي يسب، بل إن سب العاصي لا يجوز في الشريعة، بل نسأل الله لإخواننا الهداية، ونحمد الله الذي عفانا ثم نسعى في أن ننقذهم من شر الذنوب والعصيان. لأنهم ما أذنبوا إلا بوقوعهم فريسة لمكر إبليس عدو الله وعدوننا. إذاً فهذا الوصية أيها المؤمن وصية عظيمة، إذا رأيت أحداً وقع في معصية فلابد أن تبذل له السبب.

وإذا نظرنا أيها الأخوة في زماننا هذا وجدنا أن كثيرين يسمعون بأناس وقعوا في معصية فتجده يقول: هذا وقع في كذا وكذا وهذا يذهب ويسافر ويفعل كذا وكذا، وهذه العائلة حصل منها كذا وكذا.

وتراه ينتقده بشدة ويسبه، وربما استهزء والعياذ بالله، وإذا سألته: ما الذي عملته لإخوانك في تركهم لهذه الذنوب وجدته يقول: لم أفعل شيئاً، إذاً كان وسيلة من وسائل الشيطان.

أيضاً لأن النبي قال: «من قال هلك الناس فهو أهلكم» يعني كان بمقاله ذلك سبباً في هلاكهم، والنبي نهى أن نتحدث بكل ما سمعنا فقال عليه الصلاة والسلام: «من حدث بكل ما سمع فهو أحد الكاذبي» وقال: «أحد الكاذبين» فلابد أن نسعى في إصلاح الغلط وفي نصح أهل الذنب وأن نكتم الذنوب وننشر الخيرات، إذا رأينا رجلاً عنده خير فلنقل فعل كذا وكذا من الخير لأنه بذلك ينتشر الخير ويكون الناس يقتدي بعضهم ببعض في الخير، وأما إذا نشرنا الشر فإن الناس يتساهلون فيه وبه فيقول: نعم فلانٌ فعل كذا وكذا من المعاصي، وهذا فعل كذا، وهذا فعل كذا، فيظن الظان أن الشر أكثر من الخير فيتساهل بالشر فيقبل عليه. رحم الله ورضي عن أبي الدرداء وجزاه خيراً عن أصحابه وعن الأمة بعده.

منتقاة من خطبة للشيخ: صالح آل الشيخ -حفظه الله- نقلاً عن موقع المنبر.
ونقلتها لكم من منتدى سحاب السلفيه للكاتب أبو الفضل الأثري
اضافة رد مع اقتباس
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML غير مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 12:11 PM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube