أعجبني ما يحلم به كاتبنا المحبوب الكابتن/ تركي العواد، في مقاله فأردت أن أنقله لكم.


لا اعتقد أن هناك وقتاً أنسب من الوقت الحاضر لتدشين قناة سعودية متخصصة في الرياضة، فالتطور الرياضي الذي نعيشه الآن في جميع الألعاب وعلى جميع المستويات المحلية والعربية والعالمية يحتم علينا أن نتواجد بشكل إعلامي مشرف، فالتقدم الرياضي الذي نتمتع به الآن يجب أن يسايره تقدم إعلامي يعكس ما وصلنا له، لكي نظهر للعالم الصورة الحقيقية التي نعيشها، ولكن هذا الحلم مع الأسف مايزال معطلاً لأسباب نجهلها، ولكن الوقت قد حان لكي يكون لدينا قناتنا الرياضية الخاصة بنا، لأننا نملك المؤهلات والإمكانيات الكافية لإنتاج قناة ناجحة بكل المقاييس، فمن الظلم أن تكون دولة بحجم السعودية لها مساهمات رياضية كبيرة على المستوى العالمي ولها حضور مؤثر ولا تملك قناة رياضية متخصصة.

نتنفس كورة
الشعب السعودي من أكثر الشعب العربية والآسيوية حباً للرياضة، فنحن نتابع الأحداث الرياضية المحلية والعربية والعالمية بشغف، صدقوني لو تعرض مباراة في الدوري الفلبيني على تلفزيون (الفلبين) تابعناها، نحن نعيش الرياضة.. نتنفسها.. فلماذا نحرم من قناة رياضية تعبر عنا؟!
كلما تحدثت مع أحد الأخوان الرياضيين الخليجيين وجدتهم يحسدوننا على الجماهير السعودية التي تساعد في نجاح أي نشاط نقوم به، وهذه الجماهير ليست سلبية بل هي جماهير نشطة ومتحركة.. تحب المشاركة وتتفاعل مع الأحداث بشكل كبير، ولكن هذه الجماهير المتحمسة عندما لا تجد ما يشبع نهمها على شاشة التلفزيون السعودي فإنها بضغطة زر ستتوجه للقنوات الأخرى، نحن لا نريد أن نخسر هؤلاء الشباب ولا نريد أن يكسبهم غيرنا خصوصاً انهم لا يطلبون المستحيل.. فقط يريدون التركيز على الرياضة التي هي حبهم الأول والأخير.

شو.. هالقطوة!!
صادفت صديقاً قديماً عند أحد المحلات التجارية وجلست أتحدث معه بشوق وحماس لأني من مدة طويلة ما شفته وأثناء (دردشتي) معه كان بين كل لحظة وأخرى يردد كلمات لبنانية (لعيونك، تأبرني، ما بدي) استغربت من كلامه لأني أعرف أنه (عمره ما طلع من الرياض) ولكني (سويت نفسي ما انتهبت).. كملنا كلامنا وقبل أن أودعه مرت بجانبنا (قطوة) صغيرة فصرخ صاحبي (شو هالبسينة.. ما أحلاها) وقتها لم استطع تمالك أعصابي فقلت له: (وش قصتك مع الكلام اللبناني شكلك تزوجت لبنانية وإلا فتحت مطعم لبناني) ولكني تفاجأت من رد صديقي الذي قال: (لا هذي ولا ذيك.. ركبت دش)!!
صاحبي ليس حالة شاذة بل إن أكثر الشباب اصبحوا يهربون للقنوات الفضائية الأخرى بعد أن فقد التلفزيون السعودي جزءاً من جاذبيته، ومقابل ذلك جندت القنوات الأخرى كل أسلحتها لاصطياد الجمهور السعودي الذي يعتبر الداعم الأول للبرامج الناجحة، لذلك أصبحت أكثر البرامج تصمم أصلاً لإرضاء (رغبات) الشباب السعودي، حتى أوقات بث البرامج صارت بتوقيت السعودية (علشان ما يتعبونا)!!

ماطلبنا لبن العصفور
نحن لا نريد شيئاً إعجازياً ولا نحلم حلماً غير مشروع، ولم نطلب قناة تقدم لنا برامج خارجة عن عاداتنا وتقاليدنا، بل إن كل مطالبنا تندرج تحت بند الترفيه البرئ، فنحن نريد قناة تقدم برامج جماهيرية رياضية لإعادة المشاهدين السعوديين مرة أخرى لمتابعة تلفزيونهم، خصوصاً أن البرامج الرياضية التي تهمنا نحن كرياضيين والتي تقدم على شاشة التلفزيون السعودي بقناته لا تفي بالغرض ولا تشبع نهم المتابع للرياضة، اعتقد أنه من المضحك أن نشاهد مبارياتنا وأخبارنا الرياضية على القنوات الفضائية الأخرى قبل أن نشاهدها على شاشة التلفزيون السعودي.

بس دقيقة
عموماً التلفزيون السعودي معذور فلديه جدول بالبرامج ولا يمكن أن يعطي الرياضة أكثر مما يعطيها الآن، لأن هذا سيكون على حساب برامج أخرى، تصورا أننا كنا نحلل إحدى المباريات في الاستديو التحليلي على شاشة التلفزيون السعودي ولكننا لم نستطع أن نتكلم (خمس دقائق على بعض) لأن الأخبار الانجليزية حرمتنا من الكلام قبل المباراة والأخبار الفرنسية أخذت عشر دقائق فيما بين الشوطين، وبعد نهاية المباراة (رتبنا حكينا وصفصفناه) ولكننا تفأجانا بمخرج برنامج (.....) يطلب منا مغادرة الاستديو بعد أقل من عشر دقائق، لكي يجهز الاستديو لبرنامجه، وعلى هذا المنوال في كل مرة ندخل فيها الاستديو (نتشفق) الدقيقة لكي نقول ما عندنا ولكننا نصطدم بارتباطات التلفزيون ببرامج أخرى قد لا يتابعها أحد!!
يكفي أن نتذكر الأسماء الكبيرة في عالم التعليق والتحليل الرياضي والتي هربت من التلفزيون السعودي واتجهت للقنوات الفضائية العربية لأن هذه القنوات أعطتها الوقت الكافية للإبداع.

مشروع كسبان
إنشاء قناة رياضية هو مشروع مربح بمعنى الكلمة لأن المجتمع السعودي محب للرياضة، كما أن اخواننا في الخليج وفي العالم العربي الفسيح يتابعون مبارياتنا المحلية ويبحثون عن أخبارنا الرياضية، في كل مكان نذهب له سواء في الخليج أو مصر أو الشام نتفاجأ بمتابعة ومعرفة اخواننا العرب بكل تفاصيل الكرة السعودية، بشكل يجعلنا نحس بأننا وصلنا لمستوى متطور أجبر الآخرين على متابعة كل صغيرة وكبيرة في مسابقاتنا المحلية.
وجود هذه القناة سيساعد الكثير من الرياضات المختلفة على الظهور الإعلامي بعد أن عاشت سنوات في الظل بعيدة كل البعد عن الأضواء، فكرة الطائرة والسلة واليد وغيرها من الألعاب لا تنقل مبارياتها على التلفزيون السعودي إلا نادراً بسبب ضيق الوقت، كما أن هناك ألعاباً مهملة نهائياً (ومالها حس) مثل رياضة المعاقين التي تعاني من التهميش مع أن أبطالنا في هذه الألعاب حققوا نتائج مشرفة رفعت علم السعودية عالياً، ولكن القناة الرياضية ستضمن لهذه الألعاب التواجد الإعلامي الذي سيساعدها على الانتشار والتطور الذي تبحث عنه من زمان.
يكفي أن إنشاء هذه القناة سيضمن لنا عودة المعلنين السعوديين (اللي مالين) القنوات الفضائية، مما سيحفظ الأموال السعودية من التسرب للخارج، كما أن متابعة شبابنا لقناتنا الرياضية سيجعلهم أقل تأثراً وتعرضاً للقنوات الفضائية الأخرى التي تبث ما يخالف ديننا وعاداتنا وتقاليدنا.

كل شيء موجود
ليس هناك ما يدعو للتشاؤم من فشل القناة الرياضية، لأننا نملك كل مقومات النجاح، فالقناة ستكون متابعة في كل أنحاء العالم العربي، كما أن الدعم المادي اللازم لدعم القناة موجود ومتوفر من خلال الإعلان، إضافة لوجود الكوادر الفنية والإدارية القادرة على إدارة قناة رياضية بكل نجاح وتميز.
كما أن لدينا المادة الإعلامية الكافية لإنشاء قناتين رياضيتين وليس واحدة، فمسابقاتنا المحلية لكرة القدم مثيرة ومتابعة ومشاركات أنديتنا الخارجية (ما شاء الله) في تزايد، فأنديتنا لديها مشاركات فعالة على المستوى الخليجي والعربي والآسيوي وحتى العالمي ومنتخبنا الوطني يشارك بشكل دائم في جميع المحافل الدولية (دورة الخليج، كأس العرب، كأس آسيا، كأس العالم، دورة الألعاب الأولمبية، دورة الألعاب الآسيوية)، هذا من الجميع، خصوصاً مشاركتنا في كرة اليد وألعاب القوى والتي وصلنا فيها للعالمية، ولا يمكن أن ننسى الفروسية وسباقات الخيل التي أصبحت الآن رياضة جماهيرية تمارس على مستوى عال من المنافسة والتنظيم، كل تلك المشاركات كفيلة باستقطاب مشاهدين بالملايين، هذا بخلاف الأخبار العربية والعالمية التي يمكن أن تبث على هذه القناة بشكل يومي، إضافة لبعض البرامج التي يمكن إنتاجها محلياً مثل الاستديو التحليلي قبل وبعد كل مباراة محلية أو خارجية، وبرامج النقاشات المفتوحة التي يمكن من خلالها مناقشة مشاكل الرياضة السعودية، وغيرها من البرامج الرياضية والتي يمكن أن تغطي ساعات البث حتى لو امتدت لـ 24ساعة في اليوم.

والله قهر
نتحسر كثيراً عندما نشاهد دولاً أقل منا تواجداً على الساحة الرياضية الدولية وأقل منا إنجازات على جميع المستويات وأقل منا حباً للرياضة وتمتلك قنوات متخصصة في الرياضة ونحن لا نملك سوى برنامج مدته ساعة (لا وحاسدينا عليه).
أتمنى أن يتحمس المسؤولون في الرئاسة العامة لرعاية الشباب والمسؤولون في وزارة الإعلام لهذا الموضوع بشكل يجعل هذه القناة ترى النور بأسرع وقت ممكن، فكلنا شوق وتلهف للعودة من جديد لمتابعة نشاطاتنا الرياضية على شاشة سعودية، بدل متابعة برامج ثقافية من نوع رولا على الهوا وما إلك إلا هيفا وبرجك إيه!!

تعبنا ورددنا هنا مثل هاالكلام ولكن لا حياة لمن تنادي.

يا اخي والله هذا حلم كل سعودي

لكن اعتقد ان القناه الرياضيه السعوديه صارت من المستحيلات

كلام راااااااااااااااائع أستاذ تركي ........

شكراً