المنتديات الموقع العربي الموقع الانجليزي الهلال تيوب بلوتوث صوتيات الهلال اهداف الهلال صور الهلال
العودة   نادي الهلال السعودي - شبكة الزعيم - الموقع الرسمي > منتديات نادي الهلال > أرشيف مواضيع منتدى الجمهور الهلالي
   

أرشيف مواضيع منتدى الجمهور الهلالي ارشيف بمواضيع منتدى الهلال السابقة

 
   
 
LinkBack أدوات الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 17/02/2002, 03:44 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 18/12/2000
مشاركات: 200
صحافة الهلال واعلام النصر الضعيف "مقال يستحق القراءة"

سلسلة مقالات للكاتب عبدالله بن بخيت في زاويته "يارا"
خلال شهري شعبان ورمضان من العام 1420
في جريدة الجزيرة الاعداد 9924، 9928، 9930، 9932، 9935

الصحافة بين الهلال والنصر
1-5

نسمع في كثير من الاحيان من يقول ان الهلال نادي الصحافة (من باب التعبير طبعا) وهذه المقولة من الصعب انكارها، فالهلال يسيطر على الصحافة سيطرة شبه كاملة حتى بالنسبة للصحافة التي تناوئه, وليس مناسبا ان نخوض في التاريخ البعيد الذي سمح للهلال بمثل هذه السيطرة, على كل حال هناك مجموعة متعددة من الاستراتيجيات والتكتيكات المرحلية التي تتضافر لتشكل مدرسة صحفية يمكن ان تدرس في معاهد وكليات الاعلام.
تقوم قاعدة العمل الاعلامي الهلالي على (قيم) وعلى (أساليب تنفيذ) من اهم القيم التي تشكل عصب آلية الاعلام في الصحافة الهلالية (قيمة الانتصار المستمر), فلو قرأت الصحافة على مدى موسم كامل ستلاحظ ان اول قاعدة استراتيجية هي مفهوم ان (الهلال فريق لا يقهر), لذا نرى ان الهزيمة التي يتلقاها الهلال تتحول على صفحات الجرائد بقدرة قادر إلى نصر, والنصر يتحول الى بطولة, والبطولة تتحول إلى اسطورة.
فالهلال يلعب المباراة بلاعبيه في الملعب وهناك من سيكمل المباراة في اليوم التالي على صفحات الجرائد, بحيث يمحو اثر الهزيمة اذا كانت هزيمة ويهول النصر إذا تحقق، فصحافة الهلال تربط الهلال في أذهان الناس بقيم الفوز والاعتلاء لا قيم الهزيمة, فهي تختلف حتى عن الصحف المؤيدة للفرق الكبيرة الاخرى, فتلك الصحف تجاري فرقها بشكل مشتت,, بينما صحف الهلال تسير وفقا لاستراتيجية واضحة المعالم، تتعاطى مع الاحداث المتفرقة صغيرة او كبيرة، كرة قدم أو سلة، في إطار منهج مترابط شامل ومتنامٍ في الوقت نفسه, وتحس بدقة تنظيمها حتى انك تتخيل بأنها تدار من قبل الآلة الاعلامية الاكثر تطوراً.
هناك مجموعة كبيرة من العناصر التي توظف لتنفيذ المخطط وقبل الدخول في تفاصيل هذا المخطط يجب ان اسارع الى القول اننا عندما نتحدث عن تخطيط، لا يعني هذا بأن هناك جهازاً في مكان ما ينسق الجهود او يرسم الخطط, ولكن هذا يعود إلى ان صحافة الهلال تحولت إلى مؤسسة تتحرك بقوة الدفع الذاتي وتمتلك تقاليد عريقة لا يستطيع ان يحيد عنها احد, لذا فكل من ينتسب إلى هذه المؤسسة من الاجيال الجديدة ليس له خيار سوى ان يتبنى اطروحتها وأساليبها إذا أراد البقاء فيها, وحتى اذا جاء رؤساء تحرير يناصبون الهلال العداء لن يستطيع اي منهم ان يهدم هذه المؤسسة او يغير من تقاليدها,, لأن اي رئيس تحرير جاد لا يستطيع ان يقوض ركناً من اهم اركان جريدته إذا أراد لها النجاح فمؤسسة الهلال الاعلامية لا تمدح الهلال وتروج له فقط وإنما تقدم للجريدة التي تنشط فيها مادة صحفية حقيقية تكسب الجريدة احترام المهنيين والقراء على حد سواء حيث استطاعت هذه المؤسسة ان تتحول الى مدرسة اعلامية متكاملة لا تستغني عنها اي جريدة,, والشيء الآخر المهم في هذه المؤسسة انها متغلغلة في نفوس الجماهير حتى اصبحت تنتج نفسها ذاتيا مما يجعل الخلاص منها او تحجيمها امراً متعذراً فهي تتوالد في كل مكان في المملكة واستطاعت ان تنتج ذاتها حتى في ملعب خصومها، وهذا اخطر تحدٍ اعلامي يواجهه خصوم الهلال وخصوصا النصر, وذلك عندما اسست في لا شعور الناس جميعا حتى في داخل مؤسسة النصر المناوئة المفهوم الذي يقوم على اساس ان الصراع الكروي في المملكة ليس إلا (حب الهلال وكره الهلال) (هل انت مع الهلال ام ضد الهلال), ومن هذا فإن التنامي في جمهور النصر قائم على هذه الفرضية.
فمحرك جماهير النصر العاطفي هو كراهية الهلال وليس حب النصر وقد ساهم اعلام النصر الضعيف في دعم هذا المفهوم وتضخيمه ومن ثم تبنيه كجزء من ايدلوجية الصراع مع غريمه الهلال واكبر دليل على هذا ان النصر عندما ينهزم في بطولة دولية لا يعمل اعلامه على تبرير الهزيمة من النواحي الفنية والادارية, وإنما يكتفي بالقول (أن الهلال سبق له ان انهزم ايضا) اي ان اعلام الهلال استطاع ان يزرع ذاته في عمق الآلة الاعلامية للنصر حتى اصبح هدف النصر ليس تحقيق بطولة وإنما منافسة الهلال على تحقيق البطولات.
سنرى في العدد القادم كيف تعمل صحافة الهلال وكيف تنفذ اهدافها وسنجيب على عدد من الاسئلة الطريفة المتعلقة بالموضوع فالقضية ليست قضية كورة كما سيبدو الأمر امام القارىء للوهلة الاولى فالهلال والنصر ظاهرتان اجتماعيتان بواجهتين رياضيتين.

الصحافة بين الهلال والنصر
2-5

قلنا في المرة السابقة إن إحدى القواعد الأساسية التي يقوم عليها اعلام الهلال هي: الهلال فريق لا يقهر .
لذا تعمل صحافة الهلال دون كلل أو ملل على ربط الهلال بهذه القيمة واستبعاد النصر من هذه القيمة أو الاستفادة منها, إذا تعرض الهلال لهزيمة يسارع اعلام الهلال الى اخفاء اسم النصر من صفحات الجرائد وإبعاده من الذاكرة تماما حتى تتم معالجة آثار الهزيمة في نفوس الناس, فبعد أي هزيمة يتلقاها الهلال تحدث ربكات مفتعلة وتتناثر التصريحات وتتعرض مراكز الإداريين الكبار في النادي للاهتزاز وتصل الأمور في بعض الأحيان بإلصاق الهزيمة برئيس النادي نفسه, وهذا التكنيك هام جدا لأنه يزرع في روع الناس الانطباع ان الهلال فريق لا يقهر, وهذه الهزيمة هي كارثة يجب ان يحاسب الجميع عليها, وكل هزيمة للهلال في الدوري أو في غيره تعالج على أساس أنها كارثة حتى لو جاءت الهزيمة في مباراة لا تؤثر في سياق الفريق, وفي نفس الوقت يعكس هذا التكنيك ان الصحافة لا ترحم الهلال وانما توجه له النقد القوي اللاذع مما يشي بحيادها التام, وفي المقابل فإن هزائم النصر تعالج كأنها سياق طبيعي يحدث كل يوم ولا يوجد ما يستوجب الزعل.
لو قرأنا الطريقة التي تظهر بها صحف الهلال بعد مباراة من مباريات الهلال, سنلاحظ أنه في حال الفوز تظهر المانشتات في احدى الصحف كالتالي الزعيم هو الزعيم دائما وفي حال الهزيمة فستكون المانشتات كالتالي:رعونة التهديف تفقد الهلال فوزا مؤكدا .
عندما نفتش هذه المانشتات بتمعن سنرى غياب النصر، وإذا دققنا اكثر سنرى أن الصياغة في الجملتين تؤكد بأن الخبر يدور حول الهلال أما النصر فهو مجرد ضيف.
فالخبر يشبع عندك المعرفة بما حدث للهلال سواء كان الفريق المقابل هو النصر أو أي فريق آخر, ومثل هذه الصياغة تفترض أن القارىء يقرأ الجريدة وهو يريد أن يعرف ما حدث للهلال فقط بمعنى أن الآلة الإعلامية الهلالية تنطلق من افتراض مسبق مفاده أن الكرة في المملكة تدور حول الهلال.
وفي صحيفة أخرى قد تقرأ المانشتات التالية الهلال يلحق هزيمة قاسية بالنصر أما اذا كان النصر هو الفائز فستكون المانشتات غالبا كالتالي: الهلال يخسر مباراته الأولى في الدوري , وفي بعض الأحيان لاتذكر الهزيمة باسم الهلال وانما باسم المتهم بأسبابها، فاذا كان المتهم هو المدرب ربما تقرأ المانشت التالي: المدرب الفلاني يتلقى أول هزيمة له في الدوري وأحيانا لا يأتي اعلام الهلال على سيرة الهزيمة اطلاقا فنقرأ بعد الهزيمة المانشت التالي حان وقت رحيل المدرب فمن هذه المانشتات تفهم ان الهلال لم يهزم ولا يمكن ان يهزم.
ومن القضايا الهامة التي تعالج على صفحات الجرائد هو تبرير الهزيمة, فالفرق بين الهلال والنصر في تبرير الهزيمة هو الآلية التي تتم بها هذه التبريرات, لأن النصر لا يملك مؤسسة اعلامية تسانده، اضطرت ادارته ان تأخذ مهمة تبرير الهزيمة على عاتقها.
في هذه الحالة ليس أمام النصر لتبرير هزائمه إلا اتهام الحكام فقط, لأننا نعرف أن هناك اربع جهات تكون مسؤولة عادة عن الهزيمة في كرة القدم هي: الادارة، أو المدرب، او اللاعبون، أو الحكام وفي أحيان قليلة الطقس فاذا كان المسؤول في النادي هو المسؤول عن التصريحات وهو المسؤول بالتالي عن تبرير الهزيمة فليس أمامه إلا ان يتهم الحكام فقط, لأن بقية الأطراف المسؤولة عن الهزيمة تحت ادارته وأي اتهام لها هو في الواقع اتهام لنفسه ولادارته, فتلاحظ ان النصر من أكثر الفرق السعودية اتهاما للحكام بعد كل هزيمة، بل اننا نقرأ أحيانا اتهام الحكام يتم قبل بدء المباراة كأمر مفروغ منه, لأنه لا يوجد مبرر آخر أمام النصر لتبرير هزيمته إلا الحكام, وفي المقابل نجد ان فرص تبرير الهزيمة متعددة أمام الهلال ويمكن تبديدها كالدم بين القبائل فالكاتب في الجريدة يتهم اللاعبين والادارة تتهم الحكام والمدرب يتهم الادارة وهكذا تضيع اسباب الهزيمة في دوشة الاعلام إلا اذا كان هناك مصلحة استراتيجية لالصاق التهم بعنصر محدد أو عندما تكون الهزيمة كبيرة ويتطلب الأمر كبش فداء لتهدئة الجماهير الغاضبة عندها تتفق الأطراف بصورة غريبة ويطاح بالمسؤول عن الهزيمة مهما كان حجمه.
لابد أنه طرأ على القارىء الكريم بعض الأسئلة المهمة والبديهية مثل لماذا يسيطر الهلال على الصحافة رغم عراقة فريق النصر وتمتعه بقاعدة جماهيرية كبيرة؟ ولماذا تغيب الفرق الأخرى مثل الشباب عن الصراع الكروي الدائر بين الهلال والنصر؟, فالشباب على سبيل المثال هو أقدم الفرق في المنطقة الوسطى كما قفز في السنوات الأخيرة لمصاف الفرق الكبرى وحقق نسبة عالية من بطولة الدوري وزود المنتخب بأفضل اللاعبين, ولماذا يغط فريق الرياض في نوم لا يقهر وهو كما نعرف من الفرق العريقة؟ هناك اسئلة كثرة تحتاج الى إجابات أو على الأقل مقاربات.
في العدد القادم سوف نقترب من هذه الأسئلة ونحوم حولها لعلنا نظفر بشيء من المعرفة حول هذه القضية الكروية الاجتماعية.

الصحافة بين الهلال والنصر
3-5

يمكن أن أقول أن سمو الأمير عبدالرحمن بن سعود واحد من أعظم الرجال الذين ساهموا في نهضة الرياضة في المملكة العربية السعودية وسيحتفظ له التاريخ بمكانة كبيرة وسامقة, فهو الوحيد الذي خلق فريقا عالميا من الصفر, فالنصر قبل سموه لم يكن سوى فريق حواري صغير كان يمكن أن يلقى نفس المصير الذي لقيه منافسوه آنذاك من فرق الدرجة الثانية كالاتحاد والكوكب, وقد أفنى سموه زهرة أيامه وخيار أمواله في صناعة هذا النادي العملاق حتى إننا لا يمكن ان نتصور نادي النصر دون أن نرى سموه الكريم ولا يمكن أن يذكر سموه دون أن يذكر النصر, فالعلاقة بينهما علاقة جوهرية من المستحيل الفصل بينهما, وعلى مدى ثلاثين عاما مضت تقريبا لم يبتعد أي منهما عن الآخر, فالنصر هو النادي الوحيد الذي لم يعرف توالي الرؤساء, وتنوع الأفكار ما زلت أظن أن الصراع الدائر بين الهلال وبين النصر هو في الواقع صراع بين ارادة عبدالرحمن بن سعود الصلبة وبين جماهير الهلال الغفيرة, واذا لم تخني الذاكرة فأول تصريحات أطلقها سموه بعد صعود نادي النصر الى الدرجة الأولى كانت مفعمة بالتحدي حيث أعلن سموه ان طاولة الكأس جاهزة في نادي النصر في شارع الظهيرة ولم يبق سوى أن يأتي الكأس مرغما ويجلس عليها, ومنذ ذلك الحين والمنافسة بين الهلال والنصر لم تهدأ أبدا, واذا كان النصر حظي طوال تاريخه برئيس قوي ومتفان وذي بأس عظيم، فالهلال من جهة أخرى كان يتناوب على رئاسته عدد من الرجال من كافة أنماط ومناطق المملكة, ومن هناك افترق الفريقان جوهريا في نوع المدرسة الادارية لكل منهما, ولو تأملنا في هذه النقطة جيدا لعرفنا نوع الفرق الجوهري بين الهلال والنصر يمكن أن نقول بلغة الادارة ان الهلال يدار كشركة مساهمة بينما يدار النصر كمنشأة فردية.
اذا قارنا بين تركيبة الهلال الادارية وتركيبة النصر الادارية التي صنعها التاريخ، سنلاحظ دون عناء ان بنية النصر الادارية بنية مغلقة تكيفت مع الطريقة التي أرادتها ادارته بينما بنية الهلال تبقى دائما بنية مفتوحة حسب الرئيس القوي الذي يرأس الهلال في هذه الفترة أو تلك, ويتضح هذا الكلام اذا عرفنا انه تعاقب على رئاسة الهلال عدد كبير من الرجال من مختلف تنويعات المجتمع السعودي ومناطقه, بينما بقي النصر منذ ان عرفناه تحت ادارة واحدة لم تتغير إلا في الشكل, ومن الطبيعي ان ينعكس هذا على كافة علاقات الفريقين وتوجهاتهما, فرجل الأعمال والقيادي والخلاق وأي من يرغب في تسلم منصب يستحق الذكر سيتجه للهلال على الفور, ليس لأن الهلال هو الأفضل أو المحبوب أو الجماهيري ولكن لأن الهلال يمنحه فرصة كبيرة للوصول حتى الى رئاسة النادي, وذلك يعود كما قلنا الى بنيته المفتوحة, أما من يتوجه للتعاون مع النصر حتى من أخلص جماهير النصر، فلن يكون لطموحاته الشخصية أي فرصة للتحقق, وعليه ان يستمر في خدمة ناديه في اطار الاخلاص المطلق والوفاء للفريق, وفي حدود الدعم الكامل لتوجيهات الادارة التي تقود النصر منذ فجر تاريخه, بينما يتيح الهلال الفرصة لكل من يريد ان يخدمه لتحقيق الولاء وتحقيق الطموحات الشخصية في الوقت نفسه, وقد أنتج هذا في النهاية بالنسبة للهلال ما يمكن ان اسميه حق الاختلاف أي حق الابداع والتفكير الحر, فبنية الهلال الادارية تتيح لك ان تختلف مع الرئيس وأعضاء الشرف وحتى مع الجماهير ومع اللاعبين وتتصارع مع الجميع علناً وتبقى هلاليا فوق الشبهات, لا يستطيع ولا يحق لأحد التشكيك في ولائك للهلال, ونشاهد دائما الصراعات بين قيادات الهلال وبين اعلامييه على صفحات الجرائد, أما بالنسبة للنصر فأي اختلاف مع ادارته سيعني اختلافا مع النادي والجماهير، وبالتالي خلل في الولاء, فهناك دمج تام بين قيادة النصر وبين النصر, ولذلك لم يرق النصر أبدا الى مستوى ثراء الهلال أو جماهيريته أو مستوى نفوذه أو اعلامه, ولكنه في الوقت نفسه امتاز بالثبات في الهدف والاستمرارية ولم يصادف في تاريخه هزات عنيفة كما صادف الهلال وبقية الفرق الأخرى ذات البنى المفتوحة.
وهذا الفرق في البنية لاشك يساهم بشكل جوهري في توجهات الفريقين وينتج عنه مجموعة من الأساليب المتباينة وطرق عمل مختلفة فهو فرق على مستوى الأيديولوجيا الادارية وبالطبع سوف ينعكس هذا على بناء المؤسسات التي يقوم عليها أي ناد وهي الادارة، الجمهور، الصحافة، اللاعبين .
ولكن طالما أنني أدعي أن بنية الهلال المفتوحة هي التي تجتذب رجال الأعمال والخلاقين والطامحين للهلال، فالشباب والرياض لا يختلفان في هذا الأمر, إذا لماذا اقتصر توجه هؤلاء الطامحين ورجال الأعمال الى الهلال دون سواه, للإجابة على هذا السؤال المشروع والطبيعي في هذا السياق لابد ان نعود مرة أخرى ونتحدث عن الآلة الاعلامية الهلالية ودورها في صناعة القوة والضعف بين فرق الوسطى ومن ثم صناعة توجهات الجماهير سواء جماهير القوة والنفوذ أو جماهير المدرجات التي لا تملك سوى حناجرها.

الصحافة بين الهلال والنصر
4-5

ربما يدهش القارئ اذا قلت: لو لم يكن النصر موجودا لاخترعه الهلال, فالمراقب المندمج في احداث الكورة في المملكة سيرى ان النصر وقف في حلق الهلال ومنعه من كثير من البطولات المستحقة وانتزعها منه، فالنصر حسب وجهة نظر هذا المراقب هو الفريق الوحيد الذي يهدد بانتزاع مصادر القوة من يد الهلال ومن السهل ان يدلل على ذلك، فالنصر يتفوق على الهلال بعدد مرات الفوز كما انه يتمتع بوفرة من الجماهير لا تقل كثيرا عن الهلال, لكن الشيء الذي لم نلتفت اليه هو كلمة الجماهير حيث يمكن ان تقسم الى نوعين متميزين: جماهير المدرجات والجماهير النوعية، فجماهير المدرجات لا تملك سوى حناجرها وتتغير اعدادها حسب الانتصارات المؤقتة وتوفر اللاعبين المتميزين وفي هذا الجانب حقق النصر مكاسب كبيرة وقد عمل النصر سنوات طويلة في هذا الاتجاه ومن خلال هذه الجماهير الهادرة في المدرجات تشكل في روع النصر أنه أصبح يقاسم الهلال الجماهير في الرياض, لم يكن امام النصر في الحقيقة امكانية كسب الجماهير النوعية تلك الفعاليات المندسة في المؤسسات وفي ثنايا المجتمع، اما الهلال من جهة اخرى لم يتخل عن جماهير المدرجات ولكنه سعى بوعي خلال ثلاثين سنة للحفاظ على الجماهير النوعية, بمعنى آخر قبض الهلال بقوة خلال صراعه الطويل مع النصر على مفاتيح النصر في الصراعات الاستراتيجية وترك للنصر فرصة الكسب في المسائل التكنيكية المتغيرة, والسبب بسيط وهو كما قلت يكمن في الاختلاف الايديولوجي في قيم الصراع، والحق يقال فكل منهما حقق اهدافه بالكامل, فالنصر جعل هدفه الاساسي هو ان يهزم الهلال وحقق ذلك بتفوق وقبل ان يكون في النهاية (فارس نجد) وسمح بالتالي للهلال ان يكون الزعيم على حد تعبير صحافته، والدليل ان الكرة في المنطقة الوسطى اصبحت تدور حول الهلال وعلى بقية الفرق ان تتنافس على منافسة الهلال ومما يؤكد كلامي تصريح لاحد المسؤولين في النصر حيث قال (ان النصر لم يعد منافسا للهلال منذ سنوات بل الشباب هو المنافس) وهناك شواهد كثيرة تدل على انه لا احد يفكر ان تكون المنافسة في الوسطى بين الشباب والنصر او بين الشباب وبين الرياض او بين الرياض وبين النصر, فالمنافسة في الرياض بين الهلال وبين أي فريق يتقدم ولكن من الواضح انه خلال الثلاثين سنة الماضية لم يتقدم لمنافسة الهلال سوى النصر.
مرت فترة من الفترات كاد ان ينهار فيها الهلال ككيان, وبعضنا يتذكر التصريح الشهير الذي اطلقه مؤسس الهلال عبدالرحمن بن سعيد الذي يقول فيه (الهلال جنازة تنتظر الدفن) كما مرت فترة بسط فيها النصر نفوذه الكامل على الكرة في الرياض وألغى شيئاً اسمه تفوق الهلال, ولكن رغم هذه الهزات الخطيرة لم يستطع احد وعلى رأسهم النصر اسقاط الهلال من سدة المنافسة, فلم يتقدم الشباب او الرياض ليحل محل الهلال لمنافسة النصر ولم يعمل النصر على احتلال مركز الهلال الاستراتيجي (كمحور) فقد تاه النصر في شعاره الذي يقول (سنهزم الهلال) وهو بهذا الشعار في الواقع حافظ على مكانة الهلال الاستراتيجية حتى عاد الهلال متعافيا قويا مرة اخرى, كان النصر يفوز على الهلال بأربعة اهداف نظيفة ويعود في اليوم التالي ويهزم من فريق صغير لا قيمة له ولكنه لا يأبه لذلك لأن هدفه الاستراتيجي هو هزيمة الهلال, وقد نفخت صحف الهلال في هذا الاتجاه كثيرا حتى لا ينهض اي من الفريقين الشباب او الرياض ويحل محل الهلال.
الشيء الذي لم يفهمه النصر هو ان البناءات لا تقوم على العواطف وخصوصا في الكورة فالكورة ليست وطناً يقبل الإنسان المخلص النبيل أي دور فيه لمجرد أن يخدم بلاده, فالكورة هي مزيج من الولاء والاطماع الشخصية والمتعة، والنصر في فلسفته يطالب جماهيره بالتخلي عن الاطماع الشخصية والاكتفاء بالولاء؛ لذا اكتفى دائما بالمراهنة على جماهير المدرجات لأنه لا يوجد انسان على استعداد ان يدفع ملايين من حر ماله لينتهي المجد لشخص آخر مهما كان هذا الشخص، فالنصر ببنيته التي تحدثت عنها يوم امس الاول لا يمكن ان يقتحم المناطق التي يسيطر عليها الهلال فهو لا يملك سوى فريق قوي وجماهير حناجر.
رغم التنافس القوي والشرس بين الهلال والنصر ورغم سيطرة الهلال على الاعلام يبقى النصر الفريق الاول الذي ينافس الهلال على التواجد الاعلامي ونلاحظ في الوقت نفسه ان حضور الشباب والرياض يكاد يكون محدودا على مستوى الاخبار او المجاملة, فلماذا اذاً يفسح الهلال كل هذه المساحة للنصر وهو غريمه القوي ويضن بها على الفريقين الذين تم تحييدهما منذ زمن بعيد؟
للاجابة عن السؤال نعود مرة اخرى الى البحث في البنية الادارية لكلا الفريقين والى الاهداف الاستراتيجية لهما فالشباب والرياض يتمتعان بنفس البنية الادارية وليس هدفهم النهائي والاهم هو هزيمة الهلال لذا فهما يشكلان تهديدا استراتيجيا للهلال وعليه فالنصر يمثل اهم عامل لبقاء السيادة للهلال في المنطقة الوسطى فكما قلنا فإن البنية المغلقة للنصر تجعله غير قادر على انتزاع اي من عوامل قوة الهلال كالصحافة والوجهاء ورجال الاعمال والجماهير (عناصر تكون المؤسسة) ولكن لو ضعف النصر او حدث له ما يبعده عن واجهة الصراع مع الهلال فهذا يعني ان هناك فريقاً آخر سيحل محله وهو اما الشباب وإما الرياض وكلا الفريقين يمتلكان الخاصية الاساسية التي مكنت الهلال من السيطرة على المنطقة الوسطى وهي البنية المفتوحة فالشباب والرياض يمكن لهما على المدى الطويل قليلا ان يسحبا البساط من تحت الهلال باجتذاب الرجال الخلاقين والطموحين والقادرين على منافسة مؤسسات الهلال العريقة, فإذاً الصراع بين الهلال والنصر في الظاهر ولكن الصراع الحقيقي هو بين الهلال وبين كل من الرياض والشباب فإذاً الهلال يمكن ان يسمح بالدعاية المجانية للنصر ودفعه لمنصات التتويج على حسابه إذا لزم الامر ولكن لا يمكن ان يسمح للشباب ان يتقدم اكثر مما هو عليه الآن فالذي يلاحظ سلوك آلة الاعلام الهلالية مع الرياض ومع الشباب سيرى ان هناك عملية تهميش متعمدة فالخطر على مكان الهلال لا يأتي من النصر ابدا ولا يمكن ان يأتي من النصر وانما من الفرق ذات البنية المفتوحة، فهي القادرة على زحزحة الهلال من المركز والحلول مكانه, هذا ما يبوح به تاريخ الصراع بين الفريقين ولكن المستقبل له كلمات اخرى وسيأتي من يقرأه بشكل افضل وبمعطيات أكثر.

الصحافة بين الهلال والنصر
5-5

الحمد لله أنني أنهيت سلسلة الهلال والنصر في آخر يوم من شعبان ودخلنا في الشهر الكريم دون شوشرة أو ضجيج, والطريف في الامر ان جاءت تلك السلسلة مع آخر مباراة بين الفريقين العريقين في هذا القرن الذي يوشك على مغادرة الزمان إلى الابد, أهنئ كل قراء يارا بدخول الشهر الكريم وأهنئ بالتحديد جماهير الفريقين بحلول الشهر الكريم وعلى المباراة الجميلة التي شاهدناها، أظن انها واحدة من امتع المباريات في هذا الموسم وأتمنى انني اجيد التعليق على المباريات وتحليلها حتى اساهم برأيي، على كل حال يكفي رأيي الذي عبرت عنه والذي اختلفت عليه الاراء فالهلاليون يتهمونني بالانحياز للنصر والنصراويون يتهمونني بالانحياز للهلال، عندما بدأت كتابة الموضوع كنت أعرف انه ليس من مصلحة احد أن يدخل (عُصه) بين الهلال والنصر إلا في حالة واحدة هو ان يعلن ولاءه التام لاحد الناديين عندئذ يكون تحت مظلة آمنة فمن الواضح ان مبدأ الحياد في هذه القضية مرفوض تماما (أما معي او ضدي).
كان لدي كلام كثير يمكن ان يقال في هذه القضية المثيرة والممتعة ولكن اقتراب شهر رمضان جعلني اعجل بمعالجة الامر واقفز الى النتائج, على كل المجال مفتوح لي ولغيري لطرح رأيه بعيدا عن التعصب الكروي، على فكرة انا لست ضد التعصب إذا لم يتحول إلى عنف بغيض كما يحدث في الملاعب الانجليزية، وأحيانا استمتع بالجلوس مع المتعصبين من الفريقين وخاصة من الهلاليين عند مشاهدة مباراة للهلال، حيث تكتشف في النهاية انهم لم يشاهدوا الفريق الخصم على الاطلاق، فالهلالي المتعصب يتابع لاعبي الهلال فقط والاحداث التي تجرى للهلال، لا يتذكر ولا نقله للخصم إلا ما شكل تهديدا صريحا لمرمي الهلال، وفي الحقيقة كان يشاهد كيف تخلص الهلال من الخطر وليس كيف لعب الخصم، ومتعصبو الهلال أيضا لا يشاهدون المباريات الاخرى التي لا يكون الهلال طرفا فيها إلا بعيون هلالية صرفة، فإذا انطلق رونالدو بالكرة وضاعت منه التفت الى زميله وهو يقول بكل جدية يا الله هذي كورة سامي، وإذا بدد زيدان الكرة في ركلة طائشة خبط الارض وهو يصرخ هذي اصلا مفروض يمررها (وين الثنيان يا شيخ)؟! فالهلاليون لا يتفرجون على المباريات بشكل نقي فهم يبدلون اي مباراة بلاعبي الهلال في خيالهم.
أعرف صديقا لم يشاهد الهلال يهزم ابدا فهو لا يشاهد مباريات الهلال حية ابدا يذهب هنا أو هناك حتى تنتهي المباراة فإذا كان الهلال فائزا شاهدها على الفيديو وإذا كان الهلال مهزوما تجاهل الموضوع كليا، اما جمهور النصر والحق يقال اكثر الجماهير حيادا وهو بذلك اكثر الجماهير شكوى من التعصب، شعارهم (الحياد الحياد) والحق يقال فالنصر كله في غاية الحياد إلا ان هناك مشكلة واحدة يتمنى النصر ان ينتهي منها وهي مشكلة (الحكام)، وفي هذا المقام اقترح ان نرفع للاتحاد الدولي لكرة القدم ان يلغي فكرة الحكام او يستثني النصر ويسمح له باللعب بلا حكام, وأنا على ثقة ان حياد جماهير النصر سيكون كاف لضبط احداث المباراة وسوف نسمع جماهير النصر تصرخ (خلها يا هريفي بلنتي لصالح شقيقنا الهلال)! وإذا اصر الاتحاد الدولي على فكرة وجود الحكام السخيفة عندئذ يسمح للنصر ان يعين واحداً من ادارته حكما في كل مباراة يكون النصر طرفا فيها وخصوصا مبارياته مع الهلال او نعطي الصفارة لواحد من لاعبي النصر, وبهذا نكسب مباراة جميلة وحكما في غاية النزاهة.
بعيدا عن المزح، فالهلال والنصر مؤسستان اجتماعيتان من اهم المؤسسات الاجتماعية التي عملت على تعميق الوحدة الوطنية وساهمت في تشكيل المجتمع السعودي بأسلوب عصري, فالذي لايعرف النوادي الرياضية جيدا يجهل ما يمكن ان تلعبه هذه المؤسسات في مكافحة الاقليمية ومكافحة الانتماءات الجاهلية وتحويلها الى انتماءات عصرية مفتوحة قابلة للاختراق، ولكن هذه قضية كبيرة أتمنى ان يأتي اليوم الذي استطيع ان اطرحها بشكل مكشوف وموسع, وتاريخ التطور الاجتماعي في المملكة وخصوصا في الرياض مدين لقليل من الرجال الافذاذ ومن اهمهم لاشك سمو الامير عبدالرحمن بن سعود وشيخ الرياضيين ومؤسس الرياضة الحقيقي في المنطقة الوسطى الشيخ عبدالرحمن بن سعيد.

عبدالله بن بخيت
  #2  
قديم 18/02/2002, 05:02 AM
زعيــم نشيــط
تاريخ التسجيل: 20/08/2001
المكان: خط الجبيل _ الرياض
مشاركات: 677
ياخوي ليش ماتختصر الموضوع
لانه اطول من اللازم
وشكراً
  #3  
قديم 18/02/2002, 07:41 AM
زعيــم مميــز
تاريخ التسجيل: 29/12/2001
المكان: جدة
مشاركات: 2,219
ان في القلب لحسرة
ان في القلب لحسرة
ان في القلب لحسرة
اين نواف بن محمد؟
اين فيصل بن سلطان؟
اين بندر بن محمد؟
اين هذلول بن عبدالعزيز؟
اين خالد بن طلال؟
اين خالد بن الوليد؟
اين رجال الهلال المخلصين؟
اين واين واين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  #4  
قديم 18/02/2002, 02:40 PM
زعيــم فعــال
تاريخ التسجيل: 18/12/2000
مشاركات: 200
اخوي المستشار

المقال مو انا اللي كاتبة والاختصار بيقلل من قيمة المقال اللي رغم انه من نصراوي الا ان اسلوبه راقي في تحليل الوضع بطريقة اقل ما يقال عنها انها رائعة
وانا اسف على الاطالة
   

 


قوانين المشاركة
غير مصرّح لك بنشر موضوع جديد
غير مصرّح لك بنشر ردود
غير مصرّح لك برفع مرفقات
غير مصرّح لك بتعديل مشاركاتك

وسوم vB : مسموح
[IMG] كود الـ مسموح
كود الـ HTML مسموح
Trackbacks are مسموح
Pingbacks are مسموح
Refbacks are مسموح



الوقت المعتمد في المنتدى بتوقيت جرينتش +3.
الوقت الان » 07:54 AM.

جميع الآراء و المشاركات المنشورة تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , و لا تمثل بأي حال من الأحوال وجهة نظر النادي و مسؤوليه ولا إدارة الموقع و مسؤوليه.


Powered by: vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd

Google Plus   Facebook  twitter  youtube