بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله صباحكم/مسائكم بكل خير
بداية أحب أن أنوهــ بأنني كتبت هذا الموضوع بعد أن نلت كفايتي من الراحة.وتخلصت من جميع المؤثرات العاطفية والتشنجات العصبية التي لا تساهم في نقاش الأخطاء بالطريقة السليمة أو وضع الحلول المنطقية لها
خصوصا بعد اليوم الأسود للكرة السعودية.والذي شهد سقوط منتخبنا الأولمبي بمستوى هزيل وتعادل منتخبنا الأول مع شبان الإمارات
وقبلها خروج منتخب الناشئين بالهزيمة بالثلاثة أمام كلاً من الهند والعراق !!
وقبلها خروج ممثلي الكرة السعودية (الهلال والشباب) من المسابقات الآسيوية و(الوحدة والأهلي) من البطولات العربية !!
ولو أجبنا عن هذا السؤال:ما هي آخر إنجازات الكرة السعودية خارجيا؟ (ملاحظة أقصد بطولة تنتهي بتتويج بطل واحد) لوجدنا أن
الكرة السعودية تحتضر مالم يتدارك المسؤولين هذا الخطر القادم....
إن المتتبع للتاريخ الرياضي السعودي يجد أن الرياضة وجدت بناءً على إجتهادات شخصية فردية بحتة وهي أقرب للهواية منها إلى الإحتراف
وبناءً على ذلك كان الجانب المهاري هو الطاغي والسائد لرياضتنا ولم نكن نهتم بأي جانب آخر
فالجمهور لا يطرب إلا من تسحيب لاعب بلاعب آخر,بكعب,بكبري......إلخ من اللمحات المهارية وهذا هو مصدر الفخر والإعتزاز للجمهور الرياضي
فالجمهور الهلالي تغنى بيوسف والغشيان كثيراً,والنصراوي تغنى بمحيسن والهريفي,والأهلاوي تغنى بالقهوجي.....وهكذا هي جميع الأندية وهذا هو حال محبيها.
تطورت الرياضة,وتطور المفهوم العام لها,وأصبحت علماً قائماً بحد ذاته,فمن أخصائيي التغذية إلى الخبراء الفسيولوجيين إلى أدق التخصصات والمهام
وأيضاً شمل التطور الطاقم الإداري كاملاً. ومن لم يساير هذا التطور فلن ينال من النجاح سوى بعض المكتسبات الوقتية التي تؤول إلى إلى النسيان مع مرور الوقت.
ومثلما تطورت الرياضة تطور أيضاً التعاطي مع الأحداث الرياضية من إعلام وغيرهـــ
ولو قارنّا حالنا مع أحوال الشعوب الأخرى وقسنا تطورنا ونجاحنا فسنظهر بمظهر لا يليق بنا.حيث أننا ثابتون وغيرنا يسعى للتطور والرقي ويسابق الزمن على ذلك.
يا أخوان الرياضة لدينا تعاني من مشاكل جمة ومن جميع النواحي.والدليل أنه كلما تقدم بنا الوقت كلما تناقصت الإنجازات وخفت وهج النجاحات.
القصور عام على جميع النواحي إداري وفني وأيضا القصور يشمل اللاعبين.ولن نحتاج إلى خبرة عميقة أو نظرة ثاقبة لمشاهدة تخلفنا الرياضي.
فالنجوم أنقرضوا والمواهب ندرت وليس هذا فحسب فنظرتنا لم تتغير.ولازلنا نطلب من لاعبينا سحبة مذلة للخصوم أو كعب أو كبري ولو أدى لذلك لقتل هجمة ناجحة أو هدف محقق.
في حين أن الدول الأخرى تسعى بصورة واضحة (لتصنيع) النجوم بإستخدام أحدث العلوم والطرق,وبذل الغالي والنفيس لإكتشاف الدرر المكنونة في أرجاء البلاد
يا أخوان الطريقة المعاصرة السائدة هي الإعتماد على البنية الجسمانية واللياقة البدنية ومع كثرة التدريب,يتمكن اللاعب من تطبيق متطلبات المدرب بحذافيرها
ولو شاهدنا اللاعبين الأوروبيين والأفارقة واللاتينيين لوجدنا أنهم ذوي أبدان ٍ ضخمة,وهامات عالية.
في حين أننا نبحث عن المواهب ولا نبالي بالحالة البدنية ونتيجة لذلك ظهر لنا لاعبون موهوبون ولكن هزيلي الأبدان ومن أولى الإحتكاكات يخرجون على نقالات العلاج.
في الجيل الحالي نجد أن الشلهوب ومالك وتيسير الجاسم وأحمد الموسى وعبدالرحمن القحطاني وخليجياً خلفان ومطر,جميعهم موهوبين لكن لا يمتلكون أجساد تساعدهم
على تأدية واجباتهم المناطة بهم.
حتى المحترفين الأجانب من التائب إلى أيلتون إلى كايو إلى الحسن كيتا...إلخ ويشذ عن هذه القاعدة لاعبي الدفاع فقط....!!
المشكلة لا تتضح حينما نقابل منتخباً خليجياً أو آسيوي.ولكن تظهر حينما نواجه منتخب أوروبي أو لاتيني أو أفريقي مثل ألمانيا (8/0) و البرازيل (8/2)
ولن تخدعنا نتيجة غانا بحكمها الجروان..
قد يقول قائل أن هذا من الله.نعم من الله ولا أعتراض على قدرة الله.لكن العلم لم يدع شيئاً للصدفة.فالتغذية الجيدة والتمارين المناسبة والإنضباط الأخلاقي كفيلة بتحسين الأجساد.
وسأضرب مثالاً على ذلك للتأكيد على نظرتي.والتصديق على مقالي:
لاعب كوت ديفور (ساحل العاج سابقاً) ونادي ليون الفرنسي عبد القادر كيتا. كان سابقاً لاعباً في نادي السد القطري .كان هزيل البنية وهذه صورة له سابقاً:
وبعدما تهيأت له الفرصة وأحترف في فرنسا تغيّر بمشيئة الله إلى هذا الحال
وذلك بعد أن سار على النهج الرياضي الصحيح وأنتظم في ناديه وبتأثير التغذية السليمة والتمارين المكثفة والإنضباط نال مركزاً ثابتاً في تشكيلة فريقه و منتخبه
وشاهدناه ماذا فعل أمام منتخب قطر في اللقاء الودي قبل أيام معدودة حينما سحقوها بنصف درزن.
أنا تطرقت إلى جانب واحد من جوانب القصور رياضتنا وهو ما يتعلق باللاعبين...ولم أتطرق إلى الألعاب الأخرى التي سجلت فشل ذريع في الدورة العربية.
التي ذهبنا إليها بأكبر بعثة على صعيد الدول العربية.ونحتل مركزاً متأخرا في ترتيب الدول من حيث الميداليات !!
شاهدنا عداء الـــ 100 متر الموهوبــ قاحص كيف أن موهبته وضعته في بداية السباق في مقدمة العدائين ولكن لغة الأجساد فرضت نفسها وتقدم عليه العداء المصري الطويل في الأمتار الأخيرة !!
ختاماً:أإعتذر على الإطالة وفي إنتظار أطروحاتكم لنرسم خط العودة من جديد إلى منصات البطولات والتتويجات
وإلى لقاء آخر
في أمان اللهـــــ
الوضع العادي
